أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - جنان السعدي حين يصوغ المعاني السامية














المزيد.....


جنان السعدي حين يصوغ المعاني السامية


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 7975 - 2024 / 5 / 12 - 14:21
المحور: الادب والفن
    


ثمة من يسيء لقصيدة النثر، وهناك من يرفع من شأنها ويبدع فيها، أيما ابداع. فالذين أساؤوا لها لا شأن لنا معهم، فالكثير من المتابعين للشأن الثقافي يعرفهم ويراقبهم عن كثب، حيث أطلق عليهم البعض تسمية "الشعراء الفيسبوكيين"، وأنا بطبيعة الحال، لا أتفق معهم على هذا المصطلح، أو هذه التسمية المسيئة، كون لها تجاوز فاضح على الشعراء المبدعين في هذا الاطار، إذ حتى الشعراء البارزين المبدعين، كونهم ينشرون نتاجهم الفكري والابداعي على صفحاتهم الفيسبوكية، فهل من العقل والمنطق بمكان أن نطلق عليهم ذلك المصطلح الذي استهجناه، أعني مصطلح "فيسبوكيين". أقول لم اتطرق إلى ذكرهم بالمرّة (الذين أساؤوا للشعر، كي لا أدخل معهم في معمعة، وسجال طويل بلا فائدة تُذكر، وحتى لا أجلب لنفسي خصومة أنا في غنى عنها، فلربما هناك من يعتبرني متطفل عليه، أو كان قصدي الاستهانة به وبما يكتب. وللأسف الشديد، فأن هؤلاء الذين عنيناهم، لم يدكروا فلسفة "قصيدة النثر" ولا يعرفون قوانينها، وشروطها ولا ميزتها الفنية كلون ابداعي له ميزته خاصة، و وجوده ككيان ابداعي ينبض بالحياة. فالبعض يكتب خواطر ويتصور أنّ تلك قصائد نثرية، وآخر يكتب طلاسم أشبه بما يكتبه البوني في كتابه "شمس المعارف الكبرى" حيث لا توجد شمس تنير مُدلهمات الدُجى، ولا معارف تزيح التخلف الفكري، والغباء العقلي، الذي أصاب بعض العقول الهرمة بمقتل.
بعد هذه المقدمة البسيطة، أحببت أن أنوّه عن الصنف الثاني من الذين عنيتهم في هذا المقال، وأقصد بهم الذين أبدعوا في قصيدة النثر، وكانت كتاباتهم جميلة وأخاذة، ومن حقنا أن نشدُّ على كتابها، لأنهم حقا أبدعوا في هذا الجانب، ولم يتركوا خلة، ولا مثلبة أو شيء من هذا القبيل، وهم بحمد الله كثير. وأعني به الشاعر جنان السعدي، وأنا اقرأ له نصًا تحت عنوان "(قُلْ شيئاً) فهو نص ملتزم بالقواعد الشرطية التي تمسّك بها الشاعر، على اعتباره مدركا أن لكل شيء قواعده وشروطه الخاصة، وقصيدة النثر كونها كيان حيّ ينبض بالحياة، ويتطلع لاستنشاق نسيم العذوبة الجمالية، الكامنة بين حروف رسمها الشاعر بمقاس فكره وأبداعه، على اعتباره اخذ عهدا على نفسه بأن يصنع الجمال.
السعدي يستخدم – في جُل نصوصه- اللغة الجميلة السلسة، الخالية من شوائب الكلمات الزنانة ذات الفائدة غير المجدية، التي البعض منهم يقحمها في غير موقعها، بل أنه يختار الكلمات بعناية فائقة ودقة متناهية، بحسب اطلاعي على كثير من نصوصه التي ينشرها على صفحته الخاصة، بين الحين والآخر، كوني من المتابعين المهتمين بنتاج معظم أصدقائي.
واللغة التي يشيّد بنائها السعدي هي ليست سلسة فحسب، بل وكانت جذابة وفياضة بمعانيها السامية، فالرجل مختلف بشكل لافت للنظر في نصوصه الابداعية، فهو يملك حسّ شاعري فذ، ومخيال جياش يفجر المعاني العذبة، لينتج بالتالي نصوص تليق به وبأمثاله من المبدعين العراقيين، فضلا عن سواهم من شعراء العرب.

نص: (قُلْ شيئاً)
الشاعر: جنان السعدي
قُلْ شيئاً
كي تُعلنَ للعالمِ أجمع
ما زلتَ على قيدِ الإبداع
قُلْ شيئاً
لتحيي حرفاً
بالكادِ يشمُ نسيمَ الحرية
لترسمَ للغدِ ظِلّاً
من فيءِ بُحبوحتهِ يقتاتُ الجياعُ
قُلْ شيئاً
كي تجمعَ آهاتِ الأمسِ
تودعها أوجاعَ اليومِ
قطارُ الأحلامِ ما زالَ يناديك
إركبهُ و أرحل
قُل شيئاً
ما زالت ليلى عند البابِ
تنتظرُ الساعي
ارسل باقاتِ الوردِ
لا تبخل
قُل شيئاً
خضرٌ احداقُ الوطن
اسقها شهداً
كي تّزهرَ
قُلْ شيئاً
طفلٌ بينَ الأضلاعِ
يرقصُ على نوتاتِ الدفءِ
برفقٍ ربّت على كتفيهِ
كَيْ يسعد
قُلْ شيئاً
تمرَّدْ
مزِّق صحفَ الأخبار
جوريةً حمراء احمل
كي تحيا حياةَ الأحرار
قُلْ شيئاً.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبدعون عرفتهم عن كثب (2) وليد حسين
- أحمد خلف.. يحرث في أرض الكتابة ويصنع الجمال
- تأمّل في (لَم يَكُنْ عارِيًا ذلك الظِّلُّ) للشاعر حمزة فيصل ...
- علي الحسون هل يكتب الشعر أم ينزف جراحًا؟
- ملامح الصورة الجمالية لدى الشاعرة منى سبع
- تحليل سويولوجي لقصة (نصيف الأحمر) للكاتب سعد السوداني
- الأسطورة ولعبة الأضداد في (العابد في مرويته الأخيرة)
- السلاسة والانسيابية في نصوص راوية الشاعر
- فلسفة المشاغبة عند القاص كاظم حسوني
- سردية عادل المعموري التي أنصفت المرأة
- القاص كامل الدلفي في (ذاكرة الطباشير)
- النسق السّردي في (أبواق صاخبة) للقاص حسين الرفاعي
- الرمزية والبناء القصصي عند الكاتبة فوز حمزة
- في قصته (دعابل) رياض داخل يهتك أسرار الطفولة
- الرمزية في (تداعيات) الشاعر واثق الجلبي
- تعاطي البوح في نص (ستكون معي) للشاعر حميد الساعدي
- الرمزية الباذخة في نص (وحدهم يعبرون الجسر) للشاعر التونسي ال ...
- تجلي المعاني السامية في نصوص الأديب صابر المعارج
- التمنيّ (في مدينة السلام) نص باسمة العوام
- مصاحبة الذوق بهتك الانفعال في (ذاكرة بين ضفاف دجلة) للقاص كر ...


المزيد.....




- فيديو.. الفنانة نور علي تروي شهادتها على أحداث الساحل السوري ...
- توقيف نائب يوناني إثر انتقاده أعمالا في متحف بأثينا بحجة مكا ...
- ألغاز معقدة تسبب بها تغيير التوقيت في التقويمات القديمة
- أسئلة النسوية العربية وكتابة الذات في قصص أمل بوشارب
- فنانون سوريون ينددون بالعنف ويطالبون بوقف الانتهاكات عبر وسا ...
- محللان: إسرائيل تخشى المخرجات السياسية لمفاوضات واشنطن وحماس ...
- الجريمة السياسية.. كيف تناول أسعد طه ملفاتها الشائكة؟
- -الرقصات الشعبية تنشر البهجة في الأجواء-.. الهند تحتضن مهرجا ...
- الممثل الدائم لروسيا يصف قرارا للوكالة الدولية للطاقة الذرية ...
- مشهد محذوف من -قلبي ومفتاحه- يثير فضول الجمهور عبر المنصات ا ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - جنان السعدي حين يصوغ المعاني السامية