حسن مدبولى
الحوار المتمدن-العدد: 7968 - 2024 / 5 / 5 - 13:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إن علاج الاوضاع الصعبة للغاية، والخروج من النفق المظلم الذى دخلنا فيه بفعل ايدينا،يستدعى من كافة العقلاء البحث عن حل غير تقليدى بعيدا عن الحلول الكلاسيكية التى ترتكز على القهر والإرغام القسرى، وبعيدا ايضا عن الفوضى والهلهلة العامة،
ونحن نعلم أن مصر دولة مركزيةعريقة، كان نظام الحكم فيها يعتمد دوما على الحاكم الفرد،ونعلم أن هذا النظام الفردى حافظ نسبيا على وحدة البلاد واستقرارها ،
لكننا أيضا نعلم أن بلادنا تعرضت للكثير من الكوارث والمآسى وباتت أسيرة للفقر والتخلف والتقزم نتيجة سيطرة حكم الفرد على مقدراتها، ونعلم أن العالم بأسره قد تغير ، وبات حكم الفرد فيه من مخلفات التاريخ ،
لذا فإننا نعتقد أن بداية حل المعضلات فى مصر يمكن أن يكون قريب المنال فى حال العودة إلى النظام السياسى البرلمانى لإدارة شئون البلاد ، بحيث يتولى رئيس الوزراء شئون الحكم بشكل يماثل ما كان سائدا بمصر قبل ثورة 23 يوليو 1952،أو فى تركيا ماقبل تعديلاتها الدستورية التى حولتها الى نظام رئاسى بغيض سيطيح بكل مكتسباتها فى حال تم تغيير الرئيس أردوغان وهو أمر وارد بشدة ،
إن عودة النظام البرلمانى كنظام اساسى لطريقة الحكم فى مصر،و إدارة شئون البلاد بواسطة رئيس الوزراء الذى يمثل حزب الأغلبية الفائز بالإنتخابات البرلمانية،وتحويل رئيس الجمهورية لرمز سياسي يمثل سيادة الدولةو ينتخب من البرلمان بشكل مباشر، سيكفينا مساوئ ومخاطر،هيمنة الرئيس (الضرورةوالبطل الوطنى ) أيا كان منهجه، وسيبعدنا أيضا عن حساسية تغييره، فرئيس الوزراء يمكن ان ينتخب ويذهب بعد شهر واحد بدون مساس بوجود الدولة ومؤسساتها الرئيسية ،
لكن هذا الأمر يتطلب فى الوقت نفسه إطلاق الحريات العامة والخاصة وإعادة الاحزاب المحظورة الى الساحة السياسية بدون اقصاء، كذلك يتطلب إعادة التوازن الى الساحة الاعلامية،و الغاء العديد من القوانين المقيدة للحريات واطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين ،
#حسن_مدبولى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟