أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - زوهات كوباني - الرفيق عاكف رمز الثوري الواعي لمهام شعبه ووطنه















المزيد.....

الرفيق عاكف رمز الثوري الواعي لمهام شعبه ووطنه


زوهات كوباني

الحوار المتمدن-العدد: 1756 - 2006 / 12 / 6 - 11:30
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


كنت جالساً استمع واشاهد الاخبار من خلال شاشة فضائية (روج تي في) واذا باعلان مكتوب على الشاشة، بدا في البداية غريباً لي، قراته بروية، النبأ هو استشهاد احد قادة اتحاد المنظومات الكردستانية( ك ك ك ) ورئيس الهيئة التنسيقية في حزب الحياة الحرة الكردستانية، وذلك نتيجة السيول الجارفة، التي إجتاحت منطقة قنديل. هذا النبأ زاد القلق في اعماقي ، وبدت نبضات قلبي تسرع في دقاتها، وانا اتلهف من اجل تفصيلات الخبر مع الصورة، واجعل من نفسي غير مصدق للخبرمن جهة، مع التركيز والتحدق في الشاشة من جهة اخرى، لارى الصورة واعرف من هم هؤلاء الذين اودى بحياتهم غضب الطبيعة الوحشية تلك، الطبيعة التي لا ترحم تجرف امامها كل ما يعترضه دون ان تميز بين انسان او حيوان او شجرة او بيت او بناء او سيارة وتقتلعها من جذورها.


غضب الطبيعة هذه، ربما انتقاماً من العصر اللعين ،الذي يجعل الحق باطل والباطل حقاً. ولكن ما ذنب مناضلي الحرية ليلقوا حتفهم بدلاً من معاقبة المذنبين؟. هل للبريء ان يدفع ثمن اخطاء وذنوب الاخرين بحق الطبيعة ؟. هل جزاء مناصر الطبيعة ان تعصره هذه الأخيرة بين انيابها، وهو الذي يناضل من اجل الفلسفة الايكولوجية (البيئية) ، بينما الذين يسخرون كل جهودهم في سبيل تخريب الطبيعة هذه لا يٌعاقبون، وكانهم في هذا يكافؤون على فعلتهم هذه. نعم تراودني الافكار وتتقلب نزولا وصعوداً بين الصواب والخطأ، واحيانا اغدو ساخطاً من الحياة واذا بالصورة تمر امام الشاشة وبدأ الخبر يٌذيع وظهرت صورة عاكف المناضل وفي يده سنجاب صغير. عاكف الذي قدم من كردستان الشرقية من منطقة بوكان بعد ان انهى الدراسة الجامعية حيث كان طالباً في العلوم الاقتصادية ردا على اعتقال القائد الثورة الكردستانية السيد عبدالله اوجلان. عاكف ككل الكرد الذين تاثروا بهذه المؤامرة، تشكل في داخله حقد دفين ولكن كان انتقامه من نوع اخر وعلى طريقته التي هي الاكثر صحة وصوابا في عصرنا هذا.

نعم فكر كل واحد بالانتقام، بدأًت تلك النزعة الوطنية من شمالي كردستان الى جنوب كردستان الى جنوب غربي كردستان، الى شرق كردستان التي قامت بانتفاضات عارمة شملت جميع مناطقها، حيث كان عاكف احد هؤلاء المنتفضين والذين اصبحت الانتفاضة محطة جديدة من حياته النضالية بعد ان راى انه لن يفلح كثيرا في البقاء في ظل الدولة الايرانية المجرمة التي تقطع الانفاس ولا تدع الفرصة لمن يفكرون بالحرية والعدالة، نعم عاكف فكر بانه من اجل الانتقام لقائد الشعب الكردستاني لا بد من الانتقام من التاريخ اللعين، الانتقام من التخلف الانتقام من الجهل، الانتقام من اللاتنظيم، الانتقام من الباطل، الانتقام من الظلم. ومن اجل كل هذا لا بد من تحويل الانتفاضة في شرقي كردستان الى ثورة عارمة تقلع جذور الاضطهاد والظلم لتدفع الوطن نحو الحرية، ولتمكن من بناء الانسان الكردي الحقيقي الذي يغسل جميع ذنوبه بالثورة، نعم فقد كان هذا طريقة عاكف بالانتقام وذلك بالطريقة التي يفهمها هو ان يبدا من الذات بالتوعية والتدريب والتحضير وصولا الى التنظيم والحرب، حيث فكر مليا وخلص بأن امام شرق كردستان مرحلة تاريخية لا بد من التحضير لها، رغم انه كان شاب في مقتبل عمره لكنه كان يرى المستقبل البعيد من خلال نظارته المستقبلية الحاذقة.


لقد تعرفت على الرفيق عاكف في مقر المركز الثاني لفعاليات الشرق حيث كان رفيقا نشطا تتعلق الانظار به، له طبيعة جذابة، وبسماعي نبا شهادته ورؤيتي لصورته وهو يضحك عدت الى الوراء وتذكرته وبدات اتذكره، حديثه مع الرفاق، نقاشاته في التدريب والنقاط التي يريد التركيز عليها وما يريد الوصول اليه من خلال النقاشات والتعلم وفهم المواضيع اكثر، وحتى انه كان يعطي الدروس باسلوب جذاب وسلس كنت ترغب ان تستمع اليه دائماً .عمله في التحضيرات الشتوية وتضحيته الكبيرة حيث كان يعمل بشكلٍ هائل دون ان تدرك انه يعمل، يتجه نحو العمل ويتخذ من نفسه اساساً ومقياسا ودائما كان ينطلق من ذاته ويحاول ان يجعل ذاته اساس الامور . تذكرته ايام الانهيارات الثلجية في شتاء 2002-2003 عندما كنا نعمل من اجل انقاذ الرفاق، فقد كان دائما المثال المضحي وذو الجاهزية في العمل.

لم تكن تحس معه بانك امام انسان جديد او جاء للميدان لتوه بل كنت تحس بانك امام حزبي متمرس في اصول الحزبية وطبيعي في جميع تصرفاته واخلاقياته . مبدئيٌ في جميع مواقفه عندما كان تقع نقاشات خارج الاصول الحزبية...

تذكرته كيف كان يلعب كرة الطائرة وهو متحمس لدرجة كبيرة وله عناد من اجل التوفيق والنجاح حتى انه كان يجازف بالاخطار من اجل ان يصل الى النتيجة. بالمختصر المفيد ظهر من خلال حياته انه انسان جدي استطاع ان يخلق لنفسه وزناً بين الرفاق والجماهير وعرفه كل الرفاق بجديته وتضحيته ووعيه العلمي البعيد عن الدوغمائيات والقوالب المجحفة . تذكرته حينما كان يناقش حول مسائل الشرق والشخصية "الروجهلاتية" وما يتطلب منه الوصول اليها لقد كان يناقش الشخصية بكل علمية مبينا نقاط الضعف والقوة المتواجدة في الشخصية . تذكرته حينما كان يبدي المواقف الكردستانية الصحيحة ووقوفه في وجه المواقف القوموية الضيقة دون ان يتنازل اي تنازل بسيط عن المبادئ، حقا كان الرفيق عاكف مبدئي بكل ما للكلمة من معنى . تذكرته كيف كان يسهر الليالي ضالعا في الكتب والعلوم من اجل تطوير الذات والشخصية . تذكرته كيف كان يقف بالمرصاد تجاه النواقص والمفاهيم الجزئوية . نعم فعندما كان يعشعش التردد واللامل والخيبة لدى الكثيرين، كان منبع الامل ، وثقته كبيرة بالنجاح وكانه مثل جبل لا يتزحزح من مكانه مهما كانت الاعاصير القوية الشتوية وكانه يقول (ياجبل ما يهزك ريح) . تذكرته عندما كان يصر في الوصول الى مايظنه حقه باسلوب بناء حيث يوجه نقداً بنائاً نحو الممارسات الخاطئة ويطرح الحل والبديل الصحيح ، حيث كان ملماً بالاوضاع والمسائل المعاشة ويعرف كيف يطور الحلول لها.

نتيجة هذه الخصال الكثيرة المتوفرة في الرفيق، فقد كان مرشحا للكثير من المهام، فعندما كان يتم التوظيف وفرز المهام كان الرفيق عاكف على رأس التعيينات وكل رفيق كان يطلب منه ان يكون هذا الرفيق معه لكونه قادر على تادية المهام والوظائف وبنجاح. وبهذا نرى ان الرفيق عاكف انضم الى صفوف حركة التحرر الكردستانية بشكل فعلي بعد اعتقال قائد الشعب الكردي عبدالله اوجلان وكان من النسل الجديد الذي رٌشح للمهام المرحلية الجديدة . فبدأ من صفة مقاتل الى قائد مجموعة الى ادارة التدريب للمقاتلين الجدد في "خنيرة" الى الكادر النشيط والفعلي في المقر المركزي الثاني لفعاليات الشرق، الى ادارة المركز ومن ثم اتخذ مكانه في المؤتمرات الاخيرة كرئيس الهيئة التنسيقية لحزب الحياة الحرة الكردستانية وعضو اللجنة التنفيذية في اتحاد المنظومات الكردستانية .

لقد اثبت الرفيق عاكف حقيقة الثوري الذي لا يعرف العراقيل ويمكنه ان يصل الى الاهداف اذا ما اراد ذلك وفي فترات قصيرة . نعم استطاع الرفيق خلال فترة السنين الثمانية المنصرمة من حياته الثورية التي كان يشغلها في صفوف النضال العملي ان يتحلى ويمثل صفات المناضل الحقيقي في صفوف حركة حرية كردستان .ويمكننا ان نذكر بعض من السمات التي تحلى بها الرفيق عاكف.

1- ملمٍ في البحث والتدقيق من اجل الوصول الى الحقيقة العلمية.
2- يطور داته بشكل دائم من خلال البحث والنقاش الدائمي مع الرفاق
3- الرغبة في التطور الدائم دون الوقف في مستويات او الثبات في مكان اي انه لم يكن يعرف المراوحة في المكان
4- دائما المراجعة النقدية للذات من حيث ما توصل اليه من جديد في الممارسة العملية
5- التواضع في التعامل مع الرفاق والجماهير
6- التضحية المتفانية الذي لا يعرف الحدود ، جاهز للتضحية الواعية عندما يتطلب الامر
7- العزيمة والاصرار في العمل وتطبيق القرارات .
8- الثقة بالذات في تحقيق الاهداف
9- احترام الرفاق والرفاقية بمستويات عالية جداً .
10- اسلوب سلس جذاب في التدريب
11- منفتح على كل المستجدات وبقراءة موضوعية واقعية
12- بعيد عن الانفعالات الحزبوية الوقوموية الضيقة
13- حنكة ادارية عالية في توجيه الرفاق والمقاتلين
14- الحس الانساني الكبير تجاه القضايا الانسانية المعاشة
15- ذو عاطفة وطنية كبيرة
16- مخلص في عمله وتعامله مع الاخرين
17- التلميذ الناجح والوفي لنهج اوجلان ، واحد تلامذة مدرسة اوجلان الناجحين

هذا ما استطعت ان اتذكره عن هذا الرفيق بهذه المناسبة. وهو يمثل غيضاً من فيض خصاله وسماته فقد كان امل الرفاق والشعب، وبشهادته اصبح نجما يتلألأ في سماء كردستان يشع الطريق امام الاجيال اللاحقة نحو الحرية والانسانية والعدالة.

نعم لقد قٌلتَ للشعبِ في كردستان الشرقية وللرفيقات والرفاق هذا هو الطريق النصر والنجاح فها انا ثائر فيه، حقا سرت حتى آخر نفسٍ في حياتك، وكنت عند حسن ظن الشعب والرفاق، لقد ذهبت وتركت الكثير، وكانك تقول ها قد فارقتكم جسدياً ولكن فكري وروحي يسير معكم، ينام معكم، يعيش معكم ،لا تحزنو علي مفارقتي اجعلوا من حزنكم دفعة للنضال والتزاما بالمهام والواجبات فانا ولدت مع النضال وكبرت في صفوفه وترعرعت مع حزب الحياة الحرة الكردستانية وقوات تحرير كردستان الشرقية، والان اسلمكم الامانة، امانة الشعب وها انا اراقبكم من مقبرة الشهداء، سيروا كما سرنا، فقد اقترب النصر، وبات النصر يدق ابواب كردستان الشرقية وقد اصبج قريبا جدا قاب قوسين او ادنى، لذلك فها هو الشعب ينتظر وها هو الاطفال ينتظرون اللقاء والابتسامة. لنكن جنوداً اوفياء لفكر القائد آبو وبها سنصل الى اهدافنا في الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة ونبني الكونفدرالية الديمقراطية الكردستانية .



#زوهات_كوباني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع -الحل الكونفدرالي الديمقراطي- وصفة خلاص النظام السوري ...
- اوجلان: الكرة في ملعب أنقرة مجدداً!
- الى كل مثقف، حزبي، وطني......
- العقلية الذكورية في مواجهة النهضة الجنسوية
- الوطنية بين المهام والتقاعس
- دعاة القوموية في مواجهة مشروع الكونفدرالية الديمقراطية
- صمت المثقفين إزاء الحشود التركية وقصف قرى جنوبي كردستان
- زمن المفارقات
- هل تنجح تركيا في مناوراتها السياسية
- رسالة الى الوطنيين الكرد بمناسبة اعلان كوكبة من الشهداء في غ ...
- المراة وصراع الحرية مع الرجل
- رسالة الى دعاة ذوي الضمائر الحيٌة ..
- الطرح الكردي بين القول والفعل
- التنظيم بين العقلية الفردية والمؤسساتية
- صلاح سعد الله والقراءة الخاطئة لاوجلان
- الموقف والحقوق من قتل المناضلين الكرد والاطفال بالاسلحة المح ...
- نوروز 2006 ، نوروز الاستفتاء ،
- رسالة ماكو ، قامشلوا ، حلبجة شمدنلي الى نوروز 2006
- قراءة في عقلية الرجل والمراة بمناسبة الثامن من اذار يوم المر ...
- الحركة الكردية وانتفاضة الثاني عشر من اذار


المزيد.....




- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - زوهات كوباني - الرفيق عاكف رمز الثوري الواعي لمهام شعبه ووطنه