|
كيف تكون مذيعا متميزا
سهام مصطفى
الحوار المتمدن-العدد: 7986 - 2024 / 5 / 23 - 14:49
المحور:
الادب والفن
الإعلام ليس بالمهنة السهلة إنها مهنة المتاعب والتميز والحضور، والتميز ليس بالشيء السهل بل يحتاج الى مقومات عديدة كي يتسم هذا الإعلامي بالتميز. والإعلام في مجالاته الواسعة، الإذاعة، التلفزيون، الصحافة، الإخراج، الإعداد، التقديم، المراسل، يتطلب مواصفات ومميزات خاصة به. ابدأ اليوم بأول مجال ألا وهو المذيع المتميز.. ما هي مقوماته وصفاته، وكيف يجب أن يكون كي يشار إليه بالبنان، وتطلق عليه صفة التميز، خاصة وان الفضائيات حالياً تتزاحم عبر شاشاتها، والإذاعات عبر مايكروفوناتها بأعداد كبيرة من المذيعين والمذيعات الجدد والقدامى، فهناك المتميز الذي يعتمد على كفاءته وقدرته المهنية وليس على شكله وهندامه وهناك من لا يصلح للعمل في هذا المجال الحساس أصلاً... من خلال تجربتي الطويلة والممتدة لسنوات في هذا المجال وصرت من الذين يشار لهم بالبنان والحمد لله أرى أن بنيان الشخصية المميزة يعتمد على صفات ومقومات وركائز قويه بنيت بالمثابرة والجهد المتواصل اعتمدت في أولها الضروريات ثم الشكليات التي تزين الشخصية مثلما تلبس الاكسسورات بعد أن تكمل لباسك الرسمي. إذا في مقدمة الضروريات التي تأتي في شخصية المذيع كي يكون متميزا، علينا أن نؤشر الى أهمها وهي كالتالي: 1- اللغة العربية والتي تعتبر من أولويات عمل المذيع ليكون متميزاً، فالإلمام بقواعدها إن لم تكن 100 % فعلى اقل تقدير تكون برقم مقارب منه وبالصقل والتطوير يصل إلى الرقم المطلوب 100% وليس الصفر أو أدنى مستوى لا يفرق بين مجرور ومرفوع ومنصوب. 2- الثقافة العامة التي يجب أن يتحلى بها المذيع إذ عليه أن يكون ملماً بالجوانب الثقافية العامة ليرتكز عليها في حواراته خلال عمله، فالخزين من المعلومات يساعده في أن يكون محاوراً ناجحاً متميزاً لا مهزوماً صامتاً لا يقدر على الأخذ والعطاء. 3- سرعة البديهية وكيفية تجاوز المواقف الحرجة وهذه النقطة تعتمد بذاتها على الخلفية الثقافية للمذيع. 4- الابتعاد عن الغرور سواء أكان أمام الكاميرا أو خلف المايك، لأن ذلك يعني انه سيهمل جوانب عديدة في عمله ويتركها للصدفة كما عليه متابعة من سبقوه في المهنة، يراقب، يطّلع، يزج نفسه في دورات تطويرية، ويجعل من نفسه دوماً مبتدأ وطالباً للمعرفة مهما مرت به سنين العمل.
5- تطوير النفس واحدة من دوافع التميز الذي لا يأتي عن طريق شهادة دراسية أو تخصصية، بقدر ما تأتي بالمتابعة والمطالعة المستمرة التي تجعل للمذيع كاريزما عالية وهناك أمثلة كثيرة لها حضورها المميز غير متخصصة أكاديمياً بل جاء تميزها للأسباب أعلاه وفي مقدمتها المتابعة والتطوير. 6- الموهبة والتي تعتبر أساس كل نجاح وتميز فهي نقطة مهمة أخرى علينا صقلها بالقراءة والثقافة والتدريب خاصة مع توفر الإمكانات التقنية الحديثة التي لم تكن سابقاً موجودة. 7- الابتعاد عن التقليد الأعمى الذي يصنع منه نسخة "كوبي بست" من شخصية أخرى موجودة أصلا تذكّر المتابع له بتلك الشخصية ويشار إليه انه يشبه "فلان" وهذا ما يقصر من وقت ونجاح عمله. فان كان متأثراً ومعجباً بشخصية ما ويتمنى أن يكون مثلها فما عليه إلا العودة إلى الأسباب التي جعلتها مميزة وما هي السبل التي جعلتها تصل إلى هذا التمييز والحضور فيحذو حذوها من دون تقليد. 8- الجرأة، عامل اخر مطلوب للتميز، فالمذيع المميز هو الذي لا يخشى المواجهة الحوارية والتي عليه أن يتحلى بالمصداقية والمرونة خاصة اذا ما كانت بين يديه أدله يعتمد عليها في حواره مع الآخرين. 9- حب العمل والتجدد نقطة أخرى نقف عندها في سلسلة التميز فكلما أحببنا العمل أبدعنا فيه وكلما أخلصنا فيه زاد تميزنا فالمذيع يستطيع إيلاج واختراق قلوب وأحاسيس المتلقي سواء أكان محاوراً أو مستمعاً أو مشاهداً من خلال كلماته التي يتحدث بها من غير تكلفة أو تصنع.
10- الكتمان لأسرار عمله وما يشاهده من سلبيات في الشخصيات التي يلقاها وعدم بثه في جلساته الخاصة لأية سلبية شاهدها أو اطلع عليها بدراية أو غير دراية.
هذه هي صفات المذيع الناجح المتألق المتميز والتي يبني من خلالها شخصيته الإعلامية بين اقرانه ليكن نجما ساطعا بين نجوم ساطعة أخرى سبقته في العمل وكان لها حضورها المميز دون الاعتماد على الشكل أو الوسامة إن كان أمام الشاشة أو وراء الميكرفون. فالتميز إذا ليس ببدلة أنيقة أو شكل جميل بل التمييز بالقدرة على الاستيعاب والإيصال والحضور والحوار حينها اقدر أن أقول انا مذيع متميز.
#سهام_مصطفى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التاج
-
اين رمضان ؟!
-
المرأة في يوم عيدها العالمي
-
شارع الرشيد يبكي أمسه
-
في النهاية ...انت الخسران
-
انك لا تُثلم لانك انت الثلمة نفسُها
-
آفة النميمة
-
قلوب متناقضة
-
نزف الجراح
-
حقوق المرأة
-
غربتي في بيتي
-
عندك اجد الامان
-
متى تغسل الضمائر!!؟؟
-
وراء الكواليس
-
على شواطيء دجلة
-
حينما اكتب اليك
-
عن المرأة اتحدث
-
التغيير في مرآة متكسرة
-
وداعا..... وداعا
-
ليتني كسرت يدي قبل ان امدها اليك
المزيد.....
-
الحكاية المطرّزة لغزو النورمان لإنجلترا.. مشروع لترميم -نسيج
...
-
-شاهد إثبات- لأغاثا كريستي.. 100 عام من الإثارة
-
مركز أبوظبي للغة العربية يكرّم الفائزين بالدورة الرابعة لمسا
...
-
هل أصلح صناع فيلم -بضع ساعات في يوم ما- أخطاء الرواية؟
-
الشيخ أمين إبرو: هرر مركز تاريخي للعلم وتعايش الأديان في إثي
...
-
رحيل عالمة روسية أمضت 30 عاما في دراسة المخطوطات العلمية الع
...
-
فيلم -الهواء- للمخرج أليكسي غيرمان يظفر بجائزة -النسر الذهبي
...
-
من المسرح للهجمات المسلحة ضد الإسرائيليين، من هو زكريا الزبي
...
-
اصدارات مركز مندلي لعام 2025م
-
مصر.. قرار عاجل من النيابة ضد نجل فنان شهير تسبب بمقتل شخص و
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|