|
برفسورة يهودية تدعو لنبذ الحركة الصهيونية!
توفيق أبو شومر
الحوار المتمدن-العدد: 7964 - 2024 / 5 / 1 - 08:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
طالبتْ البرفسور، ناعومي كلاين، في مقالها في صحيفة الغارديان يوم 23-4-2024م وهي أستاذة مركز العدالة البيئية في جامعة برتش كولومبيا الكندية، طالبتْ معتنقي الحركة الصهيونية أن يتنصلوا منها ويتركوها! مما جاء في مقالها: "سوقت إسرائيل زيفا الحركة الصهيونية بأنها حركة تحرر يهودية، والحقيقة غير ذلك فقد حولت الحركة الصهيونية مصطلح (الأرض الموعودة) إلى دولة عسكرية مقدسة حينما أجازت تدمير الجامعات والمدارس والأرشيفات والإعلام في غزة! اليهودية الصادقة لا يمكن أن تتعايش مع القوة العسكرية، ويجب ألا تكون عرقية"! أعادتني أقوال هذه البرفسور إلى بداية الألفية الثالثة، عام 2000م حين برز تيار المؤرخين الجدد عندما فُتح الأرشيف الإسرائيلي العسكري والسياسي، وقد ندم على فتحه مخططو إسرائيل ودهاقنة سياسييها، وقاموا بإغلاق صفحاته فورا لأنه سبب كارثة في إسرائيل، اسمها بروز تيار المؤرخين الجدد أو تيار (ما بعد الصهيونية) بين المفكرين والكتاب والمثقفين الإسرائيليين اليساريين، لأنهم اكتشفوا إسرائيل وعصاباتها العنصرية من وثائقها، وليس ما سوقته أسطورتها الإعلامية المضللة! هذا الأرشيف امتلأت صفحاته بالجرائم والعنصريات، مما أدى إلى أن يثور كتابٌ وأدباءٌ إسرائيليون كثيرون على المعتقد المقدس بأن الحركة الصهيونية هي حركة تحرر يهودية قومية! فضحت صفحاتُ الأرشيف هذه الدعاية المغرضة، لذلك تبرَّأ أدباء ومفكرون كثيرون من هذه البربوغندا على رأسهم البرفسور، إيلان بابيه، وشلومو صاند، وتوم سيغف، وسمحا فلابان، وآفي شلايم، وغيرهم! ساد الاعتقاد في بداية الألفية بين كثير من المفكرين والكتاب أن إسرائيل دولة مزيفة لا يمكن العيش فيها، وصل الأمر إلى الدعوة بالرحيل منها، وقد أبرزتُ ذلك في كتابي، الصراع في إسرائيل! دعت البرفسور، ميخال أورين المفكرين واليساريين لمغادرة إسرائيل نهائيا وتأسيس وطن جديد لهم خارج إسرائيل! ومن أبرز أساطير البربوغندا الصهيونية التي فككها المؤرخون الجدد، اسطورة (أرض بلا شعب، لشعبٍ بلا أرض) وقد أبرز المؤرخون الجدد أن فلسطين كانت زاخرة بالحياة وليست صحراء قاحلة وأن شعب فلسطين كان يعيش في حضارة مزدهرة، كذلك رفض المؤرخون الجدد أن العرب هم دائما الذين يرفضون السلام، جاء في كتاب، الستار الحديدي للمؤرخ الجديد آفي شلايم؛ أن بن غريون هو الذي رفض المفاوضات مع الرئيس السوري حسني الزعيم والملك عبدالله وحتى مع الرئيس عبد الناصر، وأثبت الأرشيف أيضا أن الفلسطينيين لم يَرحلوا بمحض إرادتهم من وطنهم بسبب دعوة الجيوش العربية لهم بإخلاء بيوتهم لتتمكن هذه الجيوش من محاربة إسرائيل، وأن الحقيقة هي أن العصابات الصهيونية ارتكبت المجازر لترحيلهم، فهم لم يرحلوا برغبتهم، بل رُحِّلوا من أرضهم قسرا بالمجازر والمذابح! اكتشف المؤرخون الجدد أن إسرائيل ليست جمهورية أفلاطون المثالية، وأنها ذات سلاح طاهر تحافظ على الأخلاق، بل هي حركة عنصرية قامت بارتكاب المجازر، مثلما نشر الصحفي دان ياهف في كتابه (طهارة السلاح) وثَّق فيه عشرات المجازر ليس ضد الفلسطينيين فقط، بل رصد مطاردة واغتيال الإسرائيليين المعارضين!! لم تترك إسرائيل هذا التيار ينمو ويزدهر لأنه يقوض بناء إسرائيل، لذلك عمدت إلى تخريب هذا التيار وإقصائه عن مصدر التأثير والقرار، فاستأجرتْ الباحثين والمؤرخين المرتزقة ليطاردوا المؤرخين الجدد الواعين ممن اكتشفوا الحقيقة، فقد حاصروا أول من كتب عن مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، وهو بني موريس وهو أول من كشف في كتابه عن سياسة تهجير الفلسطينيين قسرا وإرهابا في كتابه، ولادة مشكلة اللاجئين الصادر عام 1988 وكان يعمل صحفيا في الجورسلم بوسط، فطُرد من وظيفته مما دفعه إلى التراجع والبراءة من أفكاره السابقة فكتب كتابا جديدا (تصحيح خطأ) تنصل فيه من آرائه السابقة حتى يحصل على وظيفة برفسور لمساق التاريخ في جامعة بن غريون! كذلك تصدى المكارثي، أفرايم كارش لتيار المؤرخين الجدد واتهمهم بأنهم عاقون ولاساميون وكارهو يهوديتهم، فهم فايروس! ولم يكتف المكارثيون بذلك بل أرغموا البرفسور إيلان بابيه أن يهاجر من إسرائيل إلى الخارج لأنه تبنى رسالة ماجستير للباحث تيودور كاتس "مجزرة الطنطورة" هذه المجزرة ارتكبها جيش إسرائيل عام 1948 وكانت هذه المجزرة على غرار مجزرة دير ياسين! لم يكتفِ المطبخ الاستخباري بالتنديد بالرسالة بل شكَّلوا لجنة من الأساتذة المكارثيين لإعادة النظر فيها وقدموا عليها طعونات أكاديمية ملفقة عديدة ثم سحبوها من أرشيف جامعة حيفا! ولم يكتفوا بمطاردة المؤرخين الجدد وإقصائهم من وظائفهم وإرغامهم على ترك إسرائيل، بل عقدوا المؤتمرات والندوات في إسرائيل وخارج إسرائيل سخروا كل تلك الندوات للتنديد بالمؤرخين الجدد! يجب ألا ننسى أن أحد أبرز المؤرخين الجدد وهو، توم سيغف أشار إلى أن الفلسطينيين أسهموا أيضا في القضاء على هذا التيار! ففي مقال له في صحيفة معاريف يوم 15-8-2000م قال: "للأسف يدفعنا الفلسطينيون دائما إلى أن نتوحد توحدا قبليا، وأن نعود مرغمين إلى الحركة الصهيونية" وهو يشير إلى أن الانتفاضة الفلسطينية والعمليات الفدائية وإطلاق الصواريخ من وجهة نظر كثيرين من اليساريين أسهمت بشكل مباشر في القضاء على تيار المؤرخين الجدد، وأنجحت الخطة الاستخبارية الإسرائيلية ضد هؤلاء المؤرخين! فهل يتمكن الإسرائيليون من القضاء على ثورة الخيام الطلابية العالمية الجارية احتجاجا على جرائم الإبادة والتطهير العرقي في غزة باستخدام أسلوب جديد يهدف لإنهاء ثورة خيام الجامعات الجارية اليوم، يُحاكي طريقتهم السابقة مع المؤرخين الجدد؟! مع العلم أننا نحن الفلسطينيين اعتدنا ألا نتابع قضايا الفكر والسياسة، وأن نقوم فقط برد الفعل العكسي السريع المحسوب بالساعات بلا خطط مستقبلية، وأن نظل بعيدين عن التأثير في فسيفساء المجتمع الإسرائيلي! ادعو الله ألا يكون سببُ إنهاء ثورة مخيمات الطلاب العالمية هذه المرة سببا يُنسب للفلسطينيين!
#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خطط إسرائيلية لاستبدال الأونروا!
-
إلى فقهاء التحليل السياسي!!
-
اربطوا أحزمتكم، أنا من غزة!
-
إسرائيل جندت بلاك ووتر في غزة!
-
المرأة الفلسطينية المهَجَّرَة في معسكرات اللجوء!
-
اقرؤوا تاريخكم!
-
هل أدرك متخذو قرار الحرب هذه النتائج؟
-
الجوع يتجول في شوارع غزة!
-
استراتيجية إسرائيل من دمار قطاع غزة!
-
هل انتصرنا في غزة؟
-
هل نجح الإسرائيليون في غزة؟
-
وداع بيتي الأخير
-
صدمة حرب أكتوبر 1973 على إسرائيل!
-
جامعات الحفلات والمهرجانات!
-
الحكام المتآمرون والجواسيس!
-
اتفاقية أوسلو سفينة تايتنك!
-
أحزاب الطواويس والميليشيات!
-
دول جمهوريات الموز
-
قصتان من علم النفس!
-
ميدالية، باروخ غولدشتاين الإرهابية!
المزيد.....
-
-جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال
...
-
مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش
...
-
ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف
...
-
ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
-
حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك
...
-
الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر
...
-
البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
-
-أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك
...
-
ملكة و-زير رجال-!
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|