|
تولد-الحركة الوطنيه العراقية-او لاعراق/4
عبدالامير الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 7994 - 2024 / 5 / 31 - 14:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تبدا ولادة "حركة العراق الوطنيه" ابتداء من التعرف على الذات خارج وطاة التلفيقية والفبركة الكيانيه الغربيه الراهنه، هذا سوى التخلص من القصورية التاريخيه العقلية المانعه لاكتناه منطوى الظاهرة المجتمعية بوجه العموم، والكينونه العراقية اللاارضوية الازدواجيه على وجه التخصيص. قبل ذلك لاوجود للعراق الحي الموعى، ولا للعراقيين ابناءه الفعالين المتفاعلين بسويته وبناء على كينونته والبنيه التي تشكل اساس الموضع الازدواجي التحولي المجتمعي، بخاصياته المميزة والاستثنائية على مستوى المعمورة. قبل هذا التاريخ وعلى مدى دورتين، اولى سومرية بابلية ابراهيمه، وثانيه عباسية قرمطية انتظارية، كان من يولدون في هذا الموضع مجرد سكنة في المكان تغمرهم الياته وقوة دينامياتها، بلا نطقية، ومن دون ان يصلوا حد او درجة وعي حقيقتهم ومقتضيات وجودهم، الامر الذي لم يكن يمنع ظهور بقوة الواقع اشكال من التعبيرية الممكنه في حينه، من دون ادراكيه وارتكازا الى الحدس ماقبل العلّي السببي، الامر المرهون في وقتها لمامتاح ومتوفر للعقل البشري من طاقة على الادراك، هي في الابتداء ماتزال تنتظر بلوغ لحظة الترقي الخاضعة لاشتراطات الترقوية والتصيّرالطبيعي، بما ان العقل لاينشا ولايوجد ويظهر فعالا الا بعد ان تتوفر له ممكنات الاختبار وتراكم الاطوار المفضية والمؤديه الى ماينتظره من درجات ومراتب النشوء والترقي المكتوبه له، والمحسوبه ضمن مسارات تشكله ومنتهياتها، وماتتقصد وجودا وكينونة. ويلتقي ادراك الذاتيه هنا واخيرا بالتحقق الكياني، فالكيانيه البشرية ليست كما هي معروفه مجرد حيز جغرافي بشري يكتمل تشكلا بالتنظيم المجتمعي للامة بالدولة، وهي حين تكون من صنف مايتعدى الكيانيه الارضوية، يرتهن وجودها واكتمال نمطها بالوعي، او ب "الكتابيه" الامر الذي سينكره العقل الابتدائي السائد والمتعارف عليه، المعاش على مدى القرون، وقد تم تكريسه اليوم واخيرا مع الانقلاب الالي باعلى صيغه واكثرها كمالا، متحولا لنموذجية طاغية، علما بانها تكرر مع الصعود والاكتمال، الشكل المعتاد المتعارف عليه والمعدود حالة بديهية، ليس لها اخر، او ماينافسها ويمكن ان يضعها بموقع الاحتمالية الاخرى بمعني التصنيف، تنويها باحاديتها التاريخيه ووحدانيتها التي لاتضاهى ولابديل عنها. فاذا افترضنا وجود مثل هذا النمط، او "النموذج" الاخر، فاننا لن نعثر سوى على التجلي التعبيري المحفوف بقوة القصورية المانعه للحضور الملموس، كدلالة عليه هي ماكان ممكنا في حينه وابان طغيان اشتراطات القصورية ال"انسايوانيه"، كمرحله وطور من مسار يؤخذ على انه انتهاء ومنجز لا لاحق له، او ليس هنالك مايكمله بحسب واستجابة للضرورة التشكلية الارتقائية المجتمعية العقلية الموضوعية، والتي هي جوهر الحيوية الوجودية، او الحياة البشرية المجتمعية، فلا حياة بلا دينامييات نشوء وتصيّرمستمرة باتجاه التحولية العظمى الانتقالية من الارضوية الى العقلية، مع مايطابق كل منهما من اشتراطات ومتغيرات شاملة انقلابيه على مستوى الوجود والنوع. وهنا يتجلي عنصر من عناصر طغيان القصورية المانعه لحضور الازدواجية في الميدان المجتمعي بالذات، فضلا عن الكينونه البشرية الازدواجية هي الاخرى من ( عقل /جسد)، فاذا كانت الابراهيمة كتعبير اول حدسي عن اللاارضوية، ورغم حضورها الشامل والدائم على مستوى المعمورة، الا انها لم تصغ بالطريقة والشكل الذي يجعلها تظهر بوضوح ك"مجتمعية اخرى" او ابتداء تعبيرية عنها، ماقد سهل احالتها لخانه "الدين" والماوراء وعالم المتافيزيق، بالاخص وقت ان بلغت الارضوية قمة تجليها المتاخرة العلموية السببية والملموسية، ماقد زاد في ابعاد التجلي اللاارضوي النبوي عن حيز ماهو "واقعي" ومعاش، فضلا عن الضروري والعضوي ضمن الكينونة المجتمعية، و لاننسى ان طغيان وغلبة النموذجية الارضوية المتاخر لم توح باية درجة كانت، بان ماانطوت عليه من جوانب العليّة والملموسية يمكن ان يكون بالاحرى عاملا واداة توفر اسباب الانتقال التعبيري اللاارضوي الى الطور الاعلى من التعبيرية، او الطور الثاني التحققي الاستكمالي وقد انتقل من الحدسية الى الادراكية، ليحضر بصفته عامل سد القصورية الرئيسي المهيمن على تصورات ورؤية اللاارضوية الاوربية الابتدائية، تلك المواكبة للانتقالية الاليه والقاصرة عنها، وعن الاحاطة بابعادها. وسواء ابان الانتقال المحلي الاوربي الالي الابتدائي كما غيره من التحولات الكبرى، فان المجتمعية البشرية تظل محكومة باليات من التفاعلية الشاملة، تبدا اليوم مع الاله بالنهوض الاوربي، وتذهب كما هو الحال الى التراجع والاقتراب من الانهيار بعد خروج اوربا من العملية التاريخيه منذ القرن الماضي، وحلول امريكا الكيانيه المفقسة خارج رحم التاريخ محلها، والتي غدت سائرة اليوم باطراد هي الاخرى نحو التفتت والانهيار، بينما يحين ويصير موجبا وحتميا، الانتقال الالي، من التكنولوجيا الانتاجية الراهنه المعولمة، الى التكنولوجيا العليا العقلية المنفصلة عن المجتمعية الجسدية الارضوية. عند هذه اللحظة الانعطافية من التاريخ البشري التي تتفاعل اليوم على مستوى المعمورة بالاضطراب والانهيار البيئي، مع سقوط الامان الارضي، والحروب المتواصلة، والجوائح بينما تتعزز الفوضى لتصير قانونا بلا حل، لتجاوزالمعطيات المستجدة ممكنات وقدرات الارضوية بصورتها المتاخرة التي انتهى مفعولها وخرجت من الفعالية، هذا بينما يلوح في الافق عالم اخر، عالم مابعد "الانسايوان" والمجتمعية الارضوية، وتصبح الموجبات والضرورات خارجة عن نطاق وقدرة الماضي على الادراك، فتتراجع بل تختفي من الاستعمال مبررات الكيانيه الارضوية كما هي سائدة الى اليوم، ولايعود ممكنا توقع استمرار الحياة المجتمعية البشرية ارضويا، وبالذات وعلى وجه التحديد على صعيد الكيانيه التقليدية بمحدداتها الجغرافية اوالبشرية القومية ومايماثلها، لتبزغ في الافق الكيانيه المطوية المبعدة من الاعتبار،"كيانيه الكتاب" كلزوم لااستمرار للوجود من دونه، وهاهي اللاارضوية كما ظهرت ككيانيه كتابية ابتداء بالانجيل والقران، لتكرس نمطا مجتمعيا غير موعى بذاته وخاصياته، بينما يكون العبور على الحدسية وقد صار لازما بقدر ماهو ممكن، ووقتها تلوح في الافق، الكيانيه الكتابية الثانيه منبجسه في ارضها الاولى، ومهبطها البنيوي في ارض مابين النهرين. ليست الكيانيه مانعرفه من قوميات وامم وجغرافيا، فهذه مجرد كينات ارضوية مؤقته، بانتظار توافر شروط النطقية الافصاحية العظمى، وقت يحل زمن "الكيانيه الكتابية" الانتقالي من " الانسايوان"، الى"الانسان"، ومن كوكب الارض والكونية المرئية، الى الكون اللامرئي.
#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تولد-الحركةالوطنيه العراقية-اولاعراق/3
-
تولد-الحركةالوطنيه العراقية-اولاعراق/2
-
تولد-الحركة الوطنية العراقية-اولاعراق؟/1
-
امة اللاامة، اللادولة، اللانخبه/5
-
ماركس والعودة على بدء؟
-
امة اللاامة، اللادولة، واللانخبة/4
-
امة اللاامة، اللادولة، واللانخبه/3
-
امة اللاامة، اللادولة، واللانخبه/2
-
امة اللاامة اللادولة واللانخبه/1
-
اسقاط الارضوية تجنبا للفنائية/ 3
-
إسقاط الارضوية تجنبا للفنائية/2
-
إسقاط الارضوية تجنباً للفنائية؟/1
-
نهاية الارضوية بصيغتها التوهمية الاوربية
-
ادراكيتان ومجتمعيتان ومنتهى واحد/ ملحق3ه
-
ادراكيتان ومجتمعيتان ومنتهى واحد/ ملحق 3د
-
ادراكيتان ومجتمعيتان ومنتهى واحد/ ملحق3ج
-
الولادة المجتمعية الثانيه/ملحق3ب
-
ألاختلالات الكبرى لمابعد الانهار/ ملحق3أ
-
الابراهيمية واكذوبة-الربيع العربي-!!/ ملحق3
-
إبراهيمية الآباروإبراهيمية مابعد الانهار/ ملحق2ب
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|