أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الفتاح مرتضى - الممثل ولحظة ألإيهام المسرحي














المزيد.....

الممثل ولحظة ألإيهام المسرحي


عبد الفتاح مرتضى

الحوار المتمدن-العدد: 529 - 2003 / 6 / 30 - 00:26
المحور: الادب والفن
    


             

إنَّ أداء الممثل على المسرح يرتبط بلحظة ألأداء المسرحي ألإيهامي له ، وهنا تدخل عملية الصراع الداخلي بين الممثل – ألإنسان والممثل – الشخصية .. إنَّ لحظة التوتر الداخلي الحقيقية تبدأ قبيل دخول الممثل للخشبة ، حيث يبدأ الصراع المتواتر بينه وبين لحظة التقمص للدخول في عالم الشخصية ، وهي لحظة إنسلاخ مهمة وحساسة..فما بين شخصية الممثل والممثل الشخصية إختلافات وتناقضات في ألأهداف والوسائل تصل لحدود القطيعة الكلية بينهما ، إلاّ أن فعل ألإيهام يدخل كحافز أساسي للولوج في عالم الشخصية المسرحية ، وهو مفتاح النجاح وعدمه لشخصية الممثل..فبها يتحدد مستقبله ألآني ( المنظور ) واللاحق ، لذا فإن عملية ألإيهام التي تتطلب مهارة غير إعتيادية يؤديها ممثل الشخصية والتي تؤدي بإستمرارها لأشهر وسنوات عديدة الى إنسلاخ حقيقي بين واقع الممثل الشخصي بإتجاه واقع فعل الشخصيات المسرحية المؤداة..
إنّ إستمرارية العلاقة سواء كانت إيجابية أو سلبية مابين شخصية الممثل والشخصيات المسرحية التي يقوم بأدائها تؤثر بالتالي على كينونة الممثل وتُدخله في صراعٍ قاسٍ مع ذاته من جهة ومع محيطه الذي يعيش فيه من جهة ثانية ، وهذا التفاعل والصراع وإلإنسلاخ تؤدي بالتالي الى تولد شخصية جديدة تحمل تركيبات سايكلوجية متنوعة ومتعددة تعادل مدى التأثر بتلك الشخصيات المسرحية التي قام الممثل بأدائها ، وتخلق من هذا الممثل شخصية مُرَكّبة تتراكم فيها وعليها قيم وعادات وتقاليد وأفكار متعددة ، يضطر بعدها هذا الممثل الى ممارسة ألإيهام المسرحي في الواقع الحياتي الذي يعيشه ..
إنَّ لحظة ألإيهام المسرحي هي لحظة بدء الفعل على الخشبة ، سواء بدأت بالمنظر أو ألإضاءة أو بالصوت أو بتكوين تصويري يشتمل على كل عناصر الشكل المسرحي واضعاً فيه الممثل ، حيث أن أوّل لحظة تقع فيها عيني المشاهد على صورة الخشبة تبدأ معها زمن ألإفتراض المسرحي الموهوم..
إن العلاقة السببية بين لحظة ألأداء المسرحي وفعل الممثل التشخيصي هي لحظة تناقض كبيرة ، أولها لحظة إيهام كاذب وثانيها لحظة صدق حقيقي ، وهذا مايجعل فعل الممثل مُحَمَّلاً بصراعات متعددة سواء مع ذاته او مع الشخصية المؤداة او مع الشخصيات ألأخرى او احداث المسرحية نفسها..وهذا الفعل بحد ذاته يتطلب مهارة ووعي وإدراك غير إعتياديين لإحداث التفاعلات الدرامية المطلوبة في فعل ألأداء ألإيهامي المسرحي..
إن جماليات فعل الدراما هو في التحفّز لما هو مدرك او غير مدرك من قبل المتلقي.. ففي حين كون المتلقي لديه معرفة بما حدث او سيحدث ( سواء في قراءة سابقة للعرض ) ، فإن متابعته للعرض المسرحي – رغم معرفته بخباياه – يأتي من خلال فعلي التشويق وألإيهام المسرحيين.. وهذا مايجعل العديد من المتلقين يعيدون مشاهدة العروض المسرحية مراراً..وخلال العرض ، فإن فعل ألإيهام رغم تواجده في كل ثنايا العرض المسرحي يزيد من تشويق العرض ويضع الممثلين أمام إمتحان صعب وقاسٍ تؤثر بالتالي على شخصياتهم الحقيقية..
إن الصراع الداخلي مابين الممثل والشخصية لحظة ألإيهام تؤدي بالتالي الى صراع حقيقي مابين الممثل وذاته ، بين الممثل ومحيطه العائلي وألإجتماعي بل وحتى السياسي..ويمكن بإستمرار ألأعمال المسرحية وإزديادها وزيادة الوعي بماهية الدراما وفعلها أن تؤدي بالتالي الى تكوين جمهور حقيقي وواعي ومدرك لمجريات الحياة العامة والدخول في معترك الحياة السياسية وألإقتصادية وألإجتماعية لذلك البلد..وهذا مايجعل الدراما الحقيقية في خطر حقيقي خصوصاً في البلدان التي تتحكم بها أنظمة ديكتاتورية ترى في فعل الدراما خطر على وجودها..
إنَّ فعل ألإيهام هو فعل الكذب ، وهو مايجعل فعل الممثل صعب في التفاعل مع ألأفكار الحقيقية المتضمنة في النص وبين التخلص من ألإيهام..وهذا الصراع مابين الممثل وفعل ألإيهام لا ينتهي مادامت الدراما الحقيقية مستمرة ..


د.عبد الفتاح مرتضى

1998



#عبد_الفتاح_مرتضى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقائق وأكاذيب قراءة لكتاب- طريق الخداع – الملف الاسود يكشفه ...
- العَصَبِية القَبَلِيّة لدى الحكومات العربية
- المُدرَك وغير المُدرَك في مافيات صدّام
- منبر الحرية لا يعلو فوقه اي شيء
- ثقافة العنف وثقافة التسامح
- مهمّات الحكومة ألإنتقالية
- هل الحرب لعبــة ؟ مهزلة سقوط صدّام !!
- وعي الحقائق وتسطيح الواقع - رد على ماكتبه السيد كريم الربيعي
- لا للحرب....لا للديكتاتورية نعم ..نعم ..للفـاصوليـا اليابســ ...
- تـكهّنـــات
- مالنا..وما..لهم
- صحوة ألعقــــل
- ولايــة بطيــــــخ
- عراق ما بعد صدام
- مهرجانات القمم العربية
- الهموم العراقية والهموم الأميركية
- معارضة ومعار ضات
- ماذا يريد العراقيون؟
- خِرافنا...وخِرافهم
- ماذا تقول للديكتاتور


المزيد.....




- من الطوب الفيكتوري إلى لهيب الحرب.. جامعة الخرطوم التي واجهت ...
- -النبي- الروسي يشارك في مهرجان -بكين- السينمائي الدولي
- رحيل الفنان والأكاديمي حميد صابر بعد مسيرة حافلة بالعلم والع ...
- اتحاد الأدباء يحتفي بالتجربة الأدبية للقاص والروائي يوسف أبو ...
- -ماسك وتسيلكوفسكي-.. عرض مسرحي روسي يتناول شخصيتين من عصرين ...
- المسعف الذي وثّق لحظات مقتله: فيديو يفند الرواية الإسرائيلية ...
- -فيلم ماينكرافت- يحقق إيرادات قياسية بلغت 301 مليون دولار
- فيلم -ماينكرافت- يتصدر شباك التذاكر ويحقق أقوى انطلاقة سينما ...
- بعد دفن 3000 رأس ماشية في المجر... تحلل جثث الحيوانات النافق ...
- انتقادات تطال مقترح رفع شرط اللغة لطلاب معاهد إعداد المعلمين ...


المزيد.....

- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الفتاح مرتضى - الممثل ولحظة ألإيهام المسرحي