أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - فرنسا- أهوَ -انجراف تسلُّطي، استبدادي- أم الوجه الحقيقي للديمقراطية البرجوازية؟














المزيد.....

فرنسا- أهوَ -انجراف تسلُّطي، استبدادي- أم الوجه الحقيقي للديمقراطية البرجوازية؟


الطاهر المعز

الحوار المتمدن-العدد: 7965 - 2024 / 5 / 2 - 22:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ الثورة الفرنسية في 14 تموز/يوليو 1789، ضَمن الدّستور حماية البرلمانيين من الشرطة والملاحقة القضائية لضمان حريتهم في التعبير واستقلاليتهم ولحمايتهم من ضغوط السلطة التنفيذية، ورغم ذلك، استدعت الشرطة القضائية في باريس، يوم الثلاثين من نيسان/ابريل 2024، رئيسة المجموعة البرلمانية لائتلاف "فرنسا الأَبِيّة" (“La France Insoumise”) في الجمعية الوطنية بتهمة”الإشادة بالإرهاب”، وذلك بسبب بيان أصدرتها المجموعة البرلمانية التي تنتمي إليها، يُعارض العدوان الصهيوني على غزة، ويندّد كذلك ب"العنف" الفلسطيني وبحماس، وفيما يتعلق بـ "تبرير الإرهاب"، سبق أن أدانت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان الدولة الفرنسية سنة 2022 بسبب الطريقة التي تفرض بها عقوبات على ما يسمى بـ "الإشادة بالإرهاب"...

"شرطة الفكر" الجديدة؟
استجْوَبت الشرطة القضائية النائبة ورئيسة مجموعة "فرنسا الأبية" ماتيلد بانوت وكذلك المرشحة للانتخابات الأوروبية ريما حسن (فرنسية من أصل فلسطيني)، كل على حدة، لعدة ساعات في مركز الشرطة...
إنها مضايقات تهدف إلى تكميم أفواه المعارضة السياسية وتجريم أي مواطن يدعو إلى "السلام في الشرق الأوسط". إنها الفاشية الزاحفة منذ عدة سنوات، استهدفت حرية التعبير والتظاهر، حيث تم اتهام عشرات الأشخاص بتبرير الإرهاب، ويتم تفتيش منازلهم واستدعائهم للرد على استجوابات الشرطة، بطريقة سخيفة وغير عادلة على الإطلاق، وهو وضع أثار مخاوف الأديب الفرنسي غوستاف فلوبير، رائد تيار الواقعية (1821 – 1880) عندما كتب قبل حوالي 170 سنة: أن الرقابة هي هجوم على الفكر وعلى عقل الإنسان
تحظر الدولة العديد من الأنشطة السلمية أو المظاهرات أو المؤتمرات وتم إلغاء العديد منها، وتمّت مٌقاضاة مسؤولين نقابيين، حُكِمَ على بعضهم بالسجن والغرامة، بالإضافة إلى المضايقات الإعلامية، ومعاملة المُعارضين السياسيين معاملة المجرمين وتطبق أساليب مكافحة الإرهاب على المعارضين لتوجهات الحكومة، حيث يتم استدعاؤهم إلى مكاتب الشرطة القضائية لاستجوابهم بشأن آرائهم ومواقفهم السياسية، واستدعت الشرطة القضائية ما لا يقل عن 385 شخصا خلال الفترة ما بين السابع من تشرين الأول/اكتوبر والواحد والثلاثين من كانون الأول/ديسمبر 2023، بسبب تعبيرهم عن آراء لا تُجارِي مواقف الحكومة الفرنسية التي تدعم الكيان الصهيوني بشكل مُطلق، دون حدود أو ضوابط، مثل بعض الحكومات الأوروبية الأخرى، وأحيلت مئات الملفات إلى القضاء للتحقيق فيها ومعاقبة "المُتّهمين" بالإختلاف في الرأي مع الحكومة، وتُعدّ هذه المُمارسات استغلالًا لجهاز القضاء، قُبيْل الإنتخابات الأوروبية بهدف التّأثير على نتائجها، بدعم من أجهزة الشرطة ووسائل الإعلام التي دعمت الكيان الصهيوني ودعمت الإعتداء على المُتظاهرين والمُضربين والمُحتجّين، كيفما كان شكل الإحتجاج...

الدّيمقراطية البرجوازية على المحَكّ الفلسطيني
يسلط تقرير فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة، الضوء على مظاهر ودلائل الإبادة الجماعية التي يُمارسها العدو الصهيوني (المدعوم والممول من الإمبريالية الأمريكية والأوروبية) في غزة (وكذلك في الضفة الغربية)، وحذّرت مُذكّرة محكمة العدل الدولية من خطر الإبادة الجماعية، قبل اكتشاف المقابر الجماعية، وارتفاع عدد الأطفال الذين قتلهم الكيان الصهيوني بأسلحة وقنابل وصواريخ ومتفجرات أمريكية وأوروبية، وتعارض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أي قرار (أو عقوبة) في الأمم المتحدة ضد الكيان الصهيوني الذي يستخدم المجاعة والمَرَض كسلاح حرب، كما ترفض الأمم المتحدة ووكالة فرانس برس ومنظمة العفو الدولية تصنيف المنظمات الفلسطينية على أنها "إرهابية"، لكن الحكومة الفرنسية تُرِيد إجبار المواطنين على دعم دولة "إسرائيل" الإرهابية وتصنيف الفلسطينيين على أنهم "إرهابيون" بينما هم يتعرضون لحرب الإبادة المكثفة منذ سبعة أشهر، ويرفض الاتحاد الأوروبي تعليق اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والكيان الصهيوني ويحظر الدّعوة إلى المُقاطعة وسحب الإستثمارات، بل تقوم الحكومات الفرنسية أو الألمانية أو الهولندية أو الإنجليزية بزيادة الدّعم المالي والعسكري والسياسي، وتقوم بملاحقة كل من يصف حرب الإبادة هذه بـ "الإبادة الجماعية"، وفي المقابل تَدْعَمُ المنظمات الصهيونية التي تنظم حملات مضايقة في كل بلدان أوروبا وأمريكا الشمالية وتعرض المناضلون السياسيون والنقابيون وأعضاء الجمعيات والطلبة إلى التهديدات والإعتداءات الجسدية، لمجرد تعبيرهم عن مناهضة الحرب، وليس بالضرورة لأنهم تضامنوا مع الشعب الفلسطيني...

خيانة القيادات النقابية
تشكل العديد من الإجراءات والسلوكيات التي يتخذها أعضاء الحكومة الفرنسية (وغيرها من حكومات الدول الأوروبية) اعتداءً على الحريات الأساسية وتتطلب الإحتجاج والتنديد وإدانة هذه المظاهر والمُمارسات الإستبدادية، ولم تمنع هذه الإجراءات القَمعية الإحتجاجات بل توسَّعَ مجال المعارضة لسياسات السُّلْطات الفرنسية، وتوسّع نطاق إدانة العدوان الصهيوني في الجامعات النخبوية كما في أحياء الطبقة العاملة، كما الحال في أمريكا الشمالية وبريطانيا، ومن ناحية أخرى، خذلت قيادات الاتحادات النقابية العاملين وحتى المسؤولين الإقليميين الذين تعرّضُوا للقمع والمحاكمات، ولم تتميز قيادات النقابات الأوروبية، وخصوصًا الفرنسية، بدعمها للشعب الفلسطيني، بل على العكس من ذلك، تحتفظ قيادة أكبر نقابة فرنسية (الاتحاد العام للعمال - – CGTالذي دعم الإستعمار) بعلاقات مميزة مع النقابة الصهيونية “الهستدروت” التي هي في واقع الأمر نقابة ورب عمل في الآن ذاته، على شاكلة النقابات الفاشية، ومارست العُنف ضد العمال الفلسطينيين منذ تأسيسها في كانون الأول/ديسمبر 1920 لأنها كانت ترفع شعار "العمل اليهودي" أي تشغيل اليهود فقط لإجبار الفلسطينيين على الرحيل من وطنهم...



#الطاهر_المعز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين تكشف زَيْف ديمقراطية رأس المال
- متابعات، نشرة أسبوعية – العدد التاسع والسّتّون، بتاريخ الساب ...
- غزة، مقبرة المنظمات -الإنسانية- ؟
- مُصْطلحات شائعة - الشمولية، مفهوم ضبابي
- مُقاومة الشعب الفلسطيني جزء من النضال ضد الإمبريالية
- متابعات، نشرة أسبوعية – العدد الثامن والسّتّون، بتاريخ العشر ...
- بزنس الرياضة – هوامش الألعاب الأولمبية - دَوْرَة باريس 2024
- الإمبريالية الأمريكية خطر على العالم
- تساؤلات مشروعة عن الدّيمقراطية في أوروبا
- متابعات، نشرة أسبوعية – العدد السّابع والسّتّون، بتاريخ الثا ...
- الموقف من فلسطين معيار الدّيمقراطية
- ألمانيا – بلد شبه الإجماع الرّجعي
- الهند والولايات المتحدة والكيان الصهيوني
- متابعات، نشرة أسبوعية – العدد السّادس والسّتّون، بتاريخ السا ...
- غزة - فصل جديد من النّكبة
- كينيا نموذج الإقتصاد الطَّرَفِي التّابع
- متابعات، نشرة أسبوعية – العدد الخامس والسّتّون، بتاريخ الثلا ...
- إفريقيا - مؤشرات التّحرر؟
- تناقضات الجوع والثراء الفاحش
- تركيا - نموذج سلطة الإسلام السياسي الرجعي والمُتَصَهْيِن


المزيد.....




- تحذير أمريكي للصين بعد مناورات عسكرية حول تايوان
- مرشح ترامب لرئاسة أركان الجيش الأمريكي: على واشنطن الاستمرار ...
- مقتل بلوغر عراقية شهيرة في العاصمة بغداد
- ترامب يزور السعودية في مايو المقبل
- مصر: السيسي بحث مع ترامب استعادة الهدوء في الشرق الأوسط
- الداخلية الكويتية تكشف ملابسات جريمة بشعة وقعت صباح يوم العي ...
- البيت الأبيض: نفذنا حتى الآن أكثر من 200 ضربة ناجحة على أهدا ...
- -حزب الله- ينعى القيادي في صفوفه حسن بدير ويدعو جمهوره لتشيي ...
- نصائح حول كيفية استعادة الدافع
- العلماء الروس يرصدون توهجات قوية على الشمس


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - فرنسا- أهوَ -انجراف تسلُّطي، استبدادي- أم الوجه الحقيقي للديمقراطية البرجوازية؟