أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - مأساة المثقف في رواية -يوم عادي في حياة عرفات- يوسف حطيني















المزيد.....

مأساة المثقف في رواية -يوم عادي في حياة عرفات- يوسف حطيني


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7990 - 2024 / 5 / 27 - 23:14
المحور: الادب والفن
    


مأساة المثقف في رواية
"يوم عادي في حياة عرفات"
يوسف حطيني
المثقف في المنقطة العربية أكثر الأفراد معاناة، وذلك لإدراكه ومعرفته بحقيقة الواقع الذي يعيشه، فهو يعيش حالة صراع بين القبول بالواقع المرير الذي هو فيه، وبين الأفكار/المستقبل المفترض أن يكون، خاصة أن له تاريخ مترع بالإنجازات الحضارية والثقافية، حيث أنه أول من استخدم القلم، وأول من استخدم الحروف الأبجدية، من هنا كانت أول الملاحم الأدبية "في العلا عندما" تصدر من أرضه، من مبدعيه.
والفلسطيني يعيش معاناة أخرى تضاف إلى معاناة المثقف العربي، حيث أن وطنه محتل، ويعيش حالة اللجوء والغربة، رغم أنه يرى أمام ناظره أثنين وعشرين دولة عربية مستقلة، لكنها لا تفعل له أي شيء، وحتى أكثر من هذا، تحاصره وتضيق عليه، وتمنعه من فعل أي شيء يعيده إلى وطنه المحتل.
هذا هو مفصل الرواية، فهناك شخصية "عرفات" فلسطيني مثقف ومتعلم، يحاضر في الجامعات، لكنه لا يجد الحياة التي يصبوا إليها، مما جعله يمر بحالة نفسية صعبة، وعرض نفسه على طبيب نفسي "سحبان" لكنه يجد هذا الطبيب صورة أخرى عن الواقع، عن المجتمع، عن الناس، عما هو رسمي، فيقرر عدم العودة إليه، وهذا ما جعله أكثر وحدة/عزلة، فكانت زوجته (العادية) هي الملاذ الوحيد له، وهي من تعمل على مساعدته ـ حسب ما هو متاح أمامهم ، فكانت دائما تدعوه إلى زيارة "سحبان" لكن "عرفات" كان يرفض وبشدة، لأنه يجد "سحبان" أحد أسباب مرضه، الحالة التي هو فيها.
من هنا كان على "عرفات" معالجة نفسه، أو التعبير/التحدث/التكلم بما هو فيه من بؤس، ـ فختارنا نحن القراء لنكون من يتحدث إليهم ـ حتى نخفف عنه حالة الضغط/المرض الذي يعانيه.
إذن نحن القراء الأقرب عليه، لهذا يفضي لنا ما فيه من ألم/ضغط، وهذا يُوجب علينا أن نحسن الإصغاء له، ومعرفته ما يوجد وراء الحديث/ الكلام الذي قاله لنا.
صيغة السرد
الرواية من الألف إلى الياء جاءت بصيغة تداعي ضمير المخاطب (المتحدث يخاطب نفسه) وهو بهذه الصيغة من الخطاب أوصل لنا طبيعة الحالة النفسية التي يمر بها، وهذا بحد ذاته يكفي لمعرفة أن هناك حالة صعبة يعانيها "عرفات" فما بالنا عندما يدخلنا إلى تفاصيل ألمه/وجعه/ غربته!.
الفلسطيني
قلنا إن معاناة المثقف الفلسطيني مزدوجة، فحالة التشرد، الابتعاد عن الوطن مكرها وغصبا، وعدم القدرة على دخوله وحتى الاقتراب منه، تجعله أكثر اضطرابا، يتحدث "عرفات" عن هذه المعاناة بقوله: "تصعد إلى سيارتك، تقول في نفسك، مسكين أبو صافي، يحاول أن ينقل وطنه إلى الشتات، عنبتا تقيم في داخله، يحب أن يناديه الناس بلقب أطلقه عليه أحد الأصدقاء: سفير عنبتا، تسأل نفسك، لماذا لا تقتل غربتك بالمعارف كما يفعل، لماذا لا تنقل فلسطين حيث أنت كما يفعل؟" ص63، رغم أن الحديث متعلق بالحالة النفسية والغربة التي يمر بها "عرفات" الفلسطيني، إلا أنها تخدم ما جاء في الرواية، فهناك أحاديث عديدة وكثيرة متعلقة بفلسطين وبالمعرفة، وهناك كم هائل من الأدباء، علماء اجتماع، فنانين، شعراء، مفكرين، شخصيات تاريخية وأدبية تم ذكرها في الرواية، بمعنى أن "عرفات" يشير إلى أنه استخدم هذه "المعارف" في نقل معاناته كفلسطيني، وفي الوقت ذاته نقل معاناة الفلسطيني كفلسطيني، وهذا أسهم بعض الشيء في (تحرره/تخلصه) مما هو فيه، كمثقف وكفلسطيني.
علاقة الفلسطيني بالمكان/بالأرض علاقة روحية تتجاوز العقل/المنطق، فهي جزء من تكوينه وكيانه ووجوده، لهذا نجده يتعامل مع الأرض بقدسية: "تتذكر مرة أنه حضر في منديل حفنة من تراب فلسطين، قدمها لك في خشوع، لأنه يحبك، فتحت المنديل، وبكيت، شممت التراب الذي ما زال نديا، وبكيت، رائحة برقوق وبلوط وبرتقال، رائحة عرق الأهل ودماء شهدائهم، رائحة نفاذة خزنتها في رئتيك، ثم أعدت له التراب والمنديل، وبكيت: رجعها ع الأرض يا أبو صافي، التراب ما إله قيمة لما توخذه من أرضه" ص63و64، مضمون/فكرة المقطع أكثر من رائعة، ومع هذا لم تقتصر الروعة على الفكرة فحسب، بل امتدت لتصل إلى الألفاظ، من هنا نجد "عرفات" يتماهي مع أثر الرائحة من خلال ذكره هذا الأشجار: "برقوق وبلوط وبرتقال" التي تبدأ بحرف الباء، مما يشير إلى تأثره بالرائحة التراب فتجاهل/نسى أنه يتحدث عن (أشجار غير منسجمه فيما بينها.
ونلاحظ أنه كرر لفظي "الرائحة/ بكيت" ثلاث مرات في المقطع ـ وهذا يشير إلى العقل الباطن "لعرفات" وتأثره بالرقم ثلاثة الذي تحدث عنه كثيرا وفي أكثر من فصل، مما يُقنع المتلقي أنه أمام شخصية منسجمة بين ما تتحدث/تتكلم/تقول وبين ما تفعل.
كما نلاحظ أن هناك تفوق في عدد المرات التي ذكر فيها التراب ـ أربع مرات ـ بينما "الرائحة، بكيت" ثلاث مرات، وهذا يقودنا إلى القدسية/الأهمية التي يكنها الفلسطيني للأرض/للمكان/للتراب، وما الحكمة التي جاءت في نهاية المقطع ـ رغم صعوبته/قسوته وما فيه من تأثر وبكاء ـ: "رجعها ع الأرض يا أبو صافي، التراب ما إله قيمة لما توخذه من أرضه" إلا من باب الأمل وإصرار الفلسطيني على العودة إلى مكانه/ترابه/وطنه.
التنقل/السفر مشكلة تلازم الفلسطيني أينما يذهب، فهو لا يملك جواز سفر معترف به كباقي البشر، مما يجعله عرضة للتأخير وللرجوع إلى المكان الذي قدم منه ـ هذا إذا سمح له بالرجوع ـ يحدثنا "عرفات" عن هذا الأمر: "يسألك عن طلاسم التناقض في الوثيقة، بعضهم لا يدرك كيف يمكن أن تكون فلسطينيا، وهو يقرأ في الصفحة الأولى من وثيقتك "الجمهورية العربية السورية. وثيقة سفر للاجئين الفلسطينيين...كم مرة وقفت جانبا، تراقب طوابير المسافرين التي تدخل أو تخرج، بانتظار أن يؤذن لك، ومع ذلك تصر على حملها.. لن استبدل بها إلا جواز سفر يحلق بك من رأس الناقورة إلى أم الرشراش" ص99، رغم أن المشهد يتحدث عن صورة (طبيعية/عادية) لمعاناة الفلسطيني، إلا أن وجودها في هذا الزمن، ويعد مرور أكثر من خمسة وسبعين عاما على احتلال فلسطين، يمثل إهانة لكل أحرار العالم ولكل الدول التي تدعي الديمقراطية وحقوق الإنسان، فها هو شعب بكاملة يتعرض لفقدان الهوية، وعدم السماح له بالسفر/العبورـ وإذا ما سمح له فبعد جهد جهيد وتنغيص.
مشكلة الفلسطيني لا تكمن في سهولة المرور/العبور فحسب، بل في الهوية، في شعوره أنه كباقي البشر له جواز سفر/هوية وطنية تمثله: "يخبرك أحدهم أن وجودك في أوروبا وأمريكيا ضروري جدا، جنسيتك تتيح لك حقوقا ما كنت تحلم بها، يصبح لسانك أكثر طلاقة، وسماؤك أكثر اتساعا، تقاطعه: ليست هناك سماء أوسع من سماء الجليل" ص112، في هذا المشهد يؤكد "عرفات" أن فلسطين أكثر من مجرد أرض، وأبعد من مجرد الحصول على حقوق مدنية (هوية تتيح له التنقل والحديث/الكلام) دون مراقبة أو ملاحقة ألأمنه، بل هي جزء من تكونه/ من ذاته، لهذا يرى المكان/الجليل هو المكان الأعلى والأجمل في فلسطين وفي الكون.
يؤكد "عرفات" أن فلسطين كمكان/كوطن لا بديل عنه ولن يكون هناك بديل، لهذا نجده (يتغنى) بهذا الألم، وكأنه يمارس طقوس الموت التي أقامها أسلافه القدماء بموت البعل، متأكدا أن عودة البعل، عودة "عرفات" حتمية إلى فلسطين، إلى الحياة التي يريدها وينشدها: "أنت تحسد جنات في قرارك، لأن لديها وطنا تعود إليه، تشتغل سنتين، أربع سنوات، ستا، عشرا، ثن تعود، وأنت لا تعود، ليس لديك بيت لتعود إليه، تحسد جنات، وتحسد العصافير والغزلان والضباع، تحسد كل الكائنات التي تعرفها والتي تجعلها، وتشتاق إلى بيتك البعيد.. كم مرة تأملت عيون الناس في المطارات، وهم يعودون إلى أوطانهم، إحساس لم تجربه في حياتك" ص155، إذا ما تتبعنا الكيفية التي تناول بها "عرفات" الوطن سنجدها طريقة المنتمي/المبدئي الذي لا يتزحزح قيد أنملة عما يؤمن به، لهذا نجده وكأنه سادن فلسطين الوحيد المتبقي، فهو يرى الآخرين يتغيرون، يتبدلون، يتكيفون مع الواقع/العصر، وهو لا يقدر/لايستطيع أن يتخلى عما يؤمن به، لهذا نجده يعاني من حالة من المرض/الصراع.
رقم ثلاثة
رقم ثلاثة له مدلول القدسية ومدلول الاستمرار/الديمومة، وتكرار تناوله من قبل "عرفات" وفي اكثر من موضع في الرواية، يأتي من باب استمرار مأساة الفلسطيني والمثقف، وأيضا من باب الثمن/الضريبة التي يدفعها المنتمي/المبدئي في هذا زمن، زمن الواقع والتكيف مع العصر، منها هنا جاء تكرار "تجد نفسك في ثلاث نسخ مكررة، تنتصب أمام ثلاث مشانق" ص10، " تجد نفسك فيها مشنوقا كل يوم ثلاث مرات" ص20، يضربك بذراع ثالثة ضربة قوية... فتسقط عن السرير" ص23، يحذرك من كابوس المشانق الثلاث" ص26، "المشانق الثلاث ستكون بانتظارك" ص76، "وهل يمكن لأحد أن يخلصك من مشانق ثلاث تنتصب أمام ليلك القادم" ص143، نلاحظ أن القسوة/الألم/العنف/الخوف يلازم رقم ثلاث، وهذا يقودنا إلى معاناة/مرض "عرفات" وما يمر به من حالة نفسية، فمن خلال المشانق الثلاث التي لازمته من بداية الرواية وحتى نهايتها يصل إلى فكرة الألم التي يمر ومر بها.
المجازر الصهيونية والحدث الساخن
ينوه الكاتب أنه كتب الرواية بين 31/10 و9/12/2023، بمعنى أثناء معركة طوفان الأقصى وما فعله المحتل من مجازر بحق الفلسطينيين، من هنا سنجد (واقعية) الحدث حضرة في الرواية، وكأن "عرفات" يقول/يؤكد استمرار "المشانق" ألمه/وجعه/مأساته كفلسطيني.
اللافت في طريقة تناول السارد لما يجري في غزة الفنية الأدبية التي قدمت بها، فبما أنه يتحدث لنا عن نفسه (كمريض نفسيا) جعل حديثه (المباشر) وعما يفعله المحتل من مجازر في غزة مستصاغا/مقبولا على الصعيد الروائي/الأدبي.
نجد هذه الأدبية في هذا المشهد: "فتعود إلى سيارتك، وأنت تتساءل عما دعاه إلى الانزعاج، أليس هذا وقت الاهتمام بالبيئة؟ متى ستفهم بها إن لم تفعل، الآن؟ ترتاح دقائق قبل أن تنطلق، ثم تشعل مذياع السيارة فيأتيك بالأخبار من لم تزوّد: ويشير مراسلنا إلى أن ضحايا مجزرة مستشفى المعمداني قد تجاوز 600 ضحية، إضافة إلى أكثر من ألف جريح ومفقود، وكان سلاح الجو الإسرائيلي قد نفذ مساء الثلاثاء الماضي غارات عنيفة على ساحة المستشفى التي تجمع فيها مئات الجرحى والنازحين المدنيين، وأغلبهم من النساء والأطفال الذين تحولوا إلى أشلاء متفحمة، فيما تحول المستشفى إلى بركة من دماء، معنا من هناك مراسلنا...." لا يعجبك برود المذيع ولا حيادية صوته، تطفئ المذياع، وتضع رأسك بيم كفيك قبل أن تنطلق، تشعر أن حلقك صار قطعة من الحطب" ص65، هذا المزج بين ما هو مباشر (أحداث المجازر في غزة) وبين الحالة النفسية التي يُحدثنا عنها "عرفات" جعلت المباشرة/الواقعية تمر على أنها جزء من الرواية، وبهذا يكون السارد قد أحسن تقديم مادة قاسية ومؤلمة وواقعية بصورة أدبية ترسخ في ذهن المتلقي وتجعله يفهم/يعرف طبيعية معاناة الفلسطيني، وما يفعله الاحتلال من جرائم.
الرمز
تكمن جمالية العمل الأدبي في الشكل الذي يقدم به، فرغم أن الرواية قاسية في مضمونها، حيث تتحدث عن شخصية "عرفات" الذي يعاني نفسيا ووطنيا، إلا أن السارد وضع محسنات في روايته، تزيل/تخفف شيئا من قسوتها، من هنا نجده يستخدم الرمز كأحد هذا المخففات: "وها أنت تشعر بالغربة لغربته، على الرغم من كثرة النخيل، فالغريب يشعر بالغريب، ويأنس بذكره.. حين مررت قبل أيام بين أشجار النخيل ذاتها أخذك الحنين للبرتقال" ص57، التقدم من جديد إلى رمزية البرتقال، تقود القارئ إلى فكرة فلسطين التاريخية، فلسطين التي احتلت عام 1948، وليس إلى بقية فلسطين التي احتل عام 1967، وهذا ما يجعل فكرة فلسطين من البحر إلى النهر حاضرة في وجدان المتلقي وفي عقله.
جلجامش ذهب في رحلة مضنية ليبحث عن الخلود، وبعد أن وجد العشبة، جاءت الأفعى وسرقت/أخذت تعبه، فأمسى قوله: "لمن جنت يداك يا جلجامش، لأفعى الأرض" مثلا لكن من يجتهد ويتعب ولا يحصل على مراده/مبتغاه.
"عرفات" يحدثنا عن هذا الضياع/الفشل/السرقة: "وها أنت تخفق في اختيار الحياة الأدبية، وتعجز أن تبقى متيقظا ستة أيام وسبع ليال، فترضى، بديلا عن الخلود، عشبة سحرية تعيد نضارة الشباب، ولكنك تُسرق مرة أخرى، يسرق اللصوص منك شبابك، كما سرقوا كل شيء يا عرفات، صحيح أن قرينك عاد إلى أوراك، ولكنك لم تعد إلى بيارات الليمون في يافا، ما زلت ترقد في سرير العجز منفيا خائفا من الموت قهرا، لأنك لم تقطف في حياتك عنقود عنب خليلي، ولم ترم بجسدك المتعب في حضن الجليل" ص164، نلاحظ أن "عرفات" يتحدث عن مأساة أكبر من مأساة جلجامش، فجلجامش ـ رغم فشله ـ عاد إلى وطنه/أوراك بينما "عرفات بقى منفيا/بعيدا عن الخليل والجليل.
وإذا ما توقفنا عند هاذين اللفظين "الجليل والخليل" اللذان يتماثلان في الشكل، فالفرق بينهما فقط في حرفي الجيم والخاء، وهما يمثلان شمال فلسطين/الجليل، وجنوبها/الخليل، "فعرفات" من خلال "الجليل والخليل أعطانا فكرة/صورة عن رؤيته لفلسطين الكاملة من شمالها لجنوبي، وليست تلك التي يتحدث عنها السياسيين، أراضي عام 67 فقط.
السرد الروائي
يكشف لنا الكاتب/عرفات تركيبة الرواية، وكأنه يؤكد أنه يتحدث لنا نحن القراء، أقرب الناس عليه، لهذا يكشف لنا (سره) موقنا أننا سنحسن الحفاظ على هذا (السر): "تعود إلى طاولتك تفكر أن تكتب صفحة أو صفحتين في روايتك الجديدة، ستكون رواية عن ذاتك، رواية سيرية كما يقولون، ستذكر فيها أشياء كثيرة، ستختفي أشياء كثيرة أيضا، لا يمكنك أن تشوه صورتك أمام القراء، فإن تتعرى أمام نفسك شيء، وأن تتعرى أمام قراء يمتدحون نبلك شيء آخر..
..سأكتب رواية عن الحنين الأبدي للمنزل الأول في مخيم اليرموك" ص140و141، هذا الكسر لوتيرة السرد، ومخاطبة القارئ بما في الرواية، يمثل صورة من صور الود/الصداقة التي تجمع الكاتب/عرفات والقراء، فرغم أن الفقرة السابقة (مباشرة) إلى أن السياق/الطريقة التي جاءت بها جميلة، وهذا يوثق العلاقة بين الكاتب/السارد وبين القارئ.
ثقافة عرفات
قلنا إن عرفات شخصية مثقفة، متعلمة، لهذا نجده يذكر كم هائل من الأدباء والشعراء والمفكرين، وشخصيات تاريخية، والكتب، جمالية المكان، ألف ليلة وليلة، جبران خليل جبران، جبرا إبراهيم جبرا، مي زيادة، ماري هاكسل، غسان كنفاني، مالك بن الريب، ابن زريق البغدادي، بول إيلوار، طاغور، أرغون، صلاح الدين، نابليون، وغيرهم" وهذا ما يخدم مأساته/معاناته في الروية، فالشخص/الإنسان الذي يعرف كل هؤلاء بالتأكيد هو قارئ نهم، وما وجود اقتباسات كثيرة لعدة شعراء إلا من باب تأكيد هذه المعرفة وهذه المبدئية/الانتماء لذات المثقف الذي يرفض أن يبيع/يتخلى عن قناعاته، رغم قسوة الحال.
كما نجده متأثرا بالقرآن الكريم، فهنا أكثر من تناص قرآني حاضر في الرواية، وحتى وجود آيات كاملة، كل هذا يخدم فكرة شمولية المعرفة/الثقافة التي يتمتع بها "عرفات" وما تقمصه لأكثر من شخصية أسطورية، إلا من هذا الباب، باب شمولية وتساع الثقافة/المعرفة التي تكون شخصية "عرفات".
الرواية من منشورات دار دلمون الجديدة للطباعة والنشر، سورية، دمشق، الطبعة الأولى 2024.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسطورة والواقع في ديوان -مواويل في الليل الطويل- فهد الرما ...
- -من بين أزقة المخيم- ريتاج إسحاق المنسي
- تمرد المرأة في رواية -نساء بروكسيل- نسمة العكلوك
- التكامل بين المضمون والشكل في قصيدة -محاصرون- قمر عبد الرحمن
- ثنائية الحنين عند يونس عطاري
- الصعيد المصري في رواية -شامة (21 متر مربع)- رضوى جاويش
- الشكل والمضمون في قصة -البحث عن معتوه- نافذ الرفاعي
- الصوفية والاغتراب في ديوان -الهدي- أمين طاهر الربيع
- ديوان تقفل يدها ثانية سميح فرج
- تمازج البياض والسواد في قصيدة -سأنسى بأني سأنسى- العلمي الدر ...
- الديني والاجتماعي والسياسي في كتاب -الحريم السياسي- فاطمة ال ...
- الواقع وأثره على الشاعر في ديوان -بارقات تومض في المرايا- من ...
- دعاء الصوفي في قصيدة -مولاي- مأمون حسن
- التجمع الصهيوني في رواية ترجمة خاطئة أسامة مغربي
- المجتمع الفلسطينيفي رواية -ترجمة خاطئة- أسامة مغربي
- الشاعر يسبق الزمن في قصيدة -الليل- منير إبراهيم
- طريقة تقديم الألم في قصيدة -قلبي مرآة الكون- جواد العقاد
- طريقة تقديم التراث في قصيدة -لئلا يُقال- عبد الناصر صالح
- مازن دويكات والعلو
- علي البتيري والومضة


المزيد.....




- مصر.. فنانة شهيرة تتقدم بشكوى ضد -مصبغة غسيل-
- تردد قناة الزعيم سينما 2024 نايل سات مشاهدة احدث افلام عيد ا ...
- جبل الزيتون.. يوميات ضابط تركي في المشرق العربي
- شوف ابنك هيدخل كلية إيه.. رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2024 ب ...
- LINK نتيجة الدبلومات الفنية 2024 الدور الأول بالاسم ورقم الج ...
- رسمي Link نتيجة الدبلومات الفنية 2024 برقم الجلوس والاسم عب ...
- مشاهدة مسلسل تل الرياح الحلقة 127 مترجمة فيديو لاروزا بجودة ...
- بتقنية الخداع البصري.. مصورة كينية تحتفي بالجمال والثقافة في ...
- ضحك من القلب على مغامرات الفأر والقط..تردد قناة توم وجيري ال ...
- حكاية الشتاء.. خريف عمر الروائي بول أوستر


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - مأساة المثقف في رواية -يوم عادي في حياة عرفات- يوسف حطيني