|
نتنياهو رئيس حكومة إسرائيل لم يصفع محمد السادس ، وإسرائيل الدولة ، لم تصفع الدولة المزاجية المخزنية البوليسية
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 7995 - 2024 / 6 / 1 - 16:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل تناوُل بنيامين نتنياهو Ben Jaman Netanyahou لخريطة الوطن العربي ، وبالنسبة للخريطة المغربية ، عرضها دون الصحراء الغربية . ان هذا العرض اعتبره العديد من المتتبعين ، والعديد من الملاحظين ، ضربة وجهها " نتنياهو " الى محمد السادس ، خاصة وان خريطة المغرب كانت مقصودة ، عندما عرضها رئيس الوزراء الإسرائيلي ، والصحراء الغربية تكتسي اللون الأبيض .. وفي التركيز واستعمال اللون المثير للملاحظة وللانتباه ، اعتقد الجميع انها كانت نكاية بمحمد السادس الذي " طبّع " مع " نتنياهو " ، وطبعا ذهب البعض ان هذا الحدث كان مقصودا ، لان دولة إسرائيل الديمقراطية ، تكون قد وجهت صلْية للدولة المزاجية المخزنية البوليسية ، التي ترتبط وجودها من عدمه ببقاء او استقلال الصحراء الغربية ، خاصة وان النظام عندما طرحها في بداية السبعينات ، كان يتوخى تجنيب نظامه السقوط ، وهو الذي كان معرضا لأكثر من سقطة ، شارك في بعضها الجيش ، كما انه استعمل الصحراء كضرع حليب يجلب الثروات التي تصب في صندوق النظام ، خاصة عائدات الفوسفاط ، والاسماك .. فهل تنكر Netanyahou لالتزاماته التي قد يكون قد اخذها على عاتقه ، وحملها محمل الجد .. والى هنا نحن نرى ان نتنياهو لم يلتزم بشيء وعاد عنه ، كما ان دولة إسرائيل الديمقراطية ، لم تلتزم بشيء للنظام المزاجي ، وللدولة المزاجية وتراجعت عنه .. فمن اين يستقي هؤلاء خرجاتهم ، بان نتنياهو بعرضه لخريطة المغرب مبتورة عنه الصحراء الغربية ، الذي تم تلوينها باللون الأبيض حتى تثير الانتباه ، صفع خد محمد السادس ، وان الدولة الإسرائيلية ، وبالأخص الحكومة الإسرائيلية التي رئيسها هو Ben Jaman Netanyahou ، صفعت خد الدولة المزاجية البوليسية ( بوليس رديء ) المخزنية ، وتكون الحكومة الإسرائيلية لم تفي بوعدها وبالتزاماتها ، بخصوص نزاع الصحراء الغربية ، للدولة المزاجية المخزنية البوليسية .. فمن اين جاء هؤلاء يشرحون ويغرقون في الشرح ، في ان Netanyahou التزم بالاعتراف بمغربية الصحراء ، وان الحكومة الإسرائيلية التي تتكون من مجموعة أحزاب منها حزب Netanyahou ، التزموا بمغربية الصحراء ، او كما يذهب النظام المزاجي ، معتقدا ان الحكومة الإسرائيلية التزمت بالاعتراف بمغربية الصحراء ، وان الصحراء من وجهة الحكومة الإسرائيلية ، أضحت مغربية . أولا يجب الانتباه ، الى ان إسرائيل لم تعترف ولم يسبق ان اعترفت بمغربية الصحراء ، وكانت في سبيل خلط الموقف وخلط الوضع ، تؤيد المشروعية الدولية ، متخندقة في صف الاتحاد الأوربي ، وفي صف الولايات المتحدة الامريكية اللذان يؤكدان على الشرعية الأممية . وكلنا يتذكر معارضة الاتحاد الأوربي القوية ( لاعتراف ) Trump ( بمغربية الصحراء ) ، والموقف الأكثر حرجا ، كان الموقف الفرنسي ، والموقف الاسباني .. واليوم اصبح الموقفان من نزاع الصحراء الغربية ، هو موقف الاتحاد الأوربي ، وهو موقف سيتبلور بشكل واضح ، عند اصدار محكمة العدل الاوربية لقرارها ، بخصوص الاتفاقيات المبرمة بين النظام المخزني المزاجي البوليسي ، وبين الاتحاد الأوربي .. فعلى ضوء القرار القضائي الأوربي المنتظر ، ستحدد اوربة موقفها الصريح ضمن الاتحاد الأوربي .. لا خارجه .. فانطلاقا من هذه الحقيقة التي تفهمها الدولة العبرية جيدا ، فهي تندمج مع كل ما يقرره الحلفاء من الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الامريكية ، الى كندا وسويسرا وروسيا الاتحادية ، والصين الشعبية ... لذلك سنجد موقف إسرائيل كان واضحا ، وقناعات Netanyahou السياسية تتماشى مع الموقف الأوربي ، وتتماشى مع المشروعية الدولية التي تركز فقط على حل الاستفتاء وتقرير المصير ، بنزاع الصحراء الغربية . اذن من اين جاء هؤلاء الجهابدة ، باعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء ، واعتراف Netanyahou كذلك بمغربيتها .. بل حتى عندما كان الوفد الإسرائيلي بالمغرب يبرم معاهدة " ابراها " ، لم يصدر عن الوفد أي تصريح يقضي بالاعتراف بمغربية الصحراء . لان مسطرة الاعتراف بالدول ، تقتضي مسطرة خاصة هي موافقة الدولة الإسرائيلية ، وليس تطمين احد وزراء الحكومة الإسرائيلية ، الذي يلقي بتصريح في أي مكان كان ، يقترح فيه مثلا مغربية الصحراء .. فالحكومة الإسرائيلية مكونة من عدة أحزاب ، والقرارات تتخذها حكومة الأحزاب المشكلة للحكومة ، ولا يتخذها وزير او حزب وزير ، فالاعتراف بالوضع القانوني للدول ، لن يكون له اثر إيجابي ، الاّ اذا اتخذ باسم الحكومة ، ومنه باسم الدولة الإسرائيلية ، او الامريكية ، او الاوربية . فمثل زلة Pedro Sanchez ، ظلت صيحة في واد ، لأنه لم يمررها عن طريق الحكومة ، ولكن تجاوز الحكومة عندما طرق باب الاختصاصات التي يعطيها الدستور الاسباني للملك ، في المعاهدات وفي الاتفاقيات الدولية ، وفي مجال الدبلوماسية والسياسة الخارجية .. ومع مرور الوقت ، سيموت تصريح Pedro Sanchez ، عندما ربط أي قرار في الموضوع ، بقرار الاتحاد الأوربي الذي تسمو قراراته على القرارات المحلية ، ولو انها تدخل في الاعمال السيادية للدول .. لم يسبق لدولة إسرائيل الديمقراطية ، ان اعترفت بمغربية الصحراء ، ولم يسبق لرئيس الحكومة الإسرائيلية ان اعترف بمغربية الصحراء .. لذلك فإسرائيل لا تعترف ولم يسبق ان اعترفت بمغربية الصحراء . ومن ثم يكون عرض رئيس الوزراء Netanyahou لخريطة الدولة المزاجية ، ومن دون الصحراء ، بالأمر العادي الذي يعكس طبيعيا موقف رئيس وزراء اسرائيل ، والحقيقي لموقف الدولة الإسرائيلية من نزاع الصحراء الغربية .. لكن ان اثارة اللون الأبيض لخريطة الصحراء ، كان شيئا ما مستفزا للملك ، ولدولته المزاجية . فكان عرض الخريطة بذاك الشكل منطقي ، يتجاوب مع قرارات إسرائيل ، لأنها رفضت الاعتراف بمغربية الصحراء. قد يدلي وزير إسرائيلي برأيه الشخصي في نزاع الصحراء الغربية ، وفي الوضع القانون للصحراء . وقد يكون الادلاء قد تم من طرف وزير الخارجية ، او وزير الدفاع .. فهذا الادلاء هو ادلاء شخصي ، يخص الوزير المعني ، ولا يخص حزبه ، فأحرى ان يخص موقف الحكومة الإسرائيلية ، ويخص بالتالي دولة إسرائيل الديمقراطية . وللتذكر فحتى تصريح احد الوزراء ، وبما فيهم رئيس الوزراء Netanyahou ، حول الصحراء ، رغم ان التصريح مجرد نفاق لا يعكس القناعة الشخصية للوزير المعني ب ( مغربية ) الصحراء ، فهو موقف شارد ، الهدف منه الضرب على كتف النظام المزاجي البوليسي ، دون ترتيب نتائج ملموسة عن التصريح او الادلاء . ومن ثم فكما لا يلزم حزب الوزير المصرح ، فانه كذلك لا يلزم الحكومة الإسرائيلية ، وبالتالي لا يلزم دولة إسرائيل الديمقراطية .. ان الحكومة الإسرائيلية تشتغل مجتمعة بالنسبة للقضايا الاستراتيجية التي تهم ارض الميعاد ، وتهم شعب الله المختار .. لذلك فأي قرار لم يصدر عن الحكومة مجتمعة ، لا يلزمها في شيء . وهذا المعمول به في فرنسا وفي أمريكا . فعند زيارة وزير فرنسي او امريكي، ويكون قد ادلى بتصريح بخصوص الوضع القانوني للصحراء ، فالتصريح هذا يبقى للدغدغة ، ولترطيب الجو . لكن عمليا ، فتصريح الوزير الفرنسي او الأمريكي ، لا يلزم في شيء موقف الدولة الفرنسية ، وموقف الدولة الامريكية بالنسبة للنزاع الدائر حول الصحراء ، والذي هو تنزيل المشروعية الدولية ، كما تنص عليها قرارات مجلس الامن ، وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تعالج نزاع الصحراء الغربية ، ضمن اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار التابعة للأمم المتحدة .. اذن . من اين لهؤلاء بالقول ، ان Netanyahou وهو يعرض خريطة المغرب دون الصحراء التي لونها بالأبيض ، قد وجه لطمة لوجه الملك ، وان دولة إسرائيل وجهت لطمة للدولة المزاجية المخزنية البوليسية .. فماذا اعترف به رئيس الوزراء الإسرائيلي ، واعترفت به الحكومة الإسرائيلية ، وبالتالي الدولة الإسرائيلية ، للنظام المزاجي البوليسي ، وحصل فيه تراجع ، وفي الحقيقة لم يكن هناك تراجع ، لان لا شيء قدموه حتى يتراجعوا عنه ؟ ان إسرائيل الدولة ، لم يسبق لها ان اعترفت بمغربية الصحراء ، وهي لن تعترف بها ، لأنها مع المشروعية الدولية ، التي يرتبط بها حلفاءها بالاتحاد الأوربي ، ومع الولايات المتحدة الامريكية .. لذا فتصرف Netanyahou ، كان تصرفا عاديا ، يستجيب لموقف الدولة الإسرائيلية من الوضع القانوني للصحراء الغربية ، ولم يكن تصرفا استثنائيا كما ذهب العديد من الأشخاص . ومن ثم لم يوجه لطمة لا لوجه محمد السادس الملك الذي اشرف شخصيا على اتفاق " ابراها " ، ولا الدولة الإسرائيلية وجهت لطمة للدولة المزاجية .. فرئيس الوزراء الإسرائيلي ، تصرف استجابة للموقف الإسرائيلي الذي يرتبط مع المشروعية الدولية ، التي تنتهي بالاستفتاء وتقرير المصير المؤدي الى الاستقلال .. اذن . وبعد ان اخرج النظام المزاجي علاقاته مع إسرائيل ، التي تعود الى بداية خمسينات القرن الماضي ، وهذا يعني ان النظام المزاجي لم يُطبّع مع الدولة الإسرائيلية كالأردن ، والامارات ، ومصر ، والبحرين ، والسودان ، والسلطة الفلسطينية .. يكون ومن دون اعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء ، وتراجع الولايات المتحدة الامريكية عن ( اعتراف ) Trump ( بمغربية الصحراء ) ، قد خسر كل شيء ، ولم يربح أي شيء .. فاتفاق " ابراها " تم افراغه من مضمونه منذ اليوم الأول لإبرامه ، عندما لم تعترف دولة إسرائيل اوتوماتيكيا بمغربية الصحراء ، وظلت تقرع باب الأمم المتحدة لفض النزاع . وخسر الالتزامات والوعود الامريكية ، سواء الخمس مليارات دولار التي وعد بصبها الرئيس الأمريكي ، وسواء نكتة فتح قنصلية أمريكية بالداخلة المتنازع عليها .. بل حتى الرئيس الفرنسي Emanuel Macron ، وفي اوج ( علاقاته ) مع محمد السادس ، لم يفتح قنصلية فرنسية بالداخلة ، بل فتح دكانا لحزبه " الى الامام " ، وهو الدكان الذي يتم فتحه على الطلاق ، ونحن نعتبرها تهكما ومسخرة من الرئيس الفرنسي لمحمد السادس .. ان كل هذه المسرحية الملعبة ، من جهة الملك يبرم اتفاقية " ابراها " مع دولة إسرائيل الديمقراطية ، ومن جهة فتل ابيب لم تعترف ولا اعترفت بمغربية الصحراء ، والرئيس الأمريكي Donald Trump دون ان يمد النظام بخمس مليار دولار ، ودون ان تفتح الولايات المتحدة الامريكية قنصلية بالسمارة المتنازع عليها .. بل ان من وقف وراء تعيين الممثل او المبعوث الشخصي للأمين العام بملف نزاع الصحراء الغربية ، السيد Staffan de Mistura ، وارجاع حل النزاع الى سلطة الاختصاص ، مجلس الامن والجمعية العامة للأمم المتحدة ، كانت أمريكا وكان البيت الأبيض .. فماذا ربح النظام المزاجي من وراء كل الأدوار التي لعبها ، لإخراج العلاقات مع إسرائيل الى العلن ، بدل بقاءها تجري كالمعتاد من تحت الطاولة .. ؟ بل حتى اعتراف Pedro Sanchez ذهب مع الريح ، لان اسبانية عضو بالاتحاد الأوربي ، وهي تلتزم بما يقرره الاتحاد من جميع ملفات نزاع العالم .. ، تكون الدولة الاسبانية خارج تصريحات Pedro Sanchez الشخصية ، ويكون موقف Sanchez قد داب في موقف الاتحاد الأوربي ، وموقف الدولة الاسبانية التي لن تعترف ابدا بشيء يسمى ب ( مغربية الصحراء ) . فلو لم يكن ملك اسبانية على بينة ومعرفة ، ويعلم العلم المسبق بنتائج خرجة Sanchez ، لان للملك فطاحل السياسة الدولية بالدولة العميقة الإسبانية ، ما كان ان يستمع له اطلاقا ، لان الاعتراف ب (مغربية الصحراء ) ، فيه ضرر خطير للدولة الاسبانية الاوربية المسيحية الكاتوليكية التي تحتاط من جارها الجنوبي الذي يحمل اثقال نظام جاوز 340 سنة ، وليس 1200 سنة .. اذن . هل يستطيع النظام المزاجي ، وكل عثراته بسبب المزاج ، ان يراجع علاقاته على ضوء رفض اتفاق " ابراها " ؟ . إسرائيل الى الآن تبدو منطقية مع نفسها ، لأنها دولة قرارات ، وليست بدولة مزاج .. لذلك فرفع Netanyahu خريطة المغرب ومن دون الصحراء ، هو امر عادي يعبر عن موقف دولة إسرائيل من الوضع القانوني للصحراء . ومن ثم لا Netanyahou ، ولا الحكومة الإسرائيلية ، يكونون قد وجهوا لطمة لوجه النظام المزاجي البوليسي .. فالتصرف كان ، وسيبقى طبيعيا ما دام يتم ضمن اختيارات الدولة الاسرائيلية ، التي لم تعترف ابدا ولن تعترف ابدا بمغربية الصحراء ، شأنها في ذلك شأن حلفاءها بالاتحاد الأوربي ، وكندا والولايات المتحدة الامريكية . وإسرائيل نظرا لمصالحها الاستراتيجية ، على المدى البعيد ، وحتى المدى المتوسط لن تقبل لا بالدُّويْلة الفلسطينية ، ولا بحق العودة ، كما انها لن تعترف بوحدة الأرض المغربية ، لان في الاعتراف بوحدة الدول العربية ، ومنه الاعتراف بمغربية الصحراء ، يضر بمصلحة إسرائيل التي لا تثق في شخص محمد السادس ، ولا في نظامه المعزول ، والمهزوز عند استقلال الصحراء .. لذا فان أي ضعف يصيب العالم العربي ، يصب في خدمة سياسة الدولة الإسرائيلية . فلا يجب مساندة باي حال من الأحوال ، تدعيم ومساندة قضايا الوحدة العربية ، لان في التفتيت راحة البال .. بل ان إسرائيل التي لا تزال تبحث عن حدود ارض الميعاد La terre promise ، وارض شعب الله المختار ، لن تؤيد اية فكرة تصب في وحدة جزء من ار ض متنازع عليها . وهي هنا تكون منطقية مع اختياراتها ، حين رفضت الاعتراف بمغربية الصحراء .. لكنها وكما قلت مرارا الى جانب هذه الحقيقة ، فإسرائيل تمد يدها للنظام الجزائري ، التي تفضله عن النظام المزاجي .. ولو دخلت الجزائر في علاقة ما مع الدولة الاسرائيلية ، لأعلنت جهارا دعم استقلال الصحراء ، لان في قيام دولة الصحراء ، يتحقق اعظم مبتغى إسرائيلي الذي هو الاضعاف بسبب البتر ، وبسبب العرقيات والاثنيات كالبربرية ، التي تؤيدها إسرائيل ، ويؤيدها الغرب / الاتحاد الأوربي وامريكا وكندا .. الخ . فمن مصلحة إسرائيل ومن مصلحة الغرب ، نشوب حرب مدمرة بين النظام المزاجي البوليسي ، والنظام العسكري الجزائري . لأنها ستكون حرب تدمير ، وهي وحدها ستسهل بتشتيت الدولتين المتحاربتين .. على غرار ما جرى بالشرق العربي ، خاصة الأنظمة ( القومية العربية ) كسورية والعراق ( البعث ).. واذا حصلت الحرب ، فجيوش إسرائيل لن يشاركوا فيها ولو بجندي واحد ، لان الجيش الإسرائيلي لا يموت خارج إسرائيل ، كما ان الجيش الروسي لن يحارب الى جانب الجيش الجزائري .. لكن ستستمر إسرائيل في ايراد الأسلحة وبيعها للنظام المزاجي و بأثمان عالية مكلفة ، والجيش الروسي سيستمر بدوره في ايراد الأسلحة وبيعها للنظام الجزائري بأثمان جد مرتفعة .. وستصبح الحرب تجري بين الرباط العاصمة وبين الجزائر العاصمة .. والنهاية ان لا احد سيربح الحرب ، من الفريقين المتحاربين ، في حين الرابح من الحرب ، الغرب بقيادة الاتحاد الأوربي ، وامريكا ، وإسرائيل ، وروسيا ، وكندا ... أي تدعيم كل مشروع سيعجل ببتر الأرض . فالغرب الذي يؤيد جمهورية القبايل الجزائرية ، هو نفسه يدعم استقلال الصحراء ، واستقلال الريف ، واستقلال مناطق تكون مرشحة للاستقلال .. ان صراع الصحراء الغربية ، إضافة الى انه صراع حضاري بين نظامين مختلفين ، فهو صراع اممي ، اذْ على ضوئه ستترتب عدة معطيات ، لإعادة صياغة جغرافية جديدة ، باثنيات واعراق وقبائل ستصبح جديدة .. ومرة أخرى لمن اعتبر تصرف Netanyahou ، باستعراضه خريطة المغرب من دون الصحراء ، بمثابة إهانة للملك ،او لطمة وجهها Netanyahou لوجه الملك ، او لطمة وجهتها دولة إسرائيل الى الدولة المزاجية البوليسية .. عار من الصحة ، لان رئيس الحكومة الإسرائيلية كان يتصرف من موقع الدولة الإسرائيلية التي لا تعترف بمغربية الصحراء الغربية ، كما كان يتصرف ضمن الثوابت التي يؤمن بها حزبه ، وتؤمن بها الأحزاب المكونة للحكومة ، وأحزاب المعارضة خارجها .. فلا Netanyahou بتصرفه مع الخريطة ، يكون قد اساء للملك ، ولا الحكومة الإسرائيلية بتصرف رئيسها Netanyahou تكون قد اساءت للملك ، او اساءت للدولة المزاجية البوليسية .. وهي نفس الحالة المعكوسة عندما اعترف Pedro Sanchez بحل الحكم الذاتي ، ويصبح هذا الاعتراف دائبا في موقف الاتحاد الأوربي الذي لا يعترف بمغربية الصحراء .. ان الحالة الوحيدة التي تؤكد على اعتراف الدولة الاسبانية ، او الدولة الفرنسية ، او الدولة الإسرائيلية .. بمغربية الصحراء ، ان يكون الاعتراف قد حصل من مجلس الوزراء ، وبالتالي من الدولة المعنية اسبانية كانت ام فرنسية ام إسرائيلية .. الخ .. ففي هذه الحالة ، تكون الدولة من يعترف بمغربية الصحراء ، وليس مجرد وزير حتى ولو كان الوزير الأول هو من اعترف بها .. بل هو لم يعترف بها ، وانما اعطى وجهة نظر شخصية ، وليست مسؤولة في شيء .. وكما قلت ، موقف الاتحاد الأوربي سيتحدد بشكل واضح بعد صدور قرار محكمة العدل الاوربية في هذا الصيف ، وابعد تقدير بداية الخريف القادم ، بخصوص طلبات الطعن في الاتفاقيات التجارية ، و اتفاقية الفلاحة ، واتفاقية الصيد البحري .. فإذا ابطلت المحكمة في قرارها القادم هذه الاتفاقيات ، في شق ثروات المناطق المتنازع عليها ، فان الاتحاد الأوربي وعلى رأسه فرنسا ، التي لعبت هذا الدور كجواب عن جريمة Pegasus Gate ، أي توظيف القضاء الأوربي في المجال السياسي ، فان موقف الاتحاد الأوربي يصبح اتوماتيكيا ، ضد مغربية الصحراء ، ويصبح الاتحاد الأوربي يحتفظ بنفس المسافة مع اطراف النزاع ، النظام المزاجي وجبهة البوليساريو ، وتبقى الجزائر بالنسبة للاتحاد الأوربي بعيدة عن هذا الصراع الثنائي وليس بالثلاثي .. وهنا فإسرائيل ستسير على خطى حلفاءها الغربيين وليس فقط على خطى الاتحاد الأوربي . وحين تتدرع تل ابيب بالمشروعية الدولية ، فهي تقدم يد مساعدة للنظام الجزائري ، وهي نقطة التقاء بينهما ، بل وقد تقرب بينهما ، ما يبعد العلاقة مع ملك المغرب محمد السادس ، الذي لا تثق فيه تل ابيب ، خاصة بالنسبة للمستقبل المقبل على جميع الخيارات بعد ذهاب محمد السادس المريض .. ومرة أخرى ، إسرائيل وجريا على خطى حلفاءها الغربيين ، الذين لا يعترفون بمغربية الصحراء ، فهي كذلك لا تعترف ، ولم تعترف ابدا بمغربية الصحراء ، وتكون الدعوة الى التشبث بالمشروعية الدولية ، آلية عدم الاعتراف بمغربية الصحراء .. ومرة أخرى Netanyahou ، تصرف عاديا ، لأنه لا يعترف بمغربية الصحراء . ودولة إسرائيل الداعية الى المشروعية الدولية ، لا تعترف بمغربية الصحراء ، ومن ثم Netanyahou لم يوجه لطمة لخد محمد السادس ، والدولة الإسرائيلية لم توجه لطمة الى وجه الدولة المزاجية . ومن خسر من هذا الرهان ، محمد السادس شخصيا ، ونظامه المزاجي البوليسي .. لان الحل الذي يجمع عليه المنتظم الدولي ، الاتحاد الأوربي ، أمريكا ، كندا ، إسرائيل ، مجلس الامن ، الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وحتى الدول العربية ، الجزائر ، تونس ، ليبيا ، اليمن ، مصر ، موريتانية ، السلطة الفلسطينية .. هو الحل الاممي .. لان الحل مِلكٌ للأمم المتحدة ، ترجمته عبر قراراتها ، من مجلس الامن منذ سنة 1975 ، والجمعية العامة منذ القرار 1514 الصادر في سنة 1960 .. ورغم ان الحل هو اممي ، فان مجلس الامن قد لا يعارض ، مبادرة الاتحاد الافريقي ، اذا قرر التنسيق مع مجلس الامن ، باقتراح الدولة الصحراوية لعضوية الأمم المتحدة .. خاصة وان ملك المغرب محمد السادس اعترف بها ، واصدر ظهيرا وقعه بيده يقر فيه بهذا الاعتراف الذي نشره بالجريدة الرسمية للدولة العلوية بيناير 2017 .. عدد الجريدة 6539 .. فهذا العرض الافريقي الذي يجب انتظاره ، سيختزل تنظيم الاستفتاء وتقرير الصير ، وطبعا لا حكاية مع حل الحكم الذاتي الذي طرحه النظام المزاجي في ابريل 2007 ، ولا علاقة له باعتراف الملك محمد السادس بالجمهورية العربية الصحراوية ، وبالحدود الموروثة عن الاستعمار .. فما يجب انتظاره وليس فقط توقعه ، ان جميع الدول ، وخاصة منها دول الفيتو بمجلس الامن ، خاصة فرنسا واسبانية .. الخ ، سيصوتون لصالح إنظمام الدولة الصحراوية الى الأمم المتحدة .. كدولة .. فحين يحل المزاج محل التفكير الرصين ، عند التقرير مزاجيا في أي موضوع ، ومنه مواقف النظام المزاجية عند مباشرته نزاع الصحراء الغربية ، تكون هذه ، النتيجة التي لم تكن صادمة ، لأنها متوقعة ومنتظرة ..
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القضاء الإيطالي يرفض تسليم ادريس فرحان المطلوب من البوليس ال
...
-
حان موعد الرحيل . المنفى ينادينا
-
هل دعا حاكم المغرب الفعلي من الشرق ، الجزائر الى التعقل وفتح
...
-
النظام الطائفي والطائفية في لبنان
-
نداء حركة - صحراويون من اجل السلام -
-
النظام الطائفي والطائفية في الدولة الإسلامية ( الحلقة الرابع
...
-
النظام الطائفي والطائفية في الدولة الإسلامية -- الحلقة الثال
...
-
النظام الطائفي والطائفية في الدولة الإسلامية --- تابع ---
-
النظام الطائفي والطائفية في الدولة الإسلامية
-
الإطار الاجتماعي للنعرة القبلية والمذهبية
-
أول حكم ذاتي لمواجهة النعرة القبلية في الدولة الاسلامية
-
هل الملك محمد السادس من اعتبر خيار الحرب استراتيجي مع الجزائ
...
-
هل طالب النظام المزاجي البوليسي باسترجاع الصحراء الشرقية ؟
-
من يملك مفتاح حل نزاع الصحراء الغربية
-
النعرة المذهبية الدينية في تشتيت الوحدة الشعبية
-
السلاح يلعلع بالقصر الملكي
-
النظام القبلي في الدولة الثيوقراطية الإسلامية
-
الدولة المزاجية . مغرب الاستثناءات
-
سورية تعترف بالجمهورية العربية الصحراوية ، ولقاء ثلاثي في اخ
...
-
الانقلابات في ظل الملك محمد السادس
المزيد.....
-
أوكرانيا تصر على موقفها بشأن -سلامة الأراضي-
-
عباس وحماس.. وحدة الصف في مهب الانقسام
-
شويغو: سيتم تطهير كامل أراضي كورسك في المستقبل القريب
-
نتنياهو: النظام الإيراني يشكل تهديدا وجوديا للبشرية بأكملها
...
-
ما بين -50% و65%-.. واشنطن تدرس خفض الرسوم الجمركية على الصي
...
-
البيت الأبيض: الصين بحاجة إلى إبرام اتفاق بشأن الرسوم الجمرك
...
-
كنيسة القيامة.. وداع البابا فرنسيس
-
القاهرة.. ندوة حول علاقات موسكو وواشنطن
-
إعلام: خطة ترامب للسلام تشير إلى فشل محاولات عزل روسيا
-
محللون: نتنياهو لن يقبل بوقف الحرب لكن قد يحل مشكلة المساعدا
...
المزيد.....
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
-
الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف
/ هاشم نعمة
-
كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟
/ محمد علي مقلد
-
أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية
/ محمد علي مقلد
-
النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان
/ زياد الزبيدي
المزيد.....
|