|
لَا قَانُون سِوَى اَلْقُوَّةِ عَلَى هَذِهِ اَلْأَرْضِ
اتريس سعيد
الحوار المتمدن-العدد: 7952 - 2024 / 4 / 19 - 09:21
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
1 _ مُجْتَمَعُ اَلْأَسْمَاكِ اَلْمُؤْمِنَةِ هُوَ اَلْمَكَانُ اَلَّذِي يُرْسِلُ إِلَيْكَ فِيهِ اَلْجَمِيعُ نَظَرَاتٍ مَشْبُوهَةً 2 _ اَلطَّيِّبَةَ اَلزَّائِدَةِ غَيْرَ اَلْمُرَاقَبَةِ جَيِّدًا مِنْ قَبْلٌ حِكْمَةِ اَلْعَقْلِ سَتَجْعَلُكَ عَاجِلاً أَمْ آجِلاً مَمَرًّا لِلْمُشَاةِ، مِنْ قَبِلَ عَدِيمِي اَلْإِحْسَاسِ وَالتَّقْدِيرِ لِإِنْسَانِيَّتِكَ اَلنَّادِرَةِ 3 _ لَا أَدْرِي بِالضَّبْطِ، لِمَاذَا يُؤْلِمُ اَلْمَرْءُ حِينَ يَتَفَاصَحُ بِحَقِيقَتِهِ ! لَرُبَّمَا اَلسَّبَب يَكْمُنُ فِي هَوَى اَلنَّفْسِ اَلتَّوَارِي اَلدَّائِمُ، خَلْفَ زَيْفِ اَلْمِثَالِ وَرُكَامِ اَلْقِيَمِ، أَوْ رُبَّمَا اَلْهُرُوبُ مِنْ مُوَاجَهَةِ اَلحَقِيقَةٍ، إنَّ اَلْأَخْلَاقَ هِيَ نِسْبِيَّةٌ مُتَغَيِّرَةٌ، أَوْ لَعَلَّ اَلتَّغْيِيرَ اَلْحَقِيقِيَّ اَلدَّائِمَ فِي أَعْمَاقِنَا لَا يَكُونُ آمِنًا، إِلَّا إِذَا كَانَ خَفِيًّا أَوْ مُتَجَدِّدًا دُونَ ضَجِيجِ مِنْ نِفَاقٍ، أَوْ رِقَابَةٍ مِنْ أَحَدٍ، أَيًّا كَانَ، لَا أَدْرِي ؟ 4 _ قُمَامَة ذَوِي اَلْكِبْرِيَاءِ هِيَ كَنْزُ اَلْحُقَرَاءِ 5 _ فِي بَرْزَخِ اَلْمَالِ يَكُونُ اَلْفُقَرَاءُ مُجَرَّد أَرْقَامٍ بَغِيضَةٍ وَ مُزْعِجَةٍ فِي تَوْقِيتِ مَوْتِهَا 6 _ إِنَّ رَغْبَةَ اَلْإِنْسَانِ فِي اِكْتِشَافِ اَلْمَجْهُولِ أَحْيَانًا تَدْفَعُهُ لِلْبَحْثِ عَنْ إِجَابَاتٍ قَدْ يَعْلَمُ مُسْبَقًا أَنَّهَا سَتَكُونُ مُؤْلِمَةً 7 _ اَلنَّاس تَكَاثُر عَدِيدَهُمْ، إِلَى دَرَجَةٍ لَا تُطَاقُ، وَشَهِيَّةُ اَلْمَوْتِ بَاتَتْ مَفْتُوحَةً، أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى. أَمَّا اَلْأَسْوَأُ لَمْ يَأْتِ بَعْدٌ ؟ 8 _ إِنَّ إِشْرَاكَ اَلْجَمَاهِيرِ بِعَامَّة، فِي لُعْبَةِ اَلِانْتِخَابَاتِ لِوَحْدِهَا، لَا تَعْنِي مُطْلَقًا تَحَقَّقَ اَلدِّيمُقْرَاطِيَّةَ لَهَا، لِأَنَّ اَلدِّيمَقَرْاطَّيَّةُ فِي تَصَوُّرِي هِيَ مَنْهَجٌ فِكْرِيٌّ، ثَقَافِيٌّ، وَأُسْلُوبُ تَرْبِيَةٍ بِالدَّرَجَةِ اَلْأُولَى، وَهُمَا اَللَّذَانِ يُسَاعِدَانِ اَلْفَرْدُ عَلَى تَكْوِينِ ذِهْنِيَّةٍ تَعَدُّدِيَّةٍ، وَبِنَاءُ وَعْيٍ مَعْرِفِيٍّ مُنْفَتِحٍ، نَحْوُ حَقِّ اَلْآخَرِ فِي اَلْوُجُودِ اَلْحَقِيقِيِّ، وَأَهَمِّيَّةُ اَلنَّافِعِ اَلْكُلِّيِّ لِلْمُجْتَمَعِ، وَتَقَبَّلَ فَاعِلِيَّاتِهِ اَلْمُخْتَلِفَةَ، وَأَمَّا عَنْ تِلْكَ اَلْمُجْتَمَعَاتِ اَلْجَاهِلَةِ، اَلَّتِي يَقْتَصِرُ عِنْدَهَا فَهْمُ فَحْوَى اَلدِّيمُقْرَاطِيَّةِ عَلَى لُعْبَةِ اَلِاقْتِرَاعِ وَ حَسْبَ، فَلَنْ تَكُونَ دِيمُقْرَاطِيَّتُهَا أَكْثَرَ مِنْ تَرْوِيعِ اَلْجَمَاهِيرِ بَعْضُهَا اَلْبَعْضُ، أَوْ تَأْجِيلٍ مُؤَقَّتٍ لِلْعُنْفِ اَلْأَهْلِيِّ، اَلَّذِي يَقُومُ فِي اَلْأَسَاسِ عَلَى فِكْرَةِ عَدَمِ اَلْإِيمَانِ بِالْمُسَاوَاةِ بَيْنَ كُلِّ أَفْرَادِ اَلْمُجْتَمَعِ أَمَامَ اَلْقَانُونِ، وَلَا يُؤْمِنُ يَقِينًا بِحَقِّ اَلْأَقَلِّيَّة اَلْمُخْتَلِفَةِ، دِينِيًّا أَوْ عِرْقِيًّا أَوْ ثَقَافِيًّا إِلَخْ، فِي أَنْ تَكُونَ حُرَّةً فِي اَلتَّعْبِيرِ وَ إِثْبَاتِ اَلْوُجُودِ، أَوْ مُؤَازَرَتِهَا فِي سَعْيهَا اَلْأَهَمِّ، فِي أَنْ تُصْبِحَ أَكْثَرِيَّةٌ. 9 _ أَتَعَجَّبُ مِنْ اَلشَّخْصِ اَلَّذِينَ يَدَّعِي مَحَبَّةً مِنْ أَنْجَبَهُ فِي اَلطَّبَقَةِ اَلْكَادِحَةِ اَلْمُسْتَعْبَدَةِ، فِي نِظَامٍ رَأْسِمَالِيٍّ مُتَوَحِّشٍ، فِي دَوْلَةٍ مِنْ دُوَلِ اَلْعَالَمِ اَلثَّالِثِ 10 _ رُبَّمَا لِسِتِّ غَرِيبًا إِلَى تِلْكَ اَلدَّرَجَةِ، وَلَا أَحْمَق كَمَا يَقُولُونَ، أَنْتَ فَقَطْ؛ عَاجِزٌ عَنْ اَلِانْدِمَاجِ مَعَهُمْ، وَلَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَجِدَ لَكَ مَكَانًا بَيْنَهُمْ، لَا شَيْءً مِمَّا يُسْعِدُهُمْ يُعْجِبُكَ، وَلَا شَيْءً مِمَّا يُسَلِّيهِمْ يَجْذِبُكَ؛ لَا اَلنِّكَاتَ اَلْمُبْتَذَلَةَ، وَلَا اَلْكَلِمَاتُ اَلْمُتَنَاثِرَةُ، وَلَا اَلْأَحَادِيثُ اَلطَّوِيلَةُ، لَا اَلْحَفْلَاتِ وَلَا اَلسَّهَرَاتُ، لَا شَيْءً ! أَنْتَ فَارِغٌ مِنْ كُلِّ اَلْأَشْيَاءِ اَلَّتِي يَمْتَلِئُونَ بِهَا. 11 _ مِنْ اَلْمُؤْسِفِ، أَنْ تَكُونَ اَلْأَخْطَاءُ وَالْعَثَرَاتُ، هِيَ اَلْأَجْرَاسُ اَلْوَحِيدَةُ، اَلَّتِي تُوقِظُ أَفْهَامَنَا، عَلَى فَجْرِ وَاقِعٍ جَدِيدٍ، لَطَالَمَا أَخْفَتْهُ أَحْلَامُنَا اَلْهَارِبَةُ عَنَّا لَيَالٍ طَوَالٍ 12 _ هَلْ مَا زِلْتُ مَوْهُومًا بأُكْذُوبَةَ اَلْحُرِّيَّةِ ؟ إِذَا، أَنْتَ لَمْ تَنْضَجْ بَعْدٌ. 13 _ إِنَّ جَلْبَ اَلْمَزِيدِ مِنْ اَلْأَطْفَالِ إِلَى هَذَا اَلْعَالَمِ، يُشْبِهَ نَقْلُ خَشَبٍ إِلَى مَنْزِلٍ يَحْتَرِقُ 14 _ وَالْآن وَقَدْ أَصْبَحَتْ كُلُّ اَلنَّاسِ تَعِيشُ بِعَقْلِهَا فَإِنَّ لَمْ يَكُنْ لَدَيْكَ كَلَامٌ مَنْطِقِيٌّ فَمِنْ اَلْأَفْضَلِ أَنْ تَسْكُتَ حَتَّى لَا يَحْكُمُ عَلَيْكَ بِالْجَهْلِ, اَلنَّاسِ اَلْعَاطِفِيَّةِ تُعْطِي اَلْأَمَلَ وَلَكِنَّهُمْ عَاطِفِيُّونَ لِدَرَجَةِ اَلضَّعْفِ وَلِذَلِكَ لَا يَصْنَعُونَ اَلْحُلُولُ, كُلَّمَا كَانَ تَفْكِيرُكَ مَنْطِقِيًّا كُلَّمَا رَأَيْتُ جَيِّدًا اَلْمَشَاكِلَ اَلَّتِي تُعِيقُكَ وَتَقِف أَمَامَكَ، وَ هُنَاكَ سَتَعْلَمُ كَم أَنْتَ ضَعِيفٌ ذِهْنِيًّا وَنَفْسِيًّا لِحَلِّ كُلِّ تِلْكَ اَلْمَشَاكِلِ, فَلَا تَتَعَجَّبُ لِمَاذَا لَمْ يَنْجَحْ شَيْءٌ فِي حَيَاتِكَ مِنْ قَبْلٌ, لِأَنَّكَ كُنْتُ تَعِيشُ فِي اَلضَّعْفِ وَتَكْثُرُ اَلْأَمَانِي 15 _ لَا قَانُون سِوَى اَلْقُوَّةِ عَلَى هَذِهِ اَلْأَرْضِ، اَلْمَجْدُ لَمِنْ قَطَعَ ذِرَاعَهُ قَبْلَ أَنْ يَلْوِيهَا أَحَدٌ. 16 _ يَعْتَقِدُ اَلْبَشَرَ أَنَّهُمْ أَهَمُّ اَلْكَائِنَاتِ اَلْحَيَّةِ وَلَا يُدْرِكُونَ أَنَّ اَلْحَيَاةَ عَلَى كَوْكَبٍ اَلْأَرْضِ سَتَتَوَقَّفُ إِذَا اِنْقَرَضَتْ اَلْحَشَرَاتُ مِثْلٌ اَلنَّحْلِ، وَأَنَّ اَلْإِنْسَانَ إِذَا اِنْقَرَضَ سَيُصْبِحُ اَلْكَوْكَبُ أَكْثَرَ جَمَالاً وَ حَيَوِيَّةٌ وَتَنَوُّعًا. وَهَذَا يَعْنِي أَنَّ اَلْحَشَرَاتِ أَهَمَّ مِنَّا. اَلْإِنْسَانُ هُوَ أَتْفَهُ وَأَسْوَأُ كَائِنِ وَرَغْمَ ذَلِكَ مُصَابٌ بِالْغُرُورِ وَكُلٌّ وَاحِدٌ مِنْهُمْ يَتَعَامَلُ مَعَ اَلْأَضْعَفُ مِنْهُ بِفَوْقِيَّةٍ وَيَحْتَقِرهُ 17 _ لِلْكَرَاهِيَةِ أَنْوَاع عَدِيدَةٍ وَلَكِنَّ أَخْطَرُهَا فِي تَقْدِيرِي هِيَ اَلْكَرَاهِيَةُ اَلدِّينِيَّةُ، اَلَّتِي تَسْتَمِدُّ دَوَامَهَا عَادَةً، مِنْ نَسْغ اَلنُّصُوصِ اَلْمُقَدَّسَةِ، اَلَّتِي تَحْسَبُهَا اَلْأَفْهَامُ اَلْمَحْدُودَةُ، أَنَّ اَلسَّمَاءَ قَدْ قَالَتْهَا لَهُمْ حَرْفِيًّا. 18 _ بَعْضُ اَلنَّاسِ يَعْتَقِدُونَ أَنَّ اَلْمَوْضُوعِيَّةَ تَعْنِي دَوْمًا مُوَافَقَتَهُمْ فِي اَلرَّأْيِ وَحَسَب 19 _ غَنَّوْا، وَآفْرَحُوا، وَأَطْرِبُوا مَعَ اَلْمُوسِيقَى، كَيْ تَرْقَ قُلُوبَكُمْ، وَ تَصْفُو حِيوَاتَكَمْ. فَبَغْضَاءُ اَلنُّصُوصُ لَا تَمْحُوهَا تِلَاوَةٌ شَجِيَّةٌ، وَ لَا يُخْفِي عُوَارُهَا تَرْتِيل 20 _ اَلْوَقْتُ سَيُجْبِرُ اَلْكَثِيرَ عَلَى اَلْقِيَامِ بِتَنَازُلَاتِ وَالْإِبْقَاءِ عَلَى اَلْأَشْيَاءِ اَلْمُهِمَّةِ اَلَّتِي يَحْتَاجُونَهَا، اَلْوَقْتُ مُعَلِّم جَيِّدٍ لِأَنَّهُ لَا يُعْطِي فُرْصَةً ثَانِيَةً وَهُوَ دَرْسٌ قَاسٍ حَيْثُ أَنَّهُ لَا يَمْزَحُ حِينَ يَذْهَبُ. وَلِهَذَا فَإِنَّهُ لَمْ يُسَمِّ بِأَسْمَاءٍ عَظِيمَةٍ هَكَذَا مِنْ اَلْعَدَمِ، فَالْبَعْضُ سَمَّاهُ بِالسَّيْفِ وَالْآخَرِ بِالْأَغْلَى مِنْ اَلذَّهَبِ. لِهَذَا يُمْكِنُكَ أَنْ تَأْخُذَ أَهَمَّ خَاصِّيَّةً مِنْ اَلْوَقْتِ تَجْعَلُكَ تُصْبِح بِقِيمَتِهِ وَهُوَ كَوْنُكَ فُرْصَةَ لِأَحَدِهِمْ مِنْ أَضَاعَكَ فَلَنْ يَجِدَكَ مَرَّةً أُخْرَى 21 _ اَلتَّغْيِير هُوَ اَلْأَمْرُ اَلثَّابِتُ اَلْوَحِيدُ، فَهُوَ مَوْجُودٌ بِشَكْلٍ مُسْتَمِرٍّ بِدَرَجَاتٍ أَصْغَرَ وَأَكْبَرَ. وَالسُّؤَالُ هُوَ مَتَى يَتِمُّ اَلْوُصُولُ إِلَى اَلنُّقْطَةِ اَلنِّهَائِيَّةِ لِلْفَوْضَى وَمَتَى يَكُونُ اَلْهُدُوءُ ؟ لَا أدِرِىْ. 22 _ عِنْدَمَا تَنْضَجُ أَوْ تَصِلُ إِلَى مُسْتَوًى أَعْلَى مِنْ اَلْوَعْيِ، تَشْعُرَ وَ كَأَنَّكَ تَخَلَّصَتْ إِلَى حَدٍّ كَبِيرٍ مِنْ قَلَقِ اَلتَّفْكِيرِ فِي فَاصِلٍ تِلْكَ اَلْإدَوَاجِيَّة اَلْخَطِيرَةَ وَالْمُرْعِبَةِ بَيْنَ اَلذَّاتِ وَ الْمَوْضُوعِ. أَنْتَ لَمْ تَعُدْ تَتَحَدَّثُ عَنْ اَلْأَشْيَاءِ كَثِيرًا، وَلَمْ يَعُدْ يَعْنِيكَ اَلشُّخُوصُ بِمَا هُمْ عَلَيْهِ مِنْ سِمَاتٍ أَوْ حَالَاتٍ، أَنْتَ تَقَبُّلَهُمْ، تَقَبُّلُهُمْ كَمَا هُمْ، تُدْرَكَهُمْ وَتَتْرُكَهُمْ. أَنْتَ اَلْآنَ بَدَأَتْ تُدْرِكُ حَوَافَّ اَلْمَعْنَى، وَ صَوَابَ اَلْهَدَفِ فِي كُلِّ شَيْءٍ، بِشَكْلٍ وَاضِحٍ وَمُخْتَلِفٍ عَنْ ذِي قَبْلٌ، تَحْيَا بِضَعْفِ أَقَلَّ، وَكَأَنَّكَ تَمْضِي وَاحِدًا مَعَ اَنْسِرَابْ هُنَيْهَاتِ اَلزَّمَنِ، أَوْ تَعِيشُ فِي وِئَامِ مَعَهُ. 23 _ سَوْفَ يُطْلِقُونَ عَلَيْكَ لَقَبُ اَلْمَجْنُونِ، لِأَنَّكَ تَمْتَلِكُ اَلْقُدْرَةُ عَلَى رُؤْيَةِ اَلْأَشْيَاءِ بِشَكْلٍ مُخْتَلِفٍ. وَهَذَا يُزْعِجُهُمْ لِأَنَّهُمْ لَا يُرِيدُونَ مِنْكَ أَنْ تُفَكِّرَ أَوْ تَشُكُّ فِي أَيِّ شَيْءٍ. سَيُطْلِقُونَ عَلَيْكَ لَقَبُ اَلْأَنَانِيِّ، لِأَنَّكَ اِكْتَشَفَتْ أَنَّكَ أَهَمُّ شَيْءٍ فِي حَيَاتِكَ وَهَذَا يُزْعِجُهُمْ، لِأَنَّكَ تَحْرِمُهُمْ مِنْ اَلْقُدْرَةِ عَلَى اَلتَّلَاعُبِ بِكَ سَوْفَ يُطْلِقُونَ عَلَيْكَ لَقَبُ اَلْمُخْطِئِ لِأَنَّكَ تُفَكِّرُ وَتَتَصَرَّفُ بِشَكْلٍ مُخْتَلِفٍ عَمَّا هُوَ شَائِعٌ وَطَبِيعِيٌّ وَهَذَا لَا يَنْفَعُهُمْ لِأَنَّهُمْ يُرِيدُونَكَ جَاهِلاً مَحْدُودًا خَاضِعًا. سَوْفَ يُطْلِقُونَ عَلَيْكَ اِسْمُ اَلسَّخِيفِ، لِأَنَّكَ تَخْلُقُ وَاقِعَكَ اَلْخَاصَّ وَطَرِيقَةَ عَيْشِكَ اَلْخَاصَّةَ وَهَذَا لَا يُنَاسِبُهُمْ لِأَنَّهُمْ لَا يُرِيدُونَكَ أَنْ تَكُونَ حُرًّا دُونَ أَنْ تَعْتَمِدَ عَلَيْهِمْ سَوْفَ يُطْلِقُونَ عَلَيْكَ اِسْمُ اَلْمُتَمَرِّدِ لِأَنَّكَ أَدْرَكَتْ سَيْطَرَةَ أَكَاذِيبِهِمْ وَتَلَاعُبُهُمْ بِكَ وَهَذَا يُخِيفُهُمْ لِأَنَّهُمْ لَا يُرِيدُونَكَ أَنْ تَسْتَيْقِظَ. سَوْفَ يُطْلِقُونَ عَلَيْكَ اِسْمُ اَلْخَطِيرِ، لِأَنَّكَ خَرَجَتْ عَنْ اَلْقَالَبِ وَلَا تَفْعَلُ نَفْسَ اَلْأَشْيَاءِ اَلَّتِي تَفْعَلُهَا اَلْجَمَاهِير وَهَذَا يَجْعَلُهُمْ يَائِسِينَ، لِأَنَّهُمْ يُرِيدُونَكَ مُطِيعًا وَخَاضِعًا كَالْعَبْدِ. سَوْفَ يُطْلِقُونَ عَلَيْكَ اِسْمُ اَلْوَهْمِيِّ، لِأَنَّكَ اَلْآنَ تَتَبُّعَ اَلْوَعْيِ وَ هُمْ لَا يُحِبُّونَ ذَلِكَ، لِأَنَّ خِدَاعَهُمْ وَأَكَاذِيبَهُمْ لَنْ تُؤْذِيَكَ بَعْدَ اَلْآنَ. سَوْفَ يَقُومُونَ بِتَسْمِيَتِكَ بِعِدَّة طُرُقٍ. لِأَنَّهُ اَلنِّظَامُ لَا يُرِيدُ مِنْكَ أَنْ تَكُونَ حَكِيمًا، لِأَنَّهَا تَتَعَارَضُ مَعَ أُسُسِهِمْ وَمَصَالِحِهِمْ. إِذَا كَانَ اَلنَّاسُ حُكَمَاءَ فَلَا يُمْكِنُ اِسْتِغْلَالُهُمْ، إِذَا كَانُوا أَذْكِيَاء فَلَا يُمْكِنُ اَلتَّلَاعُبُ بِهُمْ، إِذَا كَانُوا وَاعِينَ فَلَا يُمْكِنُ إِجْبَارُهُمْ، اَلْحُكَمَاءُ يُحِبُّونَ اَلْحُرِّيَّةُ، وَهُمْ مُتَمَرِّدُونَ بِالْحِكْمَةِ، وَيُشَكِّلُونَ تَهْدِيدًا وَيُصْبِحُونَ خَطِرِينَ جِدًّا، خَطِير عَلَى أَيِّ نِظَامٍ، خَطِيرٍ عَلَى مَنْ هُمْ فِي اَلسُّلْطَةِ، خَطِير عَلَى اَلْأَوْهَامِ اَلزَّائِفَةِ، خَطِير عَلَى كَافَّةِ أَنْوَاعِ اَلِاسْتِغْلَالِ وَالْقَمْعِ وَالْخِدَاعِ. إِنَّهُمْ لَا يُرِيدُونَكَ أَنْ تَكُونَ حَكِيمًا، وَكُلَّمَا اِرْتَفَعَ مُسْتَوَى وَعْيِكَ، يَقِلَّ فَهْمُكَ. وَلَكِنْ سَيَتِمُّ رَفْضُكَ وَوَصَمَكَ. اَلصَّحْوَةُ هِيَ هَكَذَا، وَلَكِنَّ هَذِهِ عَلَامَةٌ عَلَى أَنَّكَ تَفْعَلُ اَلشَّيْءَ اَلصَّحِيحَ وَأَنَّكَ عَلَى اَلطَّرِيقِ اَلصَّحِيحِ لِأَنَّهُ لَا يُوجَدُ اِمْتِيَازُ أَعْظَمَ مِنْ مَعْرِفَةِ اَلْحَقِيقَةِ 24 _ عَلَى هَذِهِ اَلْأَرْضِ لَا يَعِيشُ سِوَى اَلْأَشْرَارِ
#اتريس_سعيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إِنَّهُمْ يَتَلَاعَبُونَ بَالْكِرَاكِيزْ اَلْبَشَرِيَّةَ
-
أَيْنَ هُوَ دِيونِيسِيسْ يَا نِيتْشَهْ
-
مُصْطَلَحَات اَلْحَبَّةِ اَلْحَمْرَاءِ
-
نَخْسَرُ أَنْفُسُنَا فِي اَلْأَشْيَاءِ اَلَّتِي نَحْبُهَا
-
رَكَّزَ عَلَى اَلْهَدَفِ اَلْأَعْظَمِ
-
مَنْ مَزَّقَ مُؤَخَّرَةَ غَزَّةَ
-
قِصَّة كَهْفِ أَفْلَاطُونْ
-
نَقْدُ جَانْ بُولْ سَارْتَرْ لِلْمَارْكِسِيَّةِ
-
آرَاء فُضَلَاءَ اَلْ اَلْرِّدْبِّيلْ
-
اَلرَّبّ اَلَّذِي لَا يَرَى جَحِيمَ اَلْفُقَرَاءِ هُوَ مُجَر
...
-
فَلْسَفَة اَلْرِّدْبِّيلْ - اَلْجُزْءَ اَلرَّابِعِ -
-
فَلْسَفَة اَلْرِّدْبِّيلْ - اَلْجُزْءَ اَلثَّالِثِ -
-
فَلْسَفَة اَلْرِّدْبِّيلْ - اَلْجُزْءِ اَلثَّانِي -
-
فَلْسَفَة اَلْرِّدْبِّيلْ - اَلْجُزْءَ اَلْأَوَّلِ-
-
اَلسَّدّ اَلْحَدِيدِيِّ وَأُسْطُورَةُ ذِي اَلْقَرْنَيْنِ
-
مَظْلُومِيَّة عَائِشَة بِنْتُ أَبُو بَكْرْ
-
اَلنِّسَاءُ وَقُودَ اَلْفِتَنِ
-
لَا تَكُنْ اَلْوَسِيلَةُ لِأَنَّكَ لَمْ تَكُنْ اَلْغَايَةُ
-
اَلشَّعْبُ يُقَدِّسُ مَنْ يَمْلِكُ مَهْبِلَ يَا صَدِيقِي
-
لَا تَضِيعُ وَقْتَكَ مَعَ شَخْصٍ مُسْتَنْزَفٍ عَاطِفِيًّا
المزيد.....
-
كيف يستعد الجنود من المتحولين جنسيًا لمواجهة ترامب بإعادة تش
...
-
الصين تحتفل ببداية عام الأفعى وسط طقوس تقليدية وأجواء احتفال
...
-
توجيه إسرائيلي لمعلمي التاريخ بشأن حرب أكتوبر مع مصر
-
الجزائر تسلم الرباط 29 شابا مغربيا كانوا محتجزين لديها
-
تنصيب أحمد الشرع رئيسا انتقاليا لسـوريا
-
منتقدا الاحتياطي الفيدرالي ورئيسه.. ترامب يطلق العنان لمبادر
...
-
أمريكا.. السجن 11 عاما للسيناتور السابق مينينديز جراء إدانته
...
-
الرئيس السوري أحمد الشرع يطلب من روسيا تسليم الأسد
-
إصابة 24 شخصا بغارتين إسرائيليتين على النبطية.. -لم يستطيعوا
...
-
إعلام: المراحل المقبلة من وقف إطلاق النار في غزة تواجه عقبات
...
المزيد.....
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
المزيد.....
|