فوز حمزة
الحوار المتمدن-العدد: 7970 - 2024 / 5 / 7 - 00:49
المحور:
الادب والفن
ها أنا أعود ثانية بعد كل تلك السنين العجاف التي أكلت أحلى أيام عمري وتركتني بقايا للنسيان يتسلى بيّ حين تشتد ظلمة الليل.
رجعت أحمل في يدي حقيبة الخيبة والندم!
هل ظن أن عزة نفسي تمنعني من الوقوف بين يديه والاعتراف بما اقترفته بحق نفسي أولاً وبحقه ؟!
لا أظن أن كرامتي ستقف بيني وبين الركوع عنده لعلّي أنال بِصَلاتي الغفران الذي أنشده ليمنح روحي المعذبة بعض السلام.
حين عصفت الرياح بكل أمنياتي ورمت بها في بئر الوهم، كان هو الشجرة التي منحتني بذور الصدق وثمار الحقيقة.
شهور وسنين والمسافات تحملني، تبعدني عنه مرة وأخرى تدنيني منه، لكنها لم تمنحني بطاقة النسيان لاستقل قطار اللاعودة.
فقد كان هو محطتي الوحيدة وكنت أنا آخر العائدين.
مسح بيده الدموع التي كانت تطهّر عينيّ والتي لم تأبه لدمعه حين اخترت الرحيل والابتعاد عنه
لأركب أول سفينة، لم أكن أدري أنها تسير بأشرعة ممزقة في بحر لا شاطئ له ..
عندما نظرت في عينيه، أدركت أن نهر الصفاء الذي يجري فيهما لم تلوثه أقدام خيانتي. حين استمعت إلى قلبه وهو يحدثني عن الأمل، عن ربيع آخر ستلده الأيام ،عن شمس بحلة جديدة أدركت أن شروري لم تهزم الخير الذي فيه وحين لم يبكيه سماع صوتي بعد طول غياب أدركت أنه نسي كل شيء لأنه نسيني!
وحين طبع على خدي قبلته البارد ولما لم تولد على شفتيه أية حروف للعتاب، أدركت حينها أن كل شيء انتهى، فلم يعد في قلبه مكانًا لي.
التي رحلت ليست التي عادت ••
#فوز_حمزة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟