أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - الهيموت عبدالسلام - جحيم الفكر














المزيد.....

جحيم الفكر


الهيموت عبدالسلام

الحوار المتمدن-العدد: 7978 - 2024 / 5 / 15 - 21:42
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


في الوقت القصير جدًا الذي نقضيه على الأرض يجب أن نتساءل لماذا يضع بعض البشر أنفسهم فوق الآخرين ويعتقدون أنهم متفوقون عليهم، ويشعرون دائمًا بأن الآخرين مضطرون لسماع أوامرهم وإرشاداتهم ونصائحهم وقناعاتهم ولا يشكون ولو للحظة واحدة فيما يقومون به؟ لماذا تغيرت الحيوانات حين اقتربت من البشر ولم يتغير بعض البشر؟

نحن جميعا متشابهون، مسلمون، يهود، مسيحيون، هندوس، بوذيون، مؤمنون، غير مؤمنين، أغنياء، فقراء، سود، بيض، صفر، رجال، نساء، أطفال، كلنا من نفس الأصل، وٌهبنا نفس العقل، الشيء الوحيد الذي يجعلنا مختلفين معتقداتنا وأحكامنا وأطماعنا وتسلطنا وجشعنا وتملكنا، وإذا لم نتعلم العيش بشكل جماعي سنموت جميعا كمخبولين كما يقول "مارتن لوثر كينغ"

العيش بشكل جماعي ليس أن يعيش الناس مثل قطيع بل أن يعملوا جماعيا في ظل اختلافهم العرقي والإيديولوجي والثقافي والديني والمذهبي والطائفي ضمن المبدأ الكوني لنا الحق في أن نكون ومتساوين في الحقوق والحريات ومختلفين في كل شيء.
حين نتقبل اختلافاتنا فإننا نخلق قوة إنسانية مبدعة ومتكاملة لأن الآخر يلعب دوره التلقائي دون أن نفرض عليه نمط تفكيرنا وقناعاتنا وطرق عيشنا، ينقصنا فقط أن نعترف لكل واحد فينا له شيء خاص ومميز يمكن أن يضيفه لهذا العالم، وألا ننسى أن الآليات الأساسية لجميع الكائنات الحية على وجه الأرض أنه ليس الأقوى الذي يفوز لوحده بل الذين يساعدون بعضهم بعضا.
حين لا نتقبل هذا الاختلاف ننحدر لبعض الحيوانات فالدجاج مثلا إذا فقس فرخا مختلفا فإن الدجاج يقتله، نفس الشيء تمارسه أنواع أخرى من الحيوانات وحتى الإنسان في العصور القديمة كانوا يقتلون الأطفال المشوهين أو استعمالهم في طقوس التضحية والقرابين، وهناك حيوانات تتقاسم عطفها وحزنها فالحيتان القاتلة والفيلة والذئاب لها روابط عائلية مدى الحياة وتحزن كثيرا على موتاها وقد شوهدت الأفيال وهي تزور بقايا رفاقها الموتى.
حتى البناء الاجتماعي يفرض هذا التنوع لأن الفرد الواحد لا يمكن أن يكون نجارا وطبيبا وفلاحا وطبيبا ومعلما وممرضا وخياطا إننا نحن البشر مرتبطون ببعضنا البعض ونخدم بعضنا البعض وإن لم نشعر بذلك.

السلم الموسيقي يتكون من سبعة نوتات ولكن هذه النوتات السبعة تنتج ما لا يحصى من الألحان التي لا يستطيع الإنسان سماعها كلها خلال حياته القصيرة، وتوجد فقط خمسة ألوان أساسية: الأزرق والأحمر والأصفر والأبيض والأسود ولكنها مجتمعة تنتج مئات الألوان، وتوجد فقط خمس أذواق أساسية وتنتج عنها الكثير من النكهات، وتوجد فقط تسعة أرقام ولكن تعصينا أرقام فلكية وربما لا نهائية ، وفي مجال الحروف نفس الشيء فاللغة العربية تتوفر على 28 حرفا فكم نتج عن هذا العدد من الحروف من المجلدات والكتب والمتون في جميع المجالات ناهيك عن اللغات الأخرى.
الإنسان هو الإنسان، والاختلاف يكمن فقط في فكرنا ورواسبنا وأحكامنا، بنفس الدماغ يمكن أن نخلق السعادة والفرح والأمل ويمكن أن نخلق الشقاء والبؤس والخيبة، ما يخلقه الإنسان في الأرض قد وجد تعبيره في دماغه لذلك نجد أن الإنسان قد خلق العجائب السبعة مثل هرم الجيزة، حدائق بابل المعلقة، سور الصين العظيم، بوابة عشتار، تاج محل الهندي وهو نفس الدماغ الذي فجر حربين عالميتين وأحرق هيروشيما وناجا زاكي بالنووي، واقترف جرائم العبودية وحروب الإبادة في أمريكا وأستراليا وكندا والحروب الدينية وغيرها.
يبدو أن العلة في فكرنا لأن الإنسان يرى العالم بفكره وأن الروح تتصبغ بلون أفكارها، وأن الفكرة المريضة قد تلتهم الجسد أكثر من الحمى والسل، إن تفكيرنا الماضي هو الذي يحدد وضعنا الحالي وتفكيرنا الحالي سيحدد وضعنا المستقبلي.
إن هذا العالم مجرد مكان نتعلم فيه أننا نحتاج لبعضنا البعض وأننا لم نولد لأنفسنا وحدنا وأنه يلزم الكثير من العمل لنتحررأولا من الأفكار التي وضعناه أو وضعوها في رؤوسنا.



#الهيموت_عبدالسلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آفة العبودية الطوعية
- أسئلة المعنى واللايقين
- النحل أم الدبابير
- الشعب الفلسطيني وجدارة الحياة
- صفحات سوداء من تاريخ منطقة زرهون : الباشاوات القواد والشيوخ
- البنيات الاقتصادية والاجتماعية لمنطقة زرهون (1911-1939)
- صفحات من تاريخ منطقة زرهون
- حين كنت ذبابة إلكترونية
- افرضوا علينا المزيد من الضرائب قبل أن يفوت الأوان
- المدرسة وهوس التميز
- مزاد الأعضاء البشرية
- الكيف أو القنب المغربي
- حول القاسم الانتخابي المغربي
- قول في السياسة
- العصبية العرقية
- لا مجال
- فرنسا وتركيا والإرهاب
- نهاية كوفيد 19 أم نهاية الرأسمالية المتوحشة ؟
- ثورة الجهل
- ما معنى أن تكون أسودا في أمريكا


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - الهيموت عبدالسلام - جحيم الفكر