أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسر المندلاوي - الأزمة العراقية والخيارات الصعبة














المزيد.....

الأزمة العراقية والخيارات الصعبة


ياسر المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 1758 - 2006 / 12 / 8 - 10:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على وفق ما هو متوقع، تواترت الإعترافات بحجم الخطيئة الأمريكية في العراق، وبالتزامن معها، توالت محاولات إستدراج أفضل العروض المحلية والأقليمية والدولية لتمكين الولايات المتحدة الأمريكية من تلمس طريقها للخروج من المأزق العراقي. إن الولايات المتحدة الأمريكية، وحسب تعبير كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة، عالقة في الفخ العراقي، فهي لا تقوى على البقاء، ولا تتمكن من الإنسحاب. وهي بهذا المعنى فقدت قدرتها على الإختيار بين أن تبقى وبين أن ترحل، وحيث أن الحرية تشترط التمكن من أسباب الإختيار، فإن عدم تمكن أمريكا من هذه الأسباب، يعني عمليا، فقدانها لحريتها في العراق. والمفارقة هنا إن أمريكا قدمت إلى العراق غازية بدعوى نشر الحرية، ليس في العراق وحسب، وإنما في عموم الشرق الأوسط، فعلقت هي والعراق في فخ فقدان الحرية الموصوف بفخ الأزمة المستعصية. ومن زاوية النظر هذه، يمكننا الإدعاء بأن محاولات الخروج من الأزمة لن تكون مجدية ما لم تؤسس على إستعادة الحرية المفقودة لكل من العراق وأمريكا، وشرطها، تخلي الولايات المتحدة الأمريكية عن سعيها لإستعباد العراق، لأن الذي يسعى إلى عبودية الغير إنما يسعى إلى عبوديته في وجه من الوجوه، فمن يستعبد الآخرين لا يمكنه أن يكون حرا، وحال أمريكا في العراق يغني عن البيان، وشرطها أيضا، تخلي أطراف عراقية نافذة عن أوهامها بإمكان الخروج من الأزمة الراهنة مع الحفاظ على ما تحقق لها من مكاسب فئوية بسبب تفاهماتها مع الإحتلال أو تابعيتها له، وشرطها أخيرا، تحرر أطراف عراقية معارضة من رواسب الماضي، والإنتقال إلى قناعات جديدة لا تمني النفس بالعودة إلى ما كان، وإنما تحث الخطى نحو الذي ينبغي أن يكون.
إن السياسة المتوافقة مع الإشتراطات السالفة، هي وحدها، لا غيرها، كفيلة بإخراج أمريكا والعراق، من الفخ الذي علقتا به، ومن أهم عناوينها أمريكيا، الإنتقال من مراجعة التكتيكات اليومية إلى مراجعة كامل الإستراتيجية الأمريكية في العراق، على قاعدة إن الإحتلال مفسدة أمريكية أو لنقل شجرة فاسدة تدل عليها مرارة ثمارها، وعلى الإدارة الأمريكية أن تدرك القاعدة المنطقية التي تقول بأن المقدمات الفاسدة تقود إلى نتائج خاطئة، ولا سبيل إلى تجاوزها ما لم يتم تجاوز مقدماتها، وهذا لن يحصل ما لم تتخلى الإدارة الأمريكية عن إصرارها على بقاء قواتها إلى أن (تحقق أهدافها في العراق). فهي بإصرارها هذا، تديم إنتاج عناصر الأزمة العراقية التي تمسك بخناق الجميع وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية.
أما عراقيا، فإن من أهم عناوين هذه السياسة، التخلي عن كل ما تم تشييده على قاعدتي الإحتلال والتحاصص، وإعادة تشكيل العملية السياسية على قاعدة وطنية جامعة، إذ لا جدوى من محاولات ترميم ما بني عل أسس خاطئة، ولا مستقبل لآليات سياسية أثبتت الأحداث بأنها جزء من الأزمة، إن لم نقل بأنها الجزء الفاعل منها. وهنا لا بد من التأكيد بأن تمسك البعض بالعملية السياسية في صيغتها الحالية، والحديث عن تقويم مساراتها، عوضا عن الشروع في إعادة تشكيلها، ناجم عن وهم القدرة على إنفاذ المشروع الطائفي الإقصائي على حساب المشروع الوطني، ومعلوم بأن الأوهام لا تقوى على لجم مضاعفات الأزمة الراهنة، ناهيك عن تفكيك عناصرها. وربما كان الموقف السلبي من دعوة كوفي عنان إلى عقد مؤتمر دولي حول العراق يعود في أركانه الأساسية إلى هواجس مضمرة وأخرى معلنة تتعلق بإحتمالية التأسيس لعملية سياسية على أسس مغايرة تستجيب للمتغيرات المحلية والأقليمية والدولية، وهو ما يعارضه المعارضون بدوافع نفعية فئوية يجري تمويهها بالحرص على الديمقراطية وإحترام إرادة العراقيين والتمسك بالدستور. وبالمقابل فإن أقسام رئيسية من القوى العراقية المعارضة للإحتلال وللعملية السياسية تعاني من مأزق إنشدادها إلى شعار (كل شيء أو لا شيء) وبدوافع تشوبها شبهة الإستئثار السياسي والطائفي، الأمر الذي يشكل عائقا أمام تحولها إلى حالة وطنية تتجاوز التخندقات الطائفية والفئوية، وتفوت الفرصة على مرويجيها من الأطراف المختلفة. وربما من الفائدة بمكان التنويه بأن المستجدات الضاغطة على أطراف الصراع في العراق، وشدة الأزمة التي تحاصرهم، محتلين وموالين ومناوئين، قد تقودهم إلى ولوج الخيارات الصعبة، بدل المراهنات الخاسرة على مشاريع متعارضة مع المشروع الوطني العراقي في ركنين أساسيين من أركانه، مناوئته للإحتلال وللإستبداد سواء بسواء. إن أية محاولة للقفز على إستحقاقات الوطنية العراقية وفق محددات المشروع الوطني، بدعوى نشر الديمقراطية، أو محاربة الإرهاب، أو مقاومة المحتل، لا تؤدي إلى تجاوز الأزمة بقدر ما تؤدي إلى مضاعفة أسبابها لتبلغ شواطيء الإنتحار بدل منتجعات الخلاص.



#ياسر_المندلاوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوق الزبون
- الديموقراطية و الإشكال القومي و الأقلياتي في العراق
- الوطنية العراقية .. العقل والعاطفة
- الحزب الشبوعي العراقي.... سياسات بحاجة إلى تدقيق
- ثالوث الأقانيم في عراق الأقاليم
- الحزب الشيوعي العراقي بين التجديد والتأبيد
- شياطين الله.......3
- شياطين الله .....2
- شياطين الله ......1
- وما الفائدة من وجوده إذاً ؟
- آليات إعادة إنتاج الأزمات
- مصادر الموارد السياسية في العراق...3
- مصادر الموارد السياسية في العراق...2
- مصادر الموارد السياسية في العراق ...1
- الإسلام السياسي في العراق – 4
- الإسلام السياسي في العراق – 3
- الإسلام السياسي في العراق - 2
- الإسلام السياسي في العراق
- التوافق الوطني والإقصاء الطائفي
- الفيدرالية والمسألة القومية في العراق


المزيد.....




- حلبجة: ماذا نعرف عن المحافظة العراقية رقم 19؟
- كلمة الرفيق حسن أومريبط، في مناقشة تقرير المهمة الاستطلاعية ...
- ترامب لإيران.. صفقة سياسية أو ضربة عسكرية
- كيف نفهم ماكرون الحائر؟
- إسرائيل تعلن إحباط محاولة -تهريب- أسلحة من مصر
- مبعوث ترامب يضع -خيارا واحدا- أمام إيران.. ما هو؟
- أول رد فعل -ميداني- على احتجاجات جنود إسرائيليين لوقف الحرب ...
- مقاتلة إسرائيلية تسقط قنبلة قرب -كيبوتس- على حدود غزة.. والج ...
- باريس تُعلن طرد 12 موظفًا من الطاقم الدبلوماسي والقنصلي الجز ...
- عامان من الحرب في السودان... تقلبات كثيرة والثابت الوحيد هو ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسر المندلاوي - الأزمة العراقية والخيارات الصعبة