أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - هْدَا أُورْدَا هَدِّيغْ














المزيد.....

هْدَا أُورْدَا هَدِّيغْ


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7940 - 2024 / 4 / 7 - 18:17
المحور: الادب والفن
    


هْدَا يا هْدَا يا هْدَا .. هْدَا آمَمّي آهْدَى .. تسكب القهوة السوداء روحَها آلمغناج في دماغك .. تتقلص الحُجرة تضيق .. تتمزق مصاطب العتبات .. يتراقص أثاث الغرفة في زحمة بلا أثاث ... وهذا البدن الذي تصطلي فيه أنفاسُكَ الملتاعة، وذاك القلب الذي غَمَرَه جأش الحياة، وتلك الأرواح الأخرى التي هُجِّرَتْ من أصقاع ذُرَاها القاصية .. وتلك النسمات وكل الناس، كل آلأنام، كل البشر، كل الهفوات وجميع دبابير الدنى الدنية وفضاعات الضيق فضاءات الانحسار بصيص عواسج الذكريات ... ليست بمقام نُجْعَــة .. قد يزول وبالٌ يحل محله وباء .. كل الأمصار عناااء كل الأزمان سيااان .. هي رحلة نكرة من الرحلات الكثيرات النكرات، سَفَر من الأسفار، بلا قضية، بلا رُواء، بلا أمل في الحَدقات ... الميقات غير معلن غير محدد ... وبَارٌ في الجبال في الهضبات في الفجاج في الأودية في القلاع في ضغائن الثكنات ... الهون لا زال مستمرا، والريح صاخبة تصرصر دائما في أمكنة بلا معالم بلا زمان بلا مكان في آلمكان ... هْدَا يا هْدَا يا هْدَا .. هْدَا أورْدَا هَدِّيــغْ ... أنزلوهم واحدا واحدا من شاحنات مُسَنَّنَة دكناء .. في ترنح كانوا يمشون، في تعب في تشنج، بإبااااء ... صفُّوهم أمامنا .. كانوا خمسةً أو يزيدون كنا عشرة تقريبا، وكان الوقت مطلع عيد سعيد أو غير سعيد .. امتزجتِ المشاعر التبست ما عدْتَ تدرك شيئا ما عدتَ تميز ما فعلتَ أو لم تفعل ... هوووف .. ميقات تلك الطلقات، أوامر الصعقات لم يك معلوما لدينا .. كنا عشرة تقريبا كانوا خمسة أو يزيدون والرصاصات محشوات بإصرار في البنادق تنتظر الانتظار ... هْدَا يا هْدَا يا هْدَا .. هْدَا آمَمّي آهْدَى .. نزل الوجه الجَـــهْـــمُ من سيارة داكنة مصفحة ثقيلة رباعية الدفع يختال كجرب فجيعة مُلَوِّحا بعصا من خيزران يهمهم بعزم مُصْطَنَع ينثر الأوامر زفرااات ترسلُ الشررَ حدقتاه المدَثَّرَتان بمتاريس من دسر نحاس تمنع رحمةَ السماء والأرضين بما رحبت ولم ترحب أنْ تحل رحالها في حالهم الذي دون حال ... توجه قائد الكتيبة إلى الرتل الكاكي المنتصب كآلقدَر طفق ينزع عن بدلات الجنود العسكرية رُتبَها زاعقا باصقا متوعدا جادفا على الله على العباد .. ثُـــــــمَّ .. ظَلِلْتَ هناك وإياهم .. كذا كانت تنص الأوامر .. اختاروكم بعناية أو آعتباطا كما آتفق أو تنفيذا لتعليمات ووصايا أو ... ما كنتَ تدري ما كنتَ تدرك مما حدث ويحدث شيئا .. هوووف .. كنا عشرة ربما كانوا خمسة أو يزيدون .. تلك كانت أوامر لا تبرحوا المكان لا تتراجعوا لا تترددوا، ومَنْ يفعل أو يَعْزِمُ أو ينكص أو يهم، فمصيره رصاصات متربصات كن يطوقن بلا مواربة الموقع من كل مكان ... هْدَا يا هْدَا يا هْدَا .. هْدَا أورْدَا هَدِّيــغْ ... كل هذي السنوات العجاف، ظلَّتْ تحتسيكَ قهوة أواخر رمضان شهقة قهوة العيد الصغير زفرة دماء العيد الكبير أو ... ما عدتَ تميز ما عدتَ تفقه غير مخلفات غبش ذكريات وبقايا لفافات قميئات محشوات يتجرعن ببرم حنق غُصصك .. يقيئُكَ الحابلُ إذْ يختلط بالنابل بالزعيق بالوعيد بالنفير بالأوامر بالخراتيش بالرصاصات بالقنابل تلعلع في الصحارى القفار في في البطاح في البحار في نجود الناس البعيدين في هامات الأشاوس في قامات ذُرَا الرجال إيتَــرَّاسَنْ في شعاب آلأجمات ... وهديل أمومة ثكلى جعل يتهادى يصدح يتعالى كنتَ تسمعه تصغي إليه ساعتئذ يُناغي الجُؤار في كل آآآن يهدهد العثار ...

"هْدَا آمَمّي آهْدَى
هْدَا يا هْدَا يا هْدَا ..!!..
هْدَا أورْدَا هَدِّيــغْ
أعْبَالْ أدِي يَقْطيعْ،
أسْغُونْ آدي إيشَرْواسْ،
مَمِّي أدي أرْگاز،
أرگازْ آيَارُو أغِيلاسْ ...
هْدَا آهْدَا يا هْدَا ..!!..
هْدَا أورْدا هَدِّيــغْ .."

☆ترجمات :
_هْدَا آمَمّي آهْدَى : نم قرير العين بنيَّ في مراعيك الحسان
_هْدَا يا هْدَا يا هْدَا : استكن في مروج البراري
_هْدَا أورْدَا هَدِّيــغْ : ارعَ غنماتك لا لن أرعاها
_أغبالْ آدي أقطيع : نبع العين سيتدفق بالحياة بالمروج بالقطعان
_أغبال : من أسماء الأماكن لدى الأمازيغ في كثير من المناطق بالمغرب وغير المغرب، تعني (عين الماء الغزيرة) ويقال كذلك (أغبالو) وهو مكان العين الجافة، التي كانت عينا ثم نضبت، تعود اليها الحياة عند عودة التساقطات
_أسْغُونْ آدي إيشَرْواسْ : والحبل الصغير ستمتن عرواته وتصلب عقداته
_مَمِّي أدي أرْگاز : سينجب ابني فحولة الرجال
_أرگازْ آيَارُو أغِيلاسْ : والفحل سيلد هزبرا
_إيتَــرَّاسَنْ : الفتية الشباب



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لَيْلَةٌ أُخْرَى مَوْؤُودَة
- وَبَقَايَا مِنْ كُلِّ شَيْء
- السلام عليكِ خالتي
- تِيخْتْ نَتْمُورْتْ
- وَأَقْمَارٌ كَأَنّ آلْأرْضَ فَاحَتْ
- جَابُوهْ جَابُوهْ آسَعْدَاتْ مُوهْ أُو بُوهْ
- غير لَطْيَارْ بَاكْيَا بَنْوَاحْ وُلْدَتُو لَحْزَانْ
- لَالْ الرَّيْ دَشْوارْ
- لِمَ لَا أَفْعُلُ ذَلِكَ .. لِمَ .. !؟ ..
- آذار حَسِير
- سَلَامٌ يَطْفِرُ بِسَخَاءٍ مِنْ عَيْنَيْ الْأُمّ هَادِي
- يُوسُفُ آلصَّغِيرُ
- عَسَى
- زَهْرَتَاان
- شَيْءٌ كآلزُّحَارِ
- أشلاااااء الكلمااااات
- تِيزَرْزَرْتْ
- كَذَا رَأَيْتُهُمْ يَفْعَلُونَ بِي فِي جَنَازَتِي
- لَمَّا نَبَسْتُ .. آآآه .. وَجَدْتُنِي
- يَقْفُو خطواتِها ظِلُّهَا آلْعِمْلاقُ


المزيد.....




- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...
- 3isk : المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بجودة HD على قناة ATV ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - هْدَا أُورْدَا هَدِّيغْ