أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - الشرق الأوسط وطرح الأسئلة الصعبة















المزيد.....

الشرق الأوسط وطرح الأسئلة الصعبة


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 7995 - 2024 / 6 / 1 - 11:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تثبت التطورات الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط مجموعة أساسية من الاستنتاجات السابقة حول طبيعة الأهداف الأمريكية في منطقتنا، ومع ذلك تحتاج هذه الأهداف إلى مراجعة دورية، فعندما وضعت كانت حتمًا جزءًا من إستراتيجية عالمية شاملة، وتحقيقها أو الفشل في ذلك يعني بالضرورة إجبار الولايات المتحدة على التعامل مع معطيات جديدة بقواعد جديدة.

والسؤال الأهم الذي يطرحه الكاتب والمحلل السياسي علاء أبو فراج هو: كيف يمكن أن ينعكس كل ذلك على المستقبل، وتحديدًا في هذا الجزء من العالم؟

سؤال يدعو لقراءة تطورات المشهد السياسي وطرح أسئلة جديدة عن مستقبل المنطقة.

ومن منظوره، ربما يرتبط السؤال الأصعب في ذلك كله بطبيعة المحرّك الأمريكي، ما هي تلك المحدّدات التي تتحرك واشنطن على أساسها ؟ الجواب، غالبًا ما يضيع في زحمة الأحداث والاشتباكات الصغيرة والمتوسطة القائمة حاليًا في المنطقة والعالم.

ووفقًا لما أشار إليه أبوفراج، فإن الحرب بالتجربة تحولّت إلى أداة استخدمتها الرأسمالية للخروج المؤقت من أزمتها السابقة، وأثبت التاريخ أن كل دورة جديدة لهذه الأزمة كانت (تتنفّسها) ولكنّها تعمقها أكثر، وبالتالي تُحمّل البشرية تكاليف أكبر للخروج منها، لذلك تظهر الأزمة الحالية بوصفها تهديدًا وجوديًا للمركز الرأسمالي، ما يعني أن الآمال الأمريكية للخروج منها هي مسألة مصيرية، ويرتبط بمستقبل أمريكا بمدى نجاح أصحاب القرار الحقيقيين في واشنطن في تنفيذ إستراتيجيتهم.

هناك قنبلة موقوتة على وشك الانفجار فعلًا! وتحاول الولايات المتحدة، وهو ما يعقد المشهد ويجعل الأهداف الصعبة الماثلة أمامهم محدودة الصلاحية، من هذه الزاوية تحديدًا يبدو الشرق الأوسط محورًا مهمًا في هذه المعادلة لا ينبغي إهماله أمريكيًا!

لكن ماذا تريد واشنطن من الشرق الأوسط تحديدًا؟ فعندما يقول: إن الهدف هو توسيع دائرة الحريق إلى أكبر حد ممكن، فذلك يوضح الإطار العام لا أكثر، فبالنسبة للولايات المتحدة المطلوب أولًا هو التحكّم بثروات المنطقة، وتحديدًا تثبيت تسعيرها بالدولار الأمريكي، والأكثر من ذلك التحكّم بالفائض المالي الناتج عن بيع هذه الثروات في السوق العالمية، هذا ما يضمن تثبيت الدولار الأمريكي في موقع متقدم، ويسمح في سد العجز الهائل، وبالتالي تأمين مستقر للإستراتيجية الأمريكية دون أن تتحول هذه التكاليف إلى عامل اضطراب داخلي. والمطلوب أيضًا، السيطرة على أبواب المنطقة والجسور التي تربطها بالعالم، أي إعاقة قيام أي روابط مستقرة بين آسيا وأوروبا من جهة، وآسيا وإفريقيا من جهة ثانية، وأيضًا ضرب هذه الروابط البينية في آسيا نفسها من جهة ثالثة، ما يسمح بدرجة أعلى من الهيمنة على الاقتصاد والتجارة العالميتين، وأيضًا التأثير والتحكم بالقرارات السيادية في كثير من دول العالم التي ترتبط مصالحها في هذه المنطقة، وتحديدًا روسيا والصين ودول أوروبا الغربية.

كل ما سبق يحتاج مجموعة من الشروط الأساسية، فيجب بالنسبة للولايات المتحدة ضربُ أي مشروع وطني حقيقي في المنطقة، لأن ذلك من شأنه أن يصطدم بالسلوك الأمريكي، وسياسات النهب الملازمة له، فلا يمكن فعليًا الحديث عن أي تنمية دون القطع مع أدوات النهب الغريبة، ما يعني أن تضع دول المنطقة يدها على ثرواتها ومواردها. لتحقيق ذلك كان لقيام المشروع الصهيونى هنا تحديدًا هدف أساسي، إذ يحقق وجوده حاجزًا معيقًا لنشوء وتطور العلاقات الحيوية في المنطقة، ومن جهة ثانية يمكن لهذا المشروع أن يتحول إلى رأس حربة في الاشتباك والتوتر والاستنزاف، ما مكّن الولايات المتحدة من تحويل الأراضي المحتلة إلى قاعدة أساسية في تنفيذ مشروع الفوضى.

مع تطور الصراع تبيّن أن خصوم الولايات المتحدة على الساحة الدولية أصبحوا قادرين أكثر على التأثير في مجرى الأحداث هنا، ورغم أن الفوضى كانت محققة إلى حد كبير، إلا أن مراكز أساسية في الأقليم استطاعت حتى الآن الحفاظ على درجة معقولة من الاستقرار، والحديث بالدرجة الأولى على إيران وتركيا ثم السعودية ثم مصر، وتحوّل الحفاظ على هذا الاستقرار النسبي إلى هدف لا بالنسبة للدول المعنية فقط، بل بالنسبة لروسيا والصين أيضًا، اللتان تعملان على تفكيك صواعق التفجير واحتوائها قدر الإمكان بهدف إخماد أكبر قدر من الحرائق التي تحاصرهما، ما يعني أن مشروع الفوضى الأمريكي - ورغم المآسي التي حملها في العقود الماضية- لم يصل حتى اللحظة إلى المستوى النوعي المطلوب، وهو ما زاد الضغط على المركز المأزوم من جهة، وهدد في الوقت نفسه إسرائيل، التي وجدت نفسها في مناخ عام غير ملائم قائم على سعي من قبل الدول الأساسية في الإقليم إلى تطوير علاقاتها الثنائية، وتطويق بؤر التوتر قدر المستطاع، ما سيضع القضية الفلسطينية على جدول الحل آجلًا أم عاجلًا، إذ لا يمكن حماية المنطقة فعليًا دون تفكيك المشروع الاسرائيلي.

وبالعودة إلى القنبلة الموقوتة التي تحدث عنها الكاتب، تجد الولايات المتحدة نفسها اليوم أمام واقع مركّب، فهي مضطرة للاستعداد لصراعات في مناطق حيوية أخرى، وتحديدًا على حدود روسيا والصين وسريعًا، وفي الوقت نفسه لا يمكن الدخول في مواجهات من هذا النمط بظهر مكشوف، فصراع بهذا الحجم يتطلب تأمين كل ما يلزم، والذي عرضه في القسم الأول من وجهة النظر هذه، ما يعني حرمان الولايات المتحدة من اختيار شروط القتال وساحته الأساسية، ويزيد بالتالي سقوط أمريكا في هذا النزال.

الشهور الماضية كانت قاسية، ولا يمكن إنكار هذا العدوان الإسرائيلي المدعوم أمريكيًا لا يزال مستمرًا، ومع مرور جولات عديدة من المفاوضات بهدف وقف إطلاق النار، إلا أنها لم تصل إلى أي نتيجة، ما بات يوحي بأن تحقيق ذلك -إن حصل- لن يكون عبر هذا المسار. الولايات المتحدة لا ترى مصلحة في خفض التوتر، بل على العكس، فهي تحاول استثمار اللحظة إلى حدودها القصوى.

هذا لا يعني أنها لا تتحمل الخسائر، بل على العكس! فهي تخوض صراعًا متشعبًا يتطلب حضورًا عسكريًا ودعمًا ماليًا وسياسيًا كبيرًا، ولكن الصراع في هذه اللحظة بالتحديد ليس هامشيًا، فالولايات المتحدة تحاول قدر المستطاع أن تنخرط في أقل قدر، لكنّها تلتزم بالحد الأدني الضروري. طاقاتها في ظل الظرف الدولي الحالي محدودة، ما يجعل إمكانية ضرب المشروع الأمريكي اليوم أكثر من أي وقت سبق، وخصوصًا أن هناك قوى دولية تأمل أن تخرج واشنطن بأكبر خسارة سياسية ممكنة، ربما ينتج عنها إنهاء الاحتكار الأمريكي للملف الفلسطيني، ويفسح المجال لإمكانية حلّه.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيخ المثقفين السوريين
- تركيا والإخوان
- العلمانية والأديان ورواد التنوير
- دوافع الدعم الأفريقي للقضية الفلسطينية
- حول ثقافة القراءة
- عن تبعية ألمانيا لأمريكا
- التجريد من الإنسانية أحد أشكال التحريض على الإبادة الجماعية
- أحمد بهاء الدين صاحب الرأي الجريء
- ماذا تعني العدالة الاجتماعيه؟
- تقديس العقل في مقابل النقل
- غزّة ومأزق بايدن في الانتخابات الرئاسية
- فرانسيس مرّاش.. أحد رموز التنوير العربي
- المرأة وسؤال تحررها
- تكساس والصراع الداخلي في أمريكا
- الصلة بين العنصرية والرأسمالية والاستعمار
- منتدى دافوس الاقتصادي والانقسام العالمي
- محمد سبيلا.. فيلسوف الحداثة العربية
- الحق في مقاومة المحتل
- الثقافة في الاقتصاد والسياسة
- فظائع جماعية وتواطؤ غربي


المزيد.....




- جدل في مصر بعد اعتماد قانون يمنح القطاع الخاص حق إدارة المست ...
- غزة.. الحياة تستمر رغم الألم
- قبل المناظرة بساعات.. ما ينبغي أن يتجنبه كل من بايدن وترامب ...
- المجر تُعيق إصدار بيان مشترك لدول الاتحاد يندد بحظر روسيا لو ...
- خبير ألماني: أربعة أو خمسة أطفال يموتون من الجوع يوميا في ال ...
- البيت الأبيض: لا نعتزم إجبار كييف على تقديم تنازلات إقليمية ...
- نيبينزيا: كييف دمرت أكثر من 1000 مؤسسة صحية وتعليمية وقتلت م ...
- نتنياهو يرد على انتقاد غالانت والبيت الأبيض يعلّق
- الحوثيون والمقاومة العراقية تستهدفان سفينة إسرائيلية في مينا ...
- وزيرا الخارجية المصري والتركي يبحثان هاتفيا العلاقات الثنائي ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - الشرق الأوسط وطرح الأسئلة الصعبة