أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين مبارك - حراك 17 ديسمبر 2010 بتونس لم يؤد إلى ثورة حقيقية لماذا؟














المزيد.....

حراك 17 ديسمبر 2010 بتونس لم يؤد إلى ثورة حقيقية لماذا؟


عزالدين مبارك

الحوار المتمدن-العدد: 7993 - 2024 / 5 / 30 - 21:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحراك الشبابي الذي انطلق في 17 ديسمبر 2010 بالمناطق الشرقية للبلاد والتي كانت تعاني من التهميش والفقر والبطالة وغياب البنية التحتية والخدمات الأساسية وتنمية عرجاء غير متوازنة ومتكافئة بين الجهات الداخلية والجهات الساحلية في ظل نظام شديد التمركز أصبح مع مرور الوقت في خدمة عائلات متنفذة تكدس الأموال وتتمتع بجميع الامتيازات والمناصب وغائب عن الواقع وديناميكية المجتمع المتغيرة بسرعة. كان حراكا في أوله عفويا ففاجأ الجميع حتى السلطة والتي كانت تظن بغباء أن الأمر سيمر بسرعة مثل العادة منخدعا بشعبية مزيفة وغير حقيقية من خلال حزب التجمع المتمكن من دواليب الدولة عن طريق التوظيف حسب منطق الولاء والطاعة والثقة. لكن في الأثناء وقع تدخل خارجي لا محالة مظهرا أن هناك مخطط استخباراتي للمنطقة العربية تقوده بعض الدول الغربية بمساعدة دول عربية معينة وأخرى محيطة لتفتيت دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وخاصة الدول المارقة عن طوع الغرب مثل ليبيا وسوريا من أجل تطويعها وجعلها تابعة له وذلك استباقا لما يحدث ومتوقع في السنوات القريبة القادمة على المستوى الاستراتيجي العالمي والمتجه نحو عالم متعدد الأقطاب لن تكون فيه دولة واحدة مهيمنة وسيدة. وقد كان البديل حاضرا وجاهزا وهو الإسلام السياسي كحصان طروادة وكبندقية للإيجار مثل ما وقع في أفغانستان وزمن الأفغان العرب والحرب الباردة بين المعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفياتي الذي تلاشى في سنة 1989 والمعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية. وهكذا تم دفع الرئيس زين العابدين بن علي بمغادرة تونس قاصدا منفاه المتفق عليه مسبقا بالسعودية حتى يخلو الجو لحكم جديد متحكم فيه ومسيطر عليه ويقبل بشروط تصدير موجة الحراك إلى الدولة المجاورة بفتح أبواب البلاد ونوافذها لكل من هب ودب. وقد تم يوم 14 جانفي 2011 القيام بمسرحية سيئة الإخراج للانقلاب الفعلي على نظام بن علي وعلى حراك 17 ديسمبر 2010 في ضربة واحدة والذي انخدعت الجموع وهواة السياسة في كلام أشباه السياسيين من اليسار والنخب والذين ساهموا بوجود المحنك الداهية الباجي قايد السبسي الذي أتوا به من بحبوحة تقاعده وشيخوخته المطولة ليكون غطاء لحكم النهضة ويساهم في تبريد الحراك الثوري وإدخاله لثلاجة الموتى وتركه يصيح في الساحات ويهيم في كتابة العرائض ومطالب الشغل والبحث عن مورد رزق دون جدوى. وقد تم إجهاض الحراك الثوري الاجتماعي الذي غرق في المطلبية والشعارات الجوفاء في غياب قيادة وتنظم وقد أضاع اليساريون والتقدميون والنخب فرصة لا تعوض للوصول للسلطة وتحقيق أهدافهم لكنهم دخلوا في صراع الزعامات والتنظير الخيالي الطوباوي فساهموا بذلك بعودة التجمعيين بقوة بزعامة الباجي الباحث والمهوس منذ زمن بعيد بالرئاسة ليجلس على كرسي الزعيم بورقيبة فتحالف مع جماعة الإسلام السياسي العائدين من منفاهم الطويل من الخارج ليتم له ذلك واقتسام كعكة الحكم مع الذين هيمنوا على السلطة في ظل نظام برلماني هجين كانت لهم فيه الأغلبية فحكموا بمنطق التقية والولي الفقيه والمرشد الأعلى والغلبة والتمكين كما كان شأن حكم الجماعات الإسلامية عموما فغاب منطق الدولة وحلت الفوضى وانتشر الفساد والمحسوبية فتحرك الشباب من جديد بعد عشرية عم فيها الخراب البلاد والبؤس يوم 25 جويلية 2021 . فتلقف الرئيس قيس سعيد ذلك ليكتب تاريخا جديدا ويعيد لتونس النظام الرئاسي. وبقرب موعد الانتخابات الرئاسية لسنة 2024 بدأ معارضو مسار 25 جويلية 2021 تحركاتهم في كل الاتجاهات مستعملين منصات المواقع الاجتماعية والتظاهر بالشارع مدعين غياب حرية التعبير والتضييق على الحريات لجلب مساندة وتدخل الخارج ظنا منهم أن هذا التصرف سيجلب لهم الدعم الشعبي لكن هذا لم يحدث ولن يحدث لأن ذاكرة الناس مازالت حية وليس من الوارد أن تنطلي عليهم حيلة 14 جانفي 2011 وما بعده وليسوا مستعدين أن يتم الضحك عليهم ويركب ظهورهم مرة أخرى الغوغائيون وأشباه النخب وعبدة المناصب لأنه لا يلدغ المؤمن من جحره مرتين إلا إنسان غبي وجاهل وبلا ذاكرة. ولهذا فمن شبه المستحيل نظرا للتجربة التعيسة مع نظام عشرية الخراب ونخب الفساد أن يستمع الشباب وعموم الشعب للأطروحات الهدامة التي تنادي بالتحرك ضد مسار 25 جويلية 2021 وإدخال البلاد في الفوضى والفتنة من أجل إعادة الفاشلين والفاسدين للسلطة حتى يواصلون عملهم التخريبي. ولكل من يحلم أنه في 2010 - 2011 قام بثورة وهو لم يساهم لا من قريب ولا من بعيد في الحراك، فكل الأحداث التي وقعت بعد ذلك والمعلومات التي ظهرت تؤكد أنه لم تكن هناك ثورة على الإطلاق فقد كان حراكا اجتماعيا عفويا بسرعة ركبت عليه قوى متنفذة سرقته من أصحابه الأصليين ووجهته نحو أجندات ومشاريع لخدمة استراتيجيات عابرة للدول مستعملة الإسلام السياسي الطيع كوسيلة بغطاء شخصيات من الماضي كاد أن ينساها التاريخ في غياهبه ودهاليزه.



#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية في مجتمع متخلف ترف فكري
- من يصنع التطرف والجماعات الموازية ولماذا؟
- التدخل الأجنبي عن طريق الإعلام و حرية التعبير: تونس أنموذجا
- المنظومة العقابية الإلهية تنفي عن الإله الرحمة بوجود القدرة
- الذنوب والجرائم لا تمحى بالدعاء والصلاة والحج بل بتطبيق القا ...
- آيات اللامساواة بين الرجل والمرأة
- التمسك بالفكر الخرافي وأثره على تطور المجتمع،الشيطان أنموذجا
- تونس بلد جميل يطيب فيه العيش ولا عزاء لناكري الجميل
- النظام الرأسمالي والحركة العمالية
- حظ المرأة السيء في الأديان
- كذبة الإلحاد
- الإنسان يولد بالفطرة ملحدا
- جنة الإله البدائية
- النخب العربية ودورها التنويري
- كل إنسان ملحد بالضرورة
- القدرة مع وجود الشر عبث
- الأديان والأخلاق
- الوجود العبثي للإنسان
- الأخطاء النافية للمعرفة الكلية وللتوحيد في آية واحدة
- المنبت الديني


المزيد.....




- تحذير أمريكي للصين بعد مناورات عسكرية حول تايوان
- مرشح ترامب لرئاسة أركان الجيش الأمريكي: على واشنطن الاستمرار ...
- مقتل بلوغر عراقية شهيرة في العاصمة بغداد
- ترامب يزور السعودية في مايو المقبل
- مصر: السيسي بحث مع ترامب استعادة الهدوء في الشرق الأوسط
- الداخلية الكويتية تكشف ملابسات جريمة بشعة وقعت صباح يوم العي ...
- البيت الأبيض: نفذنا حتى الآن أكثر من 200 ضربة ناجحة على أهدا ...
- -حزب الله- ينعى القيادي في صفوفه حسن بدير ويدعو جمهوره لتشيي ...
- نصائح حول كيفية استعادة الدافع
- العلماء الروس يرصدون توهجات قوية على الشمس


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين مبارك - حراك 17 ديسمبر 2010 بتونس لم يؤد إلى ثورة حقيقية لماذا؟