أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شفان شيخ علو - فلنتعلم من أخطائنا














المزيد.....

فلنتعلم من أخطائنا


شفان شيخ علو

الحوار المتمدن-العدد: 7979 - 2024 / 5 / 16 - 15:27
المحور: الادب والفن
    


 شفان شيخ علو
قالوا سمّي الإنسان إنساناً لأنه ينسى.. وسواء كان ذلك صحيحاً أم ليس كذلك.. فليس هناك من لا ينسى.. بالعكس ، النسيان أحياناً نعمة ربانية.. تصوروا حين نتذكر دائماً، من رحلوا ومن فارقونا من أهلنا وأصحابنا وأصدقائنا ومعارفنا، كيف نستطيع العمل، وكيف نركّز على أشغالنا؟ إننا نحتاج إلى النسيان لنتعلم ما يفيدنا أكثر، ولا نتذكر إلا ما نتعلم منه فيما بيننا وفي مناسباتنا المختلفة، وفي هذه المناسبات، نتلقي، ونتبادل التحيات ونتصافح كذاك.
إنما أكثر من كل الذي قلنا حتى الآن، هو أننا في أعمالنا وفي أقوالنا، وفي علاقاتنا، من السهل جداً، أن نقع في أخطاء، لأسباب لها علاقة أحياناً بحلات نفسية أو اجتماعية نعيشها، تمنعنا من التركيز في مواقفنا، وحين نكون في مجلس معين، وقد نلفظ كلمة، أو نقوم بتصرف يعتبره مقابلنا أنه مقصود، فيغضب أو ينزعج، وربما المجلس نفسه يعتبر ذلك إهانة.. إلى آخر ما هنالك من المواقف السلبية تجاه حالات كهذه..
وفي حياتنا اليومية، وفي عالم اليوم، بسبب الضغوطات الكثيرة التي نعيشها أو نتعرض لها، وهي مرتبطة بأعمالنا أو وظائفنا، أو عدم وجود ما يلبّي احتياجاتنا وتدبير أمور المعيشة، من السهل أن نقع في أخطاء، بحركات أو كلمات، ومن يدقق فيها، ويربطها بالموقف نفسه، سوف يتبين له، أن هذا الخطأ أو التصرف الذي قد يزعج من حوله، غير مقصود.
وحتى لو افترضنا أن شخصاً ارتكب خطأ، أو أظهر تصرفاً لا يليق به، يدفع بالآخر إلى السخرية منه، وحتى توجيه كلام جارح إليه ..
ولو سألنا في الحالات الكثيرة التي نقع في أخطاء، أخطاء عابرة، أو تحدث فجأة في غفلة منا، أو نقوم بحركات دون وعي منا، لوجود حالة نفسية بسبب مرض أو وضع اجتماعي، لو سألنا: ماذا يحدث لنا ونحن ننتمي إلى مجتمع واحد، مجتمع إنساني، أو حتى في لقائنا مع آخرين نلتقي بهم لأول مرة، ونرى ونسمع حالات كهذه، هل الأفضل أن نظهر غضبنا، وانزعاجنا، ويحدث توتر، ربما يؤدي إلى شجار وغيره ، أم أن نعتبر ذلك غلطة عابرة، أو تصرفاً غير مقصود، ونحن نظهر ابتسامة، ونبتسم في وجه من يخطىء أو يتصرف بما لا يليق به وهو غير معهود فيه؟ وهذا يؤدي إلى أن يشعر هو نفسه بخطئه وتصرفه غير المقبول، فيتعلم بذاته، ويقدّر من رأوه وسمعوا ما جرى معه؟
من أعظم الخلق المرونة في التعامل مع الآخر، وفي حياتنا اليومية حيث نلتقي بكثيرين: في الشارع، في مكان العمل، في السيارة، في مناسبة معينة وغيرها، لا يكاد يمر يوم، إلا ونشهد وقوع أخطاء من النوع الخفيف، أو لا تكون محسوبة، ويجب محاسبة صاحبها عليها، حين نقدّر وضعه، ونسامحه بالمقابل، فيكون احترامه لنا ولنفسه مضاعفاً .
نعم، أخوتي، أينما كنا، ومهما كانت مرتبتنا في المجتمع، وطبيعة وظيفتنا، ما أحلى أن نتعامل مع بعضنا البعض، بمحبة، فلا نركز إلا على الكلام الحلو، ونشجع عليه، وعلى التصرف السليم، فنرحب به، وفي مثل هذه العلاقة وحدها، نستطيع أن نتعلم من بعضنا البعض، ونشتاق إلى بعضنا البعض، ونتعاون بود وأخوّة مع بعضنا البعض. أكثر من كل ذلك، حين يشعر أحدنا أنه بحاجة إلى غيره ليستمع إليه، أو ينظر إليه وهو يقوم بعمل معين، ويتعلم منه، وبالعكس.
نعم، أن نرى ما هو إيجابي في سلوكنا بالقول والفعل، ونحن نلتقي يومياً أحياناً بأناس غرباء في المدينة، وفي الريف أحياناً، فنرحب بهم، ماداموا يحملون في نفوسهم وداً، ونقول لهم الكلمة الطيبة مع الابتسامة المشرقة، ليحمل كل منا صورة جميلة عن الآخر، هي ذكرى تجعلنا أكثر تقبلاً للحياة، ومواجهة المشاكل، وتحمّل الأعباء، ما دام هناك من يشاركوننا في أفراحنا وأحزاننا..
وليس هناك ما هو أعظم وأجمل وأغنى من النفس المطمئنة والخيرة.. وفي إمكان أي كان أن يعيش مثل هذه المتعة الروحية، فيعيش بسلام نفسي واجتماعي أكثر وأكثر..



#شفان_شيخ_علو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قدَر الإيزيدي
- استقبال الرئيس أردوغان من قبل الرئيس مسعود بارزاني في أربيل
- نحن وعيد رأس السنة الإيزيدية
- عيد الفصح المجيد
- ماذا وراء تجويع الشعب الكوردي ؟
- آذارنا الكوردي
- معسكر الهول
- ماذا يريدون منا؟
- حكايتنا جميعاً
- الكورد بين القومية والدين
- من يثير المشاكل في العراق؟
- المثقف العراقي والإيزيدية
- الغيرة والمحبة
- الحياة بكرامة
- أفكار وأحزان
- العافية في ينابيعنا الصافية
- كتّابنا النشيطون
- أما عن اهلنا الإيزيدية…
- الإيزيدي ظالماً لا مظلوماً
- مع أخوتنا الكرد الفيليين


المزيد.....




- عن -الأمالي-.. قراءة في المسار والخط!
- فلورنس بيو تُلح على السماح لها بقفزة جريئة في فيلم -Thunderb ...
- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شفان شيخ علو - فلنتعلم من أخطائنا