أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان بديع - متلازمة -الإنسان المعطاء-














المزيد.....

متلازمة -الإنسان المعطاء-


حنان بديع
كاتبة وشاعرة

(Hanan Badih)


الحوار المتمدن-العدد: 7998 - 2024 / 6 / 4 - 16:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هناك من يعطي بقدر ما يأخذ فقط، وهناك من يعطي ولا ينتظر المقابل، لكن العطاء بلا مقابل إذا كان مجهداً ومستمراً قد يدفع بالإنسان إلى حافة الاستنزاف.. هذا الاستنزاف تبدو بطلته في معظم الأحيان المرأة بجدارة.. المرأة التي تشعر بالاحتراق النفسي دائماً وأبداً.
لكن، لماذا تتعرض النساء للاستنزاف بنحو مختلف عن الرجال؟
وهل يعرف الرجال ويدركون حجم الضغوط التي تتعرض لها زوجاتهم أو بناهم أو أخواتهم في محاولتهن تلبية الإحتياجات والتوقعات المطلوبة منهن كالتزام أخلاقي؟
في العادة لا يفعلون لأنهم يحتفظون بتوقعات معينة يبدو التنازل عنها أمراً مستهجناً!
لذلك عادة ما تستهلك المرأة ذاتها وترهقها في محاولة تقليل الفجوة بين الواقع والمتوقع. نعطي ونعطي بلا حدود لنرضي التوقعات ربما حد الانسحاق أحياناً.
في الواقع أن هذه العادة إذا استمرت تصنع ما يسمى بمتلازمة "الإنسان المعطاء" وهي تبدو كمرض ابتلي به البعض بحيث أنه تجذر عميقاً جداً وسوف يتطلب التعامل معه وعلاجه وقتاً وجهداً كبيرين،،

صحيح أن العطاء يؤدي إلى الحبّ ويعبر عنه، حتى إنّه العطاء يوصف كعلاج نفسي يعزز الصحة النفسية والجسدية، كما ويعدّ العطاء مسؤولاً عن توليد الانفعالات الإيجابية المنشطة كالفرح والشعور بالحب ويزيد من ارتفاعها
حتى أصبح للعطاء علم يسميه الغرب علم الجود Science of generosity !
إلا أن بعض الأشخاص قد يفرطون في العطاء ليصبح فيما بعد حقاً مكتسباً وفرضًا على مقدم العطاء لا يجب أن ينتظر عليه مقابل أو تقدير، فلماذا نقع ضحية هذا "العطاء غير المشروط"؟
إنه الألم الناتج عن النقد الذاتي والذي نسببه لأنفسنا، خاصة إذا امتنعنا للحظة عن العطاء اللامحدود أو اضطررنا لقول كلمة
(لا)..
لقد شهدت العشرون عاماً السابقة زيادة في الأبحاث التي أوضحت قدر التحسن الذي يشعر به الأفراد عندما يقللون من نقد الذات ويزيدون من التعاطف مع ذاتهم. وبالاتالي يتمكنون من وضع حد للعطاء اللامتناهي.
ذلك لأن متلازمة الإنسان المعطاء تقتلنا ببطىء، حين نحاول جاهدين العناية بأنفسنا وتجربة كل صيحة جديدة للعناية بالذات لكننا نخوض بذلك معركة نفسية مع متلازمة تصر على أن العناية بالذات فعل أناني، لذا يتفاقم الوضع سؤٍا حين نتلقى المزيد من العقاب سواء من الآخرين أو من ذاتنا لأننا تجرئنا على الاهتمام بها!!
وفي كتاب يتصدى لمعاناتنا مع الاستنزاف العاطفي والجسدي بعنوان (هل أنت مستنزفة)؟ جاءت خلاصة النصيحة لمن يعانين من متلازمة الإنسان المعطاء: بأن الاعتقاد المعدي بأنك ملزمة أخلاقياً ببذل كل ذرة من إنسانيتك في سبيل دعم الآخرين مهما كلفك هذا على المستوى الشخصي تنمو وتزدهر في ظل النظام الأبوي، والحل في تحطيم النظام الأبوي كما ترى مؤلفتا الكتاب الشقيقات إيميلي ناجوسكي واميليا ناجوسكي!
لم لا، ربما عن على حق، فعندما نتغير نحن لابد وأن نغير العالم وهذا بحد ذاته فعل ثوري لأننا ببساطة جزء من هذا النظام الإجتماعي سواء كنا جناة أو ضحايا.



#حنان_بديع (هاشتاغ)       Hanan_Badih#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيكولوجية الإبادة الجماعية
- عقيدة البشر الملائكيين
- -هكذا هي الحياة-!!
- لهذا نهرب إلى الضجيج
- النهايات السعيدة للقصص والحكايات
- هل نحتاج إلى بعض العزلة؟  
- الفأر كائن يستحق التكريم
- سر الشعب الجبار
- السفر عبر الزمن
- هل الحياة قصيرة حقاً؟
- لنعود بالزمن
- لنعود بالزمن ونتخيل 
- همومنا وهموم الآخرين
- الهروب من اللحظة
- في التخلي التجلي
- رسائل الكون الخفية
- الذكاء الاصطناعي إلى أين يأخذنا؟
- سلامنا الداخلي
- إنها الأسئلة الوجودية
- ماذا يعني أن نموت؟


المزيد.....




- الأشخاص الأكثر عرضة للجلطات أثناء السفر بالطائرات
- Acer تتحدى آبل بحاسب مميز
- جيمس ويب يرصد ضوءا -مستحيلا- من فجر التاريخ
- تحديد خلايا جديدة في العين قد تفتح آفاقا لعلاج العمى
- تحديات جوهرية تواجه تطور الذكاء الاصطناعي
- في غضون عامين يمكن لترامب أن يدير ظهره لروسيا
- الجيش الأوكراني يستعد لعدوان
- اكتشاف علاقة بين أمراض القلب والتغيرات الدماغية
- بدء مفاوضات بين روسيا وأميركا بشأن -المعادن النادرة-
- ما الأضرار التي تسببها منتجات التنظيف؟ وهل يمكن استبدالها؟


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان بديع - متلازمة -الإنسان المعطاء-