أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرح تركي - عينا الحبيب














المزيد.....


عينا الحبيب


فرح تركي
كاتبة

(Farah Turki)


الحوار المتمدن-العدد: 7977 - 2024 / 5 / 14 - 00:09
المحور: الادب والفن
    


الحبُّ أعمى، هو ذلكَ البيانُ الذي نستلمُهُ من الذين سبَقونا، لماذا لم يخبرْنا أحدٌ بأنّهُ يمتلكُ من الأعينِ سبعاً، ومن ميزاتِ الشّمّ ما يفوقُ العشرَ، وأنّ النطقَ بكلّ حقٍّ احتراقٌ، فهو معدمٌ وتائهٌ في حضرةِ الحبيبِ، لم يصلْنا من الشعورِ أيُّ صدقٍ، لذلك عندما نختبرُهُ بأنفسِنا نرتبكُ، نستفهمُ عمّا يجري، نبحثُ عن النبضِ، وما أصابَهُ من اختلالٍ، الحبُّ ليسَ كلمةً، بل هو مضمارُ احتراقٍ، ولا يصمدُ فيه إلا الأبطالُ،وتطويعُهم سهلٌ جداً، هم يمرقون في الاختباراتِ بجدارةٍ، الذي يتخاذلُ تأكّدوا أن نهايةَ طريقِهِ في أوّلِ انعطافِهِ.
من أهمّ أعراضِهِ أنّ الجميعَ ينصحُكَ بالابتعادِ، يحيكونَ لك سجّادةً وهميةً كما التي سمعتَ عنها في قصصِ سندبادَ، تلك التي تطيرُ وتقلُّكَ لأيّ مكانٍ،ستكونُ كذلك لو تركتَ الالتفاتَ وراءَهُ، يصبحُ قلبُكَ بينَ رحى الحيرةِ والشكّ، أنتَ متّهمٌ وقاضيكَ الذي سيحكمُ عليكَ بالسعادةِ هو من تحبُّ. لا تعترضْ، لقد فاتَ المعادُ، إنّ مثولَكَ في هيئةِ المحكمةِ فضحَ كلَّ شيءٍ ولا سبيلَ للتراجعِ، أرى دمعةً تترقّقُ في نهايةِ أهدابِكَ،إنهُ أقسى شعورٍ أن تستنفذَ كلَّ قوّتِكَ وتجدُ أن سلواكَ وسعادتَكَ بيدِ إنسانٍ قد لا يملكُ من الضميرِ ما يخافُ به على مشاعرِكَ، يصدرُ الحكم.
تنتفضُ، يربكُكَ كلُّ ما سمعتَهُ، من الأفضلِ أن تعيشَ لحظتَكَ، أنتَ محظوظٌ لأنّ الحبَّ قد لفحَكَ، وحبيبُكَ قد اختارَكَ في السّرّاءِ والضّرّاء،ِ ولكن ما هذا العبوسُ؟، لمَ أنتَ حائرٌ؟
صمتُك هذا يشيرُ إلى بلاءٍ يحيطُ بكَ، هل داهمَتكَ الأشياءُ الأخرى وضايقَت وجودَكَ والحبَّ؟، هل وضعتَ يدَكَ في قدر الكبرياء، يا ربّاهُ، قد تكونُ  تعلّقتَ بفخّ الغيرةِ والشوقِ، أمجنونٌ أنتَ؟؟
أنتما معَ بعضٍ طوالَ الوقتِ، فكيفَ تشتاقُ وتغارُ ممّن من عينَيكَ، من الهواء، من الوسادة التي يغفو عليها، لا بالتأكيد أنتَ تكذبُ، لماذا تغادرُني وترحلُ؟، ألهذا القدرِ أنتَ تكرهُ أن تحادثَ الناسَ؟، نحنُ الآخرونَ الذين نصحناكَ بأنّكَ تمرُّ عبرَ بوابةِ الشريانِ، وقد تخنقُ بسبب ضيقِها، وصَفنا لك السماءَ الرحبةَ،
أشرنا إلى منابعِ الحريةِ، وتكلّفتَ أنتَ عناءَ الوصولِ إلى جنةٍ موهومةٍ وتفاحةٍ قد تكونُ مسمومةً.
تتركُنا لأجلِ شريكِ قلبٍ، اسمٌ تردّدُهُ بينَكَ وبينَ نفسِكَ، وتخونُ اللهَ، تفيضُ عليه بالخوفِ والحرصِ، وتوذي نفسَك.
سنغادرُكَ بلا رجعةٍ، ولا تبكي عندما تجدُ نفسَكَ تحتضرُ بسببِ إدمانِكَ غيرِ المبرَّرِ، أرجوكَ لا أستطيعُ مغادرتَكَ، فنحنُ جنسٌ فضوليٌّ.
أخبِرنا ما الذي رأيتَهُ فيه وتمسّكتَ؟، ما هو معيارُ الجمالِ والسحرِ عندَكَ، ما الذي قدّمَهُ لك؟، هل فداكَ في شيءٍ ما؟، قُلْ، كُنْ أنتَ المنتظرَ الذي يفكُّ الأحجيةَ، لنعبرَ بعدَكَ دونَ خوفٍ،  ما هذا؟، نحنُ نتراجعُ خوفاً من  ملامحَكَ الجديدةِ، تبدو وكأنّكَ خارجٌ من حربٍ معَ التنانين، أو ربّما عبرتَ بحرَ الموتِ، أعتذرُ منكَ، علينا المغادرةُ،
في انتظارِنا حافلةُ القلبِ الخالي التي تضجُّ بالضحكِ والمرحِ والسوادِ الذي تحتَ عينَيكَ
هيَ الجواب



#فرح_تركي (هاشتاغ)       Farah_Turki#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفكرة الحمراء -قصة-
- قصة بعنوان -الفتاة التي لا أعرف أسمها-
- الانبعاث _نص نثري
- لم أر الحب ميعاداً
- نص نثري بعنوان رسائل بحبر الدمع.
- حوار مع الروائي سعد عودة
- قصة قصيرة بعنوان -الساعة التاسعة بعد القصف-
- قصة قصيرة بعنوان -عرض مسرحي-
- قراءة في رواية -زهر القرابين- للروائي ناهي العامري
- - إيقاع النوستولوجيا في رواية مرايا الغرام-
- قراءة في رواية الثوب للاديب طالب الرفاعي
- - حرف مخبأ - قصة قصيرة جداً
- تجليات المعجزة والايمان في( شهقة الحوت)
- دون وجود أمي
- - الصرّاف - سَمِعَتْ كل شيء
- نص نثري بعنوان ضوء ساطع
- على أعتاب ٢٠٢٣ ماذا سأتمنى ؟
- قراءة في رواية -بازيريك- للروائي عبد الرحمن الماجدي
- قراءة في رواية -لا يزال للحلم متسع- للروائية بسمة عمارة
- الآخرون والملكوت


المزيد.....




- تمشريط تقليد معزز للتكافل يحافظ عليه الشباب في القرى الجزائر ...
- تعقيدات الملكية الفكرية.. وريثا -تانتان- يحتجان على إتاحتها ...
- مخرج فرنسي إيراني يُحرم من تصوير فيلم في فرنسا بسبب رفض تأشي ...
- السعودية.. الحزن يعم الوسط الفني على رحيل الفنان القدير محم ...
- إلغاء حفلة فنية للفنانين الراحلين الشاب عقيل والشاب حسني بال ...
- اللغة الأم لا تضر بالاندماج، وفقا لتحقيق حكومي
- عبد الله تايه: ما حدث في غزة أكبر من وصفه بأية لغة
- موسكو تحتضن المهرجان الدولي الثالث للأفلام الوثائقية -RT زمن ...
- زيادة الإقبال على تعلم اللغة العربية في أفغانستان
- أحمد أعمدة الدراما السعودية.. وفاة الفنان السعودي محمد الطوي ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرح تركي - عينا الحبيب