رمضان حمزة محمد
باحث
الحوار المتمدن-العدد: 7980 - 2024 / 5 / 17 - 20:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لدى العراق فرص عظيمة وان كانت تصنف وتوصف بانها الدولة الخامسة الأكثر هشاشة في تحدي تغير المناخ والدولة الثانية في تلوث الهواء عالمياً كما يقال ويروج في الاعلام الغربي والمحلي وفي التصريحات الصحفية من قبل مسؤولين كبار في الدولة العراقية دون ان يسأل احدُ نفسه ما هي المعطيات التي استندت عليها هذه التصانيف، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لا يركز على الهشاشة الإدارية والفساد المالي في ظل مؤسسات الدولة التي لا تزال تثقل كاهل الدولة العراقية دون انجاز اية اعمال تقع في صلب عملها الإداري والفني وإن كانت سنوات من عدم الاستقرار قد اثرت على بعض مجريات الأمور ولكن ان تمتد الى حاضر البلد ومستقبله فهذه كارثة كبيرة، وإن كانت التحديات التي تواجه البلد متعددة، في ظل مؤسسات الدولة التي لا تزال هشة، ولكن حان الوقت للبلد ان ينهض البلد على أساس المرتكزات المتوفرة والتي يمكن من خلالها تحقيق اهداف التنمية المستدامة، مع العلم هناك عشرات الدول لا تملك ما يمتلكه العراق من مقومات النهوض والتطور وبالطبع، فان ما يقال يضيع حقوق العراق لاغتنام أية فرصة قد تكون واقعية بقدر واقعية الجهد المبذول لاغتنامها. وبذات القدر من الأهمية، يتعين ضمان مواصلة السعي لتحقيق مبدأ المساءلة، عن سبب تصنيف العراق في اخر القوائم بالنسبة الى السلبيات الى تغير المناخ ونقص الموارد المائية ومشاكل بيئية أخرى، لاسيما في هذا الوقت الذي يتوفر في العراق من مقومات النهوض لا تمتلكه دول كثيرة في المنطقة من موارد طبيعية وبشرية وموقع جيو سياسي هام مع مكانة محورية في المنطقة وما وراءها، اذا استطاع العراق تحويل الفرص الى أفكار ومشاريع استثمارية وان يعمل بشفافية على تعزيز البيئة الاستثمارية للبلد، والمباشرة الحقيقية بإصلاحات مالية واقتصادية، وخطط لإدارة متكاملة ومستدامة للموارد المائية والتخفيف من آثارها البيئية والتكيف معها. لذا يتطلب من الحكومة العراقية بذل الجهود لإحراز تقدّمٍ ملموس في مشاريع المياه وغيرها من المشاريع وخاصة الخدمية منها وبوتيرة أسرع على أن يتضمن ذلك العمل بجدية أكثر للتغلب على العقبات البيروقراطية التي تشجع الفساد والرشوة، ومتابعة القضايا العالقة بين العراق ودول التشارك المائي بروحية الانتماء الوطني وبشكل فوري غير قابل للتأخير لضمان حقوق العراق المائية وأن تظهر الدولة العراقية حكومة وشعباً تصميماً راسخاً على الحيلولة دون جفاف مواردها المائية من قبل دول أعالي النهرين تركيا وايران ولتجنب اية صراعات قد تكون أوسع نطاقاً من سابقاتها وإن كان المسار قُدُماً لا يزال مثقلاً بالعقبات ولكن بإمكان الحكومات العراقية العمل على وضع البلد على مسارات واضحة للنجاح.
#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟