أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - نظرة للامام مذكرات ج 25














المزيد.....

نظرة للامام مذكرات ج 25


كاظم حسن سعيد
اديب وصحفي


الحوار المتمدن-العدد: 7968 - 2024 / 5 / 5 - 08:39
المحور: الادب والفن
    


نظرة الى الامام ج25
منزل النساء ومطار بامرني.
تلك كانت سنة 1979 كان قد مضى عام على زجي في القوات المسلحة , لم يخطر في بالي يوما ان اكون عسكريا فمنذ ان سمعت وانا صغير بان الجيش يأمرك ان تحفر حفرة ثم يكرهك على ردمها كرهت العسكر, وكان اخي ضمن وحدة مدفعية لا يمل من قص حكايا عن وحدته حتى اصابنا السأم من قصصه .
ومن طبعي السلام لهذا نشأت على كره مسبق للجيش .
حتما الان لي اراء مختلفة فلا تتمكن دولة من الوجود بلا جيش قوي .
لكن مدة خدمتي بالجيش استغرقت 8 سنوات بسبب الحرب...قلت لو تسرحت فلا ابقي اي اثر لاي شيء بلون الخاكي.
كنت من عام اطلق سراحي من سجن ابي غريب وبعد اسبوعين وجدتني ضمن لواء 33 الفوج السابع قوات خاصة .. ولانا نتبع البحرية فكان النزول يوميا ببزة بيضاء .
انها 1979 حيث تم نقل فوجنا من الشعيبة الرملية الى محافظة دهوك اقصى الشمال نحاذي تركيا .
عسكرنا بمطار بامرني كانت رحلة مضنية من الشعيبة في البصرة للشمال من موقع الصهر الى اراضي الثلج وكنت بتركيبي حساسا من البرد فتخيل حالي وانا انتقل مع بعض جنود سريتي بالايفا المكشوفة .
كنا نسميهم ( العصاة ) اولئك الذين حاربوا عقودا لاجل الحرية والكرامة , ضحايا بعض القرارات البريطانية الجائرة ,وكان اخي قد سبقني هنا قبل سنوات وروى لي صورا عن الرعب والانتهاكات التي كانت تمارس ضد الاكراد , فاية اطلاقة من قرية يتم حرقها تماما , أي رعب هذا .
هناك اقتنيت مجموعة (منزل النساء ) للكاتب البصري المبدع محمد خضير :
(وعبر راسينا القريبين كان ينتقل شلال من الاصوات الساكنة الواخزة على وسادة محشوة بالنواح وبصراخ الورثين المستبعد وباحتضارات الكائنات التائهة: شخير ابي وتنهدات امي وصرير الابواب واذان كل فجر وصياح الديكة ونباح الكلاب وهمهمات العجائز ثم تكسير العيدان في التنور وارتطام العجين بالراحات الماهرة بحة الامهات المزكومات الحبالى والمتخمات بغازات الكراث والفجل وماء الانهارالمسدودة اهازيج جامعي التمر وصفعات الاجسام العارية لماء الانهار الممتلئة بالحشائش الهلاهل والدرابك والطبول الولائم العشائرية وطلقات البنادق القديمة انبجاس الدم انسحاق الحنطة والرز في الجاون ونخل الطحين بالمناخل ودوران الرحى الصخرية المنقرة صليل الاساور والقلائد والاقراط والخلاخل لطم الصدور وقع القباقيب الخشبية صرير المهد الادعية والتلاوات والاهازيج ...) .
مثل هذا المقطع قراته هناك في دهوك فخفف عني الانصهار .
رايت في هذه المجموعة قصصا بنهج متفرد تمثل بخصوصية القاموس والايقاع ودقة التكثيف وروح الشعر .
واذكر في مناسبة ما تحاورت مع الشاعر الرائد البريكان فقال ( محمد خضير تفاءلت به واوصيت ان ازود بنصوص انشرها له في مجلة ( الفكر الحي ) .
من سجن ابي غريب الى عسكري بالكمندوز لشاب شاعر لم يتشاجر يوما حتى براحة اليد .
وكنا نعلم بان الاكراد يحبوننا نحن اهالي البصرة قيل لحفاوة استقبالنا للبرزاني قائدهم يوم زارها .
فكيف ساقتل كرديا , لهذا ابتكرت حيلة نجحت , فاقنعتهم ان نظري ضعيف فتم اعفائي من الاشتراك في الكمائن الليلية , فاشعل الفانوس في خيمتي وحيدا واوقد مدفأتي الصدئة واقضي الليل اقرأ فيما يكمن اصحابي تحت الثلج في انتظار اكراد ليقتلوهم او ياسرون .
ربما كنت الوحيد في وحدتي من يقرأ كتبا فلفت ذلك نظر جندي فقال لي ( انت تقرا سارتر لو تدري ما سيفعل بك ضابط الاستخبارات لو علم بذلك ) كنت حينها اتابع ثلاثيته دروب الحرية .
حين استقر جسدي في دهوك كانت الحركة الكردية في خمول , لهذا بعد ان نوزع القصعة,( كنت ضمن الطباخين ) ,امضي مشيا لساعة بحزامي حربة فقط بين بساتين العنب والتفاح والمشمش وغيرها , بساتين هجرها اهلها , كنت اقطف فاكهة واحدة كل عشرين مترا فلما اصل موقعي الذي ساعود منه يكون لدي نصف كيس تمن من الفاكهة فاضعها في مجرى ماء مبرد ونستحم على الحجر البهي ونعود .
من خيمتي في السليمانية سمعت جنديا يبكي ويشهق في التاسعة ليلا , ثم رايت احدا يضع اقدام جندي بماء ساخن فتخرج مثلجة ... ما حدث ان سريتنا قصدت اكرادا مسلحين وحذرهم الدليل من عاصفة ثلجية لكن الآمر لم يقتنع وامر الجنود بالتقدم فتمكن منهم الكرد المسلحون وتساقط الرجال بين جريح وقتيل ومعاق ولم ينقذ الموقف الا فوج من الحرس الجمهوري نقل من بغداد بالطائرات ليعالج الموقف .
كنت اتنزه وحدي في غابات دهوك..ملبدا بالظلال...منتشيا بجمال الاشجار ...ولاول مرة ارى اشجار الجوز شامخة باماكن مرتفعة.
جذبتني الربايا والمرتفعات وسجائر المقاتلين الكرد يضعونها داخل قصبة مثقبة مغطاة بطاقية خشبية كي لا يستهدفهم القناصون لضوء الجمر.
هناك شرعت بكتابة اراء نقدية حول قصيدة النثر...تجمعت بدفتر ضاع مني..
كنت مختصا بالمطبخ بسلخ الخرفان..التي نستولي عليها من الكرد الهاربين..
كنت اتسلى بكتابة زهيريات
( مايلة
عطشان حبك سراب الما روة مايله
وخمر الغرور بدليلك غيرة ومايلة..
كلبك الي ومن تمر عينك لهم مايلة
...الخ ).
وكتبت العديد من الابوذيات ذكرت فيها المناطق الدهوكية مثل سولاف وسرسنك وغيرها.
وربما الطرق المتعرجة في الجبال هي من ارهبتني فقلت ان غادرت فلن ازور الشمال الذي لم ازره حتى 2024.
فجرا نباغت القرى مدججين لكنا خلال سنة لم نمسك كرديا واحدا..النساء وحدها من نرى.
وكم اشعر بالخجل للان فيوم عودة فوجنا للبصرة كنا نطلق في الوديان عبثا وقد جاريت الجنود واطلقت مثلهم على الفراغ.



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة الى الامام مذكرات ج24
- نظرة الى الامام مذكرات ج23
- نظرة الى الامام مذكرات ج 22
- نظرة للامام مذكرات ج21
- مختارات من بحوث حول المجاز والاستعارة ج4
- خمسة الاف عراقي يقترنون بسوريات
- ام فهد بكاتم الصوت
- لحظة توتر صاهرة
- مختارات من بحوث حول المجاز والاستعارة ج3
- شراهة التسوق لدى النساء
- كتاب حروف حي بحث في البابية والبهائية
- مختارات من بحوث حول المجاز والاستعارة ج2
- نظرة الى الامام مذكرات ج20 ها يوم
- مختارات من بحوث المجاز والاستعارة ج1
- هياء قصة
- شيخوخة التسعين في رواية عاهراتي الحزينات
- الدلالة المركزية والهامشية للالفاظ
- الاف العلماء والأكاديميين والطياريين تمت تصفيتهم في العراق
- الشيطان امرأة رواية الحب المعلب
- كتاب الامثال الشعبية في البصرة


المزيد.....




- عن عمر ناهز 64 عاما.. الموت يغيب الفنان المصري سليمان عيد
- صحفي إيطالي يربك -المترجمة- ويحرج ميلوني أمام ترامب
- رجل ميت.. آخر ظهور سينمائي لـ -سليمان عيد-
- صورة شقيق الرئيس السوري ووزير الثقافة بضيافة شخصية بارزة في ...
- ألوان وأصوات ونكهات.. رحلة ساحرة إلى قلب الثقافة العربية في ...
- تحدث عنها كيسنجر وكارتر في مذكراتهما.. لوحة هزت حافظ الأسد و ...
- السرد الاصطناعي يهدد مستقبل البشر الرواة في قطاع الكتب الصوت ...
- “تشكيليات فصول أصيلة 2024” معرض في أصيلة ضمن الدورة الربيعية ...
- -مسألة وقت-.. فيلم وثائقي عن سعي إيدي فيدر للمساعدة بعلاج مر ...
- رايان غوسلينغ ينضم لبطولة فيلم -حرب النجوم- الجديد المقرر عر ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - نظرة للامام مذكرات ج 25