أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - ممانعة التفاصيل في نص (ولن أخبرني) للشاعر صادق باقر














المزيد.....

ممانعة التفاصيل في نص (ولن أخبرني) للشاعر صادق باقر


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 7995 - 2024 / 6 / 1 - 13:46
المحور: الادب والفن
    


للنصوص الأدبية نكهتها الخاصة بها، وللكتابة طرق متعددة ومتنوّعة، وليست طريق واحد فحسب، وما يميّز هذا عن ذلك هو: الأسلوب في لون الكتابة، ومعرفة كيفية الحبكة والتلاعب بإيقاعه الفني، لأنّ الكتابة فن، وفن صعب، واهم من يرى بأن الكتابة، سهلة المراس ويستطيع كل إنسان اختراق حواجزها السميكة. وقد سقط الكثير بضربة قاضية، حين توهم ذلك – أي سهولة الكتاب – ففي العقدين الأخيرين من عمر الزمن، ظهرت أعمال روائية وأخرى شعرية، وثالثة مسرحية، وبالتالي كانت أشبه بالبالونات، حيث انفجرت بمجرد احتكاكها بذرات الهواء – إن كان للهواء ذرات – وقد يشاطرني القارئ الكريم بما أدعي، وكذلك المتابع الجيد لما ينشر هنا وهناك.
والسؤال المطروح: على مَن تقع المسئولية؟ أي مسؤولية هذا النكوص، ومَن هو المساهم فيه؟، وقد يقول قائل: أن المسؤول، الأول والأخير، هو الكاتب نفسه، لأنّه أسقط نفسه في بئر متلاطم الابعاد، ولم يستطع الخروج منه؛ حتى لوكان الناقد ومدعيّ النقد له ظهيرين. وهذا الجواب لا يخلو من مصداقية، فهو وجهة نظر سليمة، وربما صائبة أيضا. ونحن، بدورنا، نرى أنّ مَن يتحمّل المسؤولية الجسيمة، هو الناقد، الناقد الحقيقي الفذّ، الذي أعلن للملأ بأنه متبني قضية النقد(عملية النقد عندنا في العراق أخذت متبنيات مغايرة، وشقّت لها طريق غير لاحْب) ويجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن النقد مسؤولية كبيرة، وكبيرة جدا، فمن تقع على عاتقه هذه المسؤولية، يجب أن يكون أهلا لها، وإلّا فعليه أن ينسحب قبل أن يضيق به الطريق، وتثقل الخطاه، وتتوسع فجوة العبور للضفة الأخرة.
بعد هذا المقدمة القصيرة، التي أردنا أن نصنع منها مدخلا أو توطئة، لقراءة بسيطة لنص شعري جميل، تحت عنوان "ولن أخبرني" للشاعر صادق باقر، إذ وجدت في هذا النص فيوضات شعرية، يمكن وصفها بأنها تتجه ضمن أفق يسير باتجاه طريق ممتد لنور في نهاية المطاف الشعري، سيره يحتاج إلى تفانٍ ومعاناة، ومزيد من الصلابة والتحدي معا، لأنّ الابداع من سماته: التحديّ المشروع، لتعزيز الروح الشاعرية، كي تسير في طريقها من دون تذمرّ، أو حتى كلل، أو الشعور بالمخاوف؛ تلك المخاوف التي هي من صميم المبدع، لأنّه بلا خوف لا يمكن أن يصنع جمال، والجمال يعني للكثير هو الحياة، والوصول إلى ذلك يكون بالتحدي ومزيد من الصبر، الذي بنهايته النجاح المرجو.
وأرى، من خلال تأملي لمفردات الشاعر هذه، أرى أن الشاعر يحمل، بين جنبيه، الروح الوثابة بمواصلة عزمه وتفانيه، كي يمسك بتلابيب ذلك الطريق، بقوة وصلابة، وبلا وجل. ذلك، لأنه يحمل مشعل النضوج الشعري، وبه يستطيع أن يحرّك المفردات بكل ثقة.
*النص (ولن أخبرني)
للشاعر: صادق باقر
سوف لا أخبر أحداً
أني يوميّاً أنام في قلق عليكِ
إذ لا أستطيع أن اخرس كوابيسكِ
سوف لا أخبر أحداً
أن ذكريات الجسر العتيق
تسربت الى الشط
وستنتهك أسرارنا
سوف لا أخبر أحداً
أني رأيت الشهداء الصغار
يلعبون في الأزقة ضحىً
سوف لا أخبر أصدقائي
أني أضعت عيديتي
ورجعت إلى أهلي
وأنا فاقدٌ العيد
سوف لا أخبر أحداً
أني ذكرتك في القصيدة
ألف مرة ولم تنتبهي
سوف لا أخبر أحداً
في البارحة ليلاً
كنتُ أقاتل أحلاماً
أنتِ لستِ فيها
سوف لا أخبر أحداً
أني أنتظرتكِ على بوابة القصيدة
ولم تأتِ
لأني توهمت بكتابة اسمكِ
سوف لا أخبر أحداً
أني لم أبكِ عليكِ خفيةً
بل بكيت جهاراً
سوف لا أخبر أحداً
أن كل كتاباتي لكِ
كانت سابقاً لأحلامي
سوف لا أخبر أحداً
أني بعد كل لقاء
كنت أنجو من عينيك بإعجوبة
لكن الشعر فاضحي.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مديات البوح في (أضرحة الورد)
- إرهاصات البوح عند علي حسن الفواز
- منطق العاطفة والخيال الخصب لدى الشاعرة وجدان وحيد شلال
- جنان السعدي حين يصوغ المعاني السامية
- مبدعون عرفتهم عن كثب (2) وليد حسين
- أحمد خلف.. يحرث في أرض الكتابة ويصنع الجمال
- تأمّل في (لَم يَكُنْ عارِيًا ذلك الظِّلُّ) للشاعر حمزة فيصل ...
- علي الحسون هل يكتب الشعر أم ينزف جراحًا؟
- ملامح الصورة الجمالية لدى الشاعرة منى سبع
- تحليل سويولوجي لقصة (نصيف الأحمر) للكاتب سعد السوداني
- الأسطورة ولعبة الأضداد في (العابد في مرويته الأخيرة)
- السلاسة والانسيابية في نصوص راوية الشاعر
- فلسفة المشاغبة عند القاص كاظم حسوني
- سردية عادل المعموري التي أنصفت المرأة
- القاص كامل الدلفي في (ذاكرة الطباشير)
- النسق السّردي في (أبواق صاخبة) للقاص حسين الرفاعي
- الرمزية والبناء القصصي عند الكاتبة فوز حمزة
- في قصته (دعابل) رياض داخل يهتك أسرار الطفولة
- الرمزية في (تداعيات) الشاعر واثق الجلبي
- تعاطي البوح في نص (ستكون معي) للشاعر حميد الساعدي


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - ممانعة التفاصيل في نص (ولن أخبرني) للشاعر صادق باقر