أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حبيب تومي - حكومتنا .. لأنها تؤمن بالديمقراطية فعليها ان تستقيل














المزيد.....

حكومتنا .. لأنها تؤمن بالديمقراطية فعليها ان تستقيل


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 1757 - 2006 / 12 / 7 - 10:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أجل ان الديمقراطية ، التي تعني حكم الشعب ، تشكل غاية وأمل كل الشعوب في بلوغها ، لكن في عين الوقت تعتبر وسيلة لحقيق طموحات الشعب في البناء والحرية والأمان والكرامة .
فالحكومة الشرعية المنبثقة من البرلمان او بموافقته فهي شرعية 100 % ولا اعتراض على هذه الحقيقة ، لكن هذه الشرعية لا تعفيها او تصونها من المحاسبة والمساءلة ، فارتكاب اخطاء فاضحة او تنصلها او ابتعادها من برنامجها في البناء والأستقرار ، وهناك اسباب كثيرة تجبر الحكومة على الأستقالة وتفسح المجال لتكشيل حكومة جديدة تقوم بالمهام .
قد تكون اوضاع البلاد الداخلية او الخارجية استثنائية وينبغي تشكيل حكومة طوارئ تنقذ البلاد من الأزمة الماحقة بالبلد ، ومن هذه المعطيات فإن الحكومة الشرعية المنتخبة ليست أزلية أو لها حصانة ضد المساءلة والعقوبات ومهما طال تقصيرها بالنهوض بواجباتها او مهما ارتكبت من اخطاء أو طرأت تغييرات في ظروف البلاد والمنطقة .
إن الحكومة المنتخبة معرضة للمساءلة اليومية من قبل البرلمان والصحافة واحزاب المعارضة ومنظمات المجتمع المدني والمواطن العادي .
إن الحكومات في الديمقراطيات الغربية تمثل أصدق تمثيل إرادة الناخب ولا شكوك تحوم حول شفافية ونزاهة الأنتخابات التي اوصلتها الى الحكم ، مع ذلك فإنها معرضة في اية لحظة لاحتمال الأستقالة فاسحة المجال لغيرها لأدارة سدة الحكم .
في الحكومة السابقة لدولة النرويج كلف بتأليف الوزارة رئيس حزب ليس له في البرلمان سوى 8 مقاعد والسبب ان الحزب الذي كان يهيمن على الأكثرية في البرلمان لم يكن له الشخصية التي يملك مؤهلات رئيس الوزراء ، بل كانت في الحزب الصغير شخصية سياسية مشهود لها بالتجربة والحنكة السياسية ، وهكذا اكتفى رئيس الحزب الفائز بالأكثرية بحقيبة وزارة الخارجية وأصبح رئيس الحزب الصغير رئيساً للوزراء .
إن هذا المثال يبين ان مصلحة الوطن هي فوق مصلحة الحزب حتى لو كان هذا الحزب يملك الأكثرية في البرلمان .
يقول الأستاذ نوري المالكي رئيس الوزراء : إن حكومتي تمثل كل العراقيين ولا حديث عن بديل .. ويضيف ، حسب رويترز ، إن الحديث عن حكومة أنقاذ وطني يعني الأنقلاب على ما حققه العراقيون والعودة بالمتسكعين من جديد ليحكموا العراق .. وإن الحكومة الحالية تمثل إرادة الشعب ومن يتعرض اليها يتعرض للشعب .. وإذا أراد أحد ان يغير فليغير ( لكن ) ليس من خلال التآمر والمتآمرين .
إن هذا الكلام لا غبار عليه ، لكن أين مصلحة الشعب لما يجري في العراق ؟
نعم هناك حكومة مخلصة وشرعية ، لكن ما هي حصيلة انجازاتها على الأرض . لقد شخص المالكي بذهنية المدرك العارف بالحالة العراقية المستعصية ، وقال ان السلاح ينبغي ان يكون محصوراً بيد الدولة ، والميليشيات ينبغي ان تحل ويذهب أفردها للأنخراط في أجهزة الحكومة المدنية والعسكرية ، ويجب تقديم الخدمات للمواطن ، ويجب معالجة الفساد .. الخ إنه تشخيص لطبيب حاذق خبير بالحالة العراقية .
لكن ما فائدة تشخيص الداء دون استخدام الدواء ؟
ماذا حققت حكومة المالكي من برنامجها المخصص لاستتباب الأمن وتقديم الخدمات ومعالجة الفساد ؟
لا أعتقد ان الحكومة قدمت شيئاً يذكر . كيف تقدم الحكومة الأمن والأمان للمواطن في حين هي نفسها لا تملك مثل هذا الأمان ، وكما هو معروف فإن فاقد الشئ لا يعطيه .
إن قياس وفرزنة الحكومة ومدى نجاحها وإخفاقها منوط بما تنجزه من البرامج التي طرحتها قبل تشكيل الحكومة ، وبهذا المقياس تكون حكومة المالكي قد اخفقت فيما وعدت به . ونحن نقدر موقف الحكومة الصعب في ظل الأوضاع المعقدة المحيطة ، لكن أهم اسباب الأخفاق الحكومي يكمن في تركيبة بنائها الهش المعتمد على ملاط الطائفية والمذهبية .
إن وضع مصلحة الشعب والوطن فوق مصلحة الحكومة هو جوهر الديمقراطية التي تعني حكم الشعب كما هو معروف .
إن الأستاذ نوري المالكي يبقى عاجزاً عن معالجة الأوضاع ما دام الأمر يتعلق بالميليشيات التي يرتبط مع احزابها بعلاقات تراتبية .
إن الوطن بمرور الأيام ينحدر نحو الأسواء في كل مناحي الحياة ويبقى على حكومتنا التي لا نشك في اخلاصها ان تنسحب بشجاعة وتفسح المجال لحكومة تكنوقراط بعيدة عن منهج الطائفية ، ويعمل طاقمها بحرفية ومهنية . لا يستطيع ان يعمل في هذه العقلية سوى من يؤمن ويتسم بعقل علماني تنويري . إن العلمانية تحترم جميع الأديان والمذاهب والأعراق دون محاباة او انحياز لطرف او فئة .
إن مصير الوطن العراقي مرهون بشرف وضمير ورجولة وشهامة كل العراقيين المخلصين من النسيج العراقي المتنوع الجميل .




#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يسكت عقلاء الأسلام على ذبح الأقليات الدينية العراقية ؟
- الأستاذ مسعود البارزاني واستراتيجية إقامة الدولة الكردية 4
- يشوع مجيد هداية شهيد الوطن العراقي
- حتى أنت يا قس عمانوئيل يوخنا!
- نعم نعم لوحدة شعبنا ولمشروع الحكم الذاتي
- منصور أودا استاذ في الرياضيات والتراث الألقوشي
- مسعود البارزاني واستراتيجية إقامة الدولة الكردية -3
- أحبائي الشيعة .. الأسلام السياسي الشيعي فشل في حكم العراق
- وبعد مبايعة كنائسنا للسيد سركيس آغاجان .. ما العمل ؟
- الأستاذ مسعود البارزاني واستراتيجية إقامة الدولة الكردية الح ...
- الأب يوسف حبي وعظمة بابل
- الأستاذ مسعود البارزاني واستراتيجية إقامة الدولة الكردية / ا ...
- معذرة استاذ سركيس آغاجان دمج تسمياتنا يفقدها إصالتها التاريخ ...
- ابن القوش .. ابن العراق الشهيد فلاح زرا .. لماذا يقتل ؟
- قراءة نقدية لثلاث محطات من برنامج الحزب الشيوعي العراقي
- قداسة البابا والعالم الأسلامي وجدلية حرية الفكر
- حكومتا العراق وأقليم كردستان معنيتان بمنح الحكم الذاتي لمسيح ...
- تسييس الدين وأخطار الحكم الثيوقراطي في العراق
- عسى ان لا تكون قرارات الحركة الديمقراطية الآشورية حبر على ور ...
- تهجير المسيحيين والأقليات الدينية الأخرى من العراق .. ما الع ...


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حبيب تومي - حكومتنا .. لأنها تؤمن بالديمقراطية فعليها ان تستقيل