إكرام فكري
الحوار المتمدن-العدد: 7944 - 2024 / 4 / 11 - 00:10
المحور:
كتابات ساخرة
في صباح ذلك اليوم ... كل ملابسي رتبت ، و وضعت في حقائب كبيرة ثم أحكم إغلاقها ...
كان علي أن ألتحق بثانوية الخوارزمي ، و أقطن داخليتها ... كان يدرك جيدا أنني كنت متحمسة على فراق بلدتي ، حيث تقوم المدينة القروية ، المرمية المهمشة...
الطاكسي يسرع ، يخترق مباني ، طرقات و منحدرات ، و أنا غارقة في الصمت ... الحزن و الكآبة يغلفان القلب الجريح ، لأول مرة أفارق الحضن الكبير ، طوال ما مدى كانت تصحبني أمي عند خالي في " ابن سليمان " ، فلا أحس بغربة أو ضيم ، لأن حضن أمي يتيح لي إمكانية الحياة و الشعور بلذتها ، من عمق الصمت ، انتشلني منظر كازا ، صراخ ، ضوضاء ، زحام و أناس تجري ، كل شيء فيها كان يؤجج داخلي نيرانا من العنف ، و يثير مخاوف مبهمة في النفس ، أمام مكتب الحارس العام وضعت الحقائب ، بضمة ، بعناق ، فارقتني أمي ...
حارس الداخلية العام ، كان رجلا عجوز ، ضخم الجثة ، يطل من فوق النظارات ، و تلوح من عينيه نظرات مفترسة ، لوقت ظل يخطب علينا قانون الداخلية ، الذي لن نبالي به ...
و جبات الأكل كانت رديئة ، يحتاجني خمول بسبب الصودا ...عشاء الاربعاء كان يثير في نوعا خاصا من الدوار ...حين أخبرت بعض الصديقات القدامى في الداخلية ، أشرن عليا باحتياط الاكل ، و ألا أتناول كل ما يقدم هنا ، و عن أشياء كثيرة من قبيل الفتاة التي انتحرت السنة الماضية ..
صعوبة في النوم ، ضوضاء غير مفهومة ، صراخ ، عراك ، ضحك ، بكاء و " أغنية أنا لقيت الطبطبة 20 مرة في اليوم " ، أمضيت الليلة الاولى أحلم و ألعن ، عقدة الذنب بسبب اللهاث خلف المستحيل ..
#إكرام_فكري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟