أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ادم عربي - الطبيعة كما تقدم نفسها إلينا!














المزيد.....

الطبيعة كما تقدم نفسها إلينا!


ادم عربي
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 7998 - 2024 / 6 / 4 - 12:23
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الطبيعة تُبْهِر الإنسان بما تَعْرِضُه من ظواهر وأحداث ونظام وقوة، وبما تُنْشِئُه من أشياء. إنَّها في كلِّ ما تَفْعَلُه وتَخْلِقُه، تُعْلِنُ لنا: هذه هويتي؛ وهذا واقعي؛ وهذه صفاتي؛ لم أتغير منذ البدء، ولن أتغير إلى النهاية؛ لا خيار لي إلاَّ أنْ أكون على هذا الحال؛ تَعَلَّموا مني وتَعَرَّفوا عليَّ كما أنا، دون زيادة أو نقصان؛ فأنا إما أَكُون على هذا الحال، أو لا أَكُون على الإطلاق.

الإنسان يَتَكَبَّر ويَتَمَرَّد ويُعاند، وكأنَّه لا يُريدُ الاعتراف . لقد اعتبروا وتصوروا الطبيعة كأنَّها شيء مَيِّت، جامِد، خامِل، عاجِز سَاكِن، ضَعِيف، لا تَسْتَطِيعُ أنْ تكون على هذه الحال إلاَّ بـ قوى، من بَعِيدٍ عنها، ومن خارجها وليستْ من جنسها ومن عَكْسِ طَبِيعَتِها، تُمْنِحُها كل ما نَشَاهِدُه فيها من قوى وصفات ونظام…

اعتبروها وتصوروها كأنَّها ذاك التمثال من الطِّين اللازب، لن تَدُبَّ فيه الحياة إلاَّ إذا نُفِخَ فيه من الرُّوح الأسمى.

هم كالذي نظر إلى مغناطيس يجذبُ الحديد نحوه، فقال: هذا مُسْتَحِيل، ولا يُمْكِن أنْ يَكُون، بدون سبب؛ فـ المغناطيس بذاته لا يَفْعَل هذا؛ لا يَسْحَب إليه الحديد؛ ولابُدَّ أنْ يَكُون هناك ما أَوْلَاه إلى هذه الحال، وبهذه الصفة.
أينَ الخلل؟

في التصور (العقلي والذهني) يَكُون الخطأ؛ فَهُمْ افتَرَضُوا الطبيعة بما جَعَلَهم عاجِزِين عن إدراكها، وبما دَفَعَهم، بعد ذلك، إلى القبول بالمعجزات؛ ولو نَظَرُوا إلى الطبيعة كما تُظْهِرُ لنا هي ذاتها، لَمَا اختَلَطَت أفكارهم، وانقَلَبَت أبصارهم.

هم لم يَرْضُوا إلاَّ أنْ يَنْظُرُوا إلى الطبيعة بـ عَيْنٍ ، لا تَعْكِسُ لهم منها شيئاً؛ وهذه العَيْن هي إنَّما الصورة الذهنية. وأنتَ تَكْفِيكَ نَظْرَةٌ إلى الطبيعة بـ عَيْن هذه الصورة لِتُؤْمِنَ بـ الرُّوح سببا وعِلَّةً.

هذه هي الطبيعة كما تُظْهِرُ هي ذاتها لنا؛ فهل تَسْتَطِيعُونَ أنْ تُجِيبُوا على السؤال التالي: ما هي، وكيف تكون، الطبيعة إذا ما خُلِيَت من الرُّوح التي تُحَيِّيها وتُنْشِطُها وتُنَظِّمُها وتجعلها على ما هي عليه؟

هي الطبيعة تَسْتَغْنِي عن أيِّ شيء من غير جنسها لِتُخْرِجَ نجوماً وكواكب وكائنات حيَّة ومادة تُفكر وتَشْعُر، هي الدِّماغ الإنساني.

الخلل ليس في الطبيعة بل في كيفية إدراكهم لها والنظر إليها، وفي الصورة العقلية والذهنية التي صاغوها لها. هم كالذي يدعي وجود ماءٍ، قديم ،كان مِنْ قَبْل، لا يروي الظمآن إذا ما شربهُ، ولا يخمد اللهب إذا ما رشيناه عليه، ولا يُذيبُ السّكر إذا ما ألقيناه فيه، ولا ينقص الجسم شيئاً من وزنه إذا ما غطسناه فيه، لا يتبخَّربالحرارة، ولا يتصلّب بالبرودة.
ما هو هذا الماء وأين هو هذا الماء ، الذي لم يَمْتَلِكْ كل تلك الصفات حتى أَهْدَتْه إيِّاها الرُّوح العُلْيَا؟!.



#ادم_عربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تكون -الوحدة الجدلية العليا- بين الفلسفة والعلم
- الإرادة ما بين المثالية والمادية في الفهم والتفسير!
- نسبية الحقيقة لا تتعارَض مع موضوعيتها!
- الوحدَّةُ بينَ الفلسفةِ والعلم!
- شيءٌ في الديالكيك!
- التقويم الجدلي للتناقض في الشكل الهندسي لحركة التاريخ!
- كيف نتعلم الحوار!
- الأخلاق تتغير وفق نمط العيش!
- ما المنطق ومن أين جاء؟
- الفكرُ الماركسي في المنهجيةِ لا في الدغمائية!
- في جدل هيجل!
- الماركسية والالحاد!
- دَحْضَاً لحُجَج مُنكري ماركس!
- نظرية ُدارون من وجهة نظر الفلسفة!
- الاحتجاجات في الجامعات الامريكية!
- العقل المثخن بجراح التعصب !
- في يوم العمال العالمي ...تحديات وأزمات!
- في يوم المراة العالمي!
- في يوم العمَّال العالمي!
- بلنكن وحل الدولتين!


المزيد.....




- قضية فريدة من نوعها.. كيف تمكن هؤلاء اللصوص من سرقة خزنتين م ...
- الدفاع الروسية: الجيش الأوكراني خسر نحو 1980 جنديا خلال يوم ...
- -نهاية أمير حرب-.. كيف تفاعل السوريون مع مقتل أحد أبرز رجال ...
- تقرير: تزايد هجمات -داعش- في سوريا والعراق في النصف الأول من ...
- بعد هجوم تبناه -داعش-.. دول المنطقة تتضامن مع سلطنة عمان وتش ...
- دحض مفاهيم خاطئة عن السكر
- شرطة باريس تجلي مهاجرين من العاصمة قبيل انطلاق أولمبياد 2024 ...
- ترامب vs. مادورو.. نشطاء يقارنون بين فرق الحماية الأمنية (في ...
- قتلى وجرحى جراء خلاف عائلي في ريف القامشلي الشرقي بسوريا (صو ...
- إعلام عبري يحذر من سيناريو عسكري مصري لتوطين -شبح صينية-


المزيد.....

- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ادم عربي - الطبيعة كما تقدم نفسها إلينا!