أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آرام كربيت - هواجس ثقافية 139















المزيد.....

هواجس ثقافية 139


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 7955 - 2024 / 4 / 22 - 09:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحزن
يظن الكثير من الناس، أن الحزن هو على الحبيب الذي غادر.
لا، الحزن هو على الحبيب الذي مات أمام عينيك، ولن يعود إلى سابق عهده مهما حاولت.
هناك إنكسار حدث ولن يلتئم
هو حزن على إنطفاء ذلك البريق الذي كان يمثله، على ذلك الجمال الذي كان.
لا يستطيع الزمن استعادة الزمن الذي مضى، وإن رفرفة العصفور المجروح، الموجوع في السماء لن يسعفه الوقوف على الشجرة مرة أخرى.
إن الأشجار تحب الحياة، والوقوف أمامها بشجاعة ونبل.

كورونا واحد صناعة أمريكية
يفترض أن فيروس كورونا السياسي، والواقعي والعملي، علم الدول والحكومات درسًا في السياسة:
إن الهيمنة ليست في امتلاك القوة أو السيطرة، وليس في امتلاك السلاح الفتاك، وأنما في الإدارة العقلانية لشؤون هذا العالم والحياة.
فيروس صغير جدًا، أقل من أن يرى بالعين المجردة، هز عرش دول عريقة في التاريخ وقزمها، وحول الحياة إلى لعبة سمجة.
آن الأوان أن يعيد البشر والحكومات علاقتهم بأنفسهم، بإدارة العالم بطريقة عقلنية مختلفة عن السابق، بعيدًا عن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
فيروس صغير، سرع في تعرية الاقتصاد العالمي، وسلاحه، وأنظمته وسياساته، ومجتمعه، ورجال دوله، وهزال هذا العالم أمام قوة الطبيعة ودروسها في فضح الوضع العالمي المثقل بالأزمات.
سنبقى نحن وفيروس كورونا جيران، أصدقاء طوال ما نحن على قيد الحياة. كل يوم نسمع بترويج مرض جديد، ويبدأ تخويف الناس ليبقوا تحت السيطرة والترقب. التخويف نهج تعمل عليه الدولة العميقة في الولايات المتحدة، مثلها مثل الشائعات التي كانت تبثها المخابرات السورية لتخويف الناس كل شهرين او ثلاثة.

الحبيب والحب
يموت الحبيب في الذات، ويستمر في الموضوع. بمعنى يموت الحب في هذا الحبيب، لكنه يتجدد في حبيب آخر، يأتي راكبًا على حصان آخر.

الكآبة
الكثير من الأصدقاء يعتقدون أو يظنون أنني إنسان كئيب، أو لدي كآبة مرضية أو حزين، يأتي هذا من خلال ما يقرءونه لي.
أريد القول، أنني لا أعرف الكآبة اطلاقًا، ليس على المستوى المرضي أو على المستوى الشخصي أو الطبيعي.
بمجرد أن أضع رأسي على الوسادة، خلال بضع دقائق أو أقل أغرق في النوم بعمق، لا أفيق إلا إذا ذهبت إلى الحمام.
غسلت حياتي كلها من المسؤوليات العامة والخاصة، وأغلب ما تعرضت له من أذى، الكثير من المسؤوليات، جاءت إلي من الأخرين، من البيت الذي عشت فيه قبل السجن، والبعض الأخر منه بعد السجن، فالأباء يأكلون الحصرم، والأبناء يضرسون، هكذا يقول المثل.
فالمال والسيارة والأطفال والزواج، والعمل، كلها مسؤوليات عامة، البعض منها لا بد منه، والأخر من الممكن الاستغناء عنه.

ولاءك
ولاءك للآخر، الطاعة، قائم في بنية الواقع، أنت أداة تنفيد.
حتى أولئك الذين يلقون الأوامر، فهو في بنية الواقع، جزء لا يتجزأ من بنية الواقع.
الأمر والنهي، رموز كامنة في لا شعور الإنسان، في بنيته النفسية والسلوكية والممارسة، منذ حمورابي وقبله وبعده.

ابو مصعب
الرحمة عليك يا ابو مصعب، وقف معصبًا منرفزًا، ضرب الأرض بقدمه بقوة وبدأ يصرخ بصوت عالي جدًا:
والله بدك تموتين غصبن عنك، تقول لن نموت.. تقول.
كان ابو مصعب، من جماعة الأخوان المسلمين في سجن عدرا، المهجع 12، وكنّا معًا، قال في معرض رده على أغنية جوليا بطرس:
نرفض نحنا نموت قولولن رح نبقى أرضك والبيوت والشعب الي عم يشقى
هو النا يا جنوب يا حبيبي يا جنوب.
تابع ابو مصعب كلامه، والزبد يخرج من فمه من الأنفعال الشديد:
ما تريدين تموتين ها.. والله راح تموتين، والله راح تموتين، والله وغصبًا عنك.
لم يكن ابو مصعب يعنيه السياسة ولا مضمون الكلمات. كان مزعوجًا من الأغنية لأنها تطاولت على اسم الله، أما الوطن ووجوده لم يكن يعنيه، ولم يكن في باله، أساسًا لم يكن يعرف أنهم تغني لوطنها لبنان.

راعي الغنم
كان لدينا واحد من جنوب الرد، راعي غنم، مسكوه عم يرعى بجانب الحدود العراقية، اتهموه بأنه مع صدام فوضعوه في البراد، السجن.
المسكين لم يكن يعرف لماذا سجن، وكان يحكي لوحده طوال الليل، يبربر. عندما كانت تأتيه زيارة، كان يأخذ النقود من أهله ويشتري بها 24 علبة ببسي كولا من الدكان، ودخان.
يشرب الببسي، ويدخن طوال الليل، كل دقيقة يفتح علبه في منتصف الليل وبصوت عالي، بق بق ويكركع الببسي.
خلال يومين كان يشرب كل علب الببسي.
عندما أخذوه إلى محكمة أمن الدولة، لم يفهم عليه القاضي فايز النوري، أي شيء، ولا أي كلمة، فأطلق سراحه.
وكتبوا في المذكره، يجب أن يطلق سراحه فورا، عندما أدخلوه إلى الممر، جلس بجانب مفرزة أمن السجن، ولم يتحرك.
قال لضابط المفرزة، يجب أن تفتحوا لي الباب، القاضي قال اطلقوا سرحوه فوروا فورا، لهذا يتوجب عليك إطلاق سراحي.
ولم يرض أن يدخل المهجع الا بالقوة.
وبعد أن شرح له الضابط أن الأمر يحتاج إلى اجراءات بسيطة، بيد أنه لم يقتنع.
وفي الليل كان يتكلم مع نفسه، القاضي قال فورا فورا.

داعش ابنة امريكا
يبدو أن إدارة بايدن ليس لديها ما تقدمه للمنطقة، سوريا والعراق في الفترة القادمة، سوى إحياء داعش مرة ثانية وإعادة الهياكل القديمة لهذا التنظيم الكريه إلى الحياة.
الولايات المتحدة تعاني من إفلاس سياسي وأخلاقي ووطني، ولن تخرج منه، وفي ظل غياب رؤية استراتيجية لإعادة مكانتها على الخارطة الدولية، وفي ظل انقسام سياسي واجتماعي داخلي وأزمة اقتصادية عميقة.
تبشرنا الإدارة الأمريكية أن هناك موجة جديدة من الهجرة من سوريا، في ظل الوضع الاقتصادي السيء، والصراع المتجدد بين داعش وبين الدول وما كان قائما سابقًا على فترة ترامب
لم يكن لدى الولايات المتحدة طوال تاريخها أي نهج بنّاء لبناء علاقات دولية هادئة أو يسوده التعاون والبناء.
دولة تدفع أزمتها الخانقة إلى الخارج، فتزيد من أزمتها، ومن أزمة العالم كله، ولنا في أوكرانيا والبحر الاسود وبحر الصين نماذج لهذا التوتر.
يبدو أن أنفاس أوباما عم ينفث في أنف وضلوع بايدن، العاجز عقليا وجسديا وسلوكيًا وإداريًا للإدارة الأمريكية التي عادت لتوتر العالم المتوتر أصلًا.

الشيء ونقيضه
ما دام أن هناك الشيء ونقيضه في الوقت ذاته، فهذا يدل على الخلل في القيم الأخلاقية.
عندما يوجد مفهوم الصدق، وإلى جوار مفهوم الكذب، هذا يدل على أن البنية الأخلاقية التي نتعامل معها مهتزة، وقناعاتنا مهتزة وقيمنا مهتزة.
ما الفائدة من الصدق والأمانة، وإلى جوارك أحدهم يكذب ويسرق، ويستمتع بما يفعله، وأنت وأطفالك تعيشون حياة البؤس والفاقة والحرمان.
المجتمع السليم أو البعد الإنساني السليم يفترض أن ينتج مفهوم الصدق ليدلل على الخط الصحيح لحياة البشر.
ويفترض أن الأخلاق لا تتجزء.
منبع الأخلاق سياسي، والسياسة منتج لا يعتد به.

العبد السعيد
لا تكن كالعبد السعيد الذي يلهث وراء إرضاء سيده، وكأنك في سباق لحيازة الذل، وإزدراء الحياة والجمال.
لا تكن ذليلًا، تقدم ولاءك لكائن من يكون.
كن مع نفسك، حبها، حتى تستطيع أن تحب الحياة، وتمنحها نفسك وحرية اتخاذ القرار.

وكلاء الولايات المتحدة
الدول الغربية، الولايات المتحدة تحديدًا دعمت أغلب الأنظمة العالم ثالثية الفاسدة أو التي أفسدت بفعل فاعل على جميع المستويات خلال صيرورتها في السلطة وعبر إنتاج نفسها بنفسها، وسنة وراء أخرى.
وهذه الحكومات الفاسدة أفسدت شعوبها، ودمرت مرتكزاته الأخلاقية والاجتماعية والنفسية.
نحن اليوم عراة من الثياب.
وهذه الشعوب العارية، الفقيرة والفاسدة والمريضة تقتحم هذا الغرب وتهز مرتكزات شعوبه وقوانينه وأنظمته.
إننا اليوم نعيش في بيئة عالمية مريضة نفسيًا وأخلاقيًا وسلوكيًا وعاطفيًا.
هذا الأمراض ستخلق أجيالًا غريبة في سلوكها وممارساتها.

عن الإبادة الأرمنية
أتمنى أن لا تعترف الولايات المتحدة والغرب بالإبادة التي تعرض لها الأرمن, خوفًا من مصيبة كبرى أخرى ستتعرض لها في المستقبل, شعوب المنطقة, أتراك وأرمن وعرب وأكراد وإيرانيين وغيرهم.
قلت سابقا وأقول حاليًا, الأفضل لو تبادر الدولة التركية إلى الاعتراف بمقتل جزء من شعبها على يد حكومتها في العام 1915. هذا أجدى وأنفع لها ولضحايا. وتفوت على الأخرين اللعب لحسابهم السياسي على حساب شعوب المنطقة.
الرحمة على تراب كل الضحايا من كل الأجناس والأعراق الذين ذهبوا فرط حساب, لحسابات سياسية دنيئة.

السياسة والخنجر
تحت عباءة السياسة خنجر مسموم، أية مفاضلة بين هذا وذاك، كلاهما يعملان على كسر إرادة الناس ولوي عنق التاريخ في الحرية والعدالة، لخلق تاريخ على مقاس الفئات النافذة في السلطة والثروة والنفوذ.
أما أن تخضع لشروط السياسة أوالحرب. أختر، أمران كلاهما مر.

المعتقد
ما دمت واثقا من قناعاتك، معتقداتك، لماذا تخاف الرأي الأخر؟ وتشعر أن النقاش في هذه القضايا يهز وجدانك كله؟ لماذا تخاف سماع رأي غيرك، هل هو عجز، شعور أن توازنك سيختل، وستكون حياتك بلا معنى؟ ثم لماذا تبقى في الوهم؟ ولماذا لا تفتح نوافذك لكل التيارات والأفكار، لتختار بصدق ما تراه صحيحاً؟



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس ثقافية ــ 138 ــ
- هواجس ثقافية 137
- هواجس ثقافية مقتطفات 136
- هواجس ثقافية مقتطفات 135
- هواجس في الثقافة مقتطفات 134
- هواجس في الثقافة مقتطفات 133
- هواجس ثقافية مقتطفات 132
- هواجس في الثقافة مقتطفات 131
- هواجس في الثقافة مقتطفات 130
- هواجس في الثقافة مقتطفات 129
- هواجس في الثقافة مقتطفات 128
- هواجس في الثقافة مقتطفات 127
- هواجس في الثقافة ــ 126 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 125
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 124 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 123 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 122 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 121
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 120 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 119


المزيد.....




- صور سريالية لأغرب -فنادق الحب- في اليابان
- -حزب الله-: اشتبك مقاتلونا صباحا مع قوة إسرائيلية من مسافة ق ...
- -كتائب القسام- تعلن استهداف قوة مشاة إسرائيلية وناقلة جند جن ...
- الجزائر والجماعات المتشددة.. هاجس أمني في الداخل وتهديد إقلي ...
- كييف تكشف عن تعرضها لهجمات بصواريخ باليستية روسية ثلثها أسلح ...
- جمال كريمي بنشقرون : ظاهرة غياب البرلمانيين مسيئة لصورة المؤ ...
- -تدمير ميركافا واشتباك وإيقاع قتلى وجرحى-..-حزب الله- ينفذ 1 ...
- مصدر: مقتل 3 مقاتلين في القوات الرديفة للجيش السوري بضربات أ ...
- مصر تكشف تطورات أعمال الربط الكهربائي مع السعودية
- أطعمة ومشروبات خطيرة على تلاميذ المدارس


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آرام كربيت - هواجس ثقافية 139