رمضان حمزة محمد
باحث
الحوار المتمدن-العدد: 7994 - 2024 / 5 / 31 - 06:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العراق وان كانت دولة مصب لنهري دجلة والفرات فان مقارنة حجم مصالح العراق مع مصالح تركيا لا تتجاوز مطالبة العراق تركيا بحقوقها التاريخية المشروعة من مياه نهري دجلة والفرات وفق الأعراف والقوانين الدولية المرعية النافذة، بينما مصالح تركيا مع العراق متعددة الجوانب ومنها رغبة تركيا الشديدة في المشاركة في تصميم وتنفيذ طريق التنمية، والاستفادة من ايراداته المالية والجيوسياسية، بل وترغب ان تكون شريكاً في كل مفاصل هذا الطريق، ولديها ميزان تجاري مع العراق يعد من اكبر الميزانيات التجارية للدولة التركية، كون العراق بلد وفي ظل ظروف صعبة مرت به ولا يزال يعد البلد المستهلك الأول للبضائع التركية، ميناء جيهان التركي وانبوب النفط العراقي العابر من الأراضي التركية يعد مصدراً مهماً للموارد المالية لتركيا لدعم تراجع الليرة التركية وزيادة نسب التضخم في الاقتصاد التركي، ولا تزال تركيا تتهرب من دفع الأموال العراقية التي بذمتها التي حكمت بها محكمة باريس، كل هذه المنافع لا ترغب تركيا ان تعترف بها، لذلك كل هذه الملفات وغيرها تفتح عاصيات الأمور لولا ظروف العراق الحالية لما كانت ان تحصل على جزء يسير من هذه المصالح والمنافع وفوق كل هذا تضع تركيا الملف الأمني في مقدمة جدول مباحثاتها مع العراق لكي تتهرب من حجم المصالح التركية الاخرى في العراق وتتجنب الحديث عن حصص العراق المائية التي استحوذت عليها ولا تزال تتحكم بتصاريف وايرادات هذين النهرين الى العراق.. علما بان تركيا بأمس الحاجة لتحسين صورتها بقضايا حقوق الإنسان امام العالم عامة، والاتحاد الأوربي خاصة. يكفي للمفاوض العراقي من طرح مقايضة تركيا في مشاركتها في اعمال ومشاريع طريق التنمية (النهر العراقي الجاف) للحصول على الزيادة في إيرادات وتصاريف نهري دجلة والفرات الى العراق. علماً بأن العراق لديه فرص عظيمة، وبالطبع، فإن اغتنام أية فرصة من هذه الفرص هي واقعية بقدر واقعية الجهد المبذول لاغتنامها من قبل العراقيين سواءُ من تركيا او إيران او اية دولة أخرى لها مصالح مع العراق.
#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟