أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أمير السليمي - مع صديقي الملحد (7) الأخير.















المزيد.....

مع صديقي الملحد (7) الأخير.


أمير السليمي

الحوار المتمدن-العدد: 7941 - 2024 / 4 / 8 - 12:09
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الشعب الجائع الجاهل يريد تغيير النظام، والنظام الغازي المستبد لا يريد تغيير الشعب..

هذه قصة الشعوب الموسومة بالعروبة والاسلام منذ بداية تاريخها الأسود بدءا بغزوة غار حراء مرورا بوسم المشركين بالنجاسة لينظر البدو الى خارج شبه جزيرتهم وصولا الى ما سمي بـ "ثورات" تونس ومصر وغيرهما؛ ذلك الشتاء المدمر الذي وصف بـ "الربيع" و "العربي" والعرب منه براء، انطلق "جاهلا" كقارب تتقاذفه الأمواج يريد اليابسة لكنه لا خطة عنده ولا ربان، فانقلب اسلاميا وعاد الي الأصل دون أن يدري ودون أن يفهم: الى غزوة الغار أين لم يفهم المؤسس، فقال الصدق أن مسه الشيطان، لكن أفخاذ خديجة كان لها القول الفصل، فسحقا لذكر الشياطين ومرحى مرحى لرسالة رب العالمين..

انقلب اسلاميا فوصف أشقاء السكنى لا -الأوطان- بالنجاسة والكفر، وأعطي سيفا وجوادا وشرع يبحث كيف يصل الى الحوريات والغلمان؛ فمن مرابط ومجاهد بالكلام الى غاز بالسنان، وكانت ديار الحرب تدعو عشاق الدماء والأشلاء من كل مكان، فانطلق المجاهدون راجين من ربهم المغفرة والرضوان الى أرض الأشقاء في العرق والدين وكأنهم يقولون معتذرين ودون أن يدروا "هذه بضاعتكم ردت اليكم" فلا أحد منهم فكر في السفر الى نيجيريا والنيجر وهي أرض جهاد كما هو معلوم..

لطالما تعجبت من حروب المسلمين والمسيحيين الدعوية/ التبشيرية.. الدونكيشوطية، ولطالما تساءلت لماذا يقبل المؤمن بخيارات مقيدة ومحددة منذ البدء؛ هل محمد رسول من عند الله؟ هذا عادة موضوع هذه الحروب، والغريب أنك تلحظ منذ الوهلة الأولى أن هناك أصلان عظيمان يغيبان ولا يلتفت لهما؛ أولهما هل هناك اله أصلا؟ وثانيهما وان تنزلنا وقلنا بوجود هذا الاله فهل يرسل رسلا..

هذه المهزلة الفكرية والمنطقية تذكرني بالخيارات المطروحة أمام هذه الشعوب المغيبة التي تريد تغيير النظام، خياران اثنان لا غير اما بصل واما ثوم ولا شيء غير ذلك، فالفاكهة الشهية لا توجد عند شعوب العروبة والاسلام الا في الجنة التي تلت غزوة الغار والأفخاذ، أما على هذه الأرض فالبصل والثوم فقط مع فروق طفيفة تراها هذه الشعوب مزايا ومناقب تفاخر بها غيرها: هذا يأكل بصله بالسب والآخر بالعصا والثالث "الأرقى والمتحضر" يأكل بصله دون سب وعصا..

هذا الذي يأكل بصله دون اهانة مباشرة يشبه ذلك الذي خرج من ظلمات الشيطان واكتشف نور الرب العجيب أو تلك التي تستطيع أن تطلق في قبيلتها الجديدة، وهكذا كل سعيد بجديده هازئ بماضيه ومتعجب كيف أمضى السنين مخدوعا حتى اكتشف الحقيقة بـ "الدليل والبرهان وبعد دراسات ونقاشات وحروب وصراعات!" وهنا يعجب العقل من كم السفه والغباء الذي لا يراه هؤلاء، فمثلا يقول أحدهم اكتشفت حقيقة ارهاب محمد وقارنته بسلام ووداعة المسيح فرأيت الحقيقة كالشمس ولم أستطع الا أن أحترم عقلي، الغالبية الساحقة من هؤلاء لم يدرسوا الديانة الجديدة ونصوصها التي لا تختلف في شيء عن نصوص قبيلتهم القديمة، والعجيب أن ترى نفس التبريرات التي كان يقولها ذلك الشخص عن دينه القديم يعيدها مع دينه الجديد دون أن يثير ذلك ذرة تساؤل في عقله.. كل التاريخ الدموي لا يمثل في شيء دينه الجديد وبهذه الكلمة البسيطة يرضي ضميره المنوم وعقله المغيب فيقول أن من قاموا بذلك لا يمثلون حقيقة الدين ولم يفهموه أما هو -والذي غالبا ما يجهل كل شيء عن معتقده الجديد- فقد فهم ما لم يفهمه الشافعي وابن تيمية أو ترتليانوس وأغسطينوس..

مثال آخر عجيب وغريب جدا عندي وهو النساء وكيف الى اليوم هن من يمثلن أكثر المؤمنين ويتفوقن على الرجال، مع أن أتفه سؤال أذكره منذ صغري ينسف نسفا دينهن القديم والجديد وكل دين آخر وهو "لماذا هذا الاله ذكر؟!" الأجوبة التي تأتي من أغلبهن تثير الشفقة والاشمئزاز فتذكرنا بستوكهولم ساندروم وبنصوص كثيرة في كل الأديان تنسب الدونية والسفه والغباء للنساء فتنطبق عليهن حقا! .. أسئلة أخرى -من وحي الطفولة-: لماذا الرجل لا يحيض؟ لماذا لا يحمل؟ لماذا لا يلد؟ لا يرضع؟ .. أعظم الأوهام تفند بأبسط التساؤلات.

الأعجب من النساء مع هذه الأديان ومعضلة الايمان عموما هو المثلي، فاذا كنا نعجب كيف تقبل النساء بهذه الأديان برغم اهانتها لهن الا أن هذه الأديان لا تأمر بقتل النساء لأنهن نساء أما المثليون فهي تأمر بقتلهم فقط لأنهم مثليون فكيف يقبل العقل البشري أن يكون شخص ما مثليا ومؤمنا بشيء يأمر بقتله؟ وهنا ربما تتربع المرأة المثلية والمؤمنة بأي دين على هرم الشيزوفرينيا والسفه: استعمالي لـ "ربما" غير بريء لأن المرأة المثلية المتدينة لا يصل الى مقامها أحد.

سؤالي للملحد: نفس العجب عندي وأكثر من كيف يتعلق ملحد بمتدينة وإن كانت -كيوت- بل حتى لو كانت ربوبية؟ ويقول -أحبها- وربما تنازل الى حد يثير الشفقة والاشمئزاز؟ الأجوبة كثيرة و-التفلسف- كثير لكن التفسير الوحيد عندي أن من يرضى بهذا لا يحمل من الالحاد الا الاسم كمسلم يسكر أو كيهودي يعشق لحم الخنزير أو كتلك المثلية المتدينة المشار اليها سابقا.. الأعجب أن هذا الملحد سيرضى بعد ذلك بجرائم لا يمكن أن تغفر، كأن يختن ابنه أو يقبل بأن يلقن الدين في المدارس أو -ونحن في رمضان- أن يكون منزله لا يختلف في شيء عن منازل المسلمين فتعجبه المأكولات والمسلسلات وغيرها من القاذورات التي من المفروض يراها قاذورات لكنه لا يفعل ويسمم بها أبناءه وربما لم يستح وطالب زوجته بأن تطبخ له الأنواع العديدة من المأكولات ولا يأبه لذلك وربما برر فعله..

مقارنتي لهذا الملحد مع المتدينين ليس لأغيظه بل فقط لأذكره أنه الوحيد الذي لا يمكن أن يعذر مهما حاول وتهرب لأنه يعلم كل شيء، الفرق شاسع بين من يجهل وبين من يعلم، الجاهل قد يعذر بجهله كعوام الشعوب أما من يعرف فلا يمكن أن يعذر، الملحد يجب وضعه دائما في نفس مرتبة رجال الدين الذين يعرفون كل شيء ولذلك لا يمكن بأي حال أن يعذروا.. هل أبالغ ان زدت وقلت أن الملحد يجب أن يحاسب أكثر من رجال الدين؟ لا غشاوة عند الملحد وذلك الفايروس الايماني الذي يجعل المعزة تطير الذي يحملونه قد شفي منه.. هو!

من هو؟ (أذكر النساء أن استعمالي لضمير المذكر ليس مني لكن من اللغة المستعملة، وأيضا أن من لا يمكن أن يعذر بأي حال هو الملحدة قبل الملحد.. لا أستطيع أن أجد مكانا في عقلي يقبل مثلا كيف ترتبط ملحدة ببائس يرى نفسه رأسها أو يهينها وربما ضربها!)

أنا من القائلين بأن من أتفه الأفكار التي دخلت عقل بشر فكرة الاله، وبأن الأديان وخصوصا الابراهيمية أبشع وأسخف وأتفه ما صدقه البشر، لا يعنيني في شيء انجازاتها العظيمة المزعومة بل تعنيني أصولها التي لا يمكن لمن له ذرة عقل حر وشجاع أن يقبلها.. اله الكون المزعوم اختار البدو العبرانيين ليكونوا شعبه المختار وقد كانوا الأرذل والأجهل بين معاصريهم، ثم من هؤلاء اختار صبية عذراء فتجسد في أحشائها وتنازل من عليائه ليفدي البشر من خطية عجيبة غريبة لا دليل عليها الا كتابات صفراء لا يمكن لعاقل أن يقبلها وصار الأتباع الجدد الشعب المختار الجديد، ثم ترك البشر ضالين قرونا وبعد ذلك أرسل جنيه لبدوي في غار في جبل في منطقة جدباء كانت الأبعد عن كل حضارة وتمدن ليصبح المؤمنون الشعب المختار الجديد. ويستغرب كل هؤلاء كيف نقول أن لا اله خلق، بل الانسان هو الخالق لهذه الأفكار البدائية المهترئة..

لا نزال الى اليوم نعيش تحت سطوة المختارين الثلاثة الذين لا مشروعية لهم الا تلك الكتب الخرافية التي لا تساوي فلسا واحدا في سوق العقل، لا تساوي فلسا عندي وعندك لكنها نفيسة جدا عند أتباعها الذين -مهما كانت أنواعهم من عباد حرف قتلة أو كيوت فسقة وما بين النوعين- يحكمون عالمنا ويدمرونه وهم يعتقدون يقينا أنهم الحل الوحيد للصلاح في هذه الدنيا وفي الأخرى المزعومة... هؤلاء وبكل أنواعهم لا حرج عندي أن أقول أنهم لا يساوون عقل تلميذ ابتدائية في مدرسة الالحاد، هو قول شبيه بأقوالهم نعم لكن تذكر أن الدليل عندك، فكيف يقارن ملحد بمن الى اليوم يؤمن بولادة عذراء؟ بقتل مرتد؟ بشمس تدور حول أرض مسطحة ويوقفها/ يردها الاله المزعوم لبشر ليقتل ويدمر أو ليصلي ويتعبد؟ الخ من آلاف الأمثلة وكل حرف في نصوص هذه الأديان وراءه مهزلة ومعضلة..

أما الحل والفعل فهو أيضا شبيه بهم، وهو محرك التاريخ منذ بدء الحياة على سطح الأرض: الحكم/ السلطة/ القوة ويمكن الاستشهاد بسيف أبي تمام هنا (السيف أصدق انباء من الكتب)، ومن آخر الأدلة التي يمكن الاشارة اليها التغييرات التي حصلت في السعودية بعد أن فرضها بالقوة ملكها وقد تهيأت له الظروف الداخلية والخارجية وأيضا رغبته الشخصية في التغيير.. يخص كلامي هذا مجتمع الملحد الذي أرجو عليه أن يتجاوز خرافة التنوير الذي يحدث التغيير فالتغيير لا تحدثه الا السلطة التي تزرع التنوير بعد تملكها والشعوب ستتبع كالقطعان كما أثبتته التجربة البشرية في كل مكان: هل يعقل أن يناقش من يحكم بقانون يقول أن الحمل يدوم أربع سنوات؟ من يدرس في المدارس قصة آدم وحواء كحقيقة علمية لا تناقش ويمنع تدريس التطور؟ هل الحل في توعية الشعب؟ أم في تقليم مخالب هؤلاء المخرفين وبالقوة؟

أما في دائرته الشخصية فأرجو عليه ألا يسمح بأي من المهازل التي يراها في مجتمعه ولا يستطيع تغييرها تحت أعذار واهية من علمانية وحريات مزيفة لن تخلف الا الذل والهوان.. المريض الذي يرفض العلاج ظانا نفسه ليس غير مريض فحسب بل طبيبا يحبس في حالات ويجبر على تلقي العلاج، الدين والاله مرض عقلي لا يمكن بأي حال أن يسمح الملحد بوجوده في حياته الخاصة في عائلته الخاصة: ذلك الحلم الجميل لن يتحقق أبدا في مجتمعاتنا، وليس ذلك لأدلة هذه الأديان وحاجة البشر اليها كما يزعم كذبا، لكن نستطيع تحقيقه وحياته مع أقرب الناس الينا.. في حياتنا الخاصة.. فلا تحرم نفسك من "جنة" حقيقية لا يمكن أن يضاهيها شيء على هذه الأرض الموبوءة.



#أمير_السليمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع صديقي الملحد (6) عن -التنوير- والعنف
- مع صديقي الملحد (5) ثقافة الشتم واللعن
- مع صديقي الملحد (4)
- مع صديقي الملحد (3)
- مع صديقي الملحد (2)
- مع صديقي الملحد (1)


المزيد.....




- إدارة بايدن تسمح للمقاولين العسكريين الأمريكيين بالانتشار في ...
- بايدن يعلق على أحداث أمستردام
- روسيا تؤكد استعدادها لنقل 80 ألف طن من وقود الديزل إلى كوبا ...
- رئيس الوزراء اليوناني يقدم مقترحات للاتحاد الأوروبي من أجل ا ...
- رويترز: البنتاغون يسمح بتواجد متعاقدين عسكريين في أوكرانيا ل ...
- الناتو يزعم أن التعاون بين روسيا وكوريا الشمالية يمس الأمن ا ...
- إيران: مقتل 4 -إرهابيين- وجندي في عملية في سيستان وبلوشستان ...
- قضيّة الوثائق السرية المسربة: مستشارة الحكومة الإسرائيلية تو ...
- تواصل التنديدات الدولية بالهجمات على مشجعين إسرائيليين في أم ...
- القضاء الأمريكي يوجه الاتهام لإيراني بالتخطيط لاغتيال ترامب ...


المزيد.....

- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أمير السليمي - مع صديقي الملحد (7) الأخير.