زكريا كردي
باحث في الفلسفة
(Zakaria Kurdi)
الحوار المتمدن-العدد: 7984 - 2024 / 5 / 21 - 00:50
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
------------------
لأننا نُدرك أننا بشر غير مكتملين ، ترانا نبحث دائمًا عن شخص ما يكملنا .
عن إنسانٍ نرى فيه ما ليس فينا ، (من قدرة أو موهبة أو ميزة .. . أو صفات وأشياء نتمنى لو تنضم إلى عالم وجودنا .
لكن عندما نكتشف ( بالضرورة ) ، بعد بضع سنوات ، أو بضعة أشهر، أو حتى بعد أيام قليلة من العلاقة،
أننا مازلنا غير محققين لذاك الكمال المتعالي المنشود ، الذي نتوهمه ،
فإننا - غالباً - ما نندفع إلى لوم شركائنا
( بالطبع في المجتمع الذكوري غير السوي تُلام بالذات المرأة ) ، لأنها - للحق - الحلقة الأضعف في مجتمعاتنا الذكورية ، ومن ثم نهرع لنختار شخصًا آخر ثم آخر ثم آخر .
ويمكن أن يستمر هذا - تسلسل التعدد الأخرق - حتى نعترف ..
أنه ما خلناه شريكاً في الوجود ، يوماً ما ،
وتمنينا عليه أن يضيف أبعادًا جميلة لحياتنا ، هو شرَك خدّاع ، وفخٌ جذّاب و طبيعي لأنفسنا الناقصة، الشّغوفة بكل جديد وحسب.
و قد نُدرك أننا فعلنا ذلك ، فقط ، كي نغطي على نقصنا ، المرفوض في لا وعينا المضطرم ، بسوء التقديرات العجيبة ، و الخلط المُزمن بين المثال والواقع ..
ثم عند عتبة هذا الإدراك الجديد ، بالتحديد ،
قد نبلغ درجة من النضج الهام في حياتنا ، تدفعنا إلى أن نعترف لأنفسنا صراحة ..
بأن الفشل الذي يلازمنا ، هو مجرد جزء اساس وطبيعي جداً ، من مسيرة عيشنا ، ومعاشنا في هذه الحياة القصيرة .
وأنه كان يتوجّب علينا، أن نُنصت منذ أمدٍ بعيدٍ إلى سريرتنا ، عندما كانت تهمس لنا :
" إن ارقى مستوى من الادراك لوجودك ، هو ان تكون انانياً بشكل عقلاني،
ان تحب نفسك دائماً ، انْ لا تربط سعادتك باشخاص أبداً ،
ان تحدد اهدافك المُمكنة فقط ، و تعمل على تحقيقها ،
دون ان تكون ظالماً لاحد، ولا عدواً لاحد . أو كارهاً لأحد .. بمن فيهم " ذاتك "
zakariakurdi
#زكريا_كردي (هاشتاغ)
Zakaria_Kurdi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟