أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - أشْياء عاديةٌ جِدا














المزيد.....

أشْياء عاديةٌ جِدا


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7951 - 2024 / 4 / 18 - 14:16
المحور: الادب والفن
    


_تاسٍيرْتْ وَامَانْ :
لايمكنُ للفضاء أنْ يمتدَّ هنا آمتداداته في الأراضي المنبسطة (مَاشِي أَمْ وَاشَّاوُونْ أمْ لُوطَا)، فما أنْ ترسلَ نظراتكَ إلى الأمام حتى تفاجئكَ ذُرَا القمم من كل الجهات مطوقَةً مساكن القرية التي آختيرتْ مواقعها في حرص تستفيد فيه ما أمكنَ من جغرافية المكان وتتفادى سلبياته بعيدا عن قساوة الرياح والتساقطات ومَسيل مياه الفياضنات ... في حِضن هذه الصخور (إيسْترَاوَنْ) تنام في دَعَةٍ وهدوء رحى من حجر صلد الجبال (ييشتْ نتْسيرْتْ وَامَانْ ݣْوَامَاسْ ييشْتْ نَتْخَرْبيشْتْ) ترضعُ أمواهَهَا من حَلمة إحدى سواقي (تارْݣَا targa) أودية هاته الحجارة الصلدة الرمادية تُلْقِمُ بها دورات تدورُ، تتحركُ فيها بأنين ذي شجا عَجلةٌ عملاقةٌ من حَجر تطحنُ ما تغذيها به أيدي البدو والفلاحين من حُبوب أعوام الصّــــبَا والخير ...


_تاݣَشُولْتْ :
وفي حديث آخر مازيغي ورايني، يطلق على القربة (آيَدّيدْ) مؤنثه (تيديدت)، وهي قربة من جلد ماعز كامل غالبا ما يحتفظ بشعرها، توضع في مجرى هواء للحفاظ على طراوة مائها (أمَانْ الرْوا )... وعندما تكثر ثقوبها لدرجة لا تحتمل معها وضع مزيد من الجلود لترميمها، يتم اقتطاع الجزء الصحيح منها لنقل ماء الشرب الى خارج المنزل من لدن الرعاة ومن لديه حاجة، حيث تعلق آنذاك في دسر من خشب مبثوثة في حائط التراب بعتبة الدار .. وهناك (تاݣشولتْ) ذات حجم كبير تستعمل لمخض اللبن؛ أما (تِيشْريتْ) فلها حجم صغير تستعمل من طرف الرعاة لإعداد الجبن من حليب الماعز أو إناث الكباش .. ويروى قديما من عادات آيت وراين عند الانتهاء من آسعمال هذه الشكوة (تاݣشُولتْ) يتم تقطيعها إلى أجزاء صغيرة تطبخ في القدر تقدم وجبة دسمة يسميها الأهالي (إيسرْمْشَنْ ISRMCHEN) .. في الأعالي لا شيء يضيع لا شيء يستهلك خارج الطبيعة .. أشياؤها البسيطة تولد تحيا تعيش وتموت فيها ظل الحال كذلك لمدد مديدة توارثها السلف سلفه وتوارثها الأخلاف عنهما حتى حل من حيث لا يحتسب أحد أو يحتسب طاعون وباء الأسفلين ...

_سَرْجَمْ نْ وُوخَّامْ :
اللهم إذا آستثنينا نافذة صغيرة عَلا أسلاكَها الهبـابُ ووسخ الذباب، لن تجد شيئا ذا بال.إنها عبارة عن شباك أو ما تبقى منه، يستقر قرب سقف عال.من خللها يمكن ملاحظة : واد ظَل يجري لسنين مَديدة حتى أعياه القرحُ، لكن رغم ذلك لا زال يعكس نرسيسيةَ بعض الأشجار ترنو الى ذواتها عبر صفحته الأثيرة.من هناك، بحر أو ما يشبه البحر يَلُوحُ في آستحياء وخفر ... ماعدا ذلك، فضاء عار على شاكلة ما هو منتشر في الزنازن.لا يمكن الزعم أن بكون هذا الشباك نافذة، هو يشغل مكانها لكنه لا يؤدي وظيفتها، هو مجرد ثقب صغير أو فرجة مفتوحة مغلقة في الآن نفسه مطوق بجدران مهترئة متعرية شلحت الرطوبة طلاءها القاتم، فاستحالت خرائط مشوهة لعالم ينهار.خيوط عناكب عملاقة وضئيلة في كل الأركان.هوام ودواب دقيقة لا تُرَى بالعين المجردة، لكنها موجودة أبدا ترقب تنتظر لحظة ما بعد الاحتضار ...

_لَغبار ن دواب :
في بيادر البدوية المخضبة بذلك الشيء المغاير تماما، أدركنا، منذ آلوهلة آلأولى، سر آلفاجعة المتشابك العصي على آلأفهام .. كنا مازلنا سنظل كتلة لزجة لازبة عجينة رواءها الوحيد طعام آلاااف الكينونات الضئيلة التي تسكن الغابات وشعاب الجوار؛ وتَعَلَّمنا، رغم كل شيء، فن تقديس هذي آلنسمات الدقيقة التي تعْبُر من خلالنا هنا هناك تخلق الضياء في مسام خلايا الوجود مهما كانت مكامنها ومخارجها وأزمنتها المتداخلة كنا نحبها، هكذا علمونا، ونحن بعد صغار، لا نتأفف لا نمتقع، بل نحترم نقدر نتعايش ونعيش .. والآن، إذ صرنا بتواتر رضوض كدماتنا المتتاليات إلى ما صارت إليه تلك الأشياء البسيطة السمجة، مخلفات متيبسة على قارعة الأقدار، غدونا غرباء في حساب سحت لهط اللاهثين، نتريث وأيدينا على قلوبنا، يا ربي آجعل ما تؤول اليه مصائرنا اليك لا الى غيرك يا ربي كمل ما بقى على خير .. هذا ما كااااان ...

☆ترجمات :
_تاسٍيرْتْ وَامَانْ : طاحونة ماء
_مَاشِي أَمْ وَاشَّاوُونْ أمْ لُوطَا : ليست الأعالي مثل منبسطات الأرضين
_أمَانْ الرْوا : قطرات المطر
_ييشتْ نتْسيرْتْ وَامَانْ ݣْوَامَاسْ ييشْتْ نَتْخَرْبيشْتْ : طاحونة ماء وسط حجرة قديمة
_تَارْݣَا : ساقية
_سَرْجَمْ نْ وُوخَّامْ : نافذة الدار
_لَغبار ن دواب : فضلات الدواب



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بُعَيْدَ مُنتصفِ آلليلِ أفقْتُ
- تِيْتْ إيغْنَانْ
- حَدِيثُ آلنِّسْوَةِ الّذِي لَا يَنْتَهِي
- هْدَا أُورْدَا هَدِّيغْ
- لَيْلَةٌ أُخْرَى مَوْؤُودَة
- وَبَقَايَا مِنْ كُلِّ شَيْء
- السلام عليكِ خالتي
- تِيخْتْ نَتْمُورْتْ
- وَأَقْمَارٌ كَأَنّ آلْأرْضَ فَاحَتْ
- جَابُوهْ جَابُوهْ آسَعْدَاتْ مُوهْ أُو بُوهْ
- غير لَطْيَارْ بَاكْيَا بَنْوَاحْ وُلْدَتُو لَحْزَانْ
- لَالْ الرَّيْ دَشْوارْ
- لِمَ لَا أَفْعُلُ ذَلِكَ .. لِمَ .. !؟ ..
- آذار حَسِير
- سَلَامٌ يَطْفِرُ بِسَخَاءٍ مِنْ عَيْنَيْ الْأُمّ هَادِي
- يُوسُفُ آلصَّغِيرُ
- عَسَى
- زَهْرَتَاان
- شَيْءٌ كآلزُّحَارِ
- أشلاااااء الكلمااااات


المزيد.....




- عن -الأمالي-.. قراءة في المسار والخط!
- فلورنس بيو تُلح على السماح لها بقفزة جريئة في فيلم -Thunderb ...
- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - أشْياء عاديةٌ جِدا