أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آرام كربيت - هواجس ثقافية وفكرية 192















المزيد.....


هواجس ثقافية وفكرية 192


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 7997 - 2024 / 6 / 3 - 09:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأخوان
الأخوان المسلمين حولوا الدين الإسلامي إلى أمة، قسرًا.

امريكا
جاءت الأحزاب في الولايات المتحدة على مقاس الدولة الأمريكية تحديدًا والنافذين فيها، ممثلي الشركات الاحتكارية كالبنوك والنفط والسلاح وغيره.
هي ليست أحزاب، هذه التسمية ظالمة، أنهما، الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري، ودائع أو أسهم في الشركات في شبكة علاقات معقدة بين السياسة والاقتصاد في دولة مركبة بطريقة غريبة، لا نعرف إن كانوا أحزاب أو شركاء في هذه الدولة المعقدة من علاقات تجارية وسياسية معقدة.
بعد الآلفية الثالثة صعد على السطح شركات جديدة، طفيلية، غير منتجة، بدأت من رأسمال صغير وكبرت وأصبحت دول ضمن الدولة، تمتص من السوق أغلب الفوائض المالية كأمازون وكوكل والفيس بوك وتويتر واليوتوب، وغيرهم كثر.
لا يوجد أحزاب تعبر عن مصالح الفئات المتوسطة والفقراء، لا في البرلمان ولا في الحكومة.
الولايات المتحدة تتألف من طبقتين منفصلتين عن بعضهما، انقسام أفقي خطير، نخبة غنية جدًا تحوز على المليارات وهي الفاعلة في الشأن الداخلي والخارجي، وطبقة الفئات المتوسطة والفقيرة.
لا اعتقد يوجد في العالم كله وعبر التاريخ كله هذا الشكل من الدولة والمجتمع.
إن انهار الاقتصاد أو ضعف أداءه سنكون أمام كارثة عالمية

الرووضة
درست الروضة والحضانة وجزء من الأبتدائية في مدرسة اللواء الخاصة للأرمن الأرتذوكس في الحسكة.
لم أكن أحب الدراسة إطلاقًا، لكن هذه المدرسة كان لها هيبتها في نفسي، كنت أحبها، مسحور ببناءها، باحتها، صفوفها، إدارتها، كنيستها، غرفة الآذن.
كنا في زمن الاستقلالات عن الاستعمار، زمن الفرح الذي لا حدود له، والأناشيد الوطنية، والحرية، وزمن الطفولة البريئة.
أناقة المعلمات كان يثيرني، يدخل البهجة إلى قلبي، والغرابة في عقلي، ويدخلني في بوابة الحكايات المجهولة، يجعلني أسرح وأسرح مع أشكالهن الجميلة. وأكثر ما كان يثير استغرابي، تسريحة شعرهن اللامع، كما نراه في تسريحة أم كلثوم، تسريحة السد العالي.
رائحة المدرسة ما زالت في ذاكرتي، أناقة الأطفال الصغار، ثيابهم الجميلة الملونة، أحذيتهم البيضاء، نظافة أيديهم ووجوههم وثيابهم، وصداريهم الزرقاء الفاتحة أو الكحلية.
في كل صف كان عدد التلاميذ بحدود الثمانية.
مدرسة الأمل كانت بجانب مدرسة الشهداء الخاصة للأرمن الأرتذوكس، اعتقد كانت مقابلنا. كنت أذهب وأحضر سينما صامتة في المدرسة في فترة الصيف في العام 1968 طمعا بشيء فيلم حلو، لكن هيهات.
في تلك الفترة لم يكن لدى أهل محافظة الحسكة، الجزيرة السورية، بث تلفزيوني.
لكنها كانت أيام جميلة كتير وبسيطة.
رأس العين كانت مدينة صغيرة كتير:
شارعين، شارع الكنائس وشارع القادم من المحطة باتجاه الحسكة.
جاء البث التلفزيوني في نهاية العام 1976 م

تجربة الحرب
إن التجربة القاسية للإنسان كالحرب أو السجن أو الغربة تضعه أمام نفسه وجهًا لوجه، للاسئلة الوجودية والذاتية، للعلاقة مع الذات والموضوع، لنفسه وللآخر المختلف.
أغلب الناس يعيشون حياتهم الطبيعية برتابة وتكرار، بمعنى، أغلبهم يكونون غير مستعدين نفسيًا للتحولات العميقة الذي من الممكن أن يطرأ على حياتهم أو عالمهم، لهذا عندما يتعرضون للتحولات أو الانقلابات الجذرية ينفصلون عن أنفسهم ويعيشون حالة ضياع.
إنه يتعرض للإنكشاف أمام نفسه أولًا، للتعرية، للهشاشة، للوجع والألم، للانفصال عن الذات والموضوع، عن المكان المألوف الذي تحطم وتبدد كرياح ساحقة وباقية ومستمرة.
كل شيء فيه اقتلع عن جذوره، وتزعزعت ثقته بنفسه ووجوده.
إنه عائم، في المكان والزمان، ليس على الأرض وليس في الفضاء.
إنه ضائع ومشوش، والاتجاهات لديه غائبة.
يبدأ برؤية هذا العالم وإنسانه من موقع الفاحص المراقب، الكاشف للخلخلة النفسية الذي هو فيها، للرضة التي تعرض لها أمام نفسه وأمام عالمه الجديد القاسي جدًا.

في الجيش
في النصف الأول من الثمانينات كنت في الجيش. التقيت بمئات المجندين المجبرين على خدمة العلم.
كان الكثير منهم يتمنى في قرارة نفسه أن يصبح حاجبًا لدى ضابط ما.
والكثير منهم يحسدون زميلًا لهم أصبح حاجبًا.
والمرافق للضابط تراه يركض مثل السهم ليصل إلى الباب ليفتحه لسيده. وهكذا هو حال الحارس أو السائق أو الذي يقدم القهوة أو الشاي أو غيره.
هؤلاء الشباب كانوا يشعرون باللذة وأحيانًا تصل هذه اللذة إلى الرعشة الجنسية عندما يركع إلى ما تحت حذاء الضابط.
في حقيقة الأمر كان يراه إلهًا يسجد ويركع له.
كنت أرى وأشاهد وأسمع مظاهر الفخر لهذه المازوخية والابتذال.
السؤال:
ـ الا تحتاج هذه الظاهرة إلى دراسة وبحث معمق عن سبب نشوء أجيال ذليلة رخيصة الروح والضمير والقيمة الإنسانية والمعنوية؟
ـ لماذا يتلذذ الشباب في الانبطاح، ويتحول إلى ممحون جاهز لتلبية رغبة سيده المريض مثله؟
ـ من الذي خلق في عقل وقلب هذا الشاب في أن يتحول إلى مجرد حذاء برغبة ذاتية؟
لو كنتم ترون عقد الدونية في أسلوب وممارسات هؤلاء الشباب لعرفتم لماذا لا نستطيع أن نبني علاقات سوية مع أنفسنا ووطننا ومحيطنا.
العلاقات السوية المتوازنة تحتاج إلى الوعي الكامل بالنفس والآخر
علينا الدخول إلى البنية النفسية للإنسان الذي يرغب من كل قلبه أن يكون دونيًا ذليلًا، الحاجب أو السائق مجرد واجهة للوصول إلى هذه المكانة التي تتقاطع مع نفسيته وخضوعه.

أردوغان
لا يوجد من يتكلم عن أردوغان بكلمة واحدة، حول تمويل نظامه للمنظمات المسلحة في سوريا، المدفوعة الأجر من أموال المافيا التركية المرتبطة بالمخابرات التركية والدولة التركية.
السبب، لأن هذا الرجل، الأردوغان، يتاجر بالدين الإسلامي ويلعب على عواطف المسلمين الهائجة دائمًا، ولأن الأخوان المسلمين داعمين له مهما كانت الأساليب والطرق التي يتبعها، ولأنهم يشكلون العقل الجمعي للمجتمعات العربية والإسلامية.
كلاهما، الولي الفقيه والخليفة، يتاجران بالمخدرات باسم الدفاع عن القضايا العربية، فلسطين، الجوكر في اللعبة، كما يقول مظفر النواب، كلاهما في أحداث غزة تحولا إلى فئران عندما تعلق الأمر بإسرائيل.
أردوغان في أحداث كاراباخ أصبح الناطق الرسمي باسم حكومة أذربيجان، مولها بالسلاح والدعم اللوجستي والمسلحين، والخرائط والمسح الطبوغرافي، وطائرات الدرون، وكان وراءه الهياج الإسلامي العارم لإنهاء الأرمن.
أنظمة مأجورة وشعوب خارج التاريخ، وهذه الأخيرة، يعيشون التناقض وراءه تناقض، ويتدخلون في كل شيء ولا يعرفون أي شيء
المشكلة ليست في أردوغان، هذا الرجل منسجم مع نفسه، مع المافيا العادية، والمافيا السياسية، يريد السيطرة على دولته، وتأبيد بقاءه في السلطة، وكمان هذه مشكلته أن يحول بلده إلى مكان لتأمين مكانة المافيا التي تخدمه وتخدم نظامه.
المشكلة عندنا، عندما نرى واحد مثل رئيس تركيا يخرب بلدنا ونجلس أمام حذاءه ونمدحه ونكيل له الثناء مهما فعل، المهم أن صفته مسلم مؤمن.
رئيس المافيا التركية، سادات بكر، ملأ الشاشات العالمية عن تعاونه مع الدولة التركية، لكن العرب المتضررين لم نسمع منهم أية إدانة لتسليحها المخربين لبلدنا، أين الائتلاف المخصي؟ لماذا هو باق في تركيا؟ لماذا هو صامت هذا المأجور؟

الرواية
اعتبر أفضل الرويات العربية التي سلطت الضوء على حقيقة الواقع العربي هما، رجال تحت الشمس للروائي الفلسطيني المبدع غسان كنفاني، وحين تركنا الجسر للروائي عبد الرحمن منيف.
الروايتان تخترقان العقل العربي، النفسية العربية.
ابو الخيزران، النظام العربي المهزوم، المخصي في حرب فلسطين العام 1948، يقود القضية الفلسطينية إلى المزبلة بعد أن يسرق ثياب الأجيال الفلسطينية ويرمهم عراة ميتة الكلاب، بصمت كصمت الأموات.
أما رواية حين تركنا الجسر فهي تشير إلى نفسية الإنسان المهزوم، الذي لا يعرف استخدام السلاح ولا يعرف شغله، ولا يعرف أين الله حطه.
يذهب زكي النداوي إلى الصيد، وهو لا يعرف استخدام أدوات الصيد، ولا زمن تحليق الطيور، ولا أزمان رحيلهم ولا نوعية طيور المنطقة الجالس فيها.
هناك الفارق بين العقل في بلادنا والعقل الغربي، هذا الأخير يتقن عمله بدقة شديدة.
لم يفهمها الفرنسيون.
رواية عظيمة تشرح الواقع السياسي العربي والأنظمة التي تصدت لإسرائيل بالمشرط منذ تأسيس هذه الأخيرة وإلى اليوم، كلهم تاجروا بهذه القضية لتثبيت موقعهم في السلطة وإلى اليوم.
واليوم برزت دول خارج المحيط العربي كإيران وتركيا وحزب الله وحماس، تجار كذبة جدد. ابو الخيزران رجل مخصي فقد خصيته في حرب العام 1948 اراد الذهاب إلى الكويت فاخذ معه ثلاثة أجيال، يافع وكهل وشيخ، اختنقوا في الصهريج، يشير الى الأجيال الفلسطينية والعربية الذي رماها ابو الخيزران على المزبلة بعد أن جردهم من ثيابهم وسرق ما كان في حوزتهم واكمل طريقه. أليس هذا ما يحدث في عالمنا العربي؟

السلطنة
الكثير يبكي وينوح على فراقه عن السلطنة العثمانية، وكأن هذه السلطنة كانت جنة الله على الأرض؟
الدولة سقطت بالكامل في 18 تشرين الثاني العام 1918. ودخل الأنكليز استانبول واحتلوها.
على ماذا كنتم تبكون أيها الاطفال الصغار؟ وعلى من كنتم، وما زلتم تكذبون؟
التنظيمات الإسلامية البايخة تريد أن تصور لنا أن اتفاقية سايكس بيكو هي السبب في هذا القطع مع الرحم الأم، الدولة العثمانية. لا يا شاطرين، سايكس بيكو كان تحصيل حاصل.
هذه الدولة دخلت في حرب الأمبرياليات في العام 1914 أو ما يسمى الحرب العالمية الأولى، وهي دولة طرفية ضعيفة ليس لها ناقة أو جمل في هذه الحرب إلا في رؤوس جماعة الاتحاد والترقي الحار، الحكام الأصليين للدولة في تلك الفترة.
الاتحاد والترقي كانوا مجموعة زعران، خسروا البلقان كله في العام 1912 و1913، وفظعوا بالجميع
ممكن تقولوا لنا يا إسلامويين، شو هي إنجازات السلطنة العثمانية على مدى أربعمائة عام في المجال السياسي، القانوني، الاجتماعي الاقتصادي؟
بدأت الدولة العثمانية تضعف مع بداية عصر النهضة الأوربية، منذ مجيء السلطان سليمان القانوني، وبدأ الإنحدار إلى أن وصلت إلى الحضيض.
كانت دولة مهترئة من الداخل، اعتمدت على الغزو والحرب للحصول على الفوائض المالية من البلدان المنكوبة التي دخلها جيش آل عثمان، وتوزيع هذه الفوائض على النخبة الحاكمة.
إدخال الإصلاحات بدأ في نهاية القرن الثامن عشر على يد السلطان مصطفى الثالث، وبعده محمود لثاني، بيد ان السلطان عبد الحميد الثاني عطل الإصلاحات، وقتل ابو الدستور مدحت باشا بعد نفيه الى السعودية. وتحول إلى مستبد لديه جنون الارتياب، ملأ الدولة والمجتمع بالمخبرين والفاسدين.
إن احتلال سوريا على يد سليم الاول كان حاجة اقتصادية سياسية، الوصول إلى طريق الحرير وخطوط التجارة. أي لم يكن لسواد عيونكم يا مسلمين وسوريين وعرب.
كان الاحتلال لحاجات سياسية واقتصادية لآل عثمان.

الثروة
أقل من واحد في المئة في الولايات المتحدة يحوز على الثروة والنفوذ والمكانة والسلطة.
وهناك احتقار شامل للإنسان في هذه البلاد، وعدم الاهتمام بمطالبه، خاصة أن هناك أربعين مليون عاطل عن العمل يعيشون في ظروف صعبة.
الانتفاضة هي نتاج تراكم مطلبي متقادم، تحت السياسي، لغياب السياسي، اجتماعي اقتصادي سياسي، أي أن الناس لا يخرجون إلى الشارع لأنهم بطرانين ومبسوطين ويريدون أن يتظاهروا ويحرقوا أو يسرقوا.
الانتفاضة هي نتاج وجع سياسي عميق، الوجع الصارخ دائمًا جذره سياسي، تعبير عن الألم والحزن، عن التهميش والقلق والخوف الوجودي من المستقبل.
ما رأيناه على شاشة التلفزيون، ينذر بانقسام اجتماعي طبقي، هذا التراكم ربما يدمر الدولة الأمريكية، لأن هذه الأخيرة، ودول العالم الغربي لم يدخلوا إصلاحات حقيقية على الدولة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ولم ينزلوا إلى مستوى الشارع أو احترام مطالبه.
هناك ترهل على مستوى المؤسسات والقوانين والدستور.
ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان أو بالقانون الأعرج.
الإنسان العادي تغير تغيرًا جذريًا، لديه، لديه وعي لمصالحه في العالم كله، وليس حلًا اللجوء إلى القمع الشديد أو القتل أو الدهس أو الاحتقار.
إذا لا تنزل الدولة إلى جذر التراكم في القاع، في الطبقة المسحوقة، لن تنحل المشكلة. القمع سيؤجل الانتفاضة أو الثورة.
نامل أن تتعلم الدولة الأمريكية الدرس من الشارع، وتعمل على إصلاح ذاتها مع مجتمعها. إن لا تتصرف كما يتصرف حكام العالم الثالث المستبدين أو البلدان الاستبدادية كالدول العربية أو الصين أو روسيا.
وكفى اللجوء إلى البحث عن التسيد السياسي العالمي على المستوى الاستراتيجي، فالبيت الخربان من جوا، من الداخل، يحتاج إلى إعادة البناء، وتشجيع دول العالم على السير في اتجاه إعادة الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية للناس على مستوى العالم.
أنا أرى أن الناس لم يعد يخافون من الموت، ولنا في الدول العربية وأفغانستان عبرة لمن اعتبر، دمرت بلدان كاملة، بيد أن الصوت ما زال عاليًا

الأخبار
من النادر أحضر الأخبار، لكن لدي رؤية عامة لما سيحدث في المستقبل.
بالتدريج ستتحول الدول العربية إلى دول فاشلة، هذا أولًا، بدأوا بالعراق بعيد دخول الولايات المتحدة فيها بعد سقوط الاتحاد السوفييتي مباشرة، يبدو أنهم كانوا في عجلة من أمرهم.
لدينا الأن خمس دول فاشلة، اليمن وسوريا والعراق وليبيا ولبنان، وعما قريب سيتدخل النظام الدولي عبر أذرعه المفتوحة، تركيا وقطر والسعودية والأمارات، في السودان الملتهب والجزائر، سيدعمون النظام والمعارضة بالسلاح، وسينهك الطرفان إلى أن تتحول الدولة إلى لحم مهترئ.
وسيمتد الخراب ليشمل كل دول آسيا وبعدها أفريقيا ثم أوروبا.
إنها حرب العالم الجديد على العالم القديم، بتواطئ ومباركة حكومات وأنظمة آسيا وأفريقيا وأوروبا.
إننا أمام واقع مزري وملوث، أن تتعاون جميع الدول على تخريب بلدانهم لمصلحة تعويم النظام الدولي، لتتحول في النهاية، الرأسمالية كنظام إلى دولة عالمية واحدة.
هذا نهاية المطاف، بعدها لا أعرف ماذا سيخبئ القدر لنا من كوارث.
إن الحرب على الإرهاب، حرب كاذبة، ستبقى مشتعلة، حرب مستمرة على تدمير الحياة وأخضرار الأرض والماء والسماء والوجود.
هل هناك بدائل، بالطبع هناك بدائل، هذا مرهون بقدرة الشعوب على كسب الصراع واحتكاره لمصلحتهم.



السلطة وجدت لإدارة العبودية، لإعادة إنتاجها، وستستمر في أكل الدولة والمجتمع إلى النهاية، إلى أن تحول الارض إلى جرداء قاحلة.
لا سيد لها ولا عدو، ولا تلمس في اليد ولا رائحة لها ولا ملمس، بيد أنها أداة طيعة في يد من يديرها.
إنها كالرهوان تسحق الزرع والضرع، الأرض والسماء، ولن تتوقف إلا إذا حولت الحياة والطبيعة والإنسان إلى يباب.
والمأساة الكبرى هو تحول رسنها إلى آلة، تقنيات متطورة جدًا، لهذا سيكون أكلها للدولة والمجتمع أسرع وبخطوات أسرع فأسرع.
إنها منفصلة عنا، وتسير حياتنا وتسهر على عبوديتنا وقهرنا وخضوعنا ودمارنا، ولا بديل عنها، إنها الخصم والحكم.
ولن تتركنا إلا حطام

البناء النفسي
لنتذكر أن البنية النفسية للإنسان في البلدان الهشة سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا ضعيف وهش وقابل للانهيار في أي لحظة.
وإن البلدان الاستبدادية اجتماعيًا وسياسيًا لا يمكنها إنتاج إنسان متوازن وقوي، لا يهتز أمام الظروف الصعبة أو ينكسر.
وإن أغلب العلاقات الاجتماعية بين الناس فيها إشكالية، علاقات مزعزعة، كعدم الثقة ببعضهم أو الاحترام المتبادل أو لا تخضع للتراتبية والانتماءات الشكلانية كالمال والمكانة والمنزلة.
نحن بحاجة إلى ثورة على المفاهيم الماضوية ذات الإنتاج الطويل للدولة الاستبدادية.
البنية النفسية الهشة الضعيفة تتعرى، وتنكشف في المنعطفات الخطيرة والصعبة والأحداث القاسية، أي عندما توضع في شروط مخالفة عما كان عليه في السابق
ربما يعيش الإنسان حياته كلها دون أن يدري أو يعرف شخصيته او تموضعات بنيته الضعيفة أو هشاشتها.
الإنسان الضعيف يبان عندما يتم إغراءه ماليًا أو مكانة أو منصبًا، أو عبر الرغبات
الأخرى، أو عندما يعرض عليه رشوة كبيرة أو مال سياسي ويقبل ويسير مع التيار.
في السنوات الأخيرة اكتشفنا الكم الهائل من السقطات أو السقوط لقامات كبيرة كنّا نظنها إلى البارحة محصنة وقوية ورافعة ثقافية وفكرية وسياسية للمجتمع والدولة المنشودة القادمة.
وسقط معها أحزاب كبيرة وصغيرة، هذا إن يدل على شيء أنما يدل على الخواء الفكري والإنساني والفراغ الروحي والنفسي الذي كانوا يستندون عليه.
الإنسان القوي لا يسقط أمام الإغراءات مهما كانت، نذهب مع قول المثل:
تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها.

عن الإبادة الأرمنية
اشعر بالإرباك والتوجس عندما تعترف دول كبيرة بالإبادة الأرمنية. كنت أتمنى لو أن الحكومة التركية تقدم على الاعتراف بها حتى تفوت على الأخرين التدخل في شؤونها الداخلية وتوفر على نفسها وضحاياها الأرمن الآثار السياسة الكارثية التي ستقع في الأيام والسنوات القادمة سواء على الأتراك أو الأرمن.
إن معالجة القضية القومية الكردية والأرمنية هي مهمة الدولة التركية وعليها ان تلجأ إلى الوسائل السياسية في حل أزمة وطنية عميقة جداً بدلا من العنف.
المنطقة تمر بظروف خطيرة جدا ولا استبعد أن تتمزق تركيا في السنين القادمة. لهذا أقول, ما زالت هذه الدولة قادرة على ترميم الوطن التركي وتحصينه من الخراب القادم عبر بناء قيم العدالة وانصاف حقوق القوميات الأخرى.

قناعاتك
من حقك أن تمارس قناعاتك عندما تكون سيد نفسك, عندما تكون حراً, في بلد حر يصونك ويحافظ على مكانتك وكرامتك ووجودك.
لا يمكن أن تكون حرًا وأنت مستلب الإرادة والقيمة الإنسانية ومشوش الذهن وضعيف, ولا تتحكم في قرار حياتك ومصيرك.
حريتك الشخصية يفترض أن تكون مقدسة, دافع عنها قدر استطاعتك, ولا تخضع لكائن من يكون سواء في الأرض أو السماء.

الروافع
التحولات السياسة الاستراتيجية رافعة للكثير من المفاهيم, وبيئة حاضنة لهم.
البيئة السياسية, مصالح النخب المالية والنفوذ والسلطة, تحتاج إلى تفعيل مفهوم ما أو إزاحته من التداول حسب متطلبات السوق السياسية.
كان الدين فعالا في أوروبا القرن السابع عشر, فتحول إلى القومية في القرن الثامن عشر, وإلى الوطنية في القرن التاسع عشر, والنازية والفاشية وغيرها من الايديولوجيات الكبيرة في القرن العشرين.
البيئة السياسية تضع الإنسان أمام خيارات الهوية, لتأكيد انتماءه إلى هذه الجهة أو تلك, للتمايز, للتمييز, لتكريس الانقسام الاجتماعي في العمق, لتعميق انفصال الكيانات الإنسانية عن بعضهم البعض.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس سياسية ويستفاليا ــ 191 ــ
- هواجس نفسية وثقافية ـ 190 ــ
- هواجس ثقافية وأدبية وسياسية 189
- هواجس ثقافية 188
- هواجس ثقافية وأدبية ـ 187 ـ
- هواجس ثقافية وفكرية ـ 186 ـ
- هواجس ثقافية وفكرية 185
- هواجس ثقافية ـ 184 ـ
- هواجس سياسية وثقافية 183
- هواجس ثقافية وفكرية 182
- هواجس ثقافية ـ 181 ـ
- هواجس ثقافية 180
- هواجس سياسية ـ 179 ـ
- هواجس متنوعة ـ 178 ـ
- هواجس الثقافة ــ 177 ــ
- هواجس ثقافية ـ 176 ـ
- هواجس ثقافية وأدبية 175
- هواجس ثقافية ـ 174 ـ
- هواجس ثقافية ـ 163 ـ
- هواجس فكرية وثقافية وسياسية 162


المزيد.....




- جدل في مصر بعد اعتماد قانون يمنح القطاع الخاص حق إدارة المست ...
- غزة.. الحياة تستمر رغم الألم
- قبل المناظرة بساعات.. ما ينبغي أن يتجنبه كل من بايدن وترامب ...
- المجر تُعيق إصدار بيان مشترك لدول الاتحاد يندد بحظر روسيا لو ...
- خبير ألماني: أربعة أو خمسة أطفال يموتون من الجوع يوميا في ال ...
- البيت الأبيض: لا نعتزم إجبار كييف على تقديم تنازلات إقليمية ...
- نيبينزيا: كييف دمرت أكثر من 1000 مؤسسة صحية وتعليمية وقتلت م ...
- نتنياهو يرد على انتقاد غالانت والبيت الأبيض يعلّق
- الحوثيون والمقاومة العراقية تستهدفان سفينة إسرائيلية في مينا ...
- وزيرا الخارجية المصري والتركي يبحثان هاتفيا العلاقات الثنائي ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آرام كربيت - هواجس ثقافية وفكرية 192