رمضان حمزة محمد
باحث
الحوار المتمدن-العدد: 7963 - 2024 / 4 / 30 - 03:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
التغيّرات المناخية الحالية جزء من الدورة الطبيعية لكوكب الأرض، واحد سنن وقوانين الطبيعة والتي تتوافق مع تغيّر ميلان محور دوران الأرض، وما ينتج منها من مواسم جفاف متكررة او زيادة معدلات هطول الأمطار بغزارة، بشكل متكرر ايضاً، متصاحبة مع الفيضانات القصيرة المدى، أحد أسبابها يعود الى السلوك والنشاط البشري غير المبرمج منها سد مسالك المجاري والاودية الطبيعية للسيول، والتي تكونت عبر آلاف السنين، بإنشاء طرقات وأبنية فوقها، وهذا ما يحصل في حالات كثيرة، بسبب قصر النظر وعدم اعتماد المعطيات الهيدرولوجية والهيدرو جيولوجية بنظر الاعتبار وبحجة أن السيول الجارفة لم تأتِ لعشرات السنين. لكن الطبيعة أوجدت هذه المجاري للتعامل مع السيول الجارفة التي أتت في السابق، ولو قبل مئات السنين. والمشكلة الأخرى، أن التوسع العمراني والغزو الحضري على الأراضي الزراعية، والتوسع في زيادة المساحات الشاسعة المغطّاة بالكتل الإسمنتية والإسفلت في المدن، تمنع تسرب الأمطار إلى باطن الأرض عند هطولها بغزارة، ما يؤدي إلى فيضانات مدمرة، وخاصة كون شبكات الصرف غير معدّة أساساً لحالات الطوارئ. وهنا نرى حجم الأضرار الكبرى من السيول في المدن، وبدرجة أقل في الأرياف التي سُدّت فيها مجاري ومسالك السيول.
لذا يتطلب التصالح مع الطبيعة وعدم معاندها، ليسهل إيجاد الحلول العلمية والعملية، ورسم خريطة الطريق نحو ضمان الأمن المائي والغذائي. لذا نرى بان التدخُّل البشري في شؤون الطبيعة بحجة تعديل الأنظمة المناخية، الذي قد يتسبب بعواقب وخيمة لا يمكن التكهن بها، أو التحكم في نتائجها او الاتيان بنتائج معكوسة تماماً، لذلك يتطلب بدلاً من ذلك العمل على تعديل أنماط الاستهلاك للموارد المائية والإدارة الرشيدة للموارد الطبيعية بحكمة بالغة، واحترام الطبيعة بدلاّ من التحدّي لها ومحاولة عدم التلاعب بعناصر الطبيعة، لذا بات من الضروري ان تتجه الأبحاث العلمية الى ضرورة احترام قوانين وسنن الطبيعة عند التفكير في التنمية والتطوير ووضع الخطط والبرامج التنموية، فالطموح للتغيير والتطور والتقدم ايضاً أمرً مشروع، ولكن احترام سنن الطبيعة واجب ولكن هذا لا يعني عدم الاستفادة من مكونات وخيرات الطبيعة ولكن يجب ان تكون مستدامة وان لا يكون تعظيم الأرباح هو الهدف المنشود بل إيجاد حلول مستندة على الطبيعة ووفق رؤى مستنيرة لعواقب اخضاع الطبيعة لهيمنة الانسان فانه من الصعوبة بمكان ان يستطيع البشر، في المقابل إخضاع الطبيعة لإرادته واهوائه دون دفع ضرائب باهظة لمثل هذا السلوك غير السوي.
#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟