أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - فضيلة التطبيع














المزيد.....

فضيلة التطبيع


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7992 - 2024 / 5 / 29 - 10:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في العاشر من حزيران عام 2000، وفي مخيم البرج الشمالي شرق مدينة صور، وبناء على دعوة تنظيم يساري فلسطيني، وباسم المجلس الثقافي للبنان الجنوبي وباسم أمينه العام العزيز حبيب صادق كنت ألقي خطاباً في احتفال شعبي بمناسبة تحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي.
في البداية اعتزاز ببطولات الشعب اللبناني ومقاومته الباسلة التي ألحقت الهزيمة بجيش سبق له أن هزم كل الجيوش العربية؛ ثم اعتزاز بعلاقات التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي أحرز هو الآخر انتصاراً عندما تمكن من تحقيق ما ناضلت منظمة التحرير في سبيله، أي بناء دولة "على أي شبر يحرر من أرض فلسطين".
كنت أعرف أن أي كلام عن هذا الانتصار لن يكون محل استحسان من الحاضرين، وخصوصاً من منظمي الاحتفال الذين لم يستسيغوا اتفاق أوسلو. قبل أن أنهي كلمتي صعد أحدهم إلى المنصة واعتذر مني ومن جمهور الحاضرين عن عدم استكمال الحفل لورود خبر من دمشق عن وفاة الرئيس حافظ الأسد. لست أعلم حتى الآن ما إذا كان ذلك، في حينه، سبباً أو ذريعة لإيقاف المهرجان قبل نهايته.
مزاج التنظيمات الرافضة أو المعترضة أو المتحفظة لم يكن مطابقاً لمزاج الشعب الفلسطين الذي استقبل ياسر عرفات بما يشبه الأعراس في الضفة والقطاع. ظل السؤال عن هذه المفارقة يلاحقني ولا أجد له جواباً إلى أن استمعت منذ يومين إلى الباحث الفلسطيني الرصين هشام دبسي الذي أخبرنا أن مؤتمر منظمة فتح الذي انعقد في بيت لحم غداة قيام "دولة فلسطينية على أي شبر يحرر" تحفظ هو الآخر على الاتفاق، ما يعني أن المفارقة قائمة بين مستويين من الوعي أو بين منهجين من التفكير أو بين نوعين من المعادلات أو بين نوعين من المعايير.
ذكرتني تلك المفارقة باستقالة عبد الناصر غداة هزيمة حزيران، يوم خرجت جماهير الأمة العربية إلى الشوارع تطالبه بالعودة عن قراره. التنحي محاسبة لكن الجماهير ضد المحاسبة. أوسلو ترجمة لميزان القوى والجماهير معيارها المشاعر والعواطف. حزب البعث وحده اغتبط مع أتباعه بتنحي عبد الناصر، لا لأنه مع مبدأ المحاسبة بل لأسباب هي الأخرى من أعراض التخلف عن موكب الديمقراطية.
اتفاق أوسلو، بمعايير المعترضين، هو ذروة التطبيع مع إسرائيل لأن الموقّع عليه ليس نظاماً عربياً بل هو منظمة التحرير بالذات. ظلت إدانة التطبيع مهيمنة على الخطاب العربي حتى مؤتمر المنامة الذي شرعن المطالبة بحل الدولتين، أي بالتطبيع العربي والإسلامي، وليس فقط الفلسطيني، مع الكيان الإسرائيلي. فهل يمكن اعتباره الأكثر واقعية بين مؤتمرات القمة؟
معارضو التطبيع يدينون التطبيع ويعدونه خيانة ويرفضون كل الاتفاقات الجائرة والتسويات غير العادلة التي تفرضها موازين مختلة، لكنهم لا يعملون على تعديل تلك موازين
مع أوسلو بات ياسر عرفات، في نظر خصومه من الأحزاب واليساريين والإسلاميين، رمز المطبعين، مع أنه ما يزال، حتى بعد مماته، الرمز الأبرز للنضال الوطني الفلسطيني والمجسد الأبرز لأحلام شعبه بالعودة وببناء الدولة.
اعتراف الدول وتحرك طلاب الجامعات تضامناً مع القضية الفلسطينية ومع حل الدولتين ليس سوى إقرار بأن التطبيع هو السبيل الأفضل بحثاً عن تسوية، على أن يترك للتاريخ وللأجيال القادمة البحث عن حل نهائي.
يمكن القول إن حرب غزة هي حرب التطرف ضد التطبيع. لكن التضامن العالمي الرسمي والشعبي مع الشعب الفلسطيني ومع قضيته هو إدانة ل"غزوة" السابع من تشرين ولجرائم الإبادة، وهو بمثابة إعادة اعتبار للبرنامج الذي سارت على هديه منظمة التحرير الفلسطينية وأقرته القمة العربية والذي أضاء شارة المرور الخضراء أمام التطبيع.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حروب الثأر وحروب العدّادات
- حذار من اتفاق دوحة جديد
- سليمان فرنجية وعماد الحوت
- المفتي الجعفري وتصريحاته
- الشكل علماني واللغة طائفية
- الشيعية السياسية الخاسر الأكبر
- جمهورية فؤاد شهاب السياسة(2)
- جمهورية فؤاد شهاب (1)الأخلاق
- يحي جابر وأنجو ريحان
- عربون وفاء
- توحيد قوى الاعتراض
- لماذا لم تتوحد قوى الاعتراض؟
- انتخابات رئاسية تحت البند السابع
- لا تستعيدوا 14 آذار
- مأساة أم مهزلة؟
- ما بعد الهدنة والنكبة
- صراع الديكة
- الزائد في حب القضية كالناقص
- الكاتب البطريركي: خطأ أم زلة أم هفوة؟
- أمين معلوف و-غرق الحضارات-


المزيد.....




- جدل في مصر بعد اعتماد قانون يمنح القطاع الخاص حق إدارة المست ...
- غزة.. الحياة تستمر رغم الألم
- قبل المناظرة بساعات.. ما ينبغي أن يتجنبه كل من بايدن وترامب ...
- المجر تُعيق إصدار بيان مشترك لدول الاتحاد يندد بحظر روسيا لو ...
- خبير ألماني: أربعة أو خمسة أطفال يموتون من الجوع يوميا في ال ...
- البيت الأبيض: لا نعتزم إجبار كييف على تقديم تنازلات إقليمية ...
- نيبينزيا: كييف دمرت أكثر من 1000 مؤسسة صحية وتعليمية وقتلت م ...
- نتنياهو يرد على انتقاد غالانت والبيت الأبيض يعلّق
- الحوثيون والمقاومة العراقية تستهدفان سفينة إسرائيلية في مينا ...
- وزيرا الخارجية المصري والتركي يبحثان هاتفيا العلاقات الثنائي ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - فضيلة التطبيع