أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بطراوي - البوصلة














المزيد.....

البوصلة


خالد بطراوي

الحوار المتمدن-العدد: 7980 - 2024 / 5 / 17 - 15:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما الذي تريده الشعوب عموما والشعوب العربية خصوصا في هذه الحقبة الزمنية من تاريخها؟
فيما مضى، تمردت الشعوب على الظلم والطغيان والأنظمة الإجتماعية القائمة آنذاك كنظام العبودية والرق ثم الفلاحين والإقطاع. ثم عندما أطل عليها الإستعمار بشكله القديم وهو السيطرة المباشرة على الأرض والمقدرات والإحتلال، انقلبت الشعوب وحركات التحرر عليه وأخرجته من بلادها فيما يعرف بالإستقلال، لذلك نجد أن لكل بلد من بلاد العالم تقريبا يوما محددا يعتبر عطلة رسمية هو عيد الإستقلال. وعندما خرج الإستعمار القديم من "الباب" وعاد للشعوب من "الشباك" بحلته الجديدة المتمثلة في الإستعمار الجديد بالسيطرة على كل شأن من شؤون كل بلد دون التواجد الفعلي على الأرض اللهم بإستثناء القواعد العسكرية المقامة على أرض مستأجرة لسنوات طويلة بموجب عقود إيجارة تتجدد تلقائيا، كما وعاد "من الشباك" من خلال سيطرته على القيادة السياسية التي تدير دفة البلاد وتشكيلاتها المختلفة العسكرية والأمنية والدرك المكرسة لقمع الشعوب.
ومع تطور عجلة الإنتاج، تطورت وسائل الإنتاج وأفرزت علاقات إنتاج جديدة نجم عنها وجود الحاجة الملحة للنضال الطبقي دفاعا عن الطبقة العاملة وجمهور الكادحين، وجرى تأطير هذه الجهود في النقابات العمالية وأحزاب الطبقة العاملة التي كانت تعلن صراحة أن هدفها الأستراتيجي هو السيطرة على مقاليد الحكم وإعلاء شأن الطبقة العاملة وإحقاق حقها الطبيعي في التمتع بثروات بلادها وبثمرة جهدها المبذول في العمل والإنتاج.
أما تطور التكنولوجيا وثورة المعلوماتية وتطور وسائل الإنتاج المضطرد يوميا فقد أفرز علاقات إنتاج جديدة قصّرت – ولشديد الأسف – أحزاب وقوى الطبقة العاملة عن رؤيته بحركته ونموه ما أدى الى إبتعادها أكثر فأكثر عن الشعوب وتحولت الى أحزاب للنخبة رغم تكرارها المتواصل بأنها أحزاب الطبقة العاملة والكادحين.
إزدادت الصناعات الوافدة التي ولّدت أيضا عمالة وافدة لاوطنية، جلّ همها هو تحسين دخلها وضخ بعضا منه الى الأهل في بلد المنشأ، وبالتالي فإن قضايا البلد الأجتماعية والمجتمعية لا تعنيها وليست ضمن أولوياتها ولن تساهم فيها.
كما وإزدادت الصناعات التحويلية والتجمعية، فهي الاكثر ربحا للشركات الكبرى من أن تنشىْ في بلدان "العالم الثالث" أفرعا صناعية لها لتجميع - على سبيل المثال لا الحصر- سياراتها وتلفزيوناتها وثلاجاتها وغيرهم في هذه البلدان لرخص العمالة من ناحية وقلّة الضرائب نسبيا من ناحية أخرى، لدرجة شيوع مثلا مصطلح "التلفزيون ياباني تجميع الهند" أو ما شابه.
وقدما مع تطور التكنولوجيا وعصر المعلوماتية وعصر البلمرة وحاليا الذكاء الصناعي كان لا بد للإمبريالية إحكام سيطرتها على الدول وشعوبها وأحزابها، أولا من خلال إلحاقها بسمة العصر المعتمدة على قطاع الخدمات ( البنوك والإتصالات بشكل أساسي) وليس قطاع الإنتاج، وثانيا بإغراق الأسواق بالسلع الإستهلاكية المستوردة التي تنافس الإنتاج المحلي لدرجة أغلاق المصانع المحلية المنتجة لبعض السلع وثالثا بإغراق مواطني كل بلد بالمديونية للبنوك وشركات الأقراض بغية أن ينهض المواطن من الصباح وحتى المساء وهو يحمل هما واحدا وحيدا ألا وهو تأمين قسط المديونية الشهري طوال حياته كي لا تتضاعف الفوائد الإقراضية لدرجة أفقدت المواطن روح الدعابة والابتسامة، ورابعا "بأنجزة" الأحزاب في هذا البلد أو ذاك، من خلال تشجيع إستحداث منظمات غير حكومية تابعة له تردد مقولات الشفافية والنزاهة والحكم الرشيد وحقوق الانسان وفي السنوات الأخيرة "الجندرة" و " النوع الإجتماعي" لدرجة تشكل معها شريحة جديدة من طبقة البرجوازية الوسطى هي شريحة الـ (NGO’s).
وفي محصلة ذلك كله، ضاعت البوصلة، وضاعت الهوية الوطنية والطبقية وتاهت الأحزاب ولم تعد الظروف الذاتية ولا الموضوعية مناسبة لها كي تعلن أنها تنشد تغيير نظام الحكم بقدر ما تنادي بالمجتمع المدني وفصل السلطات وإستقلال القضاء وغير ذلك وهي محقة يما تطالب به لكن ذلك كله لا يرتقي الى طموحات الشعوب في التحرر والإنعتاق الوطني والطبقي والإستقلال الحقيقي وممارسة الحياة البرلمانية وتداول السلطة.
لكن، في خضّم ذلك كله، بقيت بوصلة واحدة راسخة لا تتزعزع ومحتفظة على ثباتها وتخشاها الأنظمة ألا وهي بوصلة القدس .... التي تشد الأنظار والإستعداد للتضحية لأجل فلسطين ولأجل القدس والتي تشكل كابحا لكثير من الأنظمة من الهرولة بوتائر سريعة للتطبيع مع الكيان، بل وحتى تلك الدول التي فعلت ذلك، فشلت فشلا ذريعا في أن ترغم شعوبها على التطبيع مع مواطني هذا الكيان الغاصب.
ثمة حاجة لحوارات دولية وقطرية ومحلية في كل بلد بخصوص مهام حركة التحرر في المرحلة الراهنة بعد تشخيص لأبرز مظاهرها وتجلياتها وإنعكاساتها، على الأقل لتجنب حالة التراجع التي نعيشه، فتشخيص المشكلة .... هو نصف الحل.



#خالد_بطراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعرف الكذبة .... من كبرها
- البنيان المرصوص
- كعكة العالم
- سحابة صيف في الجامعات الأمريكية أم ماذا؟
- موسيقى المسدس
- حق الرد
- علامة الرسوب هنا، في السجل ... والباب هناك
- فاظفر بِحُبِ الناس ... تَرِبَتْ يداك
- الصراع الطبقي
- بوركينا فاسو وإبراهيم تراوري ... نموذجا
- أمير الظلام ... حميدان
- النضال في سبيل تحرير الانسانية
- عن أحمد سعيد والصحاف ومن في حكمهم
- توزيع الادوار
- -كل أرض ... ولها ميلادها-
- ذهب مع الريح
- الجمعة المشمشية
- بين رؤية الحقائق والحاجة الى الشعور بالانتصار
- الفخ
- للي إيدو بالمي مش زي اللي إيدو بالنار


المزيد.....




- رويترز تتحدث عن -عشرات الوفيات- بلهيب الشمس بموسم الحج
- يورو 2024.. قيادة منتخب البرتغال تدافع عن مشاركة رونالدو
- بعد هدوء لـ3 أيام.. -حزب الله- يعلن تنفيذ عملية ضد موقع إسرا ...
- الدفاع الروسية: استهداف منظومة صواريخ -إس-300- أوكرانية ومست ...
- روسيا تكشف عن منظومات صاروخية مضادة للدرونات والزوارق المسيّ ...
- ذهب رقمي.. ما هو شرط انتشار عملة بريكس في العالم؟
- روسيا تشل السلاح الأمريكي في أوكرانيا
- خداع استراتيجي.. كيف احتالت واشنطن على -السيد لا-؟
- لافروف: روسيا تدعو إلى إدارة عادلة للمجال الرقمي العالمي
- هنغاريا تعارض ترشيح فون دير لاين كرئيس للمفوضية الأوروبية


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بطراوي - البوصلة