|
قرار معاقبة نتنياهو وقادة حماس : قرار انساني
اسماعيل شاكر الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 7984 - 2024 / 5 / 21 - 12:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
معاقبة نتنياهو وقادة حماس : قرار انساني ، اتخذته المحكمة الدولية
اقف الى جانب قرار المحكمة ( محكمة العقوبات الدولية ) الدولية التي دعت الى عقاب قادة اسرائيل ، وعقاب قادة حماس الذين اشعلوا حرب السابع من اكتوبر 2023 . انه قرار انساني عظيم صدر دفاعاً عن مليونين ونصف مليون غزاوي حولهم نتنياهو - بمساعدة حماس - الى قطيع بشري تسوقه اوامره الفاشستية مرة الى الجنوب ، واخرى الى الشمال ، وثالثة الى الوسط ، ورابعة الى المخيمات ، وخامسة : ربما الى البحر …
يدرك قادة حماس بان الاحتماء بجموع الغزاويين سيستفز قادة الجيش الاسرائيلي ، وقادته السياسيين : فيأمرون بتكثيف العمليات العسكرية : وهذا ما يفرح قادة حماس الذين لا يبالون كم عدد الضحايا المدنيين الذين سيسقطون : انهم فرحون بتداول اسماءهم اعلامياً ( كمقاومين ) لا يشق لهم غبار …
*) لا قيمة للانسان في آيدلوجية نتنياهو ، ولا قيمة للانسان في آيدلوجية حماس : حين يطلع المرء على ادبياتهم السياسية : يكتشف ان كلاً منهما يستشهد بنصوص من كتابه المقدس تدعو : الى قتل وابادة الطرف الآخر ، واضفاء الشرعية على الابادة الاجماعية …
*) وسيكتشف بان كلاً منهما يستشهد بحقوق تاريخية في ارض فلسطين ، غير مبال بتطورات الاحداث ، وخاصة من بداية الحروب الصليبية 1092 ، وما حدث في مرحلة الاستعمار الاوربي في القرن التاسع عشر من تغيرات جيوسياسية هائلة في منطقة الشرق الاوسط وحتى اليوم . حيث عادت فلسطين لتكون الام الرؤوم الحانية على الجميع ، والنبع الذي يروي كل الديانات ، ويرضع الجميع من ( عسلها ولبنها )…
تأنف ارض فلسطين الحرة من ان تكون موطيء اقدام اعضاء ديانة واحدة ( كدتُ اقول عصابة واحدة ) ، وقد ضم ترابها على امتداد آلاف السنوات ، رفات عشرات الاديان والقوميات والامم والشعوب واللغات والثقافات . لا يمكن لتربة من هدا النوع : ( مفتوحة البوابات لجميع الباحثين عن مأوى وعن لقمة عيش هنيّة وقطوف دانية : ان تكون حكراً لليهود او للمسلمين وحدهم ، او فقط للمسيحيين ، ولهذا فشل حل الدولتين الذي يوزع فلسطين بين ديانات متعصبة تنهش بعضها بعضاً : وتدعي من غير حق قدسية هذا المكان او ذاك ، ولم تكن يوماً مقدسة : لم يعثر اليهود على اثر للهيكل ( هيكل سليمان ) ، رغم الزمن الطويل الذي بذلوه في التنقيب بما بقرب من ثلاثة ارباع القرن دون جدوى ، ولم يكن مبنى " قبة الصخرة " مقدساً ابداً فقد بناه الامويون لاسباب سياسية لحرمان اولاد الزبير الذين حكموا الحجاز من واردات الحج ، ودعوا الى حج آخر في فلسطين ..
استعادة فلسطين من براثن المقدس : هي الخطوة الاولى نحو الحل الصحيح للقضية الفلسطينية : وذلك بِعَلْمنة جمبع اراضيها وساحاتها وشوارعها ومبانيها ، وجعل مفهوم المواطنة هو المفهوم البديل للمفاهيم الدينية المتعصبة : اليهودية والاسلامية والمسيحية …
يمنح مفهوم المواطنة لجميع سكنة فلسطين ما لم تمنحه لهم دياناتهم الثلاث : اذ يمنحهم مفهوم المواطنة : حق المساواة امام القانون وبلغي الامتيازات والمكافآت التي يتمتع بها اعضاء الديانة اليهودية ، ويتنفس الفلسطينيون بجميع دياناتهم حرية التنقل والسكن في المدينة او القرية التي يشاؤون . لكن هذا الحل الانساني لا يتحقق بشعار ؛ حل الدولتين الذي نمت على ضفافه طحالب الحركة الدينية اليمينية بقيادة نتانياهو داخل اسرائيل ، وطحالب حماس في غزة : وتعاونا معاً في الاطاحة باتفاقية اوسلو ، وطرد السلطة الفلسطينية من غزة عام 2007 …
لا يتضمن حل الدولتين : حلاً انسانياً ابداً ، الحل الانساني يكمن في دولة واحدة : لا يهودية : كما يريد لها نتنياهو وحركة اليمين الديني الاسرائيلي ، ولا اسلامية : كما تريد لها حماس والاخوان ، وايران ولاية الفقيه ، وقطر والسلطان اردوغان ، ولا مسيحية كما تدعو لها الحركات الارثوذكسية المسيحية .. * ) دولة ديمقراطية علمانية واحدة : لا دينية ولا عنصرية ، ستشكل سابقة تاريخية يترسم خطاها بلاد المغرب العربي في دعوة الامازيغ الى تقرير نوع العلاقة التي يفضلونها مع الدول التي تضمهم ( الجزائر والمغرب وتونس وليبيا ) ، واعطاء حق تقرير العلاقة لاكراد العراق وتركيا وايران وسوريا في تقرير نوع العلاقة مع دولهم …
#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وهم المقاومة المسلحة ومثال جنوب افريقيا
-
زيارة رئيس الوزراء العراقي الى واشنطن من زاوية ثقافية
-
امنعوا ايران من الرد
-
الروائي نجم والي : وتغيير مكان ولغة عالمه القديم / الجزء الا
...
-
بمناسبة عيد الشعوب الكوردية القومي
-
تونسية - بمناسبة ٨ آذار
-
المسرحي باسم قهار
-
السيادة والوعي الطائفي ( ٣ )
-
الشاعر ماجد مطرود والقصيدة الاقصوصة
-
رمزية نصوص الشاعر محمد النصار
-
مفهوم السيادة والوعي الطائفي
-
لا سيادة في العراق
-
اين انتم ؟؟
-
المطربة الواعدة : حنين الشاطر
-
جنوب افريقيا : دولة مؤسسات إنسانية
-
ما الكارثة ؟
-
نتنياهو حماس / حماس نتنياهو
-
الدولة الاسلامية ومفهوم السيادة ( ١ )
-
اضاءات على انتخابات المجالس المحلية في العراق
-
هوامش على الحرب الدائرة في غزة ( ٥ )
المزيد.....
-
ترامب يكشف عن ما سيفعله مع روسيا والصين إذا فاز في الانتخابا
...
-
إيلون ماسك محور جدل في أمريكا واتهامات له بالتحريض على قتل ب
...
-
روسيا.. انخفاض عدد مستعمرات النحل بمقدار 500 ألف على مدى الس
...
-
خسوف جزئي للقمر سيتمكن سكان مختلف مناطق العالم من مشاهدته
-
Lava تكشف عن هاتفها الجديد لشبكات الجيل الخامس
-
من النصر إلى كارثة. الغرب يتناسى أنه قبل عامين احتفل بهزيمة
...
-
المهندسون الروس يدرسون مبادئ عمل صاروخ هيمارس الأمريكي
-
نمط غريب ومفاجئ في إدارة الحملات الانتخابية في أمريكا
-
بلقاسم حفتر لـ-الحرة-: شرق ليبيا وغربها يتوافقان على إعمارها
...
-
بعد -محاولة الاغتيال الثانية-.. بايدن يتصل بترامب
المزيد.....
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
المزيد.....
|