أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية محمود - الحركة النسوية والتغيير السياسي / ا لجزء الثاني - الحركة النسوية والقيادة النسوية















المزيد.....

الحركة النسوية والتغيير السياسي / ا لجزء الثاني - الحركة النسوية والقيادة النسوية


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 7952 - 2024 / 4 / 19 - 20:32
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في إحدى المحاضرات التي قدمت في إحدى الدورات التنظيمية النسوية لتحالف أمان النسوي جرى التطرق الى موضوعة القيادة النسوية، فأثار هذا الموضوع قلق وتساؤل عدد من المشاركات، بل حتى المُحاضرة تجنبت إستخدام هذه المفردة، مستبدلة إياها بمصطلح آخر مثل "الكوادر النسوية".
هنالك فارق كبير بين المصطلحين. كما تم إيضاحه في الجزء الاول بضرورة تدخل النساء في الصراع السياسي حول السلطة من أجل ان يحققن التغيير لإيجاد دولة ومجتمع يضمن لهن حقوقهن، وحقوق كل الفئات المضطهدة في المجتمع، لابد من وجود قيادة نسوية قادرة على رسم برامج عمل نسوي، وحراك أو حركة نسوية، و مبادرات نسوية قادرة على إلهام النسويات وزجهن بالعمل، وعلى إمتداد فترة زمنية طويلة تقتضيها متطلبات النضال النسوي.
الا أنه، وللاسف، تكاد تكون مفردة "القيادة النسوية" غائبة عن التداول الى حد كبير، أو في أحسن الاحوال، توضع هذه المفردة، كمرادفة للهيمنة، أو السيطرة على الخرين/ يات. بل جرى تلويثها وإضفاء ما ليس له علاقة بها اليها ، حالها حال مفردات ومفاهيم سياسية اخرى مثل مصطلح التنظيم.
ولكن لماذا الخشية من الحديث عن ضرورة وجود قيادة نسوية؟ ومن اين جاء هذا الرعب؟ الا يقتضي كسر سلسلة حلقات قمع المرأة واضطهادها والتمييز ضدها والذي تتظافر لفرضه قوى النظام الرأسمالي النيوليبرالي- مع النظام الأبوي الذكوري، الا يقتضي التدخل الفعال لاحداث التغيير السياسي من أجل تحقيق العدالة الجندرية والمساواة، وجود قيادة نسوية؟
انه لمن المستغرب فعلا وحقا أن يجري الحديث عن تمكين النساء، وعن الكوتا النسوية في المجالس النيابية، وعن ترشيحهن واحتلالهن لمقاعد نيابية ،والقيادة النسائية في ميدان اقتصاد السوق وريادة الأعمال والقيادة الإدارية في مؤسسات الدولة، ولكن الحديث عن القيادة للحركة النسوية، يصبح غريبا بل ومشكوكا فيه!
لايمكن أن يكون هناك نضال نسوي بدون وجود قيادة نسوية،فالحركة النسوية مثلها أية حركة اجتماعية أخرى هي رد فعل على وجود ظلم معين في المجتمع، وهذه الحركة تسعى الى التصدي لهذا الظلم وانهائه، أيا كانت الفئة والطبقة او الجنس، وأيا كان نوع الظلم الذي تتعرض له. لقد ولدت الحركة النسوية من أجل إزالة التمييز الجنسي القائم على أساس النوع الإجتماعي،و لو لا وجود قيادات نسوية، ووجود شخصيات قادرة على طرح رؤية وتحليل وعرض مشروع للتصدي لذلك الظلم لما وجد ولما كان بالامكان ولادة هكذا حركة.
إنّ القيادة تتجسد في المبادرات النسوية التي تقوم بها النسويات، وعبر أعمال كبيرة كانت أم صغيرة، تستهدف إحداث تغيير،وتحول في قضية، أو تحدي تتعرض له النساء. أن مبادرات الشابات مثلا لإنهاء تحجيب الطفلات دون سن الرشد، أو الحملات التي تقوم بالتصدي لجرائم التحرش، أو للضغط على الشرطة المجتمعية لتقوم بحماية النساء، أو أي عمل آخر هدفه إحداث تغيير في وضع النساء نحو الأفضل، ونحو ما يكسب لهن حق ممتهن، هي أشكال من وجود قيادة نسوية.
ألقيادة النسوية تعني وجود فرد أو جمع لديهم إيمان راسخ بضرورة وبامكانية التغيير وإحداث تحولات في أوضاع النساء الراهنة، والعمل باتجاه ذلك التغيير والتحول. تفترض القيادة إمتلاك رؤية وتحليل وطرح مقترحات وحلول وإيجاد مشاريع وإيجاد مصادر، وخلق علاقات، وبناء إنسجام، تسهم بدفع الحركة النسوية نحو أهدافها. القيادة النسوية ترسخ الأمل والثقة بإمكانية التغيير، مهما كانت السياقات كالحة وباعثة على التشاؤم.
بالتاكيد القيادة النسوية مرتبطة بنوع المدرسة النسوية، فاذا كانت المدرسة النسوية تمثل مصالح النساء من الطبقات العليا في المجتمع، واللواتي يتحدثن عن إحقاق الحقوق الاجتماعية والأقتصادية والسياسية دون المساس بالأسباب الجذرية والحقيقية لاضطهاد المرأة، يمكن أن يحتل تنظيم وقيادة النساء أمرا ثانويا وغير مهمٍ بالنسبة لهن. ويصبح تجاهل وإهمال النساء أمرا شائعا بينهن، ولا يلوين على تنظيمهن وتعبئتهن من أجل التغيير. بعض منظمات المجتمع المدني النسوية على سبيل المثال، لا تولي بالضرورة أهمية لتنظيم النساء، والى قيادتهن، فعملها يقتصر على تنفيذ مشاريع معينة ومؤقتة موجهة تنفذ لصالح النساء، ومع انتهاء المشروع المقرر، ينسى أمر هؤلاء النساء.
الّا أن حركة نسوية من المدرسة التقاطعية أو الاشتراكية ترى أن الإضطهاد الحقيقي للمرأة هو مسالة طبقية، يعد تعبئة وتنظيم وقيادة النساء والحركة النسوية في مختلف القطاعات حول مختلف الحقوق، أمورا أساسية وضرورية.
فاذا كانت المدرسة النسوية التي تتبعها النسويات هي مناهضة للنظام الرأسمالي وتعدّه، جنبا الى جنب النظام الذكوري الابوي، هو سبب أساسي لاضطهاد المرأة، ستحتاج بالضرورة الى وجود قيادة نسوية، وجود المتحدثات باسمها، والمدافعات عنها، واللواتي يفكرن بشكل استراتيجي بمصير النساء وبحياتهن ومعاناتهن ويعملن من أجل إحداث التغيير في وضع النساء.
القيادة لا تعني الإستئثار والتفرد بصنع القرارات وتجاهل وإهمال الأصوات النسوية الأخرى، كما يروج له، بالعكس وعلى النقيض تماما، أن القيادة تأتي كنتيجة لقبول إعتبار وتأثير مجاميع نسوية أو نسويات وإقرار بأدوارهن النسوية والسياسية وحصولهن على ثقة رفيقاتهن من النسويات، يأتي كتحصيل حاصل وليس أمرا يفرض بالأوامر أو التوجيهات. قد تتخذ القيادة أشكالا فردية، أو جماعية، عمودية أو أفقية، الا أن هذا يحتل مرتبة ثانوية، ما هو مهم هو إقرار الناشطات النسويات بأهمية وجود قيادة نسوية لحركتهن ولنضالهن من أجل تحقيق تغيير حقيقي وجذري.
الا أن شيطنة القيادة والتنظيم لم ياتي بشكل أعتباطي، بل هي سياسة وخطة القوى الرجعية، التي تريد الإبقاء على الفرقة والشرذمة، وما مقولات من قبيل " المرأة عدو المرأة" هي من أجل دق أسفين بين النساء.
قد لا يهم كثيرا عدم وجود قيادة نسوية في منظمة غير حكومية تقوم على إقامة مشاريع ممولة وتنفيذها، ولكن بالنسبة لمنظمات تناضل من أجل تحرر المرأة وتستهدف تغيير القوانين، مواجهة البرلمان، رفض الدستور، هي في جوهرها منظمات سياسية. بهذا الإعتبار ولهذا السبب هي منظمات تحتاج الى قيادة. أي تراجع أو مراوغة مع هذه الحقيقة، هو وضع العصي في عجلات تقدم هذه الحركة.



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حربان في ان واحد على غزة!
- الابادة الجماعية لسكان غزة هي بداية نهاية دولة اسرائيل.
- هل يحطم دعاة الجندر الاسرة وهل يدعون الى المثلية؟
- تكذب الأوراق وتصدق الأرقام.. حول الموازنة و” تمكين المرأة”!
- حماية النساء من العنف الاسري من قبل شيوخ العشائر!
- لا يكفي التظاهر من اجل التعيين، بل عمل اخر لا بد منه!
- أسلمة المجتمع من الأسفل عبر مدارس البنات!
- من أين تبدأ عملية التغيير؟
- شهيدة الشرف -مريم ماجد- ولكنهم باسم الشرف يقتلون النساء!
- الشخصي هو سياسي – حول الحب والنسوية.
- تصويت الجماهير قد جرى وتم!
- وماذا يهم اللصوص لو افرغت ميزانية البلاد؟ كلمة حول- الاقتراض ...
- جمرة -الصراع الطبقي- تحت الرماد- بضعة مسائل عن انتفاضة اكتوب ...
- حقوق المرأة وضرورة النضال ضد التيارات الشعبوية
- بين حضور المرأة في انتفاضة اكتوبر في العراق( 2019) وغياب مطا ...
- 27عاما من تاريخ الحزب الشيوعي العمالي العراقي(حشعع) وقضية ال ...
- هل التغيير امر ممكن؟
- وزارة للتركمان، توسيع رقعة المحاصصة الطائفية.
- يجب ان يتحول كل حي الى ساحة تحرير
- كورونا ووجوب انهاء النظام الرأسمالي.


المزيد.....




- السعودية.. جريمة مروعة واغتصاب -بمكان ناء بعيد عن الغوث- تفض ...
- فحص يكشف امرأة عشية زفافها أنها رجل
- ماذا يعني انعدام الأمان بالنسبة للنساء؟
- زينب معتوق ضحية جديدة للعنف الأبوي في لبنان
- “لولو راحت للدكتور!!”.. تردد قناة وناسة الجديد 2024 WANASAH ...
- كيفن سبيسي يواجه اتهامات جديدة بالاعتداء الجنسي
- سجل بسرعها!!.. طريقة التسجيل في منفعة الأسرة عمان 2024 والشر ...
- تونس.. اعتقال الناشطة ضد العنصرية سعدية مصباح
- سجلي واحصلي على الدعم.. تسجيل منحة المرأة الماكثة في البيت 2 ...
- رابط التسجيل في منحة منفعة الأسرة 2024 عمان… وشروط التسجيل


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية محمود - الحركة النسوية والتغيير السياسي / ا لجزء الثاني - الحركة النسوية والقيادة النسوية