فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 7971 - 2024 / 5 / 8 - 13:26
المحور:
الادب والفن
ضاقَ بهمَا الْفضاءُ خنقَهُمَا الْماءُ ،
تزاحَمَا عنْدَ الْبابِ
كلٌّ منْهُمَا يُسابقُ الزّمنَ كيْ لَايغْرقَ، لِيحْظَى بِرئةٍ واسعةٍ،
تتّسعُ لِاسْتنْشاقِ الْهواءِ بدَلَ الْماءِ، سبَحَا أكْثرَ منْ طاقتِهِمَا وهاهُمَا يخْتنقانِ،
لَاأحدَ يُطيقُ الْآخرَ
لَاأحدَ يُعانقُ الْآخرَ
لَاأحدَ يحبُّ الْبقاءَ داخلَ ماءِالْحياةِ ...
كلاهُمَا يرْكلُ كِليْهِمَا ركلاتِ جزاءٍ؛
لِيُسجّلَ واحدٌ منْهمَا الْهدفَ،
ويخْرجَ منَ اللّعْبةِ...
الْملْعبُ لَايسعُ إثْنيْنِ
تُرَى مَاالسّببُ... ؟
أهوَ حبُّ الْعالمِ أمْ كرْهُ الْآخرِ... ؟
هلْ شكَّلَ الْآخرُ جحيماً قبْلَ الْخروجِ منَ السّديمِ يَا " سارْترُ" ... ؟!
اِسْتدارَ أحدُهُمَا إلَى الْآخرِ يسْألُهُ :
أتُشْبهُنِي يَا ...؟!
يسْألُهُ بِدوْرِهِ :
كيْفَ لَا أُشْبهُكَ... ؟
عدسةٌ لاصقةٌ حالَتْ دونَ أنْ أرانِي
هكذَا تمْتمَ كلٌّ منْهمَا فِي أذنِ الْآخرِ؛
و انْزلَقَا...
لكنَّ أحدَهُمَا سبقَ الْآخرَ
وحينَ نظرَ إلَى بشَرتِهِ الْمُقشّرةِ؛
كانتْ تنزُّ بِسوادٍ اعْتقدَهُ دمَ السُّرّةِ فِي الْبدايةِ،
لكنّهُ اكْتشفَ أنَّهَا بشَرةُ شبيهِهِ ...
أسْرعَ فِي الْإنْزلاقِ قبْلَ أنْ يتحوّلَ الْبياضُ سواداً...
جسدانِ مخْتلفانِ :
أسْودُ غامقٌ وأبْيضُ حليبيٌّ...؟!
ضحكَتِ الْأمُّ:
لوْ كانَ كلُّ واحدٍ منْهمَا نصفُهُ أسْودُ ؛ونصْفُهُ الْآخرُ أبْيضُ ؛لكانَا متساوييْنِ فِي عالمٍ؛ يلوِّنُهُ الْميْزُ الْعنْصرِيُّ...
نظرَتْ إلَى بطْنِهَا فِي الْمرْآةِ،
والْتفتَتْ إلَى الْجدارِ...
ثمَّ اسْتغْرقَتْ فِي نوْمٍ عميقٍ...
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟