أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة التحريف .














المزيد.....


مقامة التحريف .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 7986 - 2024 / 5 / 23 - 14:53
المحور: الادب والفن
    


مقامة التحريف :
يقول دستوفيسكي : أن هناك أشياء نقولها لجميع الناس, وأشياء نقولها لبعض الناس , وأشياء لا نقولها لأحد , هذا المقال لفئة العقلاء المتنورين رجاء .
حفظ القرآن في السطور والصدور بهذا الشكل الأمين, الذي فيه من الجلال والجمال والاحترام لهذا الكتاب العظيم, هو وجه من وجوه الإعجاز الذي لم ولن يحدث مع كتاب آخر , وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (فصلت: ٤١، ٤٢), وليس عبثًا أن تأتي في القرآن (المحفوظ) أفعال أهل الكتاب مع الكتب المقدسة التي جاءتهم نورًا وهداية, يقول الله عنهم: (مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ) (النساء: ٤٦), وفي سورة المائدة يقول الله عنهم: ( يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ (٤١) إذًا فالتحريف عند هؤلاء أخذ أشكالًا متعددة: (عَن مَّوَاضِعِهِ) و(مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ, والهدف من وراء تحريف الكلام – كلام الله – هو أن يخدم الكلام المحرف مصالحهم الشخصية وأهواءهم , فإذا ما جدَّ جديد يحرفون المحرف, وهكذا كلما زادت الأطماع زادت عملية التبديل والتحريف في المحرف أصلًا.
أورد الإمام ابن كثير – رحمه الله – في مقدمة تفسيره أخبارًا في تحرُّج السلف عن الكلام في التفسير بما لا علم لهم به, فتجد علماء الصحابة, وهم أعلم الناس بمراد القرآن وساعة نزوله وسبب نزوله, ومع ذلك كانوا يتوقفون عن القول في القرآن, وأحيانًا امتنع بعضهم عندما سُئل عن الآية الواحدة, وأحيانًا كانوا يتخوفون من تفسير كلمة واحدة, فعن إبراهيم التيمي – رحمه الله – أن أبا بكر الصديق سُئل عن قوله تعالى (وَفَاكِهَةً وَأَبًّا) فقال رضي الله عنه : أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا أنا قلت في كتاب الله ما لا أعلم؟ وعن أنس – رضي الله عنه – أن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – قرأ على المنبر (وَفَاكِهَةً وَأَبًّا) فقال: هذه الفاكهة قد عرفناها, فما الأب؟ ثم رجع إلى نفسه فقال: إن هذا لهو التكلف يا عمر, وعن ابن أبي مليكة – رحمه الله – أن ابن عباس – رضي الله عنهما – سُئل عن آية – لو سئل عنها بعضكم لقال فيها – فأبى أن يقول فيها.
أستخدام السياسة للدين : لما مات الحجاج رثاه الفرزدق الشاعر ليرضي الوليد بن عبد الملك , ولما مات الوليد وأستخلف سليمان بن عبد الملك , امر سليمان عامله على العراق أن يقتل عائلة الحجاج فقتلهم , فهجا الفرزدق الحجاج وأهله , فقال له أحدهم : ماأدري بأي قوليك نأخذ ؟ ابمدحك الحجاج في حياته ؟ ام في هجوك له بعد موته ؟ فقال الشاعر : أنما نكون مع أحدهم ماكان ألله معه, فأذا تخلى عنه تخلينا عنه.
خطب والي خراسان وكيع بن أسود خطبته الرسمية بالمصلين قائلا: ان الله خلق السموات والأرض في ستة أشهر , فقالوا له : بل في ستة أيام , فقال والله لقد قلتها وأنا أستقلها, ( العقد الفريد – ابن عبد ربه ج6 ص 159 ).
وهذا المهلب بن ابي صفرة في قتاله الخوارج ( الازارقة ) كان يضع الحديث ليشد به ازر قومه ويضعف به امر الخوارج , كان يقول ((الحرب خدعه )) , واشتهر بذلك حتى دعوه بالكذاب, ولعل هذا وامثاله هو السر فيما نرى من احاديث موضوعه كثيرة ملئت بها كتب التاريخ والادب في ذم الخوارج.
اجمل ما قيل في فلسفة الشك , ما تواترته كتب التاريخ عن مقولة (ابو حامد الغزالي) , الذي يقول في ذلك من لم يشك لم ينظر, ومن لم ينظر لم يبصر, و من لم يبصر, يبقى في متاهات العمى فأساس العلم والمعرفة هو الشك ومن لا يشك فانه لا يعلم ولا يتعلم ولا يعرف, اذن فالشك وسيلة ناجعة للوصول الى الحقيقة سواء كانت مطلقة او نسبية.
رحم الله سفيان الثوري حين قال : من يزدد علما يزدد وجعا ولو لم اكن اعلم لكان ايسر لحزني.



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة ياسارية الجبل .
- مقامة حب تالي العمر: ( الحب المستحيل )
- مقامة العمر .
- مقامة الملفات .
- مقامة نخلتي حلوان .
- مقامة التثويل .
- مقامة العراق , ألأختيار قبر ام كفن .
- مقامة الرفقة .
- مقامة العراق , مشيناها خطا :
- مقامة المشي .
- مقامة أسبقيات قوة العراق.
- مقامة الشجاعة .
- مقامة النخلة .
- مقامة ابن الملوح ( المقامة المطولة ) .
- مقامة الهلوسات (العقد الثامن - الشيخوخة).
- مقامة التملك .
- مقامة المستملحات : ( تواصل صوفي ).
- مقامة السالكين .
- مقامة الطأطأة .
- مقامة السدى .


المزيد.....




- سوريا.. رحلة البحث عن كنوز أثرية في باطن الأرض وبين جدران ال ...
- مسلسل -كساندرا-.. موسيقى تصويرية تحكي قصة مرعبة
- عرض عالمي لفيلم مصري استغرق إنتاجه 5 سنوات مستوحى من أحداث ح ...
- بينالي الفنون الإسلامية : أعمال فنية معاصرة تحاكي ثيمة -وما ...
- كنسوية.. فنانة أندونيسية تستبدل الرجال في الأساطير برؤوس نسا ...
- إعلاميون لـ-إيلاف-: قصة نجاح عالمي تكتب للمملكة في المنتدى ا ...
- رسمياً نتائج التمهيدي المهني في العراق اليوم 2025 (فرع تجاري ...
- سلوكيّات فتيات الهوى بكولكاتا نقلها إلى المسرح.. ما سرّ العي ...
- الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة تصل إلى ليبيا لتول ...
- الرئيس اللبناني: للأسف الفساد بات ثقافة


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة التحريف .