سعد جاسم
الحوار المتمدن-العدد: 7988 - 2024 / 5 / 25 - 17:38
المحور:
الادب والفن
- الى سلام حربه : صديقي الشاهد والشهيد الحي -
نخبـكَ
صديقي البعيدْ
نخبكَ
أَيُّها القريبُ
من الوريدِ
الى الوريدْ
نخب حضورِكَ الفاجعِ
في مآتمِ الغيابِ
وفي عواصفِ الخرابِ
وفي حرائقِ القلوبِ
والضمائرِ والأُمهاتْ .
***
نخبـكَ
هل يكفي
بينابيعِ الدمع ؟
أَمْ يكفي
بنزيفِ دجلة المفجوعة
مثل أَرملةٍ جنوبية ؟
أَمْ أَنَّهُ لايكفي
حتى بفراتٍ
من الدَمِ والنحيبْ ؟
***
نخبـكَ
من وحشةِ الغروب
الى نزيفِ القلوب
وحتى سطوعِ شمسِ
الحقيقةِ والخلاصِ
من وجوهِ فتيانِ
تشرين البسلاء
ومن عيونِ صبايا
بابل الجميلات
ومن اصابع الجنود
النازفة على السواتر
والبراري والملاجيء
والحدود المنهوبة
ومن قلوب الشهداء
المنسيين في الجبهات
والاهوار والقصبات
والصحارى والكهوف
والمقابر الجماعية الفاجعة .
***
نخبـكَ
نخب الحياةِ
في البلادْ
التي أرهَقتْنا
نخب أُمهاتِنا الطاعناتِ
في التجاعيدِ والسوادْ
نخب أَصدقائِنا الذينَ أصبحوا
مجرّدَ أَرقامٍ باهتةٍ
في ذاكرةِ البلادِ
وأَرشيفِ الفراغِ
وفي دفاترِ الغيابِ
والنسيانِ المُرْ .
***
نخبكَ صديقي
وأَعْني : نخبَ نزيفِكَ
في ميادينِ الثوراتِ الحُلميةِ
والإنتفاضاتِ الدمويةِ المقموعة
ونخب وجودكِ في فراديسِ الحبيباتِ
والآباءِ والعشّاقِ والشعراءِ والقديسينْ .
ن
خ
ب
كَ
والسلام .
#سعد_جاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟