أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ريان علوش - نبوغ مبكر














المزيد.....


نبوغ مبكر


ريان علوش
(Rayan Alloush)


الحوار المتمدن-العدد: 7967 - 2024 / 5 / 4 - 01:23
المحور: كتابات ساخرة
    


المجتمعات الحية، هي تلك المجتمعات التي تجدد نفسها لتبقى فتية دائماً، وهنا لا أقصد كثرة الولادات، بل المقصود هو تجدد الافكار، فليس من المعقول أن نطلق عن مجتمع من المجتمعات صفة الحيوية، وأفراده مازالوا يعتقدون باعتقادات أسلافهم.
ذات يوم روى لي أبي كيف أنهم خرجوا إلى الشوارع ذات خسوف غاضبين يطرقون على الطناجر ، معتقدين أن الحوت قد بلع القمر.
كان والدي يسخر من تلك الذكرى، وسخريته تلك تعني بأن مجتمعنا تطور خطوة إلى الأمام، والآن وعندما أتذكر بعض ما كان يعتقده أبي أو جدي بسخرية، أو برفض، فهذا يعني أن مجتمعنا تطور خطوتين، وغداً عندما يأتي جيل آخر ويرفض بعض من قناعاتي، فسأكون سعيداً جدآ وأقول فعلاً بأن مجتمعنا مجتمع حي، ورغم البطئ الذي نتقدم فيه إلا أنه جيداً قياساً بمجتمعات مازالت تؤمن بما يؤمن به اسلافها من معتقدات وخرافات. مدافعين عنها بشراسة لدرجة الإيمان .
يجلب البوم الموت و الخراب، هكذا كانوا أهل حارتنا يعتقدون، وكانت أمي تؤمن بذلك أيضا حالها حال نسوة الحي, اللواتي كن يخفن من مجرد ذكر اسم البوم أمامهن، وهذا ما جعلنا نتحاشى ذكره أمام والدتي لأن عقوبة قاسية تنتظرنا.
ذات ليلة كنا بعديدنا نفترش باحة البيت، محدقين نحو السماء، نعد النجوم أيام ماكانت السماء ما تزال موطناً لها قبل أن تغادرها إلى غير رجعة، نرقب الطائرات او ما كنا نعتقده كذلك، ونغمض أعيننا متمنين أمنية في كل مرة نرى نجمة تهوي من برجها السماوي.
فجأة صرخت أختي الكبرى معلنة بأن بومة تحلق فوق بيتنا، فبدأنا بالزعيق والصفير كي نطردها من مجالنا الجوي خوفا من أن تجلب لنا مصيبة، وبالفعل خافت البومة، أكملت طيرانها وحطت على شجرة السرو الضخمة المنتصبة في باحة جارتنا أم العبد، فهدأنا كمن على رأسه الطير، خائفين مرتعبين، متسائلين عما سيحدث لجارتنا ام العبد المريضة.
سهرنا حتى الصباح نصخي السمع بخوف منتظرين إعلان موت ام العبد إلى أن خلدنا إلى النوم تباعا نتيجة شدة نعاسنا.
في صباح اليوم التالي، اجتمعت نسوة الحارة، وبدأن يروين قصصاً سمعن عنها، من قٍبل أجدادهن وجداتهن عن بيوت تدمرت لأن بومة حطت ذات يوم على شجرة أو على سطح بيت، ولم يقتصر الحديث على النساء بل شاركهن بعض رجال الحي الذين أعطوا أم العبد مدة لا تتجاوز الصباح التالي، فبكت بعض النسوة ومنهن أمي حزناً على أم العبد.
في صباح اليوم التالي اكتشفت كذب ادعاءاتهم، و مقدار الإساءة التي ألحقوها بمعشر البوم المسكين، لأن أم العبد لم تمت , بل زوجها ابو العبد هو الذي مات.



#ريان_علوش (هاشتاغ)       Rayan_Alloush#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماركسيون لا يمثلون الماركسية!!
- الضحية
- أمارجي


المزيد.....




- العراق ينعى المخرج محمـد شكــري جميــل
- لماذا قد يتطلب فيلم السيرة الذاتية لمايكل جاكسون إعادة التصو ...
- مهرجان -سورفا- في بلغاريا: احتفالات تقليدية تجمع بين الثقافة ...
- الأردن.. عرض فيلم -ضخم- عن الجزائر أثار ضجة كبيرة ومنعت السل ...
- محمد شكري جميل.. أيقونة السينما العراقية يرحل تاركا إرثا خال ...
- إخلاء سبيل المخرج المصري عمر زهران في قضية خيانة
- صيحات استهجان ضد وزيرة الثقافة في مهرجان يوتيبوري السينمائي ...
- جائزة الكتاب العربي تحكّم الأعمال المشاركة بدورتها الثانية
- للكلاب فقط.. عرض سينمائي يستضيف عشرات الحيوانات على مقاعد حم ...
- أغنية روسية تدفع البرلمان الأوروبي للتحرك!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ريان علوش - نبوغ مبكر