أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بطراوي - البنيان المرصوص














المزيد.....

البنيان المرصوص


خالد بطراوي

الحوار المتمدن-العدد: 7973 - 2024 / 5 / 10 - 14:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في التاسع من آيار من كل عام تحتفل البشرية جمعاء بيوم النصر على النازية عام 1945، ويكتسي هذا الاحتفال نكهته وذكرياته الخاصة لدى الدول التي كانت تشكل الاتحاد السوفياتي والتي كان لها الدور ألأكبر في تحقيق هذا الانتصار ومن بينها روسيا وأوكرانيا حيث تدور بينهما حاليا هذه الحرب المدمرة.
ولكن هل إنتهت الفاشية؟
كي نتفق على الخلاصة، لا بد لنا أن نتفق أولا على جملة من الأمور.
بداية لا بد لنا أن نتفق على أن الفاشية كانت محصلة تراكمية تاريخية كمية ونوعية (سيئة) لما سبقها من الأفكار والفلسفة التي تنطلق منها البرجوازية بأعلى مراحلها ألا وهي الإمبريالية.
ولا بد لنا أيضا ان نتفق على أن جلّ النزاعات والحروب والأعمال العدائية تنطلق بالأساس من المصالح الاقتصادية هديا بمقولة " السياسة تعبير مكثف عن الاقتصاد" والتي أضفت اليها عبارة " والحرب تعبير مكثف عن السياسة".
ومن المعروف تاريخيا بأنه وفي أعقاب اندحار النازية نشأت دول المجموعة الإشتراكية بقيادة الاتحاد السوفياتي - التي شئنا أم أبينا - أحدثت توازنا وعملية إستقطاب بين قطبين ... القطب (أو المعسكر) الشرقي المناصر بدرجات متفاوتة لحركات التحرر الوطني والقطب الغربي (أو المعكسر الغربي) المناصر للامبريالية وأشكال البرجوازية المتعددة.
وبالطبع نشأ بين القطبين ما عرف بالحرب الباردة، التي جرى خلالها بعض المناوشات ومنها دور الاتحاد السوفياتي في التصدي للعدوان الثلاثي على مصر عام 1956 ونصرة المعسكر الشرقي لنظام الحكم في تشيلي بقيادة الطبيب سلفادور أللندي وما سمي بالمساعدة الأممية للاتحاد السوفياتي لافغانستان وغيرها من مظاهر الحرب غير الباردة.
وفي أعقاب اندحار النازية، كان لا بد للامبريالية أن تعيد حساباتها تصديا للمد الثوري وإنتعاش حركات التحرر، فتخلصت من الآستعمار القديم المتمثل في السيطرة الفعلية على بلاد ما سمي "بالعالم الثالث" ومنحها إستقلالا شكليا كان بمثابة "العظمة التي منحت لقوى التحرر" مع إحتفاظها بالشكل الاستعمار الجديد ألا وهو دعم الرجعيات الحاكمة وتسليحها وتدعيم أجهزتها الأمنية لقمع شعوبها.
في المقابل دعم المعسكر الاشتراكي حركات التحرر لدرجة وصلت الى التبعية عند البعض على نمط مقولة " إن أمطرت في موسكو ... بتحملوا الشماسي في بلادكم" مع توجيه الاتهام الى اليساريين بالالحاد والترويج على أنهم يمارسون الفاحشة مع شقيقاتهم، ولاحقا تم حصار الدارسين في الدول الاشتراكية أولا بتخفيض درجاتهم العلمية ( من ماجستير الى بكالوريوس) وما زال ذلك دارجا الى يومنا هذا، وثانيا بتفويت الفرص عليهم للعمل في القطاعين العام والخاص حيث كان يتوجب عليهم الحصول على موافقة الجهات الأمنية، وغيرها من الأجراءات، رغم أن نسبة كبيرة من بينهم هم من البعثات الحكومية الرسمية لدولهم الى الدول الاشتراكية.
ولا بد لنا أيضا ان نتفق أن دول المنظومة الاشتراكية كانت تعمل أيضا لتحقيق مصالحها وترتهن بأوامر الاتحاد السوفياتي "الحبر الأعظم" ودعمت إنشاء كيانات تتبع الامبريالية، فكان الاتحاد السوفياتي وفي أعقاب إندحار النازية قد سيّر قوافله الجوية العسكرية الى مجموعات الاحتلال الصهيونية التي تحمل الدبابات الالمانية المسيطر عليها، وأيضا فإنه – أي الاتحاد السوفياتي – كان الدولة الثانية بعد الولايات المتحدة التي إعترفت بقيام "دولة إسرائيل".
ولا بد لنا من الإعتراف أيضا أنه وعلى الرغم من أن وكالة تاس الروسية كانت "مخولة بأن تصرح" إلا أن ماكنة روتشيلد الصهيونية الاعلامية نجحت – والى يومنا هذا – في وسائل إعلامها المعادية للشعوب.
وفي محصلة ذلك كله، تمكنت الامبريالية وبسبب ظروف ذاتية وموضعية في الدول الاشتراكية من إحداث الإختراق التاريخي من خلال رئيس الاتحاد السوفياتي ميخائيل غورباتشوف "خرباتشوف" الذي "خربش" خارطة العالم السياسية من خلال سياسته المتمثلة " بالشفافية – غلاسنوست" و " الاصلاح – بيريسترويكا" لدرجة إنهار معها الاتحاد السوفياتي و"فرطت المسبحة" فإنهارت مجموعة الدول الاشتراكية وتراجعت معها حركات وقوى التحرر العالمية وبالذات الأحزاب "حملة الشماسي".
وبانهيار مجموعة الدول الاشتراكية تحول النظام العالمي من نظام القطبين الى نظام القطب الواحد وإزدهرت اكثر فأكثر الامبريالية وتغطرست الرجعيات الحاكمة وإزداد قمعها لشعوبها وتفرعنت " إذ لم تجد من يردها"، ودأبت الامبريالية على تنفيس الشعوب من خلال إستبدال حرسها القديم بحرسها الجديد وخير مثال على ذلك ما سمي جزافا بالربيع العربي.
وخلاصة القول، إن اتفقنا على ذلك كله، وعلى هدي بديهية الطاقة التي تقول " الطاقة لا تفنى ولا تستحدث ولكن تتحول من شكل الى آخر"، فإن الفاشية ؟أيضا لا تفنى ولا تستحدث وتتحول من شكل الى آخر، طالما بقي النظام العالمي على ما هو عليه الان.
وبالقياس على ما تقدم، ينبغي لنا أن لا نرى أي حدث في العالم أو في هذه البقعة الجغرافية أو تلك بمعزل عن الاطار العالمي العام، فحركات التحرر هي منظومة متكاملة كما "البنيان يشد بعضه بعضا"، ألا فاشبكوا أصابع أيديكم وإلا إزداد تشتت شملكم.



#خالد_بطراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كعكة العالم
- سحابة صيف في الجامعات الأمريكية أم ماذا؟
- موسيقى المسدس
- حق الرد
- علامة الرسوب هنا، في السجل ... والباب هناك
- فاظفر بِحُبِ الناس ... تَرِبَتْ يداك
- الصراع الطبقي
- بوركينا فاسو وإبراهيم تراوري ... نموذجا
- أمير الظلام ... حميدان
- النضال في سبيل تحرير الانسانية
- عن أحمد سعيد والصحاف ومن في حكمهم
- توزيع الادوار
- -كل أرض ... ولها ميلادها-
- ذهب مع الريح
- الجمعة المشمشية
- بين رؤية الحقائق والحاجة الى الشعور بالانتصار
- الفخ
- للي إيدو بالمي مش زي اللي إيدو بالنار
- للي إيدو بالمي مش زي اللي إيدو بالنار
- حقائق ميدانية


المزيد.....




- جدل في مصر بعد اعتماد قانون يمنح القطاع الخاص حق إدارة المست ...
- غزة.. الحياة تستمر رغم الألم
- قبل المناظرة بساعات.. ما ينبغي أن يتجنبه كل من بايدن وترامب ...
- المجر تُعيق إصدار بيان مشترك لدول الاتحاد يندد بحظر روسيا لو ...
- خبير ألماني: أربعة أو خمسة أطفال يموتون من الجوع يوميا في ال ...
- البيت الأبيض: لا نعتزم إجبار كييف على تقديم تنازلات إقليمية ...
- نيبينزيا: كييف دمرت أكثر من 1000 مؤسسة صحية وتعليمية وقتلت م ...
- نتنياهو يرد على انتقاد غالانت والبيت الأبيض يعلّق
- الحوثيون والمقاومة العراقية تستهدفان سفينة إسرائيلية في مينا ...
- وزيرا الخارجية المصري والتركي يبحثان هاتفيا العلاقات الثنائي ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بطراوي - البنيان المرصوص