عزالدّين أبو ميزر
الحوار المتمدن-العدد: 7988 - 2024 / 5 / 25 - 12:47
المحور:
الادب والفن
عَرَبِيٌّ عَادَ لَنَا يَروِي
مَا صَادَفَ في إحدَى البَلْدَاتْ
مِمّنْ يَنْعَمُ فِيهَا النّاسُ
بِأجْمَلِ صُوَرِ الحُرّيّاتْ
قَالَ تَشَهَيْتُ البِطّيخَ
بِصَيْفِِ إحدَى العَصرِيّاتْ
وَقَلِيلٌ يَمْلِكُ شَهْوَتَهُ
وَكَثِيرٌ تَمْلِكُهُ الشّهوَاتْ
مِمّا لَا يُحصِيهِ العَدّ
وَيَمْلَأُ صُحُفََا وَمَجَلّاتْ
وَبِهَا المَوْلَى ذَكّرَنَا
فِي المُحكَمِ وَحيََا وَالآيَاتْ
وَمَضَيْتُ سَرِيعََا لِلْحَانُوتِ
أعَايِنُ إحدَي البِطّيخَاتْ
أُمْسِكُ وَاحِدَةََ ثُمّ أدَعُهَا
لِسِوَاهَا فَأَطُبّ عَلَيْهَا
كَيْ أسمَعَ رَجْعَ الصّوْتِ عَلَيّ
فَأُحْكِمَ قَدْرَ حَلَاوَتِهَا
وَاستَهْوَتنِي إحدَاهُنّ
بِشَغَفِ العَاشِقِ مِلْتُ إلَيْهَا
وَامرَأَةٌ كَانَت تَرقُبُنِي
جَاءَتنِي وَبَدَت تَسْأَلُنِي
لِمَ أنْتَ عَلَى البَطّيخُ تَطُبّْ
فَأجَبْتُ بِتَهذِيبِِ وَبِحُبّْ
كَيْ أعرِفَ مَا فِي دَاخِلِهَا
وَكَذَلِكَ أعرِفُ هَلْ نَضَجَت
وَأتَمَّت كَامِلَ دَوْرَتِهَا
قَالَت فَإذَنْ طَبْطِبْ لِي
وَاحِدَةََ أكمَلَتِ الدّوْرَةْ
فَلَعَمْرِي اسْتَهوَتنِي الفِكرَةْ
فَشَعَرتُ الفُرصَة وَاتَتْنِي
كَيْ أُعطِيَ عَن بَلَدِي صُورَةْ
مُشرِقَةَ الوَجهِ وَمُزدَهِرَةْ
قَالَت مِن أيّ بِلَادِِ أنْتْ
مِنْ بَلَدِ العَرَبِ الشُّمِّ أجَبَتْ
وَبِكُلّ بُرُودِِ لَحظَتَهَا
وَبِنَظرَةِ أسَفِِ أخْفَتْهَا
قََالَت لِي الزّعَمَاءُ لَدَيكُمْ
وَكَثِيرٌ مِنْ مَسْئولِيكُمْ
بِالطَّبِّ عَلَيْهِمْ هُمْ أوْلَى
إنْ فِيكُمُ عَقلٌ يُغنِيكُمْ
وَالبِطّيخَةَ لَمْ تأخُذْهَا
الطبطبة والتطبيل : هو أن تضرب على ظهر البطيخة بباطن كف يدك فتعلم من صدى الصوت جودتها ولونها واستواءها وحلاوتها.
#عزالدّين_أبو_ميزر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟