أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - مرتضى العبيدي - سبعون سنة مرّت على ملحمة ديان بيان فو














المزيد.....

سبعون سنة مرّت على ملحمة ديان بيان فو


مرتضى العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7979 - 2024 / 5 / 16 - 18:36
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


من المؤكد أن اسم ديان بيان فو، لا يعني شيئا كثيرا بالنسبة للأجيال الحالية، في العديد من بلدان العالم. ومع ذلك، قبل سبعة عقود ولسنوات عديدة، كانت ديان بيان فو رمزا للبطولة والنضال الثوري، كونها المكان الذي شهد انتصار الشعب الفيتنامي على الإمبريالية الفرنسية في 7 مايو 1954 في نضاله من أجل التحرر الوطني.
استمر نضال الشعب الفيتنامي ضد الاستعمار الأوروبي ما يقرب من مائة عام، ولكن في الأربعينيات من القرن العشرين بدأت حرب التحرير الوطني التي انتهت في عام 1975، حيث أطلقت الإمبريالية الأمريكية، بعد هزيمة الإمبريالية الفرنسية عسكريًا في عام 1954، حملة عسكرية جديدة بداية من عام 1959، والتي هزمها أيضًا الشعب الذي حمل السلاح.
يمثل القرار الذي اتخذه مؤتمر الحزب الشيوعي الفيتنامي (PCV)، الذي عقد في شهر أوت 1945، خطوة مهمة في هذا النضال، حيث دعا الشعب إلى تمرد واسع النطاق للاستيلاء على السلطة. وفي 19 من نفس الشهر، انتصر التمرد في هانوي (العاصمة)، وبعد تسعة أيام، تم تشكيل حكومة مؤقتة، وفي 2 سبتمبر 1945، أعلن هوشي منه، زعيم الحزب الشيوعي، تأسيس جمهورية فيتنام الديمقراطية في أفق أن تتحوّل الى دولة اشتراكية.
ولم تقبل الإمبريالية الفرنسية فقدان نفوذها في الهند الصينية، الذي تأثر خلال الحرب العالمية الثانية. كانت فرنسا تطمح للسيطرة على لاوس وكمبوديا وفيتنام، ولكن في شمال هذه الأخيرة أُعلنت الجمهورية الديمقراطية، فسعت فرنسا إلى الحفاظ على سيطرتها في الجنوب، حيث شكلت من أجل ذلك حكومة عميلة مع الإمبراطور السابق "باو داي". وفي ديسمبر 1946، شنت حربا لغزو الشمال مجددا.
ولمدة ثماني سنوات، حارب الشعب الفيتنامي، شاهرا سلاحه ضد عدو متفوق عسكريًا، لكنه حقق انتصارات تدريجية أدت إلى تحرير الأرض. لقد أصبح الوضع أكثر تعقيدا بالنسبة للإمبريالية الفرنسية، التي احتاجت بشكل متزايد إلى مساعدة حليفتها الإمبريالية الأمريكية.
وقد غطت هذه الأخيرة 12% من الإنفاق العسكري الفرنسي في الهند الصينية في عام 1951؛ وفي عام 1953، مثلت هذه المساعدة 71%. في ذلك الوقت، "بلغ عدد جيش الاحتلال في الهند الصينية حوالي 450 ألف جندي، منهم 120 ألف فرنسي وأفريقي وأعضاء من الفيلق الأجنبي، والبقية مكونة من قوات عميلة". ومع ذلك، كان ميزان القوى في صالحنا"، كما يوضح فو نغوين جياب، قائد الجيش الشعبي الفيتنامي، في كتاب "ذكريات الحرب في ديان بيان فو".
في شهر ماي 1953، عينت الحكومة الفرنسية الجنرال هنري نافار ذو الأربع نجوم لقيادة قوة التدخل الفرنسية في الهند الصينية، بمهمة تحقيق نصر عسكري حاسم، يتم تحقيقه في غضون 18 شهرًا، لإجبار الفيتناميين على الجلوس الى طاولة المفاوضات. وكانوا على يقين من أن خطة نافار، المتفق عليها بين فرنسا والولايات المتحدة، ستكون ناجحة.
فاختاره الجنرال الفرنسي موقع ديان بيان فو، في شمال غرب فيتنام لتركيز قواته، وهو يقع على بعد حوالي 320 كيلومترًا من هانوي وحوالي 35 كيلومترًا من الحدود مع لاوس. في السابق، احتل الفرنسيون المنطقة، وكان لديهم مطار هناك، وكان هناك نهر يمكن أن يمنع هجمات واسعة النطاق. لقد كانت منطقة غابات، جبلية، يصعب الوصول إليها، بل وأكثر صعوبة في توفير الإمدادات عن طريق البر. اعتقد الفرنسيون أن الجيش الفيتنامي لن يكون قادرًا على نقل الأسلحة الثقيلة إلى المنطقة.
قرر قادة الحزب الشيوعي الفيتنامي هزم العدو في ديان بيان فو بالذات، وقاموا بتنظيم القوات. عمل الآلاف من جنود وحشود المتطوعين معًا لفتح الطرق وسط الغابة والجبال، عبر طرق وعرة، ونقلوا أطنانًا من الطعام والأسلحة بما في ذلك الآليات الثقيلة، على ظهورهم أو على الدراجات الهوائية أو على ظهور الحيوانات مثل دبابات المدفعية. وقال الجنرال جياب إن القوات الفيتنامية كانت عازمة على "اختراق" خطة نافار.
"تمثلت استراتيجيتنا في استخدام جزء من قواتنا النظامية لمهاجمة المواقع التي تشكل نقاط ضعف للعدوّ، وفي الوقت نفسه، الاستفادة من كل الفرص المتاحة لهزمه من خلال أعمال الحرب المتنقلة. وفي ذات الوقت، تكثيف حرب العصابات في المؤخرة وتعزيز نشاط القوات الإقليمية والميليشيات والمتمردين والشعب في مناطقنا المحررة، من أجل التخفيف التدريجي على القوات النظامية التي يمكنها القيام بمهام أخرى. ولضمان النجاح، كما يقول جياب في كتابه، كان من الضروري الهجوم عندما يكون هناك يقين بالفوز، والقيام بأعمال قتالية في الأماكن التي تم اختيارها على أنها الأكثر ملاءمة، اختر نقاط ضعف العدو بشكل صحيح وقم بالضغط هناك".
وفي 13 مارس 1954، شن الجيش الثوري الشعبي الفيتنامي أول هجوم له على القوات الفرنسية المتمركزة في ديان بيان فو، مما أدى إلى معركة بطولية استمرت 56 يومًا، وفي نهايتها رفع الإمبرياليون الفرنسيون العلم الأبيض واستسلموا في 7 ماي 1954. أدى هذا النصر إلى توقيع اتفاقيات جنيف التي أنهت الحرب وأقامت السلام في الهند الصينية، معلنة تقسيم اتحاد الهند الصينية، الى لاوس وكمبوديا كدولتين مستقلتين وفيتنام مقسمة إلى قسمين.
وبعد ذلك بعامين، كان من المقرر إجراء انتخابات لإعادة توحيد فيتنام، لكن الولايات المتحدة، التي لم توقع على اتفاقيات جنيف، شنت غزوًا جديدًا في عام 1959، وهو ما عارضته الجبهة الوطنية لتحرير فيتنام (فيت كونغ) والجيش الفيتنامي الشمالي والشعب الفيتنامي. كما هُزمت الولايات المتحدة، القوة الإمبريالية الأعظم على هذا الكوكب، على يد شعب فيتنام الشمالية في عام 1975.
كان انتصار ديان بيان فو بمثابة انتصار سياسي عسكري للشعب الفيتنامي، لكن تأثيره تجاوز حدود فيتنام وأصبح نموذجًا في النضال التحرري الوطني لشعوب آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. لقد تمكن شعب بلد صغير، متحد في قناعاته ويقوده خط صحيح سياسيا وعسكريا، من هزم قوتين إمبرياليتين، فرنسا والولايات المتحدة. مثال للاعتبار.



#مرتضى_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكرى الستين للحزب الشيوعي الم الل بالاكوادور(ج 3)
- في الذكرى الستين للحزب الشيوعي الم الل بالاكوادور(ج 2)
- في الذكرى الستين لـلحزب الشيوعي الماركسي اللينيني بالإكوادور ...
- فاتح مايو/أيار، يوم الوحدة والنضال للطبقة العاملة العالمية
- بيان الندوة الدولية للأحزاب والمنظمات الماركسية اللينينية
- بيان حزب العمل الأمريكي
- بيان الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني بالاكوادور بمناسبة 1 ما ...
- بيان حزب العمل الإيراني (طوفان) بمناسبة الفاتح من ماي
- البُعد الأممي للقضية الفلسطينية
- كومونة باريس
- بوركينا فاسو: عندما يتحول النضال ضد غلاء المعيشة الى رافعة ل ...
- كيف تقيّم الأحزاب الافريقية الوضع في القارّة وما هي بدائلها؟ ...
- كيف تقيّم الأحزاب الافريقية الوضع في القارّة وما هي بدائلها؟ ...
- إلى متى ستظلّ إفريقيا تحت تهديد شبح المجاعة؟
- من بعض مظاهر صراع الدول العظمى على افريقيا
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا)
- تحرر المرأة والاشتراكية (ترجمة)
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة لينين (الجزء الثامن والأخير)
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (الجزء السابع)
- افريقيا ... مستقبل العالم


المزيد.....




- السعودية تعلن عن إجمالي عدد الوفيات خلال الحج هذا العام.. غا ...
- لحظة بلحظة.. تفاصيل وتداعيات هجوم قوات كييف على سيفاستوبول. ...
- جرحى إسرائيليون بهجوم صاروخي لحزب الله على موقع المطلة
- رسميا.. السعودية تعلن ارتفاع عدد الوفيات بموسم الحج
- شاهد: سفن محملة بالمعونات الإنسانية ترسو على الرصيف العائم ق ...
- سيلفي مع رونالدو- تشديد إجراءات الأمن ضد مقتحمي الملاعب بأمم ...
- ردع حزب الله لإسرائيل.. معادلة منع الحرب
- ضجة في إسرائيل بعد انتشار مشاهد -صادمة- لنقل جريح فلسطيني عل ...
- قديروف عن الهجمات الإرهابية في داغستان: ما حدث استفزاز حقير ...
- ارتفاع عدد ضحايا الهجوم الإرهابي الأوكراني على سيفاستوبول إل ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - مرتضى العبيدي - سبعون سنة مرّت على ملحمة ديان بيان فو