أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - هل دعا حاكم المغرب الفعلي من الشرق ، الجزائر الى التعقل وفتح الحدود المغلقة منذ سنة 1994 ، والى عودة العلاقات بين البلدين الى سابق عهدها كما كانت قبل قطعها ؟















المزيد.....


هل دعا حاكم المغرب الفعلي من الشرق ، الجزائر الى التعقل وفتح الحدود المغلقة منذ سنة 1994 ، والى عودة العلاقات بين البلدين الى سابق عهدها كما كانت قبل قطعها ؟


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 7990 - 2024 / 5 / 27 - 21:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أورد موقع ( مغربي ) من اسبانية ، خبرا مفاده ، ان احد القياديين البارزين في حزب وزارة الداخلية ، " الاصالة والمعاصرة " ، وجه نداء من الحدود الشرقية ، وعلى مقربة من الحدود الجزائرية ، الى القيادة الجزائرية ، يدعوها فيه الى فتح الحدود المغلقة منذ سنة 1994 ، على اثر عملية " أسني " الإرهابية ، ويدعوها الى إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الى سابق عهدها .. وهنا دون ان نشير الى ما فاح به عبدالاله بنكيران ، في حق الجزائر ، وفي حق نظامها ..
ان قيام احد قادة حزب " الاصالة والمعاصرة " الذي انشأه الهمة ، عندما كان ( وزيرا منتدبا في الداخلية ) ، لا يمكن ان يحصل من الشخص من تلقاء نفسه . لان قضية الجزائر والعلاقة معها ، مثل قضية الصحراء الغربية ، هي من اختصاص فؤاد الهمة وحده دون غيره ، لأنه هو المسؤول عن البوليس السياسي بمختلف شعبه ، وهو المسؤول الوحيد عن الجهاز السلطوي الطقوسي الذي تمثله وزارة الداخلية .
ومن هنا فان المساس بقضية الصحراء الغربية ، او الادلاء بدعاوى او تصريحات في حقل سياسي ، يعتبر محطة أساسية ومن القضايا الاستراتيجية ، لا يمكن ان يحصل هكذا ، خاصة من طرف ( قيادي ) بحزب فؤاد الهمة ، الذي فشل ان يَكُون بحزب الدولة ، على غرار حزب مبارك بمصر ، وحزب بن علي بتونس ، دون ان يستشير مع المسؤول عن ( الحياة السياسية ) ، والمسؤول عن الامن فؤاد الهمة . لان الادلاء بهكذا تصريحات استثنائية ، ودون الرجوع الى المسؤول عن هذه المجالات ، الذي هو الحاكم الفعلي للدولة المزاجية البوليسية السلطوية الطقوسية ، فيه اعتداء على الاختصاص الغير مكتوب ، لا في الدستور ولا في أي قانون من قوانين المملكة المزاجية .. وهنا نضع السؤال ، او لنتساءل . هل اخبر صاحب النداء ، فؤاد الهمة بفحوى رسالة القيادي الموجهة الى القيادة الجزائرية من الشرق ، على الحدود الجزائرية المغربية .. بالتأكيد فالقيادي المزعوم ، ما كان له ان يدلي بما ادلى به للقيادة الجزائرية ، دون استشارة فؤاد الهمة مؤسس حزب ( الاصالة والمعاصرة ) ، ودون ان يكون قد حضي بقبوله وبموافقته .. وهنا يصبح سؤالنا . هل وجه فؤاد الهمة رسالة الى القيادة الجزائرية ، يدعوها فيها الى فتح الحدود ، ويدعوها الى إعادة العلاقات السياسية والدبلوماسية ، قبل قطعها من قبل النظام الجزائري ، الذي هو من وقف وراء اغلاق الحدود اثر عملية فندق أسني . فهل وجه فؤاد الهمة رسالة الى القيادة الجزائرية ، يدعوها فيها الى فتح الحدود ، ويدعوها الى إعادة العلاقات السياسية والدبلوماسية قبل قطعها من قبل النظام الجزائري ، الذي هو من وقف وراء اغلاق الحدود ، اثر فرض النظام المغربي التأشيرة على المواطنين الجزائريين بفرنسا ، وهو من قطع العلاقات مع النظام المزاجي البوليسي المخزني .. فيكون فؤاد الهمة ، ومن خلال موافقته على رسالة القيادي بحزب ( الاصالة والمعاصرة ) ، يكون هو من يقف وراء توجيه الرسالة باسم النظام المزاجي ، وليس باسم حزب ( الاصالة والعاصرة ) ..
لكن غوْر المشكل ، لا يوجد في إجراءات فقط غلْق الحدود وإعادة فتحها ، وقطع العلاقات السياسية والدبلوماسية وإعادة فتحها ، لان المسألة والاجراء ليس بلعبة أطفال ، بل انها تمس جوهر النظام الجزائري ، وتمس سياسته المغاربية ، كما تمس مصداقيته إزاء المؤسسات الدولية ، خاصة امام الاتحاد الأوربي الذي يسير نحو الاعتراف فقط بحل الاستفتاء وتقرير المصير ، بعد ان تؤكد هذا الحل قرارات محكمة العدل الأوربية ، إذا كانت مُزكّية لإبطال الاتفاقيات المبرمة مع النظام المزاجي البوليسي ، بخصوص ثروات المنطقة المتنازع عليها ، والتي لا يعترف بمغربيتها الاتحاد الأوربي ، ولا تعترف بها الأمم المتحدة ، من مجلس الامن الى الجمعية العامة للأمم المتحدة .. وطبعا فالمنتظر امميا لن يخرج عن حل الاستفتاء وتقرير المصير ، عملا بقرارات مجلس الامن منذ سنة 1975 ، وعملا بقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، التي اعتبرت جبهة البوليساريو ، وليس الدولة الصحراوية الغير منصوص عليها في القرارات الصادرة عن مجلس الامن ، بمثابة الممثل الشرعي الوحيد للشعب الصحراوي ..
فالقيادي بحزب ( الاصالة والعاصرة ) بالجهة الشرقية ، في دعوته للقيادة الجزائرية ، بان تعيد فتح الحدود ، وان تعيد إعادة ربط العلاقات الدبلوماسية والسياسية الى سابق عهدها ، هي دعوة لفؤاد الهمة المسؤول الوحيد عن ( حزب الاصالة والمعاصرة ) ، والمسؤول الوحيد عن البوليس بهيئاته العامة ، والمسؤول كذلك عن الجهاز السلطوي الطقوسي وزارة الداخلية . وطبعا فهذين الجهازين ، هما اهم الأجهزة داخل الحكومة ، ووحدهم المشرفين عن بحث القضايا السياسية ، وقضايا الحدود الاستراتيجية .. فتكون الدولة من خلال رسالة قيادي المنطقة الشرقية صلاح الدين ابوعالي ، هي من تقف وراء توجيه الرسالة الاستعطافية الى القيادة الجزائرية .. في حين كان دور قيادي الجهة الشرقية ، دور كُمْبراس لا غير ..
وكالمعتاد ، ولدعوات سابقة في شكل رسائل وجهها شخصيا محمد السادس ، اثناء القاءه خطابا بمناسبة من المناسبات ، ستلقى رسالة ( الدولة ) المزاجية البوليسية نفس الإهمال ، والتحاشي ، ولن ترد عليها ابدا ، ما دام المشكل القائم يتعلق بفرز وتوضيح نزاع الصحراء الغربية ، وما دام الاستقواء بإسرائيل لتهديد الجزائر بإسرائيل من الشرق ...
ان رسالة ( القيادي ) بحزب ( الاصالة والمعاصرة ) ، التي هي رسالة مؤسس الحزب المذكور ، وهي رسالة الدولة المزاجية التي يحكمها بالمزاج فؤاد الهمة ، على خطى من سبقه في المدرسة المزاجية ، والرئيس الفعلي للبوليس السياسي ، ولبوليس النظام العام ، والرئيس الفعلي للجهاز السلطوي القروسطوي الطقوسي ، وزارة الداخلية .. هي رسالة النظام المزاجي ، الذي يكون قد غرق في مشكل الصحراء ، لان كثبانها الرملية اقوى واخطر ، وتهدد في حالة اتلاف خيط التعامل معها ، بسقوط كل النظام ، وهو السقوط الذي ينتظره الاتحاد الأوربي ، وتنتظره دول مجلس الامن الدائمة العضوية .. لأنها ، ورغم انها تهدد وجود النظام ، وتهدد وحدة المغرب ووحدة الشعب ، فالاتحاد الأوربي ، ومجلس الامن ، والجمعية العامة للأمم المتحدة ، وكل من يدعو الى نصرة الشرعية الدولية التي نتيجة تنزيلها معروفة ، يساهم بطريقة او أخرى ، في التمهيد لإسقاط نظام المخزن ، خاصة بعد تدهور العلاقات بين محمد السادس ، والرئيس الفرنسي بسبب Pegasus Gate ، التي يقف وراءها البوليس السياسية المخزني المزاجي ، وبسبب Morroco Gate التي يقف وراءها البوليس السياسي الذي يعمل غالبا خارج المغرب .. فالرئيس الفرنسي ، رغم انه يصوت لقرارات مجلس الامن التي تدعو الى حل الاستفتاء وتقرير المصير، اصبح بعد جريمة Pegasus Gate ، وجريمة Morroco Gate من اشرس المدافعين الرسميين عن حل الاستفتاء وتقرير المصير .. وهنا نتساءل . هل تحولت الصداقة بين الرئيس الفرنسي والملك محمد السادس ، الى كراهية تنفذ سياستها ، من دون اثارة الغبار .. وبالواضح . اذا كانت نتيجة حل الاستفتاء وتقرير المصير، تضرب في صلب وقلب النظام المزاجي ، ومع ذلك يتمسك بهذا الحل كل المنتظم الدولي الفاعل والمؤثر.. الا يعني هذا ، ان مكانة الملك عند الرئيس الفرنسي ، كما عند القادة الاوربيين ، اصبح مشكوك فيها ، بل انها تزعزعت بالكامل .. أي بما ان الاتحاد الأوربي وخاصة فرنسا ، والدول القوية صاحبة الفيتو بمجلس الامن ، والدول القوية ككندا مثلا .. تعرف نهاية النظام المخزني عند تنظيم الاستفتاء وتقرير المصير .. ومع ذلك يستمرون في تبنيه بالحل الوحيد .. فهنا نطرح سؤال . هل يشتغل الاتحاد الأوربي ، وواشنطن وكل الدول الديمقراطية ، على اسقاط النظام المخزني ، المعرقل للتطور ، الواقف وراء جرائم Pegasus Gate ، و Morroco Gate ، مع الاحتفاظ بالنظام الملكي من دون مخزن ، لتنزيل النظام الديمقراطي ، الذي سيكون على رأسه كل من يؤمن بالديمقراطية ، ويتباهى بالخيارات الثقافية الغربية ، خاصة حول مجال حقوق الانسان ، والديمقراطية ، والمبادئ القانونية الكونية ، المتبناة من قبل ميثاق الأمم المتحدة .. فهل الهدف من فرض حل الاستفتاء وتقرير المصير لنزاع الصحراء الغربية ، هدفه نظام المخزن ، ام ان هدفه الدولة ، سيما عندما تكون نتيجة الاستفتاء هي الاستقلال . وهنا . هل سيشمل البتر فقط الصحراء الغربية ، ام سيتعداه الى مناطق أخرى ، لا تزال بها حركات سياسية تدعو الى الانفصال ، وتأسيس دولتها المستقلة ، كجمهورية الريف ، ولِمَا لا عندما يضعف النظام ، سيعم الاستقلال مناطق أخرى من المغرب .. وهنا يجب الانتباه ، الى ان مسألة وحدة الأرض والشعب ، في الدول الديمقراطية ، يبقى فقط حل الحكم الذاتي ، كما في اسبانية وفي انجلترا ، وبالملوين البريطانية " جزر الفلوكاند " .. لكن عندما يتعلق الامر بالدول الضعيفة ، والفقيرة ، فان الحل لا يكون هو الحكم الذاتي ، بل يكون الاستفتاء وتقرير المصير .. وكانت تجربة إقليم كتالونية La Catalogne ، رغم تصويت الشعب الكتالوني على انفصال كتالونية ، فملك اسبانية استعمل سلطاته الدستورية التي ابطلت نتائج استفتاء كتالونية .. واكتفت بتخصيصه فقط بالحكم الذاتي الذي كان يتمتع به قبل الاستفتاء ..
ان توجيه رسالة ( القائد ) الشرقي صلاح الدين أبو غالي لرسالته للجزائر ، هي رسالة لفؤاد الهمة ، ومنه تكون رسالة النظام المخزني المزاجي المستهدف من نتائج عملية الاستفتاء وتقرير المصير ، رسالة للنظام المخزني الى القيادة الجزائرية .
فهل شعر النظام المخزني الذي على رأسه فؤاد الهمة ، بخطر الصحراء على المستقبل السياسي للنظام المخزني ، حيث يلخصون الصحراء فقط في النظام الجزائري ، المدعم للجبهة الشعبية دراع الجمهورية الصحراوية ..
لا يمكن الوصول الى كنه المشكل ، والمصيبة المنتظرة ، اذا نحن اهملنا الوضع القانوني للصحراء ، الذي تنتعش منه الجزائر ، وكل الدول المساندة لها ..
ان اكبر غلطة وخطأ خطير ، دعمت الموقف الجزائري المعارض لمغربية الصحراء ، هو تقسيمها مع موريتانية في سنة 1975 ، والقسمة كانت قسمة غنيمة او طريدة من الصيد. فآل الى النظام المغربي الساقية الحمراء ، وآل الى النظام الموريتاني وادي الذهب ، وآل الى اسبانية حقها في جزء من ثروات المنطقة . لكن ان أي دولة من هذه الدول الثلاث اعترفت بأصل المشكل الذي هو اتفاقية مدريد الثلاثية . ومع ذلك قسموا الصحراء كوزيعة ، أعطت للجزائر اكبر فرصة استغلتها في تقويض الدفاع الموريتاني والمخزني ، سيما وان الجزائر انتظرت حوالي عشرين سنة ، وبعد ان أصبحت الصحراء الغربية في عنق الزجاجة ، حتى يعترف لها النظام المزاجي بجزائرية الصحراء الشرقية . فإخضاع الصحراء لعملية القسمة ، أعطت الجزائر فرصة تعري فيها عن اصل المشكل . وحتى تبعد النظام المغربي من أي مطلب في الصحراء الشرقية ، دعمت كل المواقف المناهضة لمغربية الصحراء ، وروجت كثيرا لحل الاستفتاء وتقرير المصير ، الذي اصبح بالحل الاممي ، وليس بالحل الجزائري .. وزادت الطامة الكبرى ، عندما خرج النظام العسكري الموريتاني من وادي الذهب في سنة 1979 ، ودخول النظام المزاجي لوادي الذهب ، لكن دون ان يسيطر على الگويرة التي ظلت موريتانية ، رغم اعتبار التواجد الموريتاني بالصحراء بغير القانوني ، والمتعارض مع القانون الدولي .. بل ستذهب موريتانية بعيدا عندما اعترفت بالدولة الصحراوية ، واعتبرت اعترافها بالاستراتيجي، الذي سيرسم حدود المستقبل ، بين موريتانية وبين الدولة الصحراوية ، التي ستصبح حدودها مع الحدود المغربية ، بدل الحدود الموريتانية ..
فالجزائر التي عرفت كيف ترتب حالها ، وتقود معركتها ، فجميع خطواتها كانت ناجحة ، واصبح ما يسمع بالمحافل الدولية ، فقط لغة الاستفتاء وتقرير المصير ، في حين ان المجتمع الدولي ، لم يبالي باقتراح النظام المزاجي البوليسي المخزني ، عندما تقدم بحل الحكم الذاتي .. كما لم يبالي ولا اهتم باعتراف الملك شخصيا بالدولة الصحراوية امام العالم ، واعترف بالحدود الموروثة عن الاستعمار ، وهو الاعتراف الذي اسعد الجزائر ، عندما اصبح النظام المزاجي البوليسي المخزني ، يعترف بجزائرية الصحراء الشرقية ، وهو اعتراف مكمل لاعتراف النظام الملكي بجزائرية الصحراء الشرقية في سنة 1994 ، عندما صوت برلمان الملك على قبول اتفاقية الحدود المبرمة مع الجزائر ، بموريتانية سنة 1971 .. في الوقت الذي نرى فيه المشروعية الدولية تنصص فقط على الاستفتاء وتقرير المصير ، ولا إشارة في قرارات مجلس الامن ، وقرارات الجمعية العامة ، الى حل الحكم الذاتي الذي طرحه النظام المزاجي في ابريل 2007 ..
ان الوضع الحالي بالنسبة للصحراء ، وبالنسبة للنتائج التي ستترتب على تنزيل المشروعية الدولية ، هو ميّال الى حل الاستفتاء ، أي ميال الى استقلال ثلثي الصحراء التي يسيطر عليها النظام المزاجي ، وميال الى تحديد الاطار القانوني للثلث المسمى بالمنطقة العازلة ، وموريتانية من تلقاء نفسها ستنسحب من الگويرة ، أي ستسلمها حالا الى الدولة الصحراوية .. فماذا عندما تقدم موريتانية نقدا ذاتيا عن دخولها ارض الصحراء في سنة 1975 ، وتعتبره بالاحتلال وبالاستعمار ، والمتعارض مع القانون الدولي .. فهل هذا حقا هو نقد ذاتي ، ام طعنة في ظهر النظام المزاجي ، حين تعتبره وموريتانية ، عند دخولهما الى الصحراء دخول صعاليك الصحراء ، بالدخول الغير القانوني والمتعارض مع القانون الدولي .. فالانتقاد الموريتاني ، لم يكن موجها في الحقيقة ضد موريتانية ، لكن المعني بوصف الاحتلال ، النظام المزاجي البوليسي المخزني ، الذي يبدو قد غرق في مستنقع الصحراء ، ويبدو نظامه بيد عفريت ، بل ان مستقبل النظام المخزني ، وليس النظام الملكي ، آيل للسقوط ، اذا استقلت الصحراء عن المغرب .. والمنتظم الدولي المحق والعارف بهذه النهاية الحتمية والمأساوية ، بالنسبة لمخلفات ذهاب الصحراء على النظام المخزني وليس على النظام الملكي ، لان الغرب خاصة فرنسا وامريكا لن يتركوا المنطقة بيد أنظمة سياسية مهددة للغرب ، ورغم ذلك ، فهم يؤيدون المشروعية الدولية ، رغم ان هذه المشروعية ليست في صالح النظام المخزني ، وقد تكون في صالح النظام الملكي .. وهنا لنتذكر تصريحات الأمير هشام بن عبدالله العلوي ، الداعية الى إزالة المخزن ، وبقاء الملكية الديمقراطية ، التي ستلقى مساندة قوية من كل دول الغرب ، بل حتى من دول عربية رفعت فيتو على شخص الملك محمد السادس ، ولم ترفعه على المغرب .. فهل سيلتقي الغرب والدول العربية ، في التفريش لنوع النظام الديمقراطي ، وليس للمخزن سبب الطغيان والخلط وعدم الوضوح ..
اذن . هل استشعر فؤاد الهمة باقتراب ساحة الحسم ، التي لن تكون في صالحه .. لأنه ومثل ادريس البصري ، ممكن ان يضحوا به ، لترتيب البيت بالسلمية ، وتفادي الفوضى المؤدية الى الهلاك .. وخاصة وان الساحة فارغة من التأطير السياسي ، ومعرضة الى الفتنة اذا لم تتخذ الإجراءات اللازمة لمواجهة الاعصار القادم ..
ان دعوة فؤاد الهمة للقيادة الجزائرية ، سيرمي بها في سلة المهملات ، بل لم تتسوق لها القيادة الجزائرية ، التي فرضت نفسها كمحايد في نزاع الصحراء الغربية . وهي اذ تتشبث بالحلول الأممية وبالمشروعية الدولية ، ستترك جماعة فؤاد الهمة ومن معه ، من جماعات البوليس السياسي ، في مواجهة الرعايا التي ستنتفض ، وسيتحولون من رعايا واثناء الانتفاضة الى شعب يطرح الحلول السياسية ، التي من أهمها الملكية الديمقراطية ، وليست الملكية المخزنية .. طبعا سيكون للجيش كلمته الفصل ، فإما التخندق الى جانب الرعايا الذين سيصبحون شعبا ، وهذا امر التاريخ ، واما التخندق ضد الشعب ، وهنا ليس فريق من الجيش الموالي للشعب من سينزل الى الساحة ، بل يجب انتظار تدخل مجلس الامن ، والاتحاد الأوربي ، والاتحاد الافريقي ، والعديد من الدول العربية التي ترقص على نغمات السمفونية الجزائرية .. ويجب انتظار المحكمة الجنائية الدولية التي ستعقد جلساتها الاستماعية لمن اطلق الرصاص على المنتفضين السلميين .
الجزائر ستتجاهل نداء فؤاد الهمة ، ولن تعيره أهمية ، مثل خطابات للملك سابقة ، لكنها لن تتنازل عن تنزيل المشروعية الدولية ، وآلتها هي الاستفتاء وتقرير المصير ..
ان هذا التراكم الذي اصبح بيد الجزائر وبيد جبهة البوليساريو ، سيشجع حرب الصحراء الثانية التي بدأت في 13 نونبر 2020 ، بإدخال أسلحة نوعية لساحة المعركة ، كطائرات Drones ، ويجب انتظار استعمالها ، الى جانب مدافع واسلحة نوعية تغير مستوى الحرب التي تدور اليوم ..
ان الاتحاد الأوربي ، ينتظر صدور قرار محكمة العدل الأوربية ، الذي على ضوئها سيحدد الاتحاد الأوربي موقفه الصريح من نزاع الصحراء الغربية . وطبعا فإذا ابطلت محكمة العدل الأوروبية ، الاتفاقيات التجارية ، واتفاقية الفلاحة ، واتفاقية الصيد البحري .. فهذا يعني انه بمقتضى القرار القضائي ، فالصحراء ليست مغربية . وسيشجع هذا القرار / الحكم المرتقب ، الدول الاوربية لرسم سياسة واضحة من مستقبل نزاع الصحراء الغربية ، أي الالتزام بجنسيتها الحقيقية . كما سيشجع الموقف الأوربي ، مواقف العديد من الدول العربية ، للاعتراف صراحة ومباشرة بالدولة الصحراوية ، كتونس وليبيا واليمن ومصر ، والسلطة الفلسطينية المدينة للدولة الجزائرية ، وستعتبر الاعتراف بالجميل ، هو الاعتراف بالجمهورية العربية الصحراوية .. ناهيك تواجد الصحراويين كدولة بالاتحاد الافريقي ..
ومرة أخرى ، يجب توقع وانتظار خطوات مفاجئة في غضون السنتين المقبلتين ، وربما اقل . من قيام الاتحاد الافريقي الذي توجد به دولة الجمهورية الصحراوية ، من التقدم باقتراح عضوية الدولة الصحراوية بالأمم المتحدة . وهنا نرجع الى السلطة الفلسطينية التي اقترح انضمامها الى الأمم المتحدة ، دولا اوربية هي اسبانية ، وايرلندة ، والنرويج .. رغم ان السلطة الفلسطينية ليست بدولة .. فكيف سيكون الحال بالنسبة للدولة الصحراوية ، التي اعترف بها الملك شخصيا امام العالم في يناير 2017 ، واصدر ظهيرا يعترف و يقر فيه بهذا الاعتراف ، وبما فيه اعترافه بالحدود الموروثة عن الاستعمار ، ونشر الاعتراف هذا بالجريدة الرسمية للدولة العلوية عدد : 6539 / يناير 2017 ..
ان زمن حصول هذه الخرجة ، قد قرب بكثير .. ولن يعترض احد من الدول الكبرى ، على انضمام الدولة الصحراوية الحالية ، وليس المرتقبة باستفتاء قادم الى الأمم المتحدة ..
ان الدول الكبرى بمجلس الامن ، ومنها فرنسا الديگولية ، تصوت دائما لصالح القرارات التي يخرج بها مجلس الامن ، والداعية فقط الى حل الاستفتاء وتقرير المصير .. والاتحاد الأوربي هو من رفض اعتراف الرئيس Trump بمغربية الصحراء .. وكل دول الاتحاد الأوربي ، والولايات المتحدة الامريكية ، وروسيا الاتحادية وسويسرة ، والصين ، وحتى الهند وبنگلاديش ... بها مكاتب للجبهة بعواصمها ، وبمدنها ، وتتلقى العناية القانونية كما العناية المادية ..
فوضع الدولة الصحراوية بالمقارنة مع السلطة الفلسطينية ، وضع جيد .. ولا ينقصه سوى بعض الروتوشات المتعلقة بالوضع العام للمنطقة .. لان دخول الدولة الصحراوية الى الأمم المتحدة ، وهو دخول قادم ، ستترتب عليه بعض النتائج التي ستغير وجد المنطقة .. بالخروج من الدكتاتورية والبوليسية ، الى الديمقراطية أساس الاستقرار العام بالمنطقة ..
النظام البوليسي ، المخزني ، المزاجي الذي يخدم فقط بالمزاج " ولوْ طارت معْزة " .. أضاع الصحراء حين تعامل معها كحجاب لنظامه يحميه من السقوط ، وحين تعامل معها كثروات اسالت لعابه ، ولم يتعامل معها كشعب رغم انه اعترف به عندما اعترف بالدولة الصحراوية في يناير 2017 ..
هناك تساؤل أساسي : لماذا يلتزم الاتحاد الأوربي وفرنسا ، والولايات المتحدة الامريكية ، والدول العربية الصمت ، إزاء الهجومات العسكرية التي يقوم بها الجيش الشعبي الصحراوي ، الذي اعترف به الملك حين اعترف بالجمهورية الصحراوية ... ؟
الم تعتبر الولايات المتحدة الامريكية في تقريرها السنوي ، في الحيز المخصص للمغرب ، جبهة البوليساريو بحركة تحرير ثورية ومستقلة ؟
اليس نفس الاعتراف كان في التقرير الذي أصدره البرلمان الأوربي بخصوص الحيز المخصص للدولة المزاجية ..
لماذا لا تضامن .. لا استنكار للهجومات التي يقوم بها الجيش الشعبي الصحراوي ، على جيش النظام المزاجي البوليسي المخزني المرابط بالأراضي المتنازع عليها ؟
لماذا سكوت الدول العربية ، عن الحرب التي تدور منذ 13 نونبر 2020 ؟ لا تضامن .. لا استنكار ..
ان هذا الوضع والحالة ، اكبر دليل على قرب انضمام الدولة الصحراوية الى الأمم المتحدة .. والجميع سيرحب بها .. بما فيها إسرائيل ..
على نفسها جنت براقيش ..



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام الطائفي والطائفية في لبنان
- نداء حركة - صحراويون من اجل السلام -
- النظام الطائفي والطائفية في الدولة الإسلامية ( الحلقة الرابع ...
- النظام الطائفي والطائفية في الدولة الإسلامية -- الحلقة الثال ...
- النظام الطائفي والطائفية في الدولة الإسلامية --- تابع ---
- النظام الطائفي والطائفية في الدولة الإسلامية
- الإطار الاجتماعي للنعرة القبلية والمذهبية
- أول حكم ذاتي لمواجهة النعرة القبلية في الدولة الاسلامية
- هل الملك محمد السادس من اعتبر خيار الحرب استراتيجي مع الجزائ ...
- هل طالب النظام المزاجي البوليسي باسترجاع الصحراء الشرقية ؟
- من يملك مفتاح حل نزاع الصحراء الغربية
- النعرة المذهبية الدينية في تشتيت الوحدة الشعبية
- السلاح يلعلع بالقصر الملكي
- النظام القبلي في الدولة الثيوقراطية الإسلامية
- الدولة المزاجية . مغرب الاستثناءات
- سورية تعترف بالجمهورية العربية الصحراوية ، ولقاء ثلاثي في اخ ...
- الانقلابات في ظل الملك محمد السادس
- حين تتر أس دولة بوليسية فاشية ومارقة مجلس حقوق الانسان بالام ...
- في الثقافة والتثقيف السياسي ( الحلقة الثالثة )
- الأمم المتحدة / الأمين العام للأمم المتحدة


المزيد.....




- جدل في مصر بعد اعتماد قانون يمنح القطاع الخاص حق إدارة المست ...
- غزة.. الحياة تستمر رغم الألم
- قبل المناظرة بساعات.. ما ينبغي أن يتجنبه كل من بايدن وترامب ...
- المجر تُعيق إصدار بيان مشترك لدول الاتحاد يندد بحظر روسيا لو ...
- خبير ألماني: أربعة أو خمسة أطفال يموتون من الجوع يوميا في ال ...
- البيت الأبيض: لا نعتزم إجبار كييف على تقديم تنازلات إقليمية ...
- نيبينزيا: كييف دمرت أكثر من 1000 مؤسسة صحية وتعليمية وقتلت م ...
- نتنياهو يرد على انتقاد غالانت والبيت الأبيض يعلّق
- الحوثيون والمقاومة العراقية تستهدفان سفينة إسرائيلية في مينا ...
- وزيرا الخارجية المصري والتركي يبحثان هاتفيا العلاقات الثنائي ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - هل دعا حاكم المغرب الفعلي من الشرق ، الجزائر الى التعقل وفتح الحدود المغلقة منذ سنة 1994 ، والى عودة العلاقات بين البلدين الى سابق عهدها كما كانت قبل قطعها ؟