كاظم حسن سعيد
اديب وصحفي
الحوار المتمدن-العدد: 7986 - 2024 / 5 / 23 - 18:15
المحور:
الادب والفن
في وسط السبعينيات رغبت بالمشاركة في مهرجان محلي فاحالوني الى الفرقة الحزبية لاستحصل الموافقة .
قصدتها وبعد كلمات المجاملة سألوني ( هل قرات رأس المال لكارل ماركس ), عندها استأذنت وغادرت المكان .
كان مقص الرقيب صارما للمحررين وسلة مهملاتهم في انتفاخ ,لهذا قرانا متاخرين لبعض كتاب العراق او قضوا وضاعت نتاجاتهم .
ورغم توفر فسحة في النشر لبعض المجلات والصحف اليسارية بسبب وجود الجبهة فان فرص النشر كانت ضيقة جدا .
الغريب , هؤلاء الذين كانوا يشجبون مقص الرقابة, عادوا ليكرروا نفس التجربة .
هؤلاء المتقوقعون الذين تحاصرهم ظلمة الوهم ما يزالون يحررون في الصحف والمجلات .
فهم يعتمدون الاسماء الشهيرة او الكتاب الاصدقاء .
فقد رفض احد المحررين في صحيفة شهيرة مقالا لي حول البريكان وقد طبع الكتاب قبل اسبوعين ونشرت مقتطفات عنه في اهم المواقع ..
قال لي المحرر ( نحن لا ننشر مذكرات عن البريكان ).
وطلبت يوما من صديق ناقد ان ينشر لي في صحيفة واسعة الانتشار يشارك فيها , فقال ( لا يوافقون , ليس ضعفا بمقالتك ولكنهم يعتمدون العلاقات ) ,وقد نصحني قبل سنة ان امضي للفيسبوك واصادق المحرر ثم اجامله لينشر لي .
مثل هؤلاء لا يصلحون لتطوير الثقافة او الادب انهم في غفلة عن تطور العالم .
فالنت قد حل ازمة النشر , والذكاء الصناعي في تطور متصاعد وسيرميهم في بودقة النسيان .
واذكر ان ناقدا التقيته تزعم اتحاد الادباء يوما رأى خواطر كتبها نجل البريكان ابان مراهقته فقال ( هذه قصائد ليست له وانها للبريكان ) .
والان تتوفر مئات او الاف الكروبات الادبية , غالبا يتزعمها ناقد متكلس ,حفظ مقولات مستوردة هو لا يستوعبها , وانه فرح لان مبتدئين ينبهرون به.
فكم تحتاج لتقنع الكتاب المبتدئين والواعدين بان مثل هذا النقد لون من الشخابيط التي تعتّم فلا تضيء وتعقد لا تبسط النصوص .
وكيف سيشق الكاتب المبتديء طريقة في طقس متجهم .!؟
تلك مشكلة لا تقل خطورة عن مقصات الرقيب وسلال المهملات .
#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟