الطاهر كردلاس
الحوار المتمدن-العدد: 7944 - 2024 / 4 / 11 - 17:03
المحور:
الادب والفن
هذه القصة القصيرة التي تعمد القاص أن يغلب عليها تكرار حرف "القاف" تقف فيها الذات حائرة و مرتبكة من ما تعيشه من وقائع .. جعلت من الحوار بين ذاتية "قاسم" و ذاتية "قدور" كشخصيتين محوريتين يكتسي طابعا وصفيا و سرديا، يبرز صراع الذات مع الحق و الباطل ، القانون و اللاقانون ، صراع أدى بقاسم إلى البوح بما يراه من ظلم للإنسانية ، و من استرقاق و عبودية . عمت المعمور من المحيط إلى الخليج . حيث باتت الحقوق و القوانين مسحوقة بشكل ضاعت فيه الطبقات المسحوقة في عيشها و رزقها و حتى في حلمها . و لكي تبدو الصورة واضحة لواقع معاش و معبر عنه بلغة سردية ، اختارت حرف "القاف" كتيمة في كل كلمة و جملة في النص الروائي ، جاءت شخصية " قدور " لتؤكد و بالاستناد أيضا على نفس التيمة لهذا الحرف على أنه و بالرغم من أن الحق يبقى حقا ، و لايمكن أبدا إقباره بسهولة، فإن القوانين و الحقوق غير ثابتة و متغيرة عبر الأزمنة .. و يمكنها أن تتطابق مع الواقع دون ان ينعكس ذلك إيجابا على الطبقات المسحوقة . هذا التعبير الدقيق عن الحقوق و القوانين جعل ذاتية " قاسم " بنخوة الإنسان الشرقي يعبر عن ما يسكن الذات من أحاسيس ثورية تشخص واقعا معيشيا مرفوضا بسبب ظلم الإنسان للإنسان ، ظلم ذلك المتعجرف و الظالم الذي يعتبر نفسه فوق القانون لإنسان بات صغيرا و لا يجب أن يعيش أبدا تحت سقف الحرية و الديموقراطية .. كونها مفاهيم تهم ذواتا هي المخول لها أن تصنع الحقوق و القوانين ، لا لتطبق عليها ، بل ليخضع لها غيرها . منطق للأسف الشديد يعيشه العالم العربي و الإسلامي ، تم تسجيده في شخصية "قاسم " من الشرق و " قدور " من الغرب الإسلامي في القرن 21 و من خلال تكرار حرف " القاف " المرتب في الرتبة 21 ضمن الحروف الهجائية العربية . هو حرف قوي يجسد من خلال ما جاء في هذه القصة القصيرة الحوارية قلق و انشغال الذات الروائية بما يعانيه الإنسان العربي من معاناة و مآسي بسبب استغلال بشع للطبقات المسحوقة و للفهم الخاطئ و غير المبرر مرحليا لعامة الناس لمفاهيم باتت أساسية لمواجهة هذا الواقع ، ك : القوانين و الحقوق و الحرية و الديموقراطية و العدالة و تحقيق المساواة. العربي مسعود
#الطاهر_كردلاس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟