بسمة الصباح
الحوار المتمدن-العدد: 7997 - 2024 / 6 / 3 - 08:31
المحور:
الادب والفن
قصة قصيرة
خرجت مسرعة من بيتي لألحق بوسيلة النقل العامة التي تقلني لمكان عملي ..
فأنا أستيقظ مبكرا" كل يوم عندما يكون الليل مازال يلملم بقاياه ويستعد للرحيل مانحا" الشمس بهاء إشراقها..
و دائما"ما كانت الدقائق تغافلني وتسرع خطاها في الساعة المعلقة على جدار غرفتي ..
فأبدأ في تجهيز نفسي بسرعة لبداية يوم جديد في مدينة يسكنها الحزن والبؤس.
صادفت جاري دائم العبوس الذي كان يشيح بوجهه عندما يراني لسبب لا أعرفه ..
لكنه اليوم بادر بتحيتي على غير عادته وارتسمت على شفتيه ابتسامة عريضة ..
وبدأ ضميري يؤنبني لأنني ظلمته ؛حقا" لايجوز لنا إلقاء الصفات على الآخرين جزافا"..
غريب هذا اليوم منذ بدايته فالفرح كان باديا"على وجوه جميع من صادفتهم وحتى هؤلاء الاغراب الذين كانوا ينتظرون معي الحافلة وينظرون لي والابتسامة لاتفارق محياهم ..
كم هي الحياة جميلة إن كان من حولنا يشعر بسعادة وفرح وراحة البال؛وكم هو عظيم تأثير الابتسامة الدافئة في القلوب ..
دخلت مكان عملي بمعنويات مرتفعة تبعث في نفسي الأمل والتفاؤل ؛وألقيت تحية الصباح على زملائي في المكتب،
وكان صباحهم مشرقا"بمودة انتظرتها منهم منذ زمن وبادلوني التحية بابتسامات لطيفة ..
وأثناء استراحتي القصيرة من العمل لشرب فنجان قهوة نظرت لوجهي بمرآتي ،
وصدمت مما رآيته ؛ فقد نسيت لفافة شعري الكبيرة التي وضعتها على رأسي قبل النوم مازلت عالقة في شعري؛ولأنني كنت متأخرة في الصباح وبسبب انقطاع التيار الكهربائي لم أنظر إلى المرآة قبل أن أخرج من البيت..
وبدأت أعي بحرج شديد سبب هذه الابتسامات التي أحاطتني منذ الصباح .
وفي صباح اليوم التالي أثناء ذهابي إلى العمل لاحظتُ أن كلّ الوجوه في المدينة قد عادت إلى البؤس والتجهم من جديد ..
#بسمة_الصباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟