|
عن الموسيقي الفلسطيني الشابّ غسان صوالحي
غسان صوالحي
الحوار المتمدن-العدد: 7964 - 2024 / 5 / 1 - 08:57
المحور:
الادب والفن
لا يدرك العودَ إلا أنامل فنان حاذق، له روحٌ مشبعة بالموسيقى، عندما تمس يداه العود وريشته الأوتار ليس بوسع النفس إلا أن تُملأ شجناً وعذوبة من عوالم إبداع ضاربة في عمق التاريخ. لازم العود الفنان الفلسطيني غسان صوالحي صغيراً منذ نعومة أظفاره ممتشقاً إياه بين راحتيه مشكلاً فيه وعيه الأول وقراره في أن يمخر عبَّاب عالم الموسيقى، متنقلاً في عوالمها الرحبة بذرابة أنغامه منطلقاً إلى آفاق متنوعة في التجربة. البدايات غسّان صوالحي موسيقي فلسطيني استيقظت موهبته في بواكير العمر، فلم يهملها آخِذاً إياها على محمل الجد مدعماً لها بالنظرية والتدريب في معهد إدوار سعيد الموسيقي في فلسطين – رام الله. امتدت تجربته لاحقاً ليكون في عام 2003 مؤسساً وعضواً مشاركاً في فرقةٍ شبابية تحمل اسم "بالعكس" مثرياً أعمالها بلمسة إبداع شرقية لا تخلو من التجديد في قالبٍ موسيقي معاصر أو ما يصطلح عليها اليوم "موسيقى بديلة". في العام 2017 تخرّج صوالحي بدرجة الامتياز من جامعة بيركلي للموسيقى في الولايات الأمريكية المتحدة عن تخصص الإنتاج الموسيقي وهندسة الصوت.
التجربة الموسيقية في المهجر "الولايات المتحدة الأمريكية " بعد قضائه مدة في العمل الموسيقي مؤلفاً ومهندساً صوتياً لم يجد صوالحي بداً من أن يكون فاعلاً فنياً وموسيقياً من خلال تقديم نفسه مجدَّداً بشخصية فنية حملت اسم (الأركتكت) ككاتب ومؤدي راب وهيب هوب وآر أن بي عربي، يركز على التعريف بقضايا اجتماعية وسياسية في العالم العربي دون إهمال لتأثيرها عليه على المستوى الشخصي والوجداني في آن معًا. كما وبيَّن صوالحي أن حضوره في أوساط الجاليات العربية في الولايات المتحدة أتاح له الاطلاع والتفاعل مع قضاياها وواقع تحدياتها، ما أسهم في إغناء محتواه وتنويع تجربته، مؤكداً أنه لا مفر من حمل الصوت العربي الجمعي في المهجر وعكسه من خلال أغنياته وأعماله الفنية ونقل شعور الجاليات العربية وتجاربهم الإنسانية والنفسانية إلى أقربائهم وذويهم في الوطن العربي من خلال التعبير الفني الحر، آملاً أن يضطلع بدوره في مد جسور التبادل الثقافي والفني للتجربة العربية شرقاً وغرباً. وكامتداد لأعمال وتعاونات صوالحي الموسيقية في الولايات المتحدة يشارك اليوم بدوره ملحناً وعازف آلات متعددة في فرقة تحمل اسم "سوق الجمعة" مع كل من الملحن وعازف العود "بهلول" والمغني محمد صلاح. وعن فكرة تأسيس فرقة سوق الجمعة يوضح صوالحي أن اسم الفرقة جاء مستوحىً من اسواق الخردة التي تتواجد في شتى بقاع العالم العربي والتي هدفها الرئيس إعادة تكرير وإيجاد القيمة بما أهمل ووضع جانباً من أدوات ومعدات، وبالتالي فإن الفرقة تجد القيمة وتستوحي الأفكار والألحان من الموسيقى الكلاسيكية العربية التي انتشرت في الحقبة ما بين ١٩٢٠ و ١٩٧٠ أو ما يصطلح عليه بالزمن الجميل، حيث إن أعمالهم بالمقام الأول ما هي إلا مزيج من المؤلفات الشخصية والأغاني القديمة المهملة التي تجد فيها الفرقة ضرورة لإحيائها وإعادة تسليط الضوء عليها. https://youtube.com/channel/UC9_fMZVN7u-B5CkYhOBvwAA الدمج الموسيقي وفي حديث صوالحي عن الدمج الموسيقي قال: من خلال تجربتي الموسيقية النظرية والعملية إضافة إلى استماعي إلى عدد من الأنماط الموسيقية التي لا حصر لها، وجدت أن الانفتاح على أنماط موسيقية متعددة ومزجها في قالب واحد بغض النظر عن مبناها الموسيقي وتاريخها وهويتها الحضارية، يسمح لي بخلق مساحات جديدة وطرق أبواب لم يسبقني لها أحد من ذي قبل، من منطلق خلق وعي موسيقي إنساني يتجاوز الحدود ويركز على الحضارة الإنسانية ومنجزاتها الموسيقية ككل. وأضاف صوالحي: في أغنية حملت اسم "ديرة" بالاشتراك مع الفنانة الفلسطينية فاتن كبها ابنة الفنان الفلسطيني التراثي الراحل شفيق كبها، عمدَّتُ أن أعزف إيقاع الدبكة الفلسطينية وأصوات اليرغول وأن أدمجها بإيقاعات الهيب هوب مصاحبة لها، ما أضفى على العمل روحاً جديدة قادرة على محاكاة التراثي والمعاصر. https://www.youtube.com/watch?v=2VvMKvCvDvM التجربة المجتمعية لم يقتصر حضور صوالحي على مجال الموسيقى وحسب بل امتد إلى مساحات أخرى وخاصة مساحة الحديث المجتمعي الحر، إذ اختير متحدثاً في واحدٍ من مؤتمرات TEDx العالمية في العام 2020 ليُطلع الجمهور على تجربته من خلال الحديث عن تطور الموسيقى العربية في القرن العشرين.
https://youtu.be/hIKAUjFsNDI أن يجتمع العود والتأليف الموسيقي والتلحين والإنتاج والهندسة الصوتية في تجربة واحدة فهو زخم فني فلسطيني لا يشير إلا على توقد الروح الفنية ومستوى الوعي الذي يحمله جيل الفنانين العرب والفلسطينيين بين جنباتهم اليوم، وما أحوجنا اليوم لنراكم حضورنا الفني في العالم في سبيل إرساء ثقافتنا وتحرير صوتنا من التضييق والقيود والمعيقات.
#غسان_صوالحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-طفولة بلا مطر-: المولود الأدبي الأول للأكاديمي المغربي إدري
...
-
القبض على مغني الراب التونسي سمارا بتهمة ترويج المخدرات
-
فيديو تحرش -بترجمة فورية-.. سائحة صينية توثق تعرضها للتحرش ف
...
-
خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم -الطوارئ-
-
*محمد الشرقي يشهد حفل توزيع جوائز النسخة السادسة من مسابقة ا
...
-
-كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد
...
-
أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون
...
-
بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
-
بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر
...
-
دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|