|
رائعة ردلي سكوت (پروميثيوس) والتورية المقصودة
ثائر ابو رغيف
كاتب وشاعر
الحوار المتمدن-العدد: 7973 - 2024 / 5 / 10 - 18:48
المحور:
الادب والفن
ردلي سكوت فنان عمل على اخراج وانتاج تحف سينمائية اقل مايمكن وصفها بإنها ستقوم بإبهار اجيال عديدة قادمة وربما سيكتشف في مستقبل بعيد عالم احفوريات احد اشرطته السينمائية وبعد تحليل شفرة تشغيلها ستدمع عينه وتنتصب الشعيرات على قفا ساعده كما يحدث مع البعض لدى سماع الكورال ينشد تاسعة بيتهوفن. في الافلام العربية وبشكل عام اعتدنا على مشاهدة فلم كامل بدون توقع ان تكون هناك قصة سابقة او لاحقة له ستاتي في المستقبل كافلام مستقلة وبنفس الوقت متعلقة بالفيلم الرئيسي فالفيلم العربي كما يقول المصاروة هي من طقطق لسلامو عليكو. الأمر مختلف في الافلام الاجنبية فهناك الفيلم الذي يتبع الفيلم الرئيسي ويسمى Sequel والفيلم الذي تسبق فترته التاريخ المنوه عنه في احداث الفيلم الرئيسي ويسمى هذا الفيلم Prequel لتنشيط ذاكرة القارئ من محبي السينما اود ان استخدم مثال سيد الخواتم كمثال فالرواية من تأليف جي جي تولكنز واصبحت سلسلة افلام مجموعتها الاولى سميت بسيد الخواتم رغم كونها في الرواية اخر مراحلها اذ إبتدأ المخرج جاكسون بآخر الاجزاء التي تقع مجموعتها تحت عنوان سيد الخواتم ؛ عمل مأخوذ من رائعة تولكنز ثم تبعه بسلسلة أفلام من روايات نفس الكاتب وتدور في نفس الفضاء ألسردي وتسمى هذه السلسلة بـ The Hobbits واعتقد ان النموذج الغربي افضل لكونه يترك لصناع ألفيلم المخيلة للتفكير بماضي الفيلم: الحالة/البطل/ المأساة و النتيجة المحتملة بفيلم مستقبلي يلحق الفيلم الحالي لإظهار مصائر ألشخصيات. إبتدأ ردلي سكوت بالعمل في فيلم ألغريب Alien (يعنى بهذه المفردة الكائن ألفضائي الغريب وليس غريب الدار رغم أن الأميركان يصفون ألذين بدون أقامة رسمية بهذا الإسم) عام 1979 وتلت فيلم الغريب سلسلة افلام تحت نفس العنوان وإن اختلفت العناوين بعض الشيء الا انها لم تكن كلها من إخراج ردلي سكوت فقد تبعت الفيلم الاصلي ثلاثة افلام لم تكن من إخراج ردلي سكوت كان اخرها عام 1997 وتم التوقف عن العروج على هذه السلسلة لغاية عام 2012 اذ قرر ردلي سكوت تناول قصة فيلم ألغريب ولكن بقصة تسبق وتفسر للمشاهد قصة الكائن الغريب (لم تشر الافلام السابقة لاوليات وماهية الغريب الذي نكتشف لاحقا ان للبشر دورا في خلقه) ففي هذا العام اتحفنا ردلي سكوت بفيلم پروميثيوس (سارق النار في الاسطورة الاغريقية وهو تايتان "الهة اسطورية سبقت فترة الهة الاولمب وزيوس بل كان ابا زيوس التايتان كورونوس" عصى پروميثيوس امر الالهة بسرقه للنار واعطاءها للبشر كمرجعية لبدء التنور لدى البشر فعوقب بالصلب على صخرة ليأتي نسر كل يوم يأكل كبده وستعاد هذه المكابدة إلى الابد إسطورة مقاربة لإسطورة سيسفوس أو مايدعى بالعربية سيزيف ألفرق هو ان سيزيف إجترح ما إجترح لسبب اناني بينما پروميثيوس كان لديه نكران ذات ) پروميثيوس في الفيلم هو إسم السفينة الفضائية التي تم تصميمها وانتخاب كادرها للوصول لكوكب المهندسين ( الإسم المعطى لجنس الغرباء الفضائيين والذين يعتقد صاحب فكرة هذا المشروع ومموله البليونير المسن بيتر ويلاند انهم من هندس وبذر الحياة على هذه الارض وبالتالي يملكون سر الخلود) إذ يبدأ ألفيلم بأحد ألمهندسين عملاق ذو وجه بشري أملس تماماً وعيون بدون بياض في فترة تكون الأرض يشرب من قارورة صغيرة ويسقط في مياه البحر ليتشظى الى أجزاء وترينا ألكاميرات التكسر لحد الكروموسومات ألتي إتحدت مع عناصر الإرض ألوليدة لتخلق ألحياة وبقيت هذه ألحكاية تتناسل في مخيلة ألبشر وأعطت ويلاند ألعجوز ألخائف من ألموت سبباً لإنفاق ثروة في سبيل الوصول إلى سر ألحياة. الشخصية الاساسية في فيلم پروميثيوس وما تلاه هو انسان آلي اسماه صانعه ويلاند بـ ديڨد ولم يكن ديڨد بإنسان آلي عادي بل زوده ويلاند بحرية الإرادة وشغف كبير بالتعلم. بعد وصول پروميثيوس لكوكب في منتصف ألطريق يكتشف ألطاقم مركزاً متقدماً للمهندسين فيه جرار من مواد سوداء لزجة لامسها البعض منهم زوج إليزابيث شو (ألناجية الوحيدة لدى إنتهاء ألفيلم) والتي بعد أن ضاجعها بدأت عليها علامات ألحمل ألثقيل خلال ساعات وعندما حضرها ألمخاض أنجبت ألكائن ألذي سمته سلسلة الأفلام بألغريب ونجح هذا ألكائن من ألافلات من ألمختبر وأصبع معلوماً لدى ألمشاهد إن ألغريب يحمل دي أن أيه غريب وبشري. إكتشف ألطاقم إيضاً سفينة فضائية تخص ألمهندسين محملة بهذه ألمادة اللزجة الناجي ألوحيد منهم كان في حالة سبات وإكتشف ديڨد ألذي تعلم كل لغة محتملة في الأرض أثناء ألرحلة أن وجهة ألمهندسين كانت إلى ألأرض لإنهاء ألحياة فيها لعدم رضائهم عن تصرفات ألبشر كالحروب و البيئة. عندما إيقظوا ألمهندس قام بقتلهم جميعا عندما سأله ويلاند عن سر الأبدية عن طريق ترجمة ديڨد مع فصل ديڨد لجزئين ولم ينج سوى إليزابيث شو ألتي وضعت جزئي ديڨد في كيس وذهبت لسفينة ألمهندسين وأقلعت من هذا ألكوكب قاصدة كوكب ألمهندسين. ألفيلم ألذي تلا پروميثيوس عام 2017 كان معنون ب الغريب: كوكب ألمهندسين – المجيء, حيث يرسل ديڨد رسالة من الكوكب ألذي أسموه كوڨنانت إلى مؤسسة ويلاند يوتاني على الأرض، موضحًا التجارب الجينية التي كان يجريها على الكوكب الرابع لإستدراج سفينة تقله بعيداً إذ يبدو أن ديڨد حال وصوله سماء هذا ألكوكب إلقى عليهم بكل جرار المواد أللزجة مما أدى لفناء سكان هذا ألكوكب من ألمهندسي إذ أصبح ديڨد يكن الإحتقار للبشر وصانعيهم إذ أنه بات مدركاً أنه أحسن منهم جميعا ونكتشف كيف أنه قام بتشريح إليزابيث شو. حال وصول سفينة الأرض أليه وتعرفه على نسخة طبق الأصل منه ولكن أبلد منه بكثير يقوم بالتخلص من هذه ألنسخة ولدى ألمغادرة وحال دخول طاقم ألسفينة إلى حجرات ألنوم ألطويل (لطول ألرحلة) قام ديڨد بإستخراج بويضات ألغريب من فمه (حيث كان قد ابتلعها مسبقاً لإخفاؤها) ووضعها في إجساد ألطاقم بعد ذلك خاطب كمپيوتر ألسفينة قائلاً أريد أن أسمع مقطوعة الآلهة تدخل ڨالهالا لڨاگنر(في الإسطورة الإسكندنافية تعد ڨالهالا مكان أرواح ألمحاربين ممن قتلوا في سوح ألمعارك وهي مكان مهيب) لتبدأ ألموسيقى ألمهيبة.
#ثائر_ابو_رغيف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ألدواعش منذ فجر الإسلام
-
مرثية لحبيبتي
-
ألمؤامرة ألهندية مرة أخرى
-
صهينة هوليوود
-
ألجلاد وعقدة ألمشنقة
-
إلى غزة
-
داعش صناعة إمپريالية بتمويل عربي
-
ألمؤامرة ألهندية لاحتلال ألعالم
-
ألعارسز
-
قصف أربيل
-
صلاة لإستحضار الفرح (Ode to Joy)
-
ألمقاومة ألفلسطينية منذ 7 أوكتوبر هل كان الأمر يستحق كل هذا
...
-
مقال قصير عن محتوى يخص السيد محمد شياع السوداني
-
ألصهيونية وأليهودي ألجميل
-
غزة هاشم وحدها
-
هل يكون قتل ما يقرب من 1000 طفل أسبوعياً دفاع عن النفس؟
-
أكبر أكاذيب القرن العشرين (معاداة السامية)
-
غزة رؤية متزنة قليلاً
-
مجموعة ڤاگنر وأصل ألتسمية
-
كتب أندرياس كريسافيس في پرافدا تحت عنوان -حرب الناتو بالوكال
...
المزيد.....
-
مترجمون يثمنون دور جائزة الشيخ حمد للترجمة في حوار الثقافات
...
-
الكاتبة والناشرة التركية بَرن موط: الشباب العربي كنز كبير، و
...
-
-أهلا بالعالم-.. هكذا تفاعل فنانون مع فوز السعودية باستضافة
...
-
الفنان المصري نبيل الحلفاوي يتعرض لوعكة صحية طارئة
-
“من سينقذ بالا من بويينا” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 174 مترج
...
-
المملكة العربية السعودية ترفع الستار عن مجمع استوديوهات للإ
...
-
بيرزيت.. إزاحة الستار عن جداريات فلسطينية تحاكي التاريخ والف
...
-
عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
-
إسرائيل والشتات وغزة: مهرجان -يش!- السينمائي يبرز ملامح وأبع
...
-
تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|